شارع البركه
تفجرت العيون فى قلب الشارع فأسرع
الصغار يخلعون ملابسهم كى يسبحوا للعبور من الرصيف الأيمن الى الأيسر بعرض ثلاثة
أمتار وعمق المتر ونصف .
يحمل كل صغير ملابسه بيده اليسرى ويرفعها فى الهواء ، ويضرب وجه الماء باليمنى والقدمين فيندفع الى الأمام كل حسب قوته .
يعود طلاب المدارس فيحملون حقائبهم التيلية الممتلئة بالكتب والكراريس لتمتلىء بالملابس الداخلية والخارجية والأحذية ويبعدونها عن سطح الماء ويواصلون السباحة حتى يصل كل منهم الى السلالم التى لايغطيها الماء فيتعلقون بالظاهر منها حتى يصعدون الى أدوارهم العليا بعد أن هجر كل سكان الادوار الأرضية المنطقة الى المخيمات حتى تبلع عيون أرض الشارع ماءها .
لزمت السيدات وبنات البنوت المنازل لعدم المامهن بفن السباحة وفكرن كثيرا فى استخدام العوامات المطاطيه لتعينهم على التنقل من والى الأسواق حتى لايمل الرجال من صراعهم الدائم فى مسابقة السباحة لأربع أوخمس مرات يوميا ذهابا وأيابا من العمل واختراقا للأسواق تلبية لطلبات المنازل .
أسرع الشيوخ الى بيوت المسنين واعتزلوا الابناء والاحفاد الذين انقطع بهم الاتصال لتخلل المياه كل شرايين وأوردة كابلات الهواتف الأرضيه وعجز القوارب الصغيرة عن قطع المسافة الكبيرة بين المنطقة وبيوت المسنين .
تداخلت مياه الشرب ومياه البقايا ليشرب السكان الماء الجارى ، وجلس هواة الصيد يمسكون بسنانيرهم على الشاطئين ليلتقطوا أسماكهم الصغيره .
مرّ شيخان كبيران عابرا سبيل بالشارع فانزلقت أقدامهما الى وسط البركة لتبتلعهما واحدة من الحفر التى لم يسدها عمال حفر نظارة المياه والنور والفضلات والغاز-الغير موجود بالمنطقة - والجسور والهواتف ,
لم تفلح محاولات ابناء المنطقة فى انتشال جثتى الشيخ عويس الزغباوى الماوردى وزوجته زاهيه ، وابتلعت حفرة ثانية من بين الحفر الست كمال ونبويه ابنى شحاته غزال القهوجى .
كلّف ابناء الشيخ عويس محاميا ليرفع قضية لأبيهم وأخرى لأمهم ضد الجهات المعنيه ، وانضم اليهم شحات مطالبا بالتعويض عن صغيريه .
بلغ اجمالى القضايا المرفوعه ضد النظارات المعنية أربعا وعشرين قضيه فشكلّت النظارات هيئة للدفاع وخصصت خمسة من المحامين للرد على الخصوم فى كل قضية حتى تمكن المائة والعشرون محاميا من كسب القضايا وطالبوا ابناء الشيخ عويس وشحات بأتعاب المحامين أو الحكم بالحبس فى حالة عدم القدرة على السداد .
بحثت أقدام شحات وابناء الشيخ عويس عن الحفر الأربع الأخرى وانزلقوا فى قلبها لتغطيهم المياه المتدفقة من ماسورة مياه الشرب وماسورة مياه الفضلات ، وطمست كل معالمهم مياه البركه .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
يحمل كل صغير ملابسه بيده اليسرى ويرفعها فى الهواء ، ويضرب وجه الماء باليمنى والقدمين فيندفع الى الأمام كل حسب قوته .
يعود طلاب المدارس فيحملون حقائبهم التيلية الممتلئة بالكتب والكراريس لتمتلىء بالملابس الداخلية والخارجية والأحذية ويبعدونها عن سطح الماء ويواصلون السباحة حتى يصل كل منهم الى السلالم التى لايغطيها الماء فيتعلقون بالظاهر منها حتى يصعدون الى أدوارهم العليا بعد أن هجر كل سكان الادوار الأرضية المنطقة الى المخيمات حتى تبلع عيون أرض الشارع ماءها .
لزمت السيدات وبنات البنوت المنازل لعدم المامهن بفن السباحة وفكرن كثيرا فى استخدام العوامات المطاطيه لتعينهم على التنقل من والى الأسواق حتى لايمل الرجال من صراعهم الدائم فى مسابقة السباحة لأربع أوخمس مرات يوميا ذهابا وأيابا من العمل واختراقا للأسواق تلبية لطلبات المنازل .
أسرع الشيوخ الى بيوت المسنين واعتزلوا الابناء والاحفاد الذين انقطع بهم الاتصال لتخلل المياه كل شرايين وأوردة كابلات الهواتف الأرضيه وعجز القوارب الصغيرة عن قطع المسافة الكبيرة بين المنطقة وبيوت المسنين .
تداخلت مياه الشرب ومياه البقايا ليشرب السكان الماء الجارى ، وجلس هواة الصيد يمسكون بسنانيرهم على الشاطئين ليلتقطوا أسماكهم الصغيره .
مرّ شيخان كبيران عابرا سبيل بالشارع فانزلقت أقدامهما الى وسط البركة لتبتلعهما واحدة من الحفر التى لم يسدها عمال حفر نظارة المياه والنور والفضلات والغاز-الغير موجود بالمنطقة - والجسور والهواتف ,
لم تفلح محاولات ابناء المنطقة فى انتشال جثتى الشيخ عويس الزغباوى الماوردى وزوجته زاهيه ، وابتلعت حفرة ثانية من بين الحفر الست كمال ونبويه ابنى شحاته غزال القهوجى .
كلّف ابناء الشيخ عويس محاميا ليرفع قضية لأبيهم وأخرى لأمهم ضد الجهات المعنيه ، وانضم اليهم شحات مطالبا بالتعويض عن صغيريه .
بلغ اجمالى القضايا المرفوعه ضد النظارات المعنية أربعا وعشرين قضيه فشكلّت النظارات هيئة للدفاع وخصصت خمسة من المحامين للرد على الخصوم فى كل قضية حتى تمكن المائة والعشرون محاميا من كسب القضايا وطالبوا ابناء الشيخ عويس وشحات بأتعاب المحامين أو الحكم بالحبس فى حالة عدم القدرة على السداد .
بحثت أقدام شحات وابناء الشيخ عويس عن الحفر الأربع الأخرى وانزلقوا فى قلبها لتغطيهم المياه المتدفقة من ماسورة مياه الشرب وماسورة مياه الفضلات ، وطمست كل معالمهم مياه البركه .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق