السبت، 23 يوليو 2016

غوايش سوداويه
تصنع سوداويه جبلا من رغوة صابون الغسيل محدود القيمة .. تمرر ماتبقى من جسد الصابونة على الخمس غوايش الاولى فى معصم يدها اليمنى ، ثم تحاول الامساك بفتافيت الصابونة بيدها لتمررها على الخمس غوايش الثانية فى معصم يدها اليسرى .
تغمس سوداويه يديها الاثنين فى الماجور الفخارى الكبير الذى يحمل جبل الفقاعات الكروية التى ماتلبث أن تنفجر حتى تمتلىء وتنفجر ، وتنتظر فترة طويلة من الزمن حتى يتخلل الماء مسام الغوايش فتتسع ليسهل خلعها من يدى سوداويه التى راحت للامتلاء الوراثى عن الام والجدة من فرط حبهم الشديد للشعرية التى تشبه الى حد كبير المكرونة الايطالية الطويلة والصينية أيضا .
تحاول سوداويه أن تفرغ من خلع الغوايش النحاسية القديمة التى تلّونت بالصدأ الاخضر الجنزارى لطول عمرها فلقد أهداها لها عناينى البخ زوجها منذ أربعين عاما كشبكة للزواج الذى أسفر عن مولد ولد متزوج من عشرين عاما وبنت لم تتزوج لبدانتها وعدم قدرتها على الحركة .
تحاول سوداوية نزع أول غويشة من اليد اليمنى فلاتتمكن وتخشى على الشعرية من فشل ابنتها التى لم تفلح فى تعليمها شيئتا من أمور المنزل .. توجه سوداويه ارشاداتها الى حليمه ابنتها عن بعد وتواصل محاولاتها فى نزع الغويشة الاولى .. تبوء كل المحاولات بالفشل فتنتقل الى اليد اليسرى لتحاول مع الاولى من الخمس غوايش نصف العشرة التى اشتراها عناينى البخ من حر ماله على مدى عشر سنوات كان يقتطع جزءا من أجر عمله كسايس فى دوار العمدة حتى تتمكن سوداويه من العزف بهن فى وجه غوايش الهانم حرم العمدة والهانم حرم شيخ البلد الفضية .
تقلع سوداويه عن الاكل طوال اليوم حتى تقل نسبة انتفاخ يديها لتتمكن من نزع هذه النحاسيات التى أدمت معصميها .. يجرى ريق سوداويه على الشعرية التى نجحت ابنتها حليمه ولأول مرة فى طهيها لكنها صرفت النظر وتحولت الى جبل الفقاعات الصابونية حتى تتخلص من الالام المبرحة التى تلازمها ليل نهار بسبب شبكتها النحاسية القديمة .
استدعت سوداويه ابنتها حليمة لتعينها على مصيبتها التى أشعلت صراخها فامتد ت السنتها الى آذان كل الجيران الذين تجمعوا حولها وجاءوا بعمرون الحداد الذى تمكن بعد عشر ساعات من انتزاع آخر غويشة من غوايش سوداويه شبكتها النحاسية القديمة الملونة باالصدأ الاخضر الجنزارى .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق