الخميس، 21 يوليو 2016

طى الغربة
أقبل خمسة من الأغراب على الحى القديم فلم يتقبلهم السكان فى أول الأمر .. لجأ الأخوة الى شيخ الحارة يبحثون عن لقمة العيش وشكوا اليه سوء معاملة أهل الحى ، ومجيئهم من الأطراف البعيدة هربا من الجفاف الذى اجتاح المناطق التى كانوا يقطنون بها  .. رقّ قلب شيخ الحارة الى حال الأغراب وكلّفهم بأعمال العتالة فى وكالة الشيخ رابح العطار ، وكان الضامن لهم استنادا الى أوراق الهوية التى يحملها كل أخ من الأخوة الخمسة .
فرش كل شقيق خده مداسا لأهل الحارة  يسيروا عليه ويتهادوا ، وأسرع كل منهم يحمل عن السكان مايأتون به من الخارج من طعام أوشراب وملبس واحتياجات معيشية أخرى بدون مقابل فى أول الأمر ثم بمقابل زهيد بعد ذلك حتى تركوا الاقامة فى الوكالة الى شقة الدور الأرضى بمنزل شيخ الحارة ، والتصق بهم لقب المشاورجيه ليكتفوا بعملهم الجديد .
يدق أهل الحارة باب أونافذة الأشقاء الخمسة ليخرج اليهم أحدهم فتصطحبه احدى نساء الحارة ويحمل عنها امتعتها فى رحلة العودة من السوق أوينهى لها أوراقا هامة تتعلق بالميلاد أو الوفاة أوتحقيق الهوية .
علا نجم الأشقاء الخمسة بعد رحيل رضوان فرج شيخ حارة المناخلى فتزوج ريحان الغربى أكبر الأشقاء الخمسة بأرملة الشيخ وعفا أشقائه الأربعة من دفع ايجار شقة الدور الأرضى بمنزل المرحوم .
برع صفوان الغربى فى تصدير أجمل فتيات الحارة الى مكاتب المخدمين للعمل كشغالات فى منازل الاعيان ، كما تميز ربعه وحميده ونونو فى استجلاب وترويج المخدرات بين كبار وصغار حارة المناخلى والحوارى المجاورة .
تمكن الاشقاء الخمسة من شراء نصف منازل الحارة بعد سنتين من تاريخ الدخول ليلا الى الحارة سرا حتى لايتم الاشتباه فيهم لغرابة الوجوه .. امتلك الغرابوه الخمسة بعد ستة أشهر أخرى بقية منازل الحارة ليتحول كل سكان حارة المناخلى الى العمل كمشاورجيه فى وكالات الأشقاء الخمسة ، وتم خلع تسعة عشر من أجمل زوجات الحارة ليدخل بهم صفوان وربعه وحميده ونونو ، وصار على ذمة الأخوة الخمسة عشرون زوجة ومن البنين والبنات مائه ثم تم استبدال عشر زوجات بعشر أخريات حتى اجتمع المطلقات الخمسون واتفقن على تقطيع المطلقين الخمسة فطويت بذلك الصفحة الاخيرة من تاريخ الأشقاء الخمسة الغرابوه المشاورجيه .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه


one;text-autospace: none;direction:ltr;unicode-bidi:embed'> 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق