شغيله
تقول المرأة : ان ظفر قدم المهندز
بألف من الشغّيلة ، وايش جاب لجاب وهى العين تعلى على الحاجب ؟
تتعلق آذان نساء الشغيلة بصوت كايداهم زين البراويه بنت الشغيله ، وتحلم كل امرأة أن تنجب ولدا يتخرج فى المهندزخانه حتى يصبح مثل الباشا مهندز الرى الذى باشارة من يده اليمنى يرتوى الزرع ، وحين يلّوح بيده اليسرى يصاب بالجفاف ويتضور الفلاحون جوعا .
تتخير كايداهم أقوى النساء وتضع لهن جدولا لخدمة قصر الباشا بطول أيام الأسبوع فعشرة منهن ينظفن الدور الأرضى الذى يبدأ بقاعة استقبال الضيوف وتحيطها عشرة غرف موزعة على الجانبين .. تصعد العشرة نساء الأخريات على السلم المؤدى الى الدور الثانى ويبدأ التنظيف عقب خروج الباشا من باب القصر فى تمام السابعة من صباح كل يوم فى صحبة ابنه الوحيد رامى ليوصله السائق الى مدرسة البندر .
توجه كايداهم زينهم كبيرة الخدم بالقصر عشرة أخريات من النساء فى صحبة طه رضاوى ساعى مكتب الباشا ليمر على دور العمده وشيخ البلد وشيخ الخفر وكبار الاعيان وزيدان باشا عبده وسلام باشا عنتر ليجمع الراتب اليومى من الخضار والفاكهة والطيور التى ستذبح لتقدم على مائدة الغداء والعشاء فى قصر سيد باشا طماى مهندس الرى .
يعود رضاوى قبل أذان صلاة الظهر فتضع كل امرأة ماعلى رأسها من خير لتسلمه الى كبيرة الخدم التى تقلب فيه النظر لتستبعد الردىء وتدخل السليم الى المطبخ .. يتجمع الثلاثون أمرأة فى المطبخ الكبير يغسلن ويقطعن ويذبحن ويسوين اللحوم .. تتجول كايداهم بين نساء الشغيله فيعلو صراخها لتأتى بأسرار هانم عزيز التى تهدىء من روعها وخوفها الشديد من الباشا اذا لم تحسن النساء عملهن وينتهين منه قبل أن يعود فستفقد وظيفتها ويخرب بيتها .
تهدأ كايداهم وتعطى أسرار هانم لكل امرأة حسنتها بعضا من الخبز وقليلا من الخضار فتعلو أصواتهن بالدعاء لها ويغادرن القصر لتستقبلهن بناتهن اللاتى يحملن عنهن الوجبات التى ستقيم أودهن وأود أخواتهن وآبائهن الذين يعودون من مصلحة الرى مع غروب الشمس ، وتحلم كل فتاة بفارسها الذى يشبه الباشا مهندز الرى الذى سيغدق خيرا كثيرا على أهلها الشغيله .
تسرع كايداهم لتلحق بالنساء لتؤكد عليهن ابلاغ جاراتهن ممن عليهن الدور فى الغد لخدمة قصر الباشا وتكرر جملها المشهوره ليقلعن عن الحلم : ان ظفر قدم المهندز بألف من الشغيله ، وايش جاب لجاب ... تترك النساء والفتيات كايداهم تواصل وصاياها ويعدن الى منازلهن ليقابلهن الزحام الشديد والصراخ والعويل طلبا للنجدة من الغرق لتآكل تروس اغلاق ابواب القناطر .
باءت كل محاولات الرجال بالفشل وتدفق الماء الغاضب ليزيل كل الابواب ويغمر بيوت الشغيله التى تحتضن نساءها ورجالها وشيوخها فلاينجو من الغرق أحد .
تبدأ كايداهم كبيرة خدم القصر فى رحلة البحث عن شغيلة جدد ونساء وبنات بنوت يحلمن بسيدهن الباشا ليغدق الخير الكثير على أهلها من الشغيله .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
تتعلق آذان نساء الشغيلة بصوت كايداهم زين البراويه بنت الشغيله ، وتحلم كل امرأة أن تنجب ولدا يتخرج فى المهندزخانه حتى يصبح مثل الباشا مهندز الرى الذى باشارة من يده اليمنى يرتوى الزرع ، وحين يلّوح بيده اليسرى يصاب بالجفاف ويتضور الفلاحون جوعا .
تتخير كايداهم أقوى النساء وتضع لهن جدولا لخدمة قصر الباشا بطول أيام الأسبوع فعشرة منهن ينظفن الدور الأرضى الذى يبدأ بقاعة استقبال الضيوف وتحيطها عشرة غرف موزعة على الجانبين .. تصعد العشرة نساء الأخريات على السلم المؤدى الى الدور الثانى ويبدأ التنظيف عقب خروج الباشا من باب القصر فى تمام السابعة من صباح كل يوم فى صحبة ابنه الوحيد رامى ليوصله السائق الى مدرسة البندر .
توجه كايداهم زينهم كبيرة الخدم بالقصر عشرة أخريات من النساء فى صحبة طه رضاوى ساعى مكتب الباشا ليمر على دور العمده وشيخ البلد وشيخ الخفر وكبار الاعيان وزيدان باشا عبده وسلام باشا عنتر ليجمع الراتب اليومى من الخضار والفاكهة والطيور التى ستذبح لتقدم على مائدة الغداء والعشاء فى قصر سيد باشا طماى مهندس الرى .
يعود رضاوى قبل أذان صلاة الظهر فتضع كل امرأة ماعلى رأسها من خير لتسلمه الى كبيرة الخدم التى تقلب فيه النظر لتستبعد الردىء وتدخل السليم الى المطبخ .. يتجمع الثلاثون أمرأة فى المطبخ الكبير يغسلن ويقطعن ويذبحن ويسوين اللحوم .. تتجول كايداهم بين نساء الشغيله فيعلو صراخها لتأتى بأسرار هانم عزيز التى تهدىء من روعها وخوفها الشديد من الباشا اذا لم تحسن النساء عملهن وينتهين منه قبل أن يعود فستفقد وظيفتها ويخرب بيتها .
تهدأ كايداهم وتعطى أسرار هانم لكل امرأة حسنتها بعضا من الخبز وقليلا من الخضار فتعلو أصواتهن بالدعاء لها ويغادرن القصر لتستقبلهن بناتهن اللاتى يحملن عنهن الوجبات التى ستقيم أودهن وأود أخواتهن وآبائهن الذين يعودون من مصلحة الرى مع غروب الشمس ، وتحلم كل فتاة بفارسها الذى يشبه الباشا مهندز الرى الذى سيغدق خيرا كثيرا على أهلها الشغيله .
تسرع كايداهم لتلحق بالنساء لتؤكد عليهن ابلاغ جاراتهن ممن عليهن الدور فى الغد لخدمة قصر الباشا وتكرر جملها المشهوره ليقلعن عن الحلم : ان ظفر قدم المهندز بألف من الشغيله ، وايش جاب لجاب ... تترك النساء والفتيات كايداهم تواصل وصاياها ويعدن الى منازلهن ليقابلهن الزحام الشديد والصراخ والعويل طلبا للنجدة من الغرق لتآكل تروس اغلاق ابواب القناطر .
باءت كل محاولات الرجال بالفشل وتدفق الماء الغاضب ليزيل كل الابواب ويغمر بيوت الشغيله التى تحتضن نساءها ورجالها وشيوخها فلاينجو من الغرق أحد .
تبدأ كايداهم كبيرة خدم القصر فى رحلة البحث عن شغيلة جدد ونساء وبنات بنوت يحلمن بسيدهن الباشا ليغدق الخير الكثير على أهلها من الشغيله .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق