الصخرة
تتآكل قاعدة
الصخرة الصغيرة التى تستقر أعلى قمة الجبل الكبير .. تتبادل معاول الحجارين القطع
فى آخر كل ليل لتزيد من منطقة التآكل ، وحتى لاتراهم الشرطة التى تجرّم قطع أحجار
جبل الخير
تسللت أشعة شمس
اليوم الخامس والستين بعد الثلاثمائة من السنة الميلادية ، ومازال غريب غرباوى
ينقب مع رجاله أسفل الجبل ليستخرج المعادن الثمينة ,, حمّل الرجل الديناميت على
مائة من الأبل ، وأعطى الجمالين أجرا مضاعفا حتى لايشى به أحدهم الى الشرطة ويتم
القبض عليه فيبعد عن حلمه فى العثور على كنوز الملك الحكيم التى دفنت أسفل هذا
الجبل منذ آلاف السنين كما تقول مصادره المؤكدة من مخطوطات جده التى عثر عليها وهو
ينقب عن الذهب أسفل جبل الخير
قال له جده الغريب
القادم من بلاد الشمال البعيد : ان جبل الخير جبل مبارك مرّ عليه الكثير من أولياء
الله الصالحين ذهابا وأيابا ، واقامة فى كثير من الأحيان فى بعض الكهوف للعبادة
بعيدا عن بطش البشر كما تقول المخطوطات ويؤكد القدامة من سكان المناطق المحيطة
بالجبل ، ولذلك ارتبط اسمه بالخبر
أنزل الجمالون
حمولة ابلهم ، والتقطها عمال غريب غرباوى وفتحوا الصناديق ليستخرجوا أصابع
الديناميت الطويلة ، وأسرعوا يزرعونها فى كل مكان تصل اليه أيديهم طبقا للخريطة ..
ربط العمال الأسلاك ووصلوها بالمصادر التى تشعبت كثيرا وتوحدت حتى صارت واحدة أمسك
بها غريب ، وحدد لرجاله ساعة الصفر وقت رحيل المحتفلين برأس السنة على امتداد المسطحات
الخضراء المدرجة التى تملأ الجبل فى صباح أول يوم من العام الجديد
غادر غريب المكان
عائدا الى منزله بعد اطمئنانه على قرب موعد وصوله الى الكنوز التى ستجعله يحكم هذا
الكون .. واصل العمال الانسحاب الى مخابئهم ليفسحوا الطرقات للقادمين من أهل
المناطق المجاورة
ألقت الشمس بثقلها
على جبل الخير وكادت أن تلامس قممه .. انطلقت الوفود من المحتفلين الى الجبل تفرد
المخيمات للاقامة ليلة رأس السنة ، ويجهزون الالعاب النارية التى ستحمل بسماتهم
وتعبر عن سعادتهم بقدوم العام الجديد
رحلت شمس اليوم
الأخير من السنة فخرج رجال غريب من مخابئهم واختلطوا بالمحتفلين .. انطلقت الالعاب
النارية تملأ السماء فتشيع البهجة فى القلوب .. أمسك واحد من عمال غريب بلعبة
نارية وأطلقها فأصابت سلك التيار الموصل الى الديناميت المنزرع حول الصخرة الصغيرة
فاشتعل لينفجر الديناميت وتسقط الصخرة ليتبعها صخوركثيره تتمكن من دفن كل
المحتفلين مع رجال غريب غرباوى الذى ابتهج كثيرا لتقديم ساعة الصفر كى يتحقق حلمه
الذى ظل يراوده منذ نعومة أظافره فى حكايات جده بعد سقوط الصخرة الصغيرة من جبل
الخير
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق