ليمونة سونه
يقطف الصغار الثمار من ليمونة سونه فتدمى الأشواك أيديهم ويطاردهم عوّاد شلبى خفير القصر حتى يبعدهم ويظل يلعن آبآءهم كى ترضى عنه الست سونه صاحبة القصر وشجرة الليمون فلاتطرده كما فعلت مع عشرة خفراء قبله .
تنظر سونه من نافذة القصر الى الفروع المتكسرة من شجرة الليمون بأسى وتأمر عواد بقطعها حتى لاتذكرها بأول مرة تعلقت فيها بفرع شجرة الليمون الطويلة وكانت فى سن الثانية عشر وأوسعها الخفراء ضربا لتخلفها عن الهرب مع أشقياء الشارع الصغار ، ولم يخلصها من أيديهم غير حفظى باشا صاحب القصر الذى قرر أن يتزوجها بعد عامين من تلك الحادثه فطار عبده الحداد والدها من الفرح وأوشك أن يجن .
كادت رياح الخماسين أن تقتلع شجرة الليمون من جذورها فأغلقت سونه زجاج النافذة فى وجه الرياح ليرحل حفظى باشا مع تولى محمد سعيد باشا الوزارة بعد ثورة سعد باشا ، وخسر حفظى كل أمواله فيماعدا القصر الذى تركه لسونه فى أحضان أخواته الثلاث حياة ورشديه وتحيه .
عشقت الثلاث أخوات الصغيرة الجميلة التى لم تزل بنت بنوت فلم يقو حفظى باشا على تحويلها الى سيده .. تقاوم شجرة الليمون الرياح فتتمايل يمينا ويسارا ، ولم تستطع تحيه أصغر أخوات حفظى أن تقاوم الفقر بعد بيعها لآخر قطعة ذهبية كانت فى حوزتها ، ورحلت لتلحق بأختيها وأخيها .
قررت سونه أن تحوّل قصرها الى ملهى بعد وفاة أمها وأبيها فتحلقن حولها كل نساء القصور المحيطة يعددن محاسنها فجاءت سونه بعشرات الصغيرات من العزبة التى تربت فيها لتقدمهن لمضيفاتها اللاتى طرن من الفرح وانصرفن عن سونه لتنال قسطا من الراحه .
تمصمص سونه شفتيها وهى تنظر الى شجرة الليمون التى تتوسط حديقة القصر فتسد طريق الداخلين من الباب الرئيسى لينعطفن يمينا أويسارا الى السلمين المؤديان الى الدور الأول بقصر حفظى حيث تستقبل سونه ضيوفها .. أخذت نساء القصور صغيرات سونه بنت البنوت الى قصورهن واحتفظت كل سيدة بواحدة وأقلعن عن الحضور الى سونه التى ذبل جمالها وغطت التجاعيد وجهها .
تجزل سونه العطاء للخفير عواد شلبى ليأتيها بنساء العزبة فلايفلح فتلهب ظهره بلعناتها التى لاتنقطع ليل نهار .. تتقطع آهات شجرة الليمون القديمة ثم تصمت مع نجاح رياح الخماسين فى اقتلاعها فتنهمر دموع سونه الغزيرة وتسقط بنت البنوت خلف زجاج نافذة حفظى باشا كما سقطت شجرة الليمون التى عرفت بين ابناء العزبة بليمونة سونه .
يقطف الصغار الثمار من ليمونة سونه فتدمى الأشواك أيديهم ويطاردهم عوّاد شلبى خفير القصر حتى يبعدهم ويظل يلعن آبآءهم كى ترضى عنه الست سونه صاحبة القصر وشجرة الليمون فلاتطرده كما فعلت مع عشرة خفراء قبله .
تنظر سونه من نافذة القصر الى الفروع المتكسرة من شجرة الليمون بأسى وتأمر عواد بقطعها حتى لاتذكرها بأول مرة تعلقت فيها بفرع شجرة الليمون الطويلة وكانت فى سن الثانية عشر وأوسعها الخفراء ضربا لتخلفها عن الهرب مع أشقياء الشارع الصغار ، ولم يخلصها من أيديهم غير حفظى باشا صاحب القصر الذى قرر أن يتزوجها بعد عامين من تلك الحادثه فطار عبده الحداد والدها من الفرح وأوشك أن يجن .
كادت رياح الخماسين أن تقتلع شجرة الليمون من جذورها فأغلقت سونه زجاج النافذة فى وجه الرياح ليرحل حفظى باشا مع تولى محمد سعيد باشا الوزارة بعد ثورة سعد باشا ، وخسر حفظى كل أمواله فيماعدا القصر الذى تركه لسونه فى أحضان أخواته الثلاث حياة ورشديه وتحيه .
عشقت الثلاث أخوات الصغيرة الجميلة التى لم تزل بنت بنوت فلم يقو حفظى باشا على تحويلها الى سيده .. تقاوم شجرة الليمون الرياح فتتمايل يمينا ويسارا ، ولم تستطع تحيه أصغر أخوات حفظى أن تقاوم الفقر بعد بيعها لآخر قطعة ذهبية كانت فى حوزتها ، ورحلت لتلحق بأختيها وأخيها .
قررت سونه أن تحوّل قصرها الى ملهى بعد وفاة أمها وأبيها فتحلقن حولها كل نساء القصور المحيطة يعددن محاسنها فجاءت سونه بعشرات الصغيرات من العزبة التى تربت فيها لتقدمهن لمضيفاتها اللاتى طرن من الفرح وانصرفن عن سونه لتنال قسطا من الراحه .
تمصمص سونه شفتيها وهى تنظر الى شجرة الليمون التى تتوسط حديقة القصر فتسد طريق الداخلين من الباب الرئيسى لينعطفن يمينا أويسارا الى السلمين المؤديان الى الدور الأول بقصر حفظى حيث تستقبل سونه ضيوفها .. أخذت نساء القصور صغيرات سونه بنت البنوت الى قصورهن واحتفظت كل سيدة بواحدة وأقلعن عن الحضور الى سونه التى ذبل جمالها وغطت التجاعيد وجهها .
تجزل سونه العطاء للخفير عواد شلبى ليأتيها بنساء العزبة فلايفلح فتلهب ظهره بلعناتها التى لاتنقطع ليل نهار .. تتقطع آهات شجرة الليمون القديمة ثم تصمت مع نجاح رياح الخماسين فى اقتلاعها فتنهمر دموع سونه الغزيرة وتسقط بنت البنوت خلف زجاج نافذة حفظى باشا كما سقطت شجرة الليمون التى عرفت بين ابناء العزبة بليمونة سونه .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام بقطاع
التليفزيون المصرى
باتحاد الاذاعة والتليفزيون