الأربعاء، 27 يناير 2021

 قش الأرز 


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


قش الأرز

 

يعبىء مغربى حسنى حماد قش الارز فى أجولة القطن الخيش الكبيرة الموصولة بخيط المنجدين المتين ، ويتطلع الى منحة أخرى من القش يهبها له عباس الزجاج قبل أن يتخلص منها حتى يكمل صناعة المرتبة لأولاده محسن وحسنيه وعزيزه ويوسف وكوثر وسميحه وسالم 

تجىء قافلة الابل الكبيرة ، يعلوظهر كل منهم  هرمان من قش الارز يغطيان هرمين من الخشب المدرج يحتضنان أنية الزجاج التى يفصل بينها القش حتى لايصدم بعضها البعض فتنكسر مع كل مطب بطول الطريق الطويل من الحضر الى الحى القديم بواحة الصحراء الصغرى  

يخطف أصحاب القمائن قش الارز من عباس الزجاج بسعر زهيد ، ويعتبره الرجل زكاة عن صحته وصحة نجاة مبروك عكاشه وأولاده الثلاثه عاطف وسعد وأيمن ، ويعد الحاج عباس عامله مغربى حسنى حماد باقتطاع جزء من القش فى كل مرة  حتى تكمل مرتبة الأولاد والوسائد بدون مقابل 

يساعد محسن ويوسف وسالم والدهم ، وينظفون أرض الرحبة  من القش حتى لايتمكن الهواء من حملها الى خيم الجيران .. تدخل حسنيه الخيط فى عين الأبرة ، وتمسك عزيزه بالقطع الصغير فى قاعدة الجوال الخيش فتتمكن كوثر وسميحه والأم هنيه من خياطة القطع حتى لايتسرب القش 

تآكلت الحصيرة الخوص  التى تقتنى جيشا من الحشرات الضارة ، ولم يتبق منها سوى اليسير الذى ينام عليه السبعة صغار ، ولم تتمكن هنيه من اقتطاع جزءا من أجر مغربى اليومى لتشترى غيرها ، وحلمت ذات يوم بحصيرة من العيدان الملونة لتفيق على سعرها الذى يقترب من سعر مرتبة القطن نمره خمسه كما يقول زوجها الذى أخذ وعدا من الحاج عباس والحاج كلمته واحده 

سيشع الدفىء من قش الأرز وتعلو المرتبة بطول عشرة سنتيمترات عن رطوبة الرمال  فينام الصغار .. يتربص أصحاب القمائن بالقش الذى سيوزعونه بينهم بالتساوى كى يتحول لون الطوب الأسود الى الأحمر وتحمله الابل الى الحضر والواحة لبناء المنازل الاسمنتية  

يطمح كل ابناء الحى فى الحصول على نصيب ولو يسير من القش لصناعة المراتب فيخصص أصحاب القمائن رجالا لحراسة قوافل الابل  مع وقوفها أمام الرحبة حتى يحرقوا طوبهم اللبن .. تقف القافلة  وسط زحام رجال أصحاب القمائن وأهل الحى وقد خرجت عيونهم لتلاحق سقوط القش على الأرض .. يعبىء مغربى جيوبه الطويلة بالقش وهو ينقل آنية الزجاج .. يرى أصحاب القمائن نظرة عطف فى عينّى الحاج عباس الزجاج فيشيروا الى رجالهم الذين يعيدوا الأعين الى أماكنها فيغادر أهل الحى بدون حلم الحصول على القش ، ويعد الحاج عباس عامله مغربى بجزء من القش الأسبوع القادم 

يخرج مغربى القش من جيوبه الطويلة ويضعه فى أجولة الخيش الموصولة ويحكم ربط عين الجوال الكبير الذى سيصبح يوما ما مرتبة من قش الأرز

 

قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


===================================

فخار بالبطاس



من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات




فخار بالبطاس



يشترى العاشق البطاس والاقراص  من الحضر لتكون اعرابا عن خالص الحب والمودة كما طلبت المعشوقة .. يتسلل العاشق ليلا خلسة حتى لايراه أحد بعد خروج الزوج الى المصنع  المطل على حدود ماحة الصحراء الكبرى للعمل فى ورديته المسائية كل يوم ومنذ خمسة عشر عاما ، وبعد أن ينام ابنا المحبوبة ايمن ومى .

يستعيد تامر ابراهيم الكرايمى شريط ذكرياته فى هذا الحى  بعد أن تزوج والده من فريده الرومى الجارة التى تسكن فى الخيمة  المقابلة عقب اعلان طلاقها من لطفى مشهور الزوج الاول الذى لم يستدل على وجوده حيا أوميتا حتى الآن .. طرد ابراهيم الكرايمى زوجته وابنه الذى لم يتعد العاشرة خارج خيمته الملك الذى دفع فيها ثمن القيراط الطين الذى ورثه عن امه فى أرض الواحة ليصبح واحدا من ملاك خيم الحى ، وحتى الآن ايضا لم يتم العثور على ابراهيم الكرايمى حيا أوميتا منذ عشر سنوات مضت لتتزوج فريده من لؤى النوّاتى الذى يصغرها بعشر سنوات وكان يسكن فى الخيمة المجاورة لخيمة الكرايمى  .

رأت سيده عزوّنى صديقها الصغير تامر وهى فى طريقها الى السوق لتبدأ العلاقة وتتوثق فتصارحه برغبتها الشديده فى الارتباط به والزواج منه كى تنجب اولادا منه  ذوى عيون ملونة بالازرق لون عينى تامر حبيبها وشعر ملون بالاصفر كشعره الناعم .

كانت سيده صديقة مقربة من فريده وكانت تأتمنها على كل اسرارها ، وقد افضت اليها ذات مرة بقصتها مع ابراهيم الكرايمى ولطفى مشهور من قبله وكيف تمكنت من الخلاص منهما ، وستساعد صديقتها سيده فى الخلاص من زوجها شريف اللوزى اذا أرادت الزواج من صديقها تامر .

حاول تامر أن يوقع بين الصديقتين المقربتين فأخبر حبيبته سيده بما كان من امر فريده حين رأته فى الطريق الى سوق الحى ذات مرة  ووقعت فى غرامه وعرضت عليه نفسها فثارت ثورة سيده وأوقفت تامر على كل اسرار فريده  وكيفية تخلصها من زوجيها السابقين واقدامها على الخلاص من الزوج الثالث اذا أقامت علاقتها الجديده مع تامر وسيجىء دوره فى المستقبل القريب  لكن سيده لن تتيح لها مثل هذه الفرصة مع حبيب عمرها الذى تعشقه والذى ستموت وراءه اذا نجحت المرأة فى خطفه منها .

سأل تامر سيده عن طريقة تخلص فريده من أزواجها السابقين ليتسنى لهما الخلاص من شريف اللوزى زوج سيده ، وسيورطان فريده معهما حتى لاتشى بهما .. وعدت سيده حبيبها بالحصول على الطريقة من فريده بعد أن توبخها على طمعها فى تامر ، وانتظر الحبيب بفارغ الشوق .

استطاع تامر أن يستخرج اذنا من نيابة الحضر القريبة من الحى  بالتسجيل لسيده عن طريقة قتل فريده لازواجها السابقين وشروع سيده فى قتل زوجها الحالى شريف اللوزى .. قالت سيده لتامر : ان فريده تملأ الاوانى الفخرية الكبيرة  بالماء ثم تذيب البطاس بوفرة فيها، وتضع اقراص  المنوم فى شاى الزوج حتى ينام فتغرقه فى الفخار ليتحلل الجسد وتحار اجهزة الحضر  فى العثور على الازواج احياءا أوامواتا .

تم القبض على فريده الرومى ، وتم احالة أوراقها الى فضيلة قاضى القضاه ، غير انه قد تم تعديل الحكم الى السجن مدى الحياة فى مرحلة الاستئناف ، وحوكمت سيده عزونى بتهمة الشروع فى قتل زوجها والتستر على مجرم لتصحب صديقتها المقربة لمدة ثلاث سنوات فى سجن النساء .

عادت حسنيه رزق البناموتى وابنها تامر ابراهيم الكرايمى الى خيمتهم  التى طردوا منها بعد خمسة عشر عاما وبعد أن اثبتوا وفاة ابراهيم الكرايمى مقتولا بيد زوجته الثانية فريده الرومى فى القعادية الفخار الكبيرة  بالبطاس .


قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com



================================================================


فتوات تل طلوع



من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات




فتوات تل طلوع


يتساقط رجال عنوش غوانى من مخابئهم بالتل الذى ظهر فجأة فى جنوب واحة  الصحراء  الصغرى ، وعرف فيما بعد بتل طلوع حيث تكون من دوامات رمال جاءت الى المركز من اتجاهات مختلفه ليصبح طلوعا غريبا على وجه صحراء الواحة المنساب .

يسد رجال عنوش غوانى الطريق المؤدى الى درب تيوه بالقرب من تل طلوع . .. يلزم الصغار أرحام امهاتهم المرتعشة هلعا من عيون عنوش غوانى ورجاله الظمآنة دوما الى أباريق كل نساء الدرب  .. يسبح كبار السن على أصابع أيديهم فى انتظار عودة أبنائهم  بعد طول غياب جاوز السنة لعدم قدرتهم على سداد أتاوة عنوش غوانى ورجاله والتى قضت بعدم دخولهم الدرب  الا بعد السداد حتى تجمد الدم فى أوردة نسائهم ..سال لعاب رجال عنوش غوانى ، وتدلت ألسنتهم على صدورهم وامتدت حتى التفت حول رقاب الصغار فى أرحام امهاتهم لتشاركهم الشراب من حبالهم السرية مما أدى الى اختناق الصغار .. حاول كبار السن ان يرفعوا عصيهم الخشبية فى وجوه عنوش غوانى ورجاله دفاعا عن احفادهم لكن عصى عنوش ورجاله الغليظة تمكنت من اسقاط كل العصى الخشبية المتهالكة التى يتوكأ عليها كبار السن فسقطو ا بلاحراك .. انفتحت بطون كل نساء الحارة وسالت بحور من الدم  .. غطت عنوش غوان ورجاله حتى الرؤوس فتكومت اجسادهم لتسد باب الدرب  .

عاد الرجال من بلاد الغربة البعيدة حاملين الاتاوات التى فرضها عنوش غوانى ورجاله عليهم ليجدوا الدرب قد خلا وسدت الطرق المؤدية اليه  .. بدأ بحث الرجال عن رجال علوب ولد عنوش غوانى  ليزيل جسد ابيه ورجاله .. جاء علوب برجاله ليأخذ أتاوة ابيه من الرجال القادمين من بلاد الجليد البعيدة  وألزمهم بدفع أجره فى ازالة المخلفات ودفع أتاوته الجديدة لحمايتهم من فتوات الدروب  المجاوره .

بدأت رحلة الغرباء الجديدة الى بلاد الجليد كى يتمكنوا من سداد أتاوة علوب ابن عنوش غوانى ليحميهم من فتوات الدروب  المجاورة ويتمكنوا من دفن جثث ابنائهم فى أرحام امهاتهم ونسائهم وآبائهم ويهنأوا بالاقامة فى قلوب خيامهم المظلمة فى ظل حماية علوب ابن عنوش غوانى أشهر الفتوات الذى شهدته عيون درب تيوه بالقرب من تل طلوع  عبر تاريخها الطويل .


قصة قصيرة بقلم

محمود حسن فرغلى

عضو اتحاد الكتاب

عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


=================================================================



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق