61
الاحمر
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
الاحمر
بأ بأ .. تأ تأ .. صأ صأ .. مجموعة من الاصوات المتداخلة والغير واضحة تخرج من فم الرجل الاحمر اللون البدين الذى جاء منذ عام مضى ليرتاد مولد سيدى بومديه بتل غجر بومديه بالصهراء الوسطى شأنه فى ذلك شأن سائر الدراويش ليشاركوا بالذكر المقام فى ساحة بومديه طوال ايام المولد .
يقف بهلول الاحمر امام الجزار ويأخذ قطعة صغيرة من اللحم يلوكها غير مستوية ويمضى ليسير وراءه الصغار يصفعونه أويشدون ثيابه فيبدى بهلول تأزمه من الصغار ويجرى كى يتمكن من الهروب الى جنوب الحى .
مرّ الشهر ولم يغادر بهلول الحى مع انتهاء مولد سيدى بومديه وفضل الاقامة بجواره دونا عن سائر أولياء الله الصالحين .. اتخذ بهلول المقابر الكبيرة مقرا لنومه عقب جولته اليومية فى الحى يجمع فيها مايقوته فى الصباح والظهيرة والمساء ومقرا له يكتب رسائله ويحملها اقدام الزاجل ليرسلها الى سيد الصحراوات الثلاث وكبير قطاع طرقاتها ساديم الركبيه .ليغير على مواطن الثراء بواحات الصحارى الثلاث ويرحل محملا بالغنائم.. يأتى المساء فيقف بهلول فى الزحام .. تستطيل أذناه الى أحاديث ابناء الحى يتسامرون ويتباهون بمصادر ثرائهم الطائلة من بيع المدفون فى باطن الصحراء من قطع أثرية نادرة فيهرول الى مقر اقامته بالمقابر ليرسل رسائله الى سيده محددا اماكن الدفن و ينام .
يأتى الصباح ليغير ساديم على مواطن الدفن ويجردها من كل محتوياتها .. يقتل رجال الحى .. يسبى النساء ليصبحن اماءا له ويهدى بهلول الاحمر منهن عشرا لعشقه الدائم للحسناوات والذى لم يبده فى نظرات بحثه الدائم عن اهدافه بين خيام دروب الحى .
.
قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
======================================================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق