التوكسافينى
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
التوكسافينى
يستدرج عزت عزيزالتوكسافينى أمين مخزن المبيدات بالشونه الى الخارج مفتعلا مشاجرة مع خفير المخزن فيخرج عرفان عوف مسرعا ليخلص الخفير مخيمر من بين يدى عزت الذى سيوسعه ضربا مدعيا ان الخفير ألقى عليه كناسة المخزن فاتسخ جلبابه الوحيد الذى يملكه ... قصة لايمل عزت عزيز من تكرارها يوميا ، وينسى كل يوم ضربه لمخيمر الخن أمس واول امس وكل امس .
يتسلل غراب حموده من خلف امين المخزن .. يحمل كرتونة التوكسافين ، ويخرج بحيث لايراه سوى شريكه عزت عزيز ، وحين يطمئن على خروجه ينهى الشجار مع مخيمر قابلا اعتذار عرفان عوف ، ويمضى فى طريقه ليلتقى بغراب فى مخزن الشونة القديم المهجور، الملاصق لزاوية تل غجر الحميدان المطله على واحة الصحراء الكبرى..
يبدأ عزت فى خلط المحلول وتخفيفه الى الحد الذى يراه مناسبا كى يتم استخدامه كمبيد للحشرات الزاحفة والطائرة التى انتشرت على ربوع اسرة التل الجريد ، ولن يغادرها الابالمحلول الذى يحضره عزت عزيز من نسبة تخفيف المحلول وخلطه بالماء والكيروسين وبقايا زيوت مواتير المياه حتى يتمكن الصغار بالتل من شمه ليذهب بهم الى خيال الخيال .
يشم عيد الاشرم الشمة الاولى يتبعه خليفه القشيرى ثم عبد المنعم الرعاش فعشرة وعشرين وثلاثين حتى يبلغ العدد مائة فى ليل تل غجر حميدان .
يتصاعد النفاذ من أنوف الصغار الى الادمغة وتغلى الاجسدة فى الشتاء القارس ... ينعدم احساسهم بالبرودة .. يلقون بأنفسهم فى قلب عين الماء لتهدىء من غليان اجسادهم .
يدغدغ ماء العين اجساد الصغار فيمرحون حتى الساعات الاولى من صباح اليوم التالى .
تستقطب دوامات العين الغاضبة خمسة وعشرين صغيرا .. يظل الصغار يلفون فى دوائر الدوامات حتى لايستطيعون المقاومة فيستسلمون للماء يخترق اجوافهم حتى تمتلئ ويكف النفس عن الدخول والخروج .
يخرج من العين خمسة وسبعون صغيرا يعودون الى خيامهم ، ويظل اهالى الخمسة والعشرين الاخرين يبحثون عنهم فى كل مكان حتى يعثروا عليهم جثثا طافية على وجه العين المتسعة بعد ايام.
يدأب عزت عزيز على زيارة مخزن مبيدات شونة التسليف ويتشاجر مع الخفير مخيمر الخن ، ويفض عرفان عوف الاشتباك اليومى ويعتذر ، ويقبل عزت الاعتذار ، ويمضى بعد ان يحمل غراب حموده حصة التوكسافين المسروقة ويمضيان الى مخزن الشونة القديم المهجور الملاصق لزاوية تل غجر الحميدان ليبيع مبيد الحشرات الزاحفة والطائرة ويهب الصغار شم خيال الخيال كى يسبحون فى العين الوسيعة ، ويعانق ماء العين خمسة وعشرين صغيرا آخرين تطفوا جثثهم على وجهه بعد ايام.
قصة قصيره ل : محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@gmail.com
========================================================================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق