الجمعة، 1 يناير 2021

 بشير ربيعه


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


بشير ربيعه


يظل بشير ربيعه يرقص وحيدا بعدما نبذه اهالى تل عواينى من اقصى جنوب الصحراء الصغرى لانه كان يجيد التسلل الى قلوب الخيام ليل نهار .

يسطو بشير ربيعه على مايتاح له ليلا ، ويقضى حاجات النساء اللاتى يغيب  عنهن أزواجهن نهارا .

تسوء السيرة الذاتية لبشير ربيعه ، وتمتلىء بأبشع الاوصاف فيقرر أهالى التل طرده فى وضح النهار مكبلا بالحبال  عاريا بسروال وقد لطخ بالرماد على ظهر حمار يواجه الطريق بظهره مطاطىء الرأس  تتوجه عيناه  الى الخلف .

يعرف حمار الطرد طريقه الى أسفل التل بعيدا ، ولايتوقف الا عند النقطة التى عوده عليها صاحبه عثمان لؤلؤ أسفل قمة الجبل الغربى حيث المنبوذين لاتعرف قلوبهم الرحمة.

سيفر بشير ربيعه هاربا من موت محقق اذا ماقابله احد قطاع الطريق منطلقا من مخبئه بالجبل الغربى .

يسقط حمار عثمان لؤلؤ بشير ربيعه فى رحم الصحراء ، ويعود الى التل سالما.

يستعيد بشير ربيعه وعيه الذى افتقده من شدة لطم اهالى التل على خديه وبصقهم على وجهه وضربه بالعصى والسياط بطول جسده وعرضه  وهو على ظهر الحمار خلف خلاف يدور فى دروب التل حتى غادرها.

يتمكن بشير ربيعه من قضم الحبال الموثق بها ويأخذ فى رقصة النجاة من الموت حتى يجد نفسه محاطا بقطاع طرق الجبل الغربى على ظهور خيولهم تلمع سيوفهم وينطلق الشرر من عيونهم الحمراء فيسقط على الارض مودعا حياة التسلل الى قلوب الخيام ليلا وقضاء حاجات النساء نهارا .

يرحل قطاع طرق الجبل الغربى تاركين جثة الراقص للنجاة للسباع والطيور الجارحة.


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


 


  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق