السبت، 2 يناير 2021

 سراب سرب


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


سراب سرب


تتسع حدقات عيون خروبلى ضليمى ورجاله الخمسمائة لتحتضن سرب النوق البدن يتهادى على بعد أميال من تلال الخروبلى .

تعدو خيول الخروبلى خلف سرب النوق ، وكلما قطعوا ميلا بعدت البدن ميلا .

يراود الامل رجال الخروبلى .. سيروون ظمأهم من  لبن النوق مع صغارهم ونسائهم ، وسيلتهمون لحومها ، ويبنون من جلودها خيامهم التى لاتسمح لماء السماء المنهمر اختراقها كى ينعم الصغار والنساء بالدفىء.

يجرد رجال الخروبلى القوافل وعابرى السبيل من متعلقاتهم ، ويعودا الى الديار محملين بالغنائم فيبتهج الصغار والنساء اللاتى تأخذن فى اشعال نيراهن .  

تقطع الخيول الميل السادس  فتحتفظ النوق الممتلئة ببعدها مواصلة عدوها .

ينقضى الشهر الثالث بعد نفاذ الطعام والشراب من التلال العشرة التى اغتصبت من القبائل التى سكنتها لمئات السنين ليقيم بها خروبلى ورجاله الخمسمائة مع أسرهم .

أجمعت القبائل المغتصب تلالها على سد الدروب والسبل المؤدية الى التلال العشرة ، وتغيير خطوط سير القوافل المحملة بالبضائع الى دروب بديلة .

يمضى رجال القبائل بالبدن تتهادى فى الميل الحادى عشر ، ومازال ريق الخروبلى ورجاله يلهث خلف سراب السرب .

يخفف من سير البدن لتصبح حقيقة فى اعين الخروبلى ورجاله فى الميل السادس عشر فيواصلون السعى خلفها .

يبلغ الركب الميل العشرين فيفادى رجال القبائل الشباك التى نصبوها بسهول الصحراوات الخوالى .

يتحلق الالاف من رجال القبائل حول المنحدر الخالى .. يصبح الخروبلى ورجاله فى مرمى رجال القبائل .

تتزاحم السهام مستقرة فى قلب الخروبلى فينفرط عقد تشكيله العصابى .

يتمكن عشرة من رجال الخروبلى من الهرب ، وتعود القبائل الى تلالها العشرة تعيد اعمارها بعد ان قضى سراب سرب النوق الممتلئة على الخروبلى ورجاله .


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق