السبت، 23 يناير 2021

 استغاثة من الجراد


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


استغاثة من الجراد 

كتب صغار تل صبريه الغجريه استغاثاتهم على سعب النخيل وربطوه بأقدام الحمام الزاجل وارسلوه الى كل بقاع الارض . أغلق الآباء والأمهات ابواب وشرفات الخيام مخافة دخول أسراب الجراد المجنونه لتقتل صغارهم .

 أظلمت سماء واحة الصحراء الصغرى   بعد أن غطتها الملايين من الجراد الأصفر الكبير والأحمر الصغير فحالت دون وصول أشعة الشمس الى الأرض 

خلت دروب الصحراوات   من المارة وتم اغلاق خيم البيع  فلابيع ولاشراء ولاذ التجار بالفرار الى خيمهم  , كما أغلق الحضر  كل المؤسسات والمستشفيات عدا دور العبادة التى فتحت أبوابها للفقراء المساكين وابناء السبيل ومن لايملك محلا للاقامة حتى يرحل الجراد 

أصر الجراد على البقاء فى سماء الواحة الخضراء بالصحراء الصغرى  واحتل الدروب   وأسطح الخيام .

 بلغ رعب الصغار مداه مع رؤية الجراد يحاول أن يخترق الحواجز ليصل اليهم .. أسرع الأباء الى التصدى لجحافل الجراد وواصلوا اطلاق رسائل الصغار التى يحملها الزاجل فى اقدامه ليوصلها الى كل ارجاء المعمورة  . 

انخفضت درجة الحرارة الى ماتحت الصفر بكثير نتيجة التقاء موجات الصقيع المنطلقة من المحيطين المتجمدين الشمالى والجنوبى , ومازال الصغار يضعون أطراف أصابعهم على سعب النخيل ليحمل الحمام  استغاثتهم وثبت المنظر العام 

مر على المنطقة المتجمدة عشرون عاما , ومع انفصال الموجات الباردة الغريبة بدأت الحياة تدب فى أوصال الواحة  وتم ارسال استغاثات الصغار الى كل مكان فى العالم عبر الزاجل  

تم تحديد مكان الاستغاثة فجاءت النجدة من الأقطار المجاورة ليرحل الجراد متوهما مجىء موجة من الصقيع الذى يمقته .. عاد أهل الحى  الى حياتهم الطبيعية بعد مرور عشرين عاما وكان العالم قد انتقل الى عصر جديد.

 

قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

========================================================


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق