الأربعاء، 27 يناير 2021

 قش الأرز 


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


قش الأرز

 

يعبىء مغربى حسنى حماد قش الارز فى أجولة القطن الخيش الكبيرة الموصولة بخيط المنجدين المتين ، ويتطلع الى منحة أخرى من القش يهبها له عباس الزجاج قبل أن يتخلص منها حتى يكمل صناعة المرتبة لأولاده محسن وحسنيه وعزيزه ويوسف وكوثر وسميحه وسالم 

تجىء قافلة الابل الكبيرة ، يعلوظهر كل منهم  هرمان من قش الارز يغطيان هرمين من الخشب المدرج يحتضنان أنية الزجاج التى يفصل بينها القش حتى لايصدم بعضها البعض فتنكسر مع كل مطب بطول الطريق الطويل من الحضر الى الحى القديم بواحة الصحراء الصغرى  

يخطف أصحاب القمائن قش الارز من عباس الزجاج بسعر زهيد ، ويعتبره الرجل زكاة عن صحته وصحة نجاة مبروك عكاشه وأولاده الثلاثه عاطف وسعد وأيمن ، ويعد الحاج عباس عامله مغربى حسنى حماد باقتطاع جزء من القش فى كل مرة  حتى تكمل مرتبة الأولاد والوسائد بدون مقابل 

يساعد محسن ويوسف وسالم والدهم ، وينظفون أرض الرحبة  من القش حتى لايتمكن الهواء من حملها الى خيم الجيران .. تدخل حسنيه الخيط فى عين الأبرة ، وتمسك عزيزه بالقطع الصغير فى قاعدة الجوال الخيش فتتمكن كوثر وسميحه والأم هنيه من خياطة القطع حتى لايتسرب القش 

تآكلت الحصيرة الخوص  التى تقتنى جيشا من الحشرات الضارة ، ولم يتبق منها سوى اليسير الذى ينام عليه السبعة صغار ، ولم تتمكن هنيه من اقتطاع جزءا من أجر مغربى اليومى لتشترى غيرها ، وحلمت ذات يوم بحصيرة من العيدان الملونة لتفيق على سعرها الذى يقترب من سعر مرتبة القطن نمره خمسه كما يقول زوجها الذى أخذ وعدا من الحاج عباس والحاج كلمته واحده 

سيشع الدفىء من قش الأرز وتعلو المرتبة بطول عشرة سنتيمترات عن رطوبة الرمال  فينام الصغار .. يتربص أصحاب القمائن بالقش الذى سيوزعونه بينهم بالتساوى كى يتحول لون الطوب الأسود الى الأحمر وتحمله الابل الى الحضر والواحة لبناء المنازل الاسمنتية  

يطمح كل ابناء الحى فى الحصول على نصيب ولو يسير من القش لصناعة المراتب فيخصص أصحاب القمائن رجالا لحراسة قوافل الابل  مع وقوفها أمام الرحبة حتى يحرقوا طوبهم اللبن .. تقف القافلة  وسط زحام رجال أصحاب القمائن وأهل الحى وقد خرجت عيونهم لتلاحق سقوط القش على الأرض .. يعبىء مغربى جيوبه الطويلة بالقش وهو ينقل آنية الزجاج .. يرى أصحاب القمائن نظرة عطف فى عينّى الحاج عباس الزجاج فيشيروا الى رجالهم الذين يعيدوا الأعين الى أماكنها فيغادر أهل الحى بدون حلم الحصول على القش ، ويعد الحاج عباس عامله مغربى بجزء من القش الأسبوع القادم 

يخرج مغربى القش من جيوبه الطويلة ويضعه فى أجولة الخيش الموصولة ويحكم ربط عين الجوال الكبير الذى سيصبح يوما ما مرتبة من قش الأرز

 

قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


===================================

فخار بالبطاس



من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات




فخار بالبطاس



يشترى العاشق البطاس والاقراص  من الحضر لتكون اعرابا عن خالص الحب والمودة كما طلبت المعشوقة .. يتسلل العاشق ليلا خلسة حتى لايراه أحد بعد خروج الزوج الى المصنع  المطل على حدود ماحة الصحراء الكبرى للعمل فى ورديته المسائية كل يوم ومنذ خمسة عشر عاما ، وبعد أن ينام ابنا المحبوبة ايمن ومى .

يستعيد تامر ابراهيم الكرايمى شريط ذكرياته فى هذا الحى  بعد أن تزوج والده من فريده الرومى الجارة التى تسكن فى الخيمة  المقابلة عقب اعلان طلاقها من لطفى مشهور الزوج الاول الذى لم يستدل على وجوده حيا أوميتا حتى الآن .. طرد ابراهيم الكرايمى زوجته وابنه الذى لم يتعد العاشرة خارج خيمته الملك الذى دفع فيها ثمن القيراط الطين الذى ورثه عن امه فى أرض الواحة ليصبح واحدا من ملاك خيم الحى ، وحتى الآن ايضا لم يتم العثور على ابراهيم الكرايمى حيا أوميتا منذ عشر سنوات مضت لتتزوج فريده من لؤى النوّاتى الذى يصغرها بعشر سنوات وكان يسكن فى الخيمة المجاورة لخيمة الكرايمى  .

رأت سيده عزوّنى صديقها الصغير تامر وهى فى طريقها الى السوق لتبدأ العلاقة وتتوثق فتصارحه برغبتها الشديده فى الارتباط به والزواج منه كى تنجب اولادا منه  ذوى عيون ملونة بالازرق لون عينى تامر حبيبها وشعر ملون بالاصفر كشعره الناعم .

كانت سيده صديقة مقربة من فريده وكانت تأتمنها على كل اسرارها ، وقد افضت اليها ذات مرة بقصتها مع ابراهيم الكرايمى ولطفى مشهور من قبله وكيف تمكنت من الخلاص منهما ، وستساعد صديقتها سيده فى الخلاص من زوجها شريف اللوزى اذا أرادت الزواج من صديقها تامر .

حاول تامر أن يوقع بين الصديقتين المقربتين فأخبر حبيبته سيده بما كان من امر فريده حين رأته فى الطريق الى سوق الحى ذات مرة  ووقعت فى غرامه وعرضت عليه نفسها فثارت ثورة سيده وأوقفت تامر على كل اسرار فريده  وكيفية تخلصها من زوجيها السابقين واقدامها على الخلاص من الزوج الثالث اذا أقامت علاقتها الجديده مع تامر وسيجىء دوره فى المستقبل القريب  لكن سيده لن تتيح لها مثل هذه الفرصة مع حبيب عمرها الذى تعشقه والذى ستموت وراءه اذا نجحت المرأة فى خطفه منها .

سأل تامر سيده عن طريقة تخلص فريده من أزواجها السابقين ليتسنى لهما الخلاص من شريف اللوزى زوج سيده ، وسيورطان فريده معهما حتى لاتشى بهما .. وعدت سيده حبيبها بالحصول على الطريقة من فريده بعد أن توبخها على طمعها فى تامر ، وانتظر الحبيب بفارغ الشوق .

استطاع تامر أن يستخرج اذنا من نيابة الحضر القريبة من الحى  بالتسجيل لسيده عن طريقة قتل فريده لازواجها السابقين وشروع سيده فى قتل زوجها الحالى شريف اللوزى .. قالت سيده لتامر : ان فريده تملأ الاوانى الفخرية الكبيرة  بالماء ثم تذيب البطاس بوفرة فيها، وتضع اقراص  المنوم فى شاى الزوج حتى ينام فتغرقه فى الفخار ليتحلل الجسد وتحار اجهزة الحضر  فى العثور على الازواج احياءا أوامواتا .

تم القبض على فريده الرومى ، وتم احالة أوراقها الى فضيلة قاضى القضاه ، غير انه قد تم تعديل الحكم الى السجن مدى الحياة فى مرحلة الاستئناف ، وحوكمت سيده عزونى بتهمة الشروع فى قتل زوجها والتستر على مجرم لتصحب صديقتها المقربة لمدة ثلاث سنوات فى سجن النساء .

عادت حسنيه رزق البناموتى وابنها تامر ابراهيم الكرايمى الى خيمتهم  التى طردوا منها بعد خمسة عشر عاما وبعد أن اثبتوا وفاة ابراهيم الكرايمى مقتولا بيد زوجته الثانية فريده الرومى فى القعادية الفخار الكبيرة  بالبطاس .


قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com



================================================================


فتوات تل طلوع



من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات




فتوات تل طلوع


يتساقط رجال عنوش غوانى من مخابئهم بالتل الذى ظهر فجأة فى جنوب واحة  الصحراء  الصغرى ، وعرف فيما بعد بتل طلوع حيث تكون من دوامات رمال جاءت الى المركز من اتجاهات مختلفه ليصبح طلوعا غريبا على وجه صحراء الواحة المنساب .

يسد رجال عنوش غوانى الطريق المؤدى الى درب تيوه بالقرب من تل طلوع . .. يلزم الصغار أرحام امهاتهم المرتعشة هلعا من عيون عنوش غوانى ورجاله الظمآنة دوما الى أباريق كل نساء الدرب  .. يسبح كبار السن على أصابع أيديهم فى انتظار عودة أبنائهم  بعد طول غياب جاوز السنة لعدم قدرتهم على سداد أتاوة عنوش غوانى ورجاله والتى قضت بعدم دخولهم الدرب  الا بعد السداد حتى تجمد الدم فى أوردة نسائهم ..سال لعاب رجال عنوش غوانى ، وتدلت ألسنتهم على صدورهم وامتدت حتى التفت حول رقاب الصغار فى أرحام امهاتهم لتشاركهم الشراب من حبالهم السرية مما أدى الى اختناق الصغار .. حاول كبار السن ان يرفعوا عصيهم الخشبية فى وجوه عنوش غوانى ورجاله دفاعا عن احفادهم لكن عصى عنوش ورجاله الغليظة تمكنت من اسقاط كل العصى الخشبية المتهالكة التى يتوكأ عليها كبار السن فسقطو ا بلاحراك .. انفتحت بطون كل نساء الحارة وسالت بحور من الدم  .. غطت عنوش غوان ورجاله حتى الرؤوس فتكومت اجسادهم لتسد باب الدرب  .

عاد الرجال من بلاد الغربة البعيدة حاملين الاتاوات التى فرضها عنوش غوانى ورجاله عليهم ليجدوا الدرب قد خلا وسدت الطرق المؤدية اليه  .. بدأ بحث الرجال عن رجال علوب ولد عنوش غوانى  ليزيل جسد ابيه ورجاله .. جاء علوب برجاله ليأخذ أتاوة ابيه من الرجال القادمين من بلاد الجليد البعيدة  وألزمهم بدفع أجره فى ازالة المخلفات ودفع أتاوته الجديدة لحمايتهم من فتوات الدروب  المجاوره .

بدأت رحلة الغرباء الجديدة الى بلاد الجليد كى يتمكنوا من سداد أتاوة علوب ابن عنوش غوانى ليحميهم من فتوات الدروب  المجاورة ويتمكنوا من دفن جثث ابنائهم فى أرحام امهاتهم ونسائهم وآبائهم ويهنأوا بالاقامة فى قلوب خيامهم المظلمة فى ظل حماية علوب ابن عنوش غوانى أشهر الفتوات الذى شهدته عيون درب تيوه بالقرب من تل طلوع  عبر تاريخها الطويل .


قصة قصيرة بقلم

محمود حسن فرغلى

عضو اتحاد الكتاب

عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


=================================================================



الأحد، 24 يناير 2021

 الشحم اللذيذ


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات



الشحم اللذيذ


تتدلى الالسنة المحمرة الطويلة حتى توشك ان تلامس الارض من شدة العطش والجوع .. ينتظر الحراس موعد الغذاء بعد ثلاثة أيام من التجويع التام .. تقترب اشعة الشمس المتسلله والمستقرة على الحائط الكبير من الانحسار فتتعلق العيون بها ، وحين تختفى يفتح الحراس الابواب  فتنطلق الكلاب المدربة كالمسعورة تفتش فى السراديب الملتوية عن الطعام والشراب .

تنهى الكلاب عملية بحثها الشاق بعد خمسة عشر دقيقة عبر عشرين كيلومترا من السراديب التى يؤدى كل منها الى الآخر فى دوائر لامتناهيه توهم الداخل بقرب نهايتها البعيدة ولاتأتى الابحاسة الشم القوية لدى الكلاب المدربة .

تتزاحم الكلاب حول دائرة اللحوم المستوية المطلية بالشحم  ثم تشيح بوجوهها وتتراجع حتى توشك على الانصراف فيمزق الجوع جدران امعائهم ليعاودوا شم الشحم ويلعقونه حتى يكشف عن اللحم اللذيذ الذى يعشقونه .

ينفض جمع الاقوياء بعد الشبع ليحل محلهم الاقل قوة حتى يشبع الجميع ، ومازالت الالسنة الحمراء الطويلة تتدلى فتلامس الارض من شدة العطش .. تهتز الآذان المدربة بمجرد سماعها تساقط نقط الماء فى الحوض فتسرى الدماء فى عروقهم ويستعيدوا قواهم ويبدأون رحلة البحث فى سراديب التيه الملتوية لمدة نصف الساعة حتى يهتدى واحد من المائة الى المكان فيظل ينبح حتى يدل الآخرين الذين يسارعون الى مكانه .

يرتشف الكلب الاخير آخر نقطة ماء بالحوض ويركن الجميع الى الجدران الرطبة ليناموا ويستيقظون قبل منتصف الليل بساعتين فلايجدوا الاكل أو الشرب ، ويمر اليوم الاول والثانى حتى يقترب موعد انحسار اشعة الشمس قبل مغيب  شمس اليوم الثالث فتسرى الهمهمات فى السماعات المنتشرة بطول السراديب فتتنبه الاجساد النائمة ، تلاشى الاشعة تنطلق الكلاب الى الشحم اللذيذ الذى أدمنته وتطيل لعقه ليكشف عن اللحم المشوى أوالمسلوق والذى لم يعد يغريها ثم ترتوى بالماء الصافى .

تمر الايام الثلاثة التالية ليأتى الرابع فيفاجىء الكلاب أجساد البشر المدهونة بالشحم اللذيذ فيستغربون المشهد ولايقتربون الامع سياط الحراس التى تلهب اجسادهم ليتعاملوا مع المارقين وقطاع الطريق نزلاء النفق الغربى  بالصحراء الكبرى .. تنطلق صرخات النزلاء هلعا من لعق الالسنة الحمراء الطويلة للشحم الذى يغطى كل جزء من اجزاء الجسم  العارى .. تتشمم الكلاب اللحوم غير المستوية فتبعد عنها وتكتفى بالشحم اللذيذ والماء الصافى .

ينتظم الحراس فى فتح السماعات ودق جرس انحسار اشعة الشمس  كل يوم فتنطلق صرخات النزلاء وتستمتع الكلاب بالشحم اللذيذ ، وذات يوم لم تكتفى الكلاب بالشحم وأطلقت أنيابها لتنهش أجساد النزلاء ليرحل معظمهم بالسكتة القلبية قبل التمزيق ورحل  الباقى بالتمزيق .

اصيبت الكلاب بالتخمة ولم تستطع التقاط أنفاسها فماتت بعد خمسة أيام ، وأقلع المارقون وقطاع الطريق عن الاقامة بالنفق الغربى لبعدهم عن الاسباب التى تؤدى الى الشحم اللذيذ الذى ستدمنه الاجيال الجديدة من الكلاب المدربة .


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


==============================================================


 السقاء


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات



السقاء


يعوض الله .. يعوض الله .. يعلو صوت عوض السقاء لينبه النساء بدروب غجر تل البليلى فى قلوب خيمهن  فترفعن ابواب الخيام  وتتصدر  من عليها الدور فى ملىء الاوانى  الفخار  المقدمة . 

يأمر عوض فحله  بالجلوس على ركبه الاربع فينصاع لأمره .

 يزيح السقاء أربطة القرب العشرين المحمولة على جانبى ظهر الجمل ، ويتناول احداها ليرفعها على كتفه ويتجه  الى أول خيمة.

ترفع صاحبة الخيمة غطاء الاناء  فيضع عوض فوهة القربة فى قلبه حتى يفرغ قربته الاولى ليأتى بالثانية والثالثة حتى يمتلىء  فيحين دور الخيمة التى تلى.   

يعد عوض يوميات خيام  قبلى الحى التى تقترب من الخمسين خيمة  لاولاد الحلب الغجر فيتم المائتى قربه ماء  مربوط اليوم بعد ان يفرغ من ملىء آنية الشيوخ  وعادة ماتعلو حصة مائهم الى ثلاثة أضعاف اولاد الحلب الغجر فيحمل عوض ثلاثة من القرب واحدة على ظهره واثنتان على كتفيه فيصبح اجمالى اليوميه لخيمة شيخ الحى  اثنى عشر قربه وكذلك خيمة مساعد  شيخ الحى وشيخ المخفر والاعيان من اصحاب الصحراء الخالية  والخفراء.. يبلغ عدد قرب الصفوة مائة وثمانين قربه ، وما ان ينتهى عوض من وردية الصباح التى تبدأ مع فجر كل يوم وتنتهى مع آذان الظهر يلتقط انفاسه ويلجأ الى الظل ليريح فحله ابوسريع ويضع له الطعام حتى تبدأ بعد ظهر كل يوم وردية الغذاء لدى السقاء التى تنتهى مع غروب الشمس فيسقط من الاعياء مع فحله الذى يتناول وجبة الغذاء ويواصل عمله فى وردية المساء التى تنتهى بعد عشاء كل يوم .

يتوجه عوض الى بئر الماء الوحيد  العذب فى حى تل حلب العكريه الغجر   يملأ قربه ويترك حبل الفحل  ليغمض هو عينيه جالسا على ظهر ابوسريع الصبور  فينام ويواصل ابوسريع سيره ليستقر امام خيمة  عوض السقاء الذى يواصل نومه  مستعطفا فى الحلم ابنه الوحيد سيد حتى لايغادر الى بلاد الغربة البعيده ،وحيه اولى به كما يقول عوض.. عمل سيد مع عوض ابيه بعد رحيل زوجته سميه الحوكش الحفار ، لكن سيد زهق من العمل كسقاء على فحل   ابيه يتناوب معه ورديات يوميات ماء خيام حى العكريه .

عرض عوض على ابنه الزواج من اى فتاة من فتيات الحى حتى ولو كانت بنت محمدين اقدم خفير فى الحى ليربطه بارضه لكن سيد كان قد حسم امره واتخذ قراره بمغادرة الحى  الضيق الى الحواضر  الوسيعه ، وسوف يعمل فى كل المهن التى يجيدها وكان يعمل فيها فى حى العكريه كالحداده والنجاره ، وستفتح له الحواضر ازرعتها لبراعته فى هذه المهن.

سافر سيد ولد عوض السقاء منذ سنين ، ولم ياتى عنه اى خبر فلقد انقطعت اخباره حتى أوشك عوض ان يفقد الامل فى عودة ابنه الى الحى فكان يردد دائما : يعوض الله .. يعوض الله ..، وظل  صوته يعلو حتى أفاق من نومه ليجد نفسه  امام الخيمة  فنزل من فوق ظهر فحله واتجه الاثنان الى النوم ليواصلا فى فجر الغد عملهم .



 قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@gmail.com


===========================================================================


 التوكسافينى


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات



التوكسافينى


يستدرج عزت عزيزالتوكسافينى أمين مخزن المبيدات بالشونه الى الخارج مفتعلا مشاجرة مع خفير المخزن فيخرج عرفان عوف مسرعا ليخلص الخفير مخيمر من بين يدى عزت الذى سيوسعه ضربا مدعيا ان الخفير ألقى عليه كناسة المخزن فاتسخ جلبابه الوحيد الذى يملكه ... قصة لايمل عزت عزيز من تكرارها يوميا ، وينسى كل يوم ضربه لمخيمر الخن أمس واول امس وكل امس .

يتسلل غراب حموده من خلف امين المخزن .. يحمل كرتونة التوكسافين ، ويخرج بحيث لايراه سوى شريكه عزت عزيز ، وحين يطمئن على خروجه ينهى الشجار مع مخيمر قابلا اعتذار عرفان عوف ، ويمضى فى طريقه ليلتقى بغراب فى مخزن الشونة القديم المهجور، الملاصق لزاوية  تل  غجر الحميدان المطله على واحة الصحراء الكبرى..

يبدأ عزت فى خلط المحلول وتخفيفه  الى الحد الذى يراه مناسبا كى يتم استخدامه كمبيد للحشرات الزاحفة والطائرة التى انتشرت على ربوع اسرة التل الجريد ، ولن يغادرها الابالمحلول الذى يحضره عزت عزيز من نسبة تخفيف المحلول وخلطه بالماء والكيروسين وبقايا زيوت مواتير المياه  حتى يتمكن الصغار بالتل  من شمه ليذهب بهم الى خيال الخيال .

يشم عيد الاشرم الشمة الاولى يتبعه خليفه القشيرى ثم عبد المنعم الرعاش فعشرة وعشرين وثلاثين حتى يبلغ العدد مائة فى ليل تل غجر  حميدان .

يتصاعد النفاذ من أنوف الصغار الى الادمغة وتغلى الاجسدة فى الشتاء القارس ... ينعدم احساسهم بالبرودة .. يلقون بأنفسهم فى قلب عين الماء لتهدىء من غليان اجسادهم .

يدغدغ ماء العين اجساد الصغار فيمرحون حتى الساعات الاولى من صباح اليوم التالى .

تستقطب دوامات العين الغاضبة خمسة وعشرين صغيرا .. يظل الصغار يلفون فى دوائر الدوامات حتى لايستطيعون المقاومة فيستسلمون للماء يخترق اجوافهم حتى تمتلئ ويكف النفس عن الدخول والخروج .

يخرج من العين خمسة وسبعون صغيرا يعودون الى خيامهم ، ويظل اهالى الخمسة والعشرين الاخرين يبحثون عنهم فى كل مكان حتى يعثروا عليهم جثثا طافية على وجه العين المتسعة بعد ايام.

يدأب عزت عزيز على زيارة مخزن مبيدات شونة التسليف ويتشاجر مع الخفير مخيمر الخن ، ويفض عرفان عوف الاشتباك اليومى ويعتذر ، ويقبل عزت الاعتذار ، ويمضى بعد ان يحمل غراب حموده حصة التوكسافين المسروقة ويمضيان الى مخزن الشونة القديم المهجور الملاصق لزاوية تل غجر الحميدان ليبيع مبيد الحشرات الزاحفة والطائرة ويهب الصغار شم خيال الخيال كى يسبحون فى العين الوسيعة ، ويعانق ماء العين  خمسة وعشرين صغيرا  آخرين تطفوا جثثهم على وجهه بعد ايام.


قصة قصيره ل : محمود حسن فرغلى

عضو اتحاد الكتاب

عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@gmail.com 


========================================================================


 






الرماديون


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات




الرماديون


يستقر الدرب الرمادى فى وسط الواحة  الكبيرة ويقسمها الى النصفين النصف البحرى والنصف القبلى  حيث يستقر غجر ربايعى على الحد الفاصل بين الصحراوين .. يتشح النصف البحرى برقة طبع أهله وليونة لهجتهم التى تميل بشدة حتى تصل الى سطح بحر الملح  الكبير ..

ينزع اهل النصف الآخر الى الشدة فى الطباع وسوء السلوك الذى يميل الى العدوانية كلما اقتربوا من أشعة الشمس الحارقة مما أدى الى عدم اهتمام المسؤولين وانصرافهم عن أهل النصف القبلى الذين يملكون منابع الماء التى تروى كل واحات الصحراوات الثلاث وتتسرب الى آبارها الجوفية والعيون   بدون مقابل ، ويسيطر الفقر على اهل الجنوب وتغلب البشرة القاتمة على اجساد ابنائهم  .

ينعم ابناء الشمال بنسائم بحر الملح  الكبير والطمى الذى يحمل الخير الكثير الذى ينتج أكثر من غلة واحدة فى الموسم الواحد من مواسم السنة الاربعة فتبتهج بشرة الفلاحين ، ويلّون أحمر الدم وجنات الفتيات الشديدة البياض .. تمضى فصول ثلاثة من السنة ويأتى الشتاء قاسيا فيغطى المناطق الشمالية بالجليد الذى يصيب كل  شيىء بالسكون فتفقد الكائنات حيويتها لمدة ثلاثة شهور  ، قد تصل فى بعض السنين الى خمسة حتى يجيىء الربيع فيعيد الجمال الذى تتسم به المناطق لكنه لايقوى على تغيير اى ملمح من ملامح الجنوب العنيد فيفر الكثير من ابنائه الى الدرب الرمادى فى منتصف الواحة الكبيرة ليلتقون بالمنبوذين من ابناء الشمال الذين ملّوا ليونة حياتهم ويسعون الى الخشونة فتجد الفتيات ماتبحثن عنه .

ينسجم الرماديون من أهل الشمال والجنوب وتطيب لهم الاقامة بين المنطقتين . يبدأ الدرب الرمادى فى الاتساع ليحتل بعد سنوات قليلة خمسا جديدا من الشمال وخمسا آخر من الجنوب ، وتتوافد اليه فى مواسم الشتاء جماعات الراغبين فى الاكتساء باللون الرمادى غير المحدد والتائه بين الابيض والاسمر .

يتزاوج القادمون من الجنوب بالقادمات من الشمال فيصبح لابنائهم أخوالا بلون الثلج وأعماما بلون الليل فيقضون مواسم الصيف لدى أخوالهم ومواسم الشتاء عند أعمامهم ويقيمون فى الربيع والخريف بالدرب الرمادى الذى أذاب الحدود بين النصفين وصبغ طباع اهل الجنوب بالنعومة وكسا ابناء الشمال خشونة ليلتقى الاثنان فى منتصف الواحة الكبيرة ويتلونون باللون الرمادى  تحت مرأى ومسمع غجر ربايعى.


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

 






 البركه


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات



البركه


تتفجر العيون فى قلوب الدروب .. يتجرد الصغار من ملابسهم كى يسبحون للعبور من الجانب الأيمن الى الأيسر بعرض ثلاثة أمتار وعمق المتر ونصف .

يحمل كل صغير ملابسه بيده اليسرى ويرفعها فى الهواء ، ويضرب وجه الماء باليمنى والقدمين فيندفع الى الأمام كل حسب قوته .

يعود صغار الكتاتيب يحملون حافظاتهم الملونة القماش الممتلئة بالكتب والكراريس لتزدحم بالملابس الداخلية والخارجية والأحذية ، يبعدونها عن سطح الماء ويواصلون السباحة حتى يصل كل منهم الى السلالم  الحصوية المرملة التى لايغطيها الماء فيتعلقون بالظاهر منها حتى يصعدون الى وجه الارض التى هجرها كل السكان  الى المخيمات أأعلى تل غجر حنكوره  حتى تبتلع عيون الدروب ماءها .

تلزم النساء وبنات البنوت المخيمات لعدم المامهن بفن السباحة يفكرن كثيرا فى استخدام الطوافات المصنوعة من جلود الابل لتعينهم على التنقل من والى الأسواق حتى لايمل الرجال من صراعهم الدائم فى مسابقة السباحة لأربع أوخمس مرات يوميا ذهابا وأيابا من العمل واختراقا للأسواق تلبية للطلبات .

أسرع الشيوخ الى خيم المسنين واعتزلوا الابناء والاحفاد الذين انقطع بهم الاتصال لتخلل المياه كل شرايين وأوردة المناطق وعجزت القوارب الصغيرة عن قطع المسافة الكبيرة بين المنطقة وخيم المسنين .

تداخلت مياه الشرب ومياه البقايا ليشرب السكان الماء الجارى ، وجلس هواة الصيد يلتقطون أسماكهم الصغيره .

مرّ شيخان كبيران عابرا سبيل بالدرب الطويل فانزلقت أقدامهما الى وسط البركة لتبتلعهما واحدة من الحفر التى لم يسدها عمال الحفر ,

لم تفلح محاولات ابناء واحة حنكوره  فى انتشال جثتى الشيخ عويس الزغباوى الماوردى وزوجته زاهيه  عوين، وابتلعت حفرة ثانية من بين الحفر الست كمال ونبويه ابنى شحاته غزال القهوجى .

كلّف ابناء الشيخ عويس محامى ليرفع قضية لأبيهم وأخرى لأمهم ضد الجهات المعنيه ، وانضم اليهم شحات مطالبا بالتعويض عن صغيريه .

بلغ اجمالى القضايا المرفوعه ضد الدوائر المعنية أربعا وعشرين قضيه فشكلّت الدوائر هيئة للدفاع وخصصت خمسة من المحامين للرد على الخصوم فى كل قضية حتى تمكن المائة والعشرون محاميا من كسب القضايا وطالبوا ابناء الشيخ عويس وشحات بأتعاب المحامين أو الحكم بالحبس فى حالة عدم القدرة على السداد .

بحثت أقدام شحات وابناء الشيخ عويس عن الحفر الأربع الأخرى وانزلقوا فى قلبها لتغطيهم المياه المتدفقة من عين مياه الشرب ومجرى مياه الفضلات ، وطمست كل معالمهم مياه البركه .


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

=======================================================


 التتكتاكى



من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات



التتكتاكى


يعدو التتكتاكى بأقصى سرعة على ظهور ابل القوافل  المنطلقة من أعالى الجنوب الى اسفله حيث بحر الملح الكبير  والعكس ، أكثر من ألفى كيلو مترا فى رحلة الذهاب ، ومثلها فى رحلة الاياب  .

ولد التتكتاكى منذ اكثر من ستة عشر عاما على ظهر أحد الجمال .. ولدته امه رزيه الداكن الغجريه عقب عام من زواجها من سمير ريشه الملقب بأمير السطو على  ظهور ابل القوافل فى  رحلاتها التجارية من الجنوب الى الشمال والعكس ، ورحلت رزيه لاصابتها بحمى النفاس لتلحق بزوجها الذى قتل بيد عمار سيد ابن عين القابلة والذى كان ينازعه امارة  السيطرة على ظهور ابل قوافل التجارة فصار عمار اميرا لغجر السطو عبر الدروب الطويلة

يشب الصغير حنكى تحت بصر عمار سيد غجر الصحراوات الثلاث ، ويبرع فى مهنة القفز والسطو على اظهر الابل  فاعتبره عمار ابنا له ونسبه الى نفسه .

اطلق على حنكى  التتكتاكى لرقصه على ايقاعات خطو الابل وشخاليلها  كلما بلغت به النشوة ذروتها ، وعادة ماتبلغ نشوته الذروه بعد دخوله على زوجة جديده من بنات ليل دروب الاحياء الغير مستقرة  التى يوقعها فى شباكه ، ويزف اليها فى الليالى القمرية، وعقب الدخول يظل التتكتاكى يعدو ويوقع خطوات  رقصه على ايقاعات سير الابل المشخلله  مرددا بأعلى صوت : تتكتاك ..تتكتاك .. تتكتاك ، ويكرر وراءه كل المسافرين على ظهور ابل القوافل  تتكتاك .. تتكتاك .. تتكتاك حتى لايعرضوا انفسهم لبطش حنكى وتشكيله العصابى  وحتى تاريخه  لم يتم حصر الزوجات اللاتى دخل بهن  التتكتاكى .

يزيد التتكتاكى  من دخل ابية عمار سيد بزيادة أتاوات  المسافرين على ظهور ابل القوافل مع مايسطو عليه من كل غالى ، ويزيد الدخل  مع اتجاره فى الخشخاش والاقراص المخدرة والكحوليات .

يحتل عمار  سيد ابن عين القابلة  هو  وزوجاته الثلاث اللاتى لم تنجبن له وليدا ظهر وبطن هوادج الاربعة جمال مقدمة قافلة سطوه التى تسير عادة على البعد بالتوازى مع القافلة التى سيتم السطو عليها ، ويسيطر على ظهور الجمال الاربعة التالية  ابنه حنكى التتكتاكى  وزوجاته من بنات ليل الحلب  الرحل  ممن بقين على ذمته ، ويتم استقبال الزبائن من المسافرين وبضائعهم على ظهور  الباقى من جمال قافلة سطو ابن عين القابلة امير السطو على ظهور ابل قوافل التجارة بلامنازع .

 ذاع صيت حنكى التتكتاكى  وملأت شهرته آفاق الصحراوات الثلاث الكبرى والوسطى والصغرى حتى خطف قلب نظله  اخت موره  قاطع طريق قوافل اعلى جنوب الصحراوات  فجن جنون الاخير وقرر الانتقام من امير السطو على ظهور ابل القوافل بعد ابيه عمار سيد ولد عين ، ومع اقتراب قافلة سطو ابن عين انطلق موره ورجاله بخيولهم الى قافلة السطو ، وصوب موره خنجره الى قلب التتكتاكى  ليتصدى له فى اللحظة الاخيرة ابن عين القابلة عمار سيد ويفدى ابنه فيستقر الخنجر فى صدره ، وتثور ثورة التتكتاكى  فيستل سيفه ويبارز قاتل ابيه فيخبره موره وهو يبارز متفاديا الطعنات القوية القاتله .. يخبره بحقيقة مقتل ابيه الحقيقى سمير ريشه بيد ابن عين الذى تبناه بعد ذلك فلم يعره التتكتاكى انتباها حتى يثـأر لقتل ابيه الذى تبناه ونسبه اليه ، ومازال موره ورجاله يحاصرون التتكتاكى  لينالوا منه ويستردوا نظله المخطوفة فيتمكن التتكتاكى  من قتلهم جميعا ويظل مع نظله آخر زوجاته التى أبقاها على ذمته لتلد له عامر الصغير الذى اسماه على اسم والده بالتبنى والذى بكاه كثيرا .  


قصه قصيره ل :

محمود حسن فرغلى

عضو اتحاد الكتاب

عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@gmail.com 


======================================================================


السبت، 23 يناير 2021

 آل السوس


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات



آل السوس


يتجمع مئات الالاف من المترددين على مجمع آل السوس لتلقى المعونات النقديه اوالعينيه.. يدعون لجابر السوس بدوام الصحة والعافيه والخير الوفير له ولاهله الغر الكرام الميامين كما يقول قدامى سائليهم ، ويقول الحاقدون : ان جابر السوس ترقى من راعى غجرى  اجير لدى عيون القبائل  الى كبيرهم، ويروون روايات ثراءه السريع المختلفه.

تقول رواية: ان جابر وهو يرعى غنم الحى التى كانت تأكل من اعشاب ارض عليان الرحيمى وجد ببطنها  كنزا من الذهب الخالص فباعه واشترى مائتى ناقة  وكانت نواة ثرائه السريع اذ حمل قافلة نوقه قمحا كثيرا من بلاد الانهار الغزيرة  وخزن القمح فى الصوامع  لينال منه السوس  ، ومع ذلك باعه للمشترين والمدشات  والمطاحن القريبة والبعيدة  وعرف منذ ذلك الوقت بجابر السوس، ونسى اهالى الحى اسم ابيه الحقيقى وشجرة نسبه المتواضع.

زاد الخير لدى جابر فأغدق بالعطاءعلى سائليه حتى عرف بالصالح الكريم.

تقول الرواية الثانية لبعض الحاقدين : ان جابر زرع الخشخاش فى ارض المرعى ومع اول قطفة للأفيون ملأ صفائح الماء بالذهب وبدأ يشترى الاحياء من ورثة الشيوخ المختلف عليها بتراب الفلوس . 

 ، وهناك رواية ثالثة تقول : ان جابر باع بعض اعضاء جسده الداخليه حتى تمكن من سداد ديونه والصرف على اهله ، وكانت قيمة اعضائه الداخليه غالية الثمن مما مكنه من شراء اول مزرعة خيول  وواصل بعدها الشراء حتى صارت المائه مزرعه  .. استقر رأيه بعد ذلك على بناء  مجمع خيرى  على حدود الحضر المجاور للمساكين يضم مستوصفا يتسع لالف سرير مكنته من استخراج الاعضاء من داخل الاجساد واغلاقها بالليزر  ، وقد مكنه ذلك  من فتح بنك للكلى ووبنك للقلب وبنك للعيون  وبنك للكبد، ويسجل كل بنك من البنوك قرابة الملياركل شهر فيخصص للغلابة نصف مليار من اجمالى العشرة مليارات ليزداد اقبال السائلين على مجمع آل السوس ,

علا نجم جابر السوس فى أوساط الاثرياء حتى نصبوه كبيرا لهم فعمم لديهم انشاء المجمعات الخيريه كى يذوب حقد  الحاقدين الذين زادوا فى الايام الاخيره .

صاهر جابر السوس الكثير من القبائل فتزوج اربع زوجات تنتمين الى اكبر اربع قبائل فى البرارى وزوج كل ابن من ابنائه الخمسة لاربعة من اجمل فتيات احيائهم   فأمسك بزمام الاربعة والعشرين قبيله ليصبح زعيمهم .

وشى الحاقدون بين جاد ولد عليان الرحيمى وبين جابر السوس واقنعوه بان جابر اشترى حيهم  بتراب الفلوس واصبح اكبر الاثرياء من خيرهم فاستشاط غضب جاد ، وقرر ان يستعيد حى آبائه واجداده من بين ايدى جابر السوس واولاده فقوبل بالرفض  وقرر الانتقام منه وأعانه على ذلك زهير مزين الحى الذى جلب له كل قطاع طريق التل  الشرقى  كى يشفى غليله هو الآخر من ضياع حى ابيه والذى اشتراه جابر برخص التراب لرعب حمص المزين  ابوزهير من بطش جابر السوس وبعدها فارق الحياة .

قبض قطاع الطرق اجرهم من زهير وجاد فاشعلوا النيران فى مجمع احياء جابر ومزارع خيله  ومجمع خيره ، ولم يتمكن واحد من اصهاره على التصدى  لقطاع طريق التل الشرقى  وطويت بذلك آخر صفحة لجابر السوس ومجمعه الخيرى وآله ونسبه حتى سائليه لسنين طويله .   



 قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@gmail.com

====================================================================================================================================


البركه


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات



البركه


تتفجر العيون فى قلوب الدروب .. يتجرد الصغار من ملابسهم كى يسبحون للعبور من الجانب الأيمن الى الأيسر بعرض ثلاثة أمتار وعمق المتر ونصف .

يحمل كل صغير ملابسه بيده اليسرى ويرفعها فى الهواء ، ويضرب وجه الماء باليمنى والقدمين فيندفع الى الأمام كل حسب قوته .

يعود صغار الكتاتيب يحملون حافظاتهم الملونة القماش الممتلئة بالكتب والكراريس لتزدحم بالملابس الداخلية والخارجية والأحذية ، يبعدونها عن سطح الماء ويواصلون السباحة حتى يصل كل منهم الى السلالم  الحصوية المرملة التى لايغطيها الماء فيتعلقون بالظاهر منها حتى يصعدون الى وجه الارض التى هجرها كل السكان  الى المخيمات أأعلى تل غجر حنكوره  حتى تبتلع عيون الدروب ماءها .

تلزم النساء وبنات البنوت المخيمات لعدم المامهن بفن السباحة يفكرن كثيرا فى استخدام الطوافات المصنوعة من جلود الابل لتعينهم على التنقل من والى الأسواق حتى لايمل الرجال من صراعهم الدائم فى مسابقة السباحة لأربع أوخمس مرات يوميا ذهابا وأيابا من العمل واختراقا للأسواق تلبية للطلبات .

أسرع الشيوخ الى خيم المسنين واعتزلوا الابناء والاحفاد الذين انقطع بهم الاتصال لتخلل المياه كل شرايين وأوردة المناطق وعجزت القوارب الصغيرة عن قطع المسافة الكبيرة بين المنطقة وخيم المسنين .

تداخلت مياه الشرب ومياه البقايا ليشرب السكان الماء الجارى ، وجلس هواة الصيد يلتقطون أسماكهم الصغيره .

مرّ شيخان كبيران عابرا سبيل بالدرب الطويل فانزلقت أقدامهما الى وسط البركة لتبتلعهما واحدة من الحفر التى لم يسدها عمال الحفر ,

لم تفلح محاولات ابناء واحة حنكوره  فى انتشال جثتى الشيخ عويس الزغباوى الماوردى وزوجته زاهيه  عوين، وابتلعت حفرة ثانية من بين الحفر الست كمال ونبويه ابنى شحاته غزال القهوجى .

كلّف ابناء الشيخ عويس محامى ليرفع قضية لأبيهم وأخرى لأمهم ضد الجهات المعنيه ، وانضم اليهم شحات مطالبا بالتعويض عن صغيريه .

بلغ اجمالى القضايا المرفوعه ضد الدوائر المعنية أربعا وعشرين قضيه فشكلّت الدوائر هيئة للدفاع وخصصت خمسة من المحامين للرد على الخصوم فى كل قضية حتى تمكن المائة والعشرون محاميا من كسب القضايا وطالبوا ابناء الشيخ عويس وشحات بأتعاب المحامين أو الحكم بالحبس فى حالة عدم القدرة على السداد .

بحثت أقدام شحات وابناء الشيخ عويس عن الحفر الأربع الأخرى وانزلقوا فى قلبها لتغطيهم المياه المتدفقة من عين مياه الشرب ومجرى مياه الفضلات ، وطمست كل معالمهم مياه البركه .


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

=======================================================


 استغاثة من الجراد


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


استغاثة من الجراد 

كتب صغار تل صبريه الغجريه استغاثاتهم على سعب النخيل وربطوه بأقدام الحمام الزاجل وارسلوه الى كل بقاع الارض . أغلق الآباء والأمهات ابواب وشرفات الخيام مخافة دخول أسراب الجراد المجنونه لتقتل صغارهم .

 أظلمت سماء واحة الصحراء الصغرى   بعد أن غطتها الملايين من الجراد الأصفر الكبير والأحمر الصغير فحالت دون وصول أشعة الشمس الى الأرض 

خلت دروب الصحراوات   من المارة وتم اغلاق خيم البيع  فلابيع ولاشراء ولاذ التجار بالفرار الى خيمهم  , كما أغلق الحضر  كل المؤسسات والمستشفيات عدا دور العبادة التى فتحت أبوابها للفقراء المساكين وابناء السبيل ومن لايملك محلا للاقامة حتى يرحل الجراد 

أصر الجراد على البقاء فى سماء الواحة الخضراء بالصحراء الصغرى  واحتل الدروب   وأسطح الخيام .

 بلغ رعب الصغار مداه مع رؤية الجراد يحاول أن يخترق الحواجز ليصل اليهم .. أسرع الأباء الى التصدى لجحافل الجراد وواصلوا اطلاق رسائل الصغار التى يحملها الزاجل فى اقدامه ليوصلها الى كل ارجاء المعمورة  . 

انخفضت درجة الحرارة الى ماتحت الصفر بكثير نتيجة التقاء موجات الصقيع المنطلقة من المحيطين المتجمدين الشمالى والجنوبى , ومازال الصغار يضعون أطراف أصابعهم على سعب النخيل ليحمل الحمام  استغاثتهم وثبت المنظر العام 

مر على المنطقة المتجمدة عشرون عاما , ومع انفصال الموجات الباردة الغريبة بدأت الحياة تدب فى أوصال الواحة  وتم ارسال استغاثات الصغار الى كل مكان فى العالم عبر الزاجل  

تم تحديد مكان الاستغاثة فجاءت النجدة من الأقطار المجاورة ليرحل الجراد متوهما مجىء موجة من الصقيع الذى يمقته .. عاد أهل الحى  الى حياتهم الطبيعية بعد مرور عشرين عاما وكان العالم قد انتقل الى عصر جديد.

 

قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

========================================================


الجمعة، 22 يناير 2021

 


اختفاء


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


اختفاء


تختفى الصورة تدريجيا عن أعين المشاهدين لتحل محلها الصورة التالية .. يبقى فى الذاكرة لحظات الميلاد المتعسرة وآهات الأم الدائمة خلال التسعة أشهر الماضية .. تنسج العيون ملامح الصورة الجديدة لطفل تفصل الحكيمة عنه حبله المتصل بالمشيمة فتتساقط من جسده أول قطرات الدم لتسرع الى ايقاف النزيف برباطها المعقم ، وتلقى بالمشيمة فى سلة المهملات .. تسارع الجدة الى احتضانها قبل أن تلتصق بالقاع البلاستيكى .

تختفى الصورة لتتابع الجدة رحلتها تجاه النبع القديم حاملة صومعة غذاء حفيدها الوحيد الذى أسمته منذ قليل عطية الله وحمدت ربها .

يمسك طبيب وحدة الحضر  الصحية الوليد من قدميه ويرفعهما الى أعلى ويضربه على المقعده فيتدفق الدماء الى الدماغ ليعلو صراخ ابن زايناهم بنت محلاهم بائعة الليمون بتل غجر غنيه. .

تزيح صورة الجدة الصورة السابقة حتى تصل الى شاطىء النبع  وتجلس على حجر لتفك العقدتين المحكمتين اللتين ربطتهما لتمنع تسرب الماء على رأسها . 

تدخل الحكيمة المولود عطية الله فى الجلباب الصغير الذى صنعته زايناهم وهى جالسة الى جوار أمها أمام جوال الليمون وسط سوق الحى  طوال النهار .

ترجو الجده محلاهم النبع  القديم أن يرد لها الحفيد كلما جاء يعانقه ليزيل عرقه ويطفىء نيران جسده المشتعل من شدة الحر حين يفيض النبع  بالخير الكثير وتقول : يانبعنا  العزيز هذا غذاءنا اللذيذ .. سد جوعك واحفظ وعودك ولاتغرق عطية الله ولد زايناهم بنتى .. يقبل النبع  الرجاء ويداعب قدمى العجوز بأمواجه الهادئه ويبتسم .

تقرب الحكيمة عطية الله من ثدى أمه حتى لايضيع لبن السرسوب الذى يبنى العظام فتفتح زايناهم عيناها فرحة بالوليد وتزيد من احتضانه حتى يشعر بدفىء امه فيحرك شفتاه وتروح زايناهم فى النوم ليتبعها الوليد .

تغسل الجدة وجهها بماء النبع  وتحمد ربها على سلامة ابنتها الوحيدة التى جاءها المخاض وهى جالسة الى جوارها فى السوق ، ولم توفق وديده الدايه فى توليدها وأوصت محلاهم بنقل ابنتها الى وحدة الحضر  الصحية .. اسرع أولاد الحلال الى الأم وابنتها واحضر عبد اللطيف البنى ناقته العشر وساعده الرجال فى حمل زايناهم ومحلاهم على ظهر هودج الناقة  ليصل بسرعة الى الوحدة الصحية فى دقائق حتى لاتضيع بنت محلاهم الوحيدة.

ألقت الجدة بالمشيمة الى جوف النبع وودعته لتسرع بالعودة الى الحفيد والابنة بأكلة تشبع النفسه .. تفتح زايناهم عينيها فلاتجد رضيعها .. تصاب الأم الصغيرة بالذعر وتسأل الطبيب والحكيمه والفلاحين والفلاحات فلاتلقى الاجابة .. تمسك زايناهم بجلباب الصغير وتبلله بالدموع حتى تأتى محلاهم فتعيد السؤال ولامن مجيب .

أدارت الأم وابنتها مناديا ينادى على أولاد الحلال ويصف لهم أوصاف الغالى عطية الله الرضيع الذى فقد فى حى الواحة  التى أصيب كل نسائها بالعقم بعد رحيل الوباء الذى يزور القرية كل عشرين عاما ، ولم يصب بنت محلاهم التى لم تتمكن من تحديد والد المولود فى وسط الزحام . 

قالت محلاهم لابنتها : انت صغيره وسترزقين بغيره تتسندى عليه فى عجزك ماتزعليش .

تختفى الصورة تدريجيا عن أعين المشاهدين ، وتظلم القاعه.

 .

قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com




 ميراث البنات



من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات



ميراث البنات


حار نعيم هيبتى  فيما سيتركه من أرث لبناته الاربع فهو لايملك دينارا  واحدا غير قوته وقدرته على العمل كسمكرى كلوبات  جاز التى  أوشكت على الانقراض  .. حاول نعيم السمكرى أن يقتطع جزءا ولويسير ليدخره لبناته القصر كى يتركه ميراثا يستندون عليه بعد رحيله لكنه لم يوفق .

استطاع نعيم  أن يدخل بناته الاربع مدارس متوسطة بالحضر  ،وحصلت اثنتان منهن على الشهادة المتوسطة .. لم يعوز نعيم  بناته الى أى من أقاربه  بغجر رميله التل طوال حياته فلقد كان يعمل ليل نهار ليلبى احتياجلتهن .. تعرّف نعيم  على موظف بمجلس الحضر  البلدى ودأب على مجاملته بتصليح كلوبه  فى كل مرة يتعطل فيها بدون مقابل حتى تمكن من أن يطلب من حامد عبد القدوس الخدمة فى تعيين أولى بناته الاربع فى المجلس البلدى ، وقدم حامد الطلب الى رئيس المجلس .. ظل الحلم يراود البنات الاربع فى العمل حتى جاءت البشارة بعد ستة شهور فى بداية السنة المالية الجديدة ، وتم تعيين تسعة عشر من ابناء العاملين فى المجلس البلدى وكان ترتيب بثينه العشرين فى التعيين بأجر مقابل عمل وكانت أكثر المعينين حظا فلقد اختارها رئيس المجلس فى مكتبه وذلك لفرط جمالها .. تمكنت بثينه بدلالها من انتزاع موافقة رئيس المجلس على تعيين ثانى بنات عبد المنعم عبد الوهاب ، وعملت بنفس الادارة باعتبارها من أخوات العاملات وكان المرتب ضئيلا .

استطاعت بثينه وبسنت أن يساهموا فى شراء ملابسهما ومكياجهما واحذيتهما فخفّ الحمل عن نعيم  ، ومازال قائما على تصليح كلوب  حامد عبد القدوس كلما تعطل عرفانا بالجميل الذى سيظل دينا فى رقبته طوال العمر .

حاولت فريده البنت الثالثة من بنات نعيم  أن تقنع امها زينات البياع واخواتها البنات بقلب خيمة  السمكرة الى خيمة للبضائع المستوردة  وستقف فيها مع والدها فور تخرجها هذا العام وستلحق بها نوال العام القادم غير أن هذه الفكرة لم تجد صدى لدى نعيم  فرفضها ودخل رحلة مرضه القصير بسبب تراكم عوادم الكلوبات  الجاز على جدار رئتيه .. خشى نعيم  أن يترك الاربع بنات وزينات الام  بدون ميراث أوسند فخيمة المعيشة وخيمة العمل  بالايجار وبوفاته سيسقط حقهم فى الايجار بعد وفاة زينات ، ولن يقف اخوته الى جوار أى من البنات أو الزوجة لكثرة اعباء كل منهم .. سأل نعيم  كثيرا وبحث عن وسيلة تضمن لاسرته الحق فى تأجير الخيمتين فلم يجد .. قرر نعيم  أن ينفذ مااقترحه عليه حامد عبد القدوس فدخل مستشفى الحضر بكليتين وخرج بواحدة مقابل خمسين ألفا ووزعهم بالتساوى على بناته الاربع والزوجة .. وضع منعم مبلغ عشرة آلاف باسم كل واحدة من البنات وكذلك الزوجة فى بنك الحضر ليعيشن  من عائد الورث الذى تركه وسقط عليه من السماء كما قال لهم فلقد ظهرت له قطعة أرض فى تلهم  البعيد الذى  شهدت ميلاده  وباعها أخوته وهذا هو نصيبه حسب روايته .. رقد نعيم هيبتى فى سلام بعدما وزع الورث على بناته ، واجتمع شمل البنات والزوجة ليعلوا الدخل بعلو الفائدة ودعوا انعيم  بالرحمة بعد وفاته لعدم تركهن يواجهن الحياة بلاميراث .


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


الخميس، 21 يناير 2021

 ابوقردان



من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات



أبو قردان


تنطلق أسراب أبوقردان تحلق فى الفضاء اللانهائى تبحث عن بقايا اللون الأخضر الذى رحل مع اندلاع نيران سوتيته بنت حارس نور القرداتى .

تدقق عيون السرب الصغير .. تفتش عن الديدان من أعلى فلاتجد الا اللون الأصفر فى الصحراء الممتده بطول آلاف الكيلومترات تحيط بألسنة النيران التى مازالت تلامس أجواء الفضاء العالى منذ خمسة أيام مضت .

تصيدت عيون السرب الكبير بعضا من نبات الصبار المتناثرة فى بطن الصحراء الواسعة فأصدر قائد السرب اشارة بالهبوط ليتبعه سائر أفراد السرب ويتوالى هبوط بقية أسراب أبوقردان .

تتحلق طيور أبو قردان حول الأزرع الخضراء المتشحة بالأصفر ووجوه الشوك الذى يضن بقطرات مائه لتخلو السماء من سحابة صغيرة فى المنطقة الكبيره .

تمتد آلاف المناقير الطويله تنقب فى الدوائر المحيطة بالصبار .. يوفق شباب أبوقردان فى العثور على عشرين دودة بطول ألف من السرب فيقدمونها للصغار وكبار السن قبل أن يلفظون أنفاسهم الأخيرة .

تستعيد الأسراب قدرتها على الطيران بعد أن جاءت على نهاية الوليمة مضافا اليها نباتات الصبار فيرحل اللون الأخضر المصفر الى العدم .

تواصل أسراب أبوقردان رحلة البحث عن اشجار جديدة سكنا لها بدلا من المشتعلة بسبب سوتيته بنت حارس نور القرداتى التى أشعلت نيرانها ليشيع الدفىء حتى لايموت حارس نور القرداتى وقرده ميمون من شدة برد طوبه الذى حول الماء الى جليد وتسبب فى وفاة مائتين من كبار السن وثلاثمائة من الأطفال الرضع حتى امتلأت مقابر تل شويخ فأخذ الاهل فى بناء مقابر جديده لتستقبل سكانها القادمين .

تشكل الأسراب دوائر كبيرة حتى تقل سرعة طيران كبار السن والصغار فيتحولون الى مربعات ومستطيلات ومثلثات تتلاشى مع عودتهم الى نقطة البداية فوق ألسنة النيران التى أكلت أعشاش ابوقردان فوق أشجارها العالية وماتحتها .

تزيد أجساد الصغار والشيوخ من السرب المتساقطة طول أيدى النيران الممتدة فتتسع بطن النار لتلتهم التل  وعشرة تلال مجاوره .. يبعد الناجون من السرب الكبير عن النيران ويحط الجميع حول الرماد الذى خلفه  الحريق ليستخرجوا غذائهم وتهطل دموعهم على فقدانهم لآلاف الأصدقاء من الفلاحين الذين كانوا يعملون معهم فى تنظيف الأرض لاعادة زراعتها .. شبعت الأسراب ونامت فى مكانها حتى طلوع الفجر لتوقظهم أصوات خوار البقر ومأمأة الماعز والخراف فملأت الفرحة عيون ابوقردان مع عودة بعض الناجين من الفلاحين فى صحبة ماشيتهم ليعيدوا الحياة الى أرض تل شويح الذى تسبب فى حريقها الكبير القرد ميمون والذى لامسته نيران كانون سوتيته بنت حارس نور القرداتى فقفز لتشتعل النيران بظهره لينقلها الى كل منازل التل والتلال المجاورة .

قبلت أسراب أبوقردان المتبقى من الفلاحين على قيد الحياة الذين أخذوا ينقلون الماء من آبار التل الى المصارف  المؤدية الى أرض الحريق لتخمد حتى تتمكن الأسراب من اعادة بناء أعشاشها على الأشجار الجرداء المحترقة حين تخضّر.

 


قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com



==================================================


 نقوش جيريه



من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات



نقوش جيريه


يرسم شلبايه عبد الله النقاش بالجير على جدران كل منازل الواحة  قصة الرحلة  الطويلة من بلاد الحجاز الى بلاد المغرب منذ اكثر من ألف عام مضت .

توارث شلبايه هذه القصة مع أولى الكلمات التى تعلمها فى قاموسه اللغوى  .. يمسك شلبايه بفرشاة الجير الملون بالازرق ويغمسها فى الدلو المعلق على السلم الخشبى الكبير المزدوج الذى يقف عليه ويطوّح بها فى الفضاء ثم يجعلها تستقر أعلى واجهة المنزل ترسم أول خط فى الرحلة الاولى .

تنطلق القبائل من شبه الجزيرة الكبيرة الى شبه الجزيرة الصغير بالمحروسة فتمسك اليد الاخرى بفرشاة الاخضر ويرسم شلبايه حقول القمح الوسيعة ويلّون الازرق الصافى مياه النهر  والبحرين الكبيرين ثم يغطى الاصفر مساحة كبيرة من الواجهة .. ينثر بين جنباته خيما كثيرة لرجال القبائل وعرق يتصبب تحت شمس حارقة يرسم شلباية صورة أشعتها بعنايه .

يعود اللون الاخضر مطلا برأسه فى اللوحة الجدارية مع وصول شلبايه الى الخضراء لينعم المسافرون بالظل ويتزوج بعض رجال القبائل من فتيات واحة الخضراء  الجميلة وينجبون اولادا كثيرين ، ويرحل الآخرون الى أقصى الغرب .

يجلس شلبايه ليلتقط أنفاسه اعلى السلم المزدوج ، ويأتيه سيد أبو أميره القهوجى بخرطوم النارجيله الطويل الذى يصل بين فم شلبايه ويد سيد الواقف على سطح الارض ويبدأ شلبايه فى وصلته الغنائيه الطويلة فيطرب لها سيد .. يغنى شلبايه للابل الصبورة التى استطاعت أن تخترق كل هذه المسافات خلال شهور الصيف الطويله ، كما غنّى للرجال الاشداء الذين تحملوا وحشة الليالى المظلمة فى قلب الصحراء الوسيعة بحثا عن الرزق الوفير .

يعاود شلبايه الكرّة ليرسم رحلة عودة البعض الى المشرق مع القليل من الابل فيتخلف عن الركب جزء أسفل مآذن الواحة الخضراء ، ويواصل المتبقى الرحلة ليقيم فى الفسطاط فيرسم شلبايه مآذن المسجد العتيق.

يتأرجح السلّم المزدوج الذى يحمل شلبايه عبد الله النقاش بدلائه السبعة الممتلئين بكل الوان الطيف ويسقط .. تتداخل الالوان فيغطى اللون الاسود جسد شلبايه ويسرع عبد الرازق الدكرورى صبيه الى نجدته ويعينه فى تشكيل ألوان الدلاء السبعة التى ينقش بها شلبايه قصة الرحلة الطويلة بنقوش جيريه .


قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


===================================================


 من شارع الجمهوريه


المساحه




الخبط ليل نهار


خرج ابوزنيمه من السجن ومعه صبيحه فقررا وقف نشاط تكاتك الدفع الرباعى  الليليه وصرفوا صبيانهم الى الخبط بالمعاول والمطارق الثقيلة   ليل نهار بحثا حولنا عن آثار القدماء وتخزين  المخدرات.  

..........

 من شارع الجمهوريه


المساحه




الخبط ليل نهار


خرج ابوزنيمه من السجن ومعه صبيحه فقررا وقف نشاط تكاتك الدفع الرباعى  الليليه وصرفوا صبيانهم الى الخبط بالمعاول والمطارق الثقيلة   ليل نهار بحثا حولنا عن آثار القدماء وتخزين  المخدرات.  

.........

 من شارع الجمهوريه


المساحه




الخبط ليل نهار


خرج ابوزنيمه من السجن ومعه صبيحه فقررا وقف نشاط تكاتك الدفع الرباعى  الليليه وصرفوا صبيانهم الى الخبط بالمعاول والمطارق الثقيلة   ليل نهار بحثا حولنا عن آثار القدماء وتخزين  المخدرات.  

........

 من شارع الجمهوريه


المساحه




الخبط ليل نهار


خرج ابوزنيمه من السجن ومعه صبيحه فقررا وقف نشاط تكاتك الدفع الرباعى  الليليه وصرفوا صبيانهم الى الخبط بالمعاول والمطارق الثقيلة   ليل نهار بحثا حولنا عن آثار القدماء وتخزين  المخدرات.  

.......

 من شارع الجمهوريه


المساحه




الخبط ليل نهار


خرج ابوزنيمه من السجن ومعه صبيحه فقررا وقف نشاط تكاتك الدفع الرباعى  الليليه وصرفوا صبيانهم الى الخبط بالمعاول والمطارق الثقيلة   ليل نهار بحثا حولنا عن آثار القدماء وتخزين  المخدرات.  

......

 من شارع الجمهوريه


المساحه




الخبط ليل نهار


خرج ابوزنيمه من السجن ومعه صبيحه فقررا وقف نشاط تكاتك الدفع الرباعى  الليليه وصرفوا صبيانهم الى الخبط بالمعاول والمطارق الثقيلة   ليل نهار بحثا حولنا عن آثار القدماء وتخزين  المخدرات.  

.....

 من شارع الجمهوريه


المساحه




الخبط ليل نهار


خرج ابوزنيمه من السجن ومعه صبيحه فقررا وقف نشاط تكاتك الدفع الرباعى  الليليه وصرفوا صبيانهم الى الخبط بالمعاول والمطارق الثقيلة   ليل نهار بحثا حولنا عن آثار القدماء وتخزين  المخدرات.  

....

 من شارع الجمهوريه


المساحه




الخبط ليل نهار


خرج ابوزنيمه من السجن ومعه صبيحه فقررا وقف نشاط تكاتك الدفع الرباعى  الليليه وصرفوا صبيانهم الى الخبط بالمعاول والمطارق الثقيلة   ليل نهار بحثا حولنا عن آثار القدماء وتخزين  المخدرات.  

...

 من شارع الجمهوريه


المساحه




الخبط ليل نهار


خرج ابوزنيمه من السجن ومعه صبيحه فقررا وقف نشاط تكاتك الدفع الرباعى  الليليه وصرفوا صبيانهم الى الخبط بالمعاول والمطارق الثقيلة   ليل نهار بحثا حولنا عن آثار القدماء وتخزين  المخدرات.  

..

 من شارع الجمهوريه


المساحه




الخبط ليل نهار


خرج ابوزنيمه من السجن ومعه صبيحه فقررا وقف نشاط تكاتك الدفع الرباعى  الليليه وصرفوا صبيانهم الى الخبط بالمعاول والمطارق الثقيلة   ليل نهار بحثا حولنا عن آثار القدماء وتخزين  المخدرات.  

.

 من شارع الجمهوريه

المساحه


الخبط ليل نهار

خرج ابوزنيمه من السجن ومعه صبيحه فقررا وقف نشاط تكاتك الدفع الرباعى  الليليه وصرفوا صبيانهم الى الخبط بالمعاول والمطارق الثقيلة   ليل نهار بحثا حولنا عن آثار القدماء وتخزين  المخدرات.  


 من شارع الجمهوريه

المساحه


الخبط ليل نهار

خرج ابوزنيمه من السجن ومعه المعلمه صبيحه فقررا وقف نشاط تكاتك الدفع الرباعى  الليليه وصرفوا صبيانهم الى الخبط بالمعاول والمطارق الثقيلة  بحثا حولنا عن آثار القدماء وتخزين  المخدرات.  

.

 من شارع الجمهوريه

المساحه


الخبط ليل نهار

خرج ابوزنيمه من السجن ومعه المعلمه صبيحه فقررا وقف نشاط تكاتك الدفع الرباعى  الليليه وصرفوا صبيانهم الى الخبط بالمعاول والمطارق الثقيلة  بحثا حولنا عن آثار القدماء وتخزين  المخدرات.  


الثلاثاء، 19 يناير 2021

 قلب الشجره التل



من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


قلب الشجره التل


يتمزق قلب الشجرة المعمّرة التى تمتد جذورها الى مالايقل عن ألف عام مضت ، ولم تتمكن بلدية من البلديات فى العصور المختلفة مع تعاقب الحكومات تقليم فروعها أوحتى قطعها .

تآزرت أظافر الأجيال المختلفة من الصغار ونحتت فى جسم الشجرة حتى تمكنت من صتع تجويف كبير داخل الشجرة المعمّرة ، واحتلها المعلم نادى بشله الذى جعل منها غرزة بوضع اليد ومنذ ذلك التاريخ القديم الذى لايعلمه أحد لمجىء كل سكان الحى بعده فقد سمّى درب الشجرة المعمّرة أعلى قمة تل بشله  الغجرى  باسمه وسمى قلب الشجرة العجوز بغرزة  المعمرة وذاع صيتها فجذب انتباه كل ابناء القبائل الكبيرة ليشاهدوا عجيبة من عجائب الدنيا ويرتبطون بها بعد شربهم للقهوة التى يخلطها بشله بمقدار ضئيل جدا من زيت الأفيون فتشعرهم بحيوية الأسود التى شهد لها كل نساء الكون طوال الليالى الدافئة التى صادقن فيها شباب درب  الشجرة العتيقة عبر الدروب  الفسيحة بعد تجوالهم فى مزارع  واحة الوسط للمخدر بمختلف ألوانه التى تشيع البهجة فى قلوب الصغار والكبار فيتعاطونه ليل نهار .. يحلمون بلاشىء وسط الأخضر الذى يهب القوة والمياه المغردة فى سقوطه من شلالات التلال المرتفعة .

التقط عجوه ابن المعلم نادى بشله قطعة متوسطة الحجم من ثمار زهور الخشخاش ووضعها أسفل لسانه فمنحته قوتها ليهدم الجدار الذى يستند عليه حين شعر أن صدره يضيق ليقتله ، ثم أخرج علبة تبغه وأخرج سيجارة ليفرغ نصفها العلوى من التبغ ويحشوه بنبات البانجو .. أشعل السيجارة .. أطال النظر اليها .. لم يشعر بسقوط عود الثقاب المشتعل من بين أصابعه ..سرت النيران داخل مزرعة البانجو الجاف التى يمتلكها المعلم بشله خلف الشجرة العتيقة بوضع اليد أيضا ، وانتقلت بسرعة ضوء القمر الذى يحادثه عجوه الى حقل الخشخاش المجاور وقلب الشجرة المعمّرة .. سد الدخان الكثيف أنوف أهل درب بشله فسقطت رؤسهم بين أيديهم ، والتصق زبائن المقهى بالمقاعد  الجريدية حتى تفحموابمقاعدهم  كما تفحم عجوه وأبوه بشله وأهل الدرب  المسمى باسمه فى قلب خيامهم  بتل الغجرى بشله ، وتاهت معالم الشجرة العجوز بعد أن حمل الهواء رمادها الى البعيد لينسى أهل القبائل  قلب الشجرة التل .

.

قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


======================================================


 هزة

تل رزق الغجر



شارع الجمهوريه اول فيصل

زمن الكورونا

و الالعاب الناريه

والمخدرات  طوال الليل والنهار


هزه

تل رزق الغجر


جلس دحروج عزوز النواتى على غرزة بدرب رزق رميل  الغجرى يحرك عينيه يمينا ويسارا ، ويكثر من اهتزاز قدميه لتهز المنضدة  المصنوعة من جريد النخيل التى تحمل كوب الشاى الذى يشربه أمامه فتهتز صورته المتكسرة داخل الكوب .

يراقب دحروج مجىء طه المغربى المقاول الذى سيعمل معه فى ترميم بيت وديد العجان  الرابض على اطراف الحضر والذى أوشك على الانهيار فى صباح الغد ... سلبت الحسناوات  المتشحات بلون الرمال الفاقع لونه  يجسد جمالهن عقل وعينى دحروج فراح يلهث ليفصل بينه وبينهم جسد رجل ثقيل الظل فيزيحه بكل قوة كى تحلم عيناه المتسعة وتلملم كل نساء الدرب  فى مركز ابصاره .

يعاود دحروج مسح عينيه بيديه ليقوى على النظر من بعد بحثا عن طه المغربى الذى تأخر كثيرا حتى طلب دحروج شايه الخامس ولم يجد مكانا خاليا فى بطنه للسادس ولن يحاسب المعلم عواد زايد صاحب الغرزه فى هذه الليلة لان جيوبه خاليه الا اذا جاء طه وصدق فى وعده الذى يخلفه دائما كى يربط كلاما مع دحروج بمنحه الخمسة دنانير من اجمالى أجر السبعة أيام مقاولة الترميم ليدفع جزءا من ديونه لعواد زايد .

يتابع دحروج النظر الى كل الحسان اللاتى تأتين من كل الدروب لتشترى المستعمل من درب  رزق لتصلحه وترتديه وتصبح كل بوصه عروسه .. يواصل دحروج هزّ قدميه غير أن هزّة ثقيلة أسقطت حجارة كبيرة من أعلى الربوة فجعلت كل الجلوس على الغرزة  وصاحبها والمارة يهرولون الى أماكن شتى عدا دحروج عزوز الذى لزم مكانه فلم تقو قدماه الكثيرة الاهتزاز على الحركة .

غمرت  الحجارة الثقيلة الكثير من الخيام المستظلة بالربوة  وظل الاهالى يتفادون سيل الحجارة المتساقط من أعلى ليتداخل الاتجاهان فى اتجاه .

ينظر دحروج الى سقف  خيمة المطعم الذى امامه فيجده يرقص ليغادر كل رواد المطعم الى الخارج ويظل دحروج يحرك عينيه ببطىء شديد غير قادر على الحركة ..  تتسارع انباء سقوط المنازل على اعتاب الحضر ..يسقط منزل وديد العجان فتسيل دموع دحروج ويضيع أمله فى الخمسة دنانير  ربط الكلام كبداية للمقاولة التى كانت ستأخذ سبعة أيام بطول ايام الاسبوع .

تقول جدة دحروج الحاجه خضره أبوغنيم : ان الثور الذى يحمل الكرة الارضية على قرنه قد أصابه التعب فيضطر الى نقلها الى القرن الثانى فتحدث الهزة أ، ولكل هزة ضحاياها ، وكان دحروج من  بين ضحايا هذه الهزة بتل رزق الغجر .


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

======================================================


الاثنين، 18 يناير 2021

 عين بحيره


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


عين بحيره


تمتلىء عين بحيره بنت صبور طحيمر طحان سهل البراقع  بالصغار منتصف نهار كل يوم شديد الحرارة .

تبترد اجساد الصغار بماء العين البارد صيفا والدافىء شتاءا.

يتردد بين ربوع السهل ان عين ماء بحيره التى آلت اليها من ابيها صبور الذى ورثها عن طحيمر ابيه تستقى ماءها من بئر أسفل خيمة الطحان حفره مع الجان الذى كان يسخرهم لاعماله ، ولم يتحرروا الابعد موته فثقبوا جدار البئر ليتسرب مائه بعيدا عن الخيمة صانعا هذه العين العذبة ، والتى اصبحت مقصد الصغار مع كل ظهيرة وينصرفون عنها قبيل مغيب الشمس.

 تخلع بحيره العصابة عن عينى فحلها القوى عشتير والذى نعته صبور طحيمر ابوها باسم ابن ملك الجان الذين كان يسخرهم طحيمر لخدمته .

يحرك عشتير جفونه بسرعة كى يزيل آثار ظلام العصابة عن عينيه طوال اليوم من ظهور النور الى اختفائه لايام كثيرة حتى نسى طعم النور  يلف حول محور المطحنة ليطحن الحبوب والبن لنساء سهل البراقع.

 تجفف بحيره عرق الفحل و تقدم له وجبة العشاء بملح الطعام الكثير حتى يشتد عطشه لماء عين بحيره.

ترسل بحيره عيناها خارج الخيمة كى تتأكد من خلو العين من صغار السهل الاشقياء الذين يجردونها من ثيابها بعيونهم عند نزولها الما ء مع عشتير الفحل .

 تجر بحيره عشتير الى الماء  .. تنيخه على الحافة .. ترفع الركاب عن ظهره فينفض عرقه الغزير عن جسده بارتعاشة جلده فتفر جموع الذباب التى تحلقت حوله لتشرب من عرقه.

تزحزح بحيره اللجام بعيدا عن فم عشتير الذى يحرك فكيه ليلقى بمخزون الطام الذى يمضغه الى الداخل ويتأهب للارتواء من ما عين بحيره .. يمد عشتير الرقبه .. يغمس فمه فى العين .. يعب الماء يطفىء ملوحة الطعام فى جوفه وهو بارك.

يقول كبار سن السهل وكما تجمع الروايات : ان عشتير ابن ملك الجان الذى كان يسخره الجد طحيمر مع بعض قومه من الجان وبعد ان اصبحوا احرارا بموت طحيمر عز على عشتير  سنوات الذل التى قضاها فى خدمة طحيمر فأراد ان ينتقم من نسله حين عشق حفيدته بحيره وارسل عشقه من خلال الفحل القوى الذى يقوم على خدمتهم والذى اسماه صبور ولد طحيمر عشتير على اسمه  امعانا فى اذلا له  ، ويزداد عشق الفحل عشتير لبحيره يوما بعد يوم.     

تكشف  بحيرة عن ساقيها فتلمع عيون الصغار المختبئة خلف النخيل المحيط بعين الماء  فى قلب الليل الذى حل محل غروب الشمس منذ قليل ..تنزل بحيره قدميها فى عذب الماء .. ينهض عشتير يتبعها الى قلب العين يغطيها بجسده من عيون اولاد الغجر الزرقاء بعدما ادرك اماكن اختبائهم  فهو يغار عليها من نسيم الهواء العليل .

 تخلص بحيره جسد الفحل من الرمال العالقة بجسده فيتضاءل اسف يديها الناعمتين .. يتسلل صغار السهل الى رحم عين بحيره فتثور ثائرة عشتير ابن ملك الجان الذى يركب الفحل فيوسعهم عشتير الفحل دهسا بالاقدام  ليقضى كل خف على احد الصغار فى قاع العين .

اسفرت معركة رحم عين بحيرة بين عشتير وصغار السهل الاشقياء عن وفاة ثلاثين صغيرا التصقوا بالقاع وستطفو اجسادهم بعد ثلاثة ايام ليتسلم جثثهم الاهل من فوق وجه عين بحيره .


 قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

 

 اولاد دليله


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


اولاد دليله


يتزاحم اولاد دليله دهيبى واحفادها حول جسد الجدة  حدادة تل الطمانيه صباح بلوغها الخمسين بعد المائة مسجلة  الرقم القياسى بين معمرى الصحراوات الثلاث الكبرى والوسطى والصغرى يقلبونها يمينا ويسارا .. يبحثون عن النبض والنفس  .

مرت جماعة غجر دهيبه الرحل بتل الطمانيه منذ مائة وثمانية وثلاثين عاما فاستطعموا غجر شبلول المقيمين بالتل وبعد ان شبعوا مضوا الى حال سبيلهم تاركين نفرا من الرجال والنساء والصغار ينصبون خيامهم الى جوار التل  وكانت دليلة  اجمل بنات غجر دهيبه فى صحبة امها صبيحه دهيبى الغجريه . 

 اصبحت دليله دهيبى اقدم  حداده  فى تل الطمانيه والتلال المجاورة بالمنطقة الجنوبية من اقصى جنوب الصحراء الصغرى وورثت المهنة لابنائها العشرين واحفادها المائة حصاد زواجها من رجال كثيرين من ابناء التل اوعابرى سبيل يمرون بالتل  يقيمون ليالى ثم يواصلون الطريق الى تلالهم عائدين ، وقد نسيت دليله الكثير من اسماء ازواجها لكنها لم تنسى ابدا ضرغام شبلول اول رجل حولها من فتاة فى سن الثانية عشرة الى امرأة على قارعة الطريق بعد ان راقت فى عينيه فأوسعها ضربا ليشتد غليان جسدها وتلتصق به  يعلمها الحدادة ويرحل بعد ستة اعوام من زواجهما تاركا لها خمسة صغار.

 عملت دليله دهيبى على توسعة ارض ورشة الحدادة التى كان ضرغام شبلول يضع يده عليها من قيراط الى اربعة وغشرين قيراطا خلال سنوات عمرها الماضية مستوعبة العشرين ولدا والمائة حفيد  يكتسبون مهارة الحرفة من الجدة التى استقرت جالسة عند بلوغها السبعين  على مقعدها الحديدى المثبت فى مدخل الورشة والمفروش بأريكة ومسند ناعمين تريحان الجدة فى جلستها التى تبدأ فجر كل يوم وتنتهى مع غروب الشمس.

يتناوب خدمة الجدة الجالسة على مقعدها فى مدخل الورشة  زوجات ابنائها العشرين وزوجات احفادها .. يقدمن الافطار وطعام الظهيرة  والقهوة ودخان القص المغموس بالعسل الاسود.

تباشر الجده دليله عملها اليومى  فتنبه الى ضعف النيران فى كور من الاكوار ، وعدم اتزان النفخ الذى لن يقوى على تشكيل السائل الحديدى الى الادوات المطلوب صنعها فتوبخ ابنائها واحفادها على التراخى وتبث فيهم روح القوة واليقظة ليواصلوا عملهم بعيون مفتوحة .

بلغت الجده من العمر مائة وعشرين عاما فاصبحت غير قادرة على الكلام مكتفية  بالاشارة حتى بلغت صباح اليوم عامها المائة والخمسين ففاضت روحها لتترك ابنائها واحفادها وقد ملأت شهرة مهارتهم فى الحدادة سماء الصحراوات الثلاث.  

   

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


الثلاثاء، 12 يناير 2021

 شط ملبى الزاهد


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


شط ملبى الزاهد


يركب ملبى طاهر البحار أمهر ربابنة بحر الملح وأعالى البحار .. يختطف البحر امه وابيه فى رحلته الاخيرة ، ولم يكن ملبى قد تزوج بعد .

تلقى الامواج ملبى على شاطىء بحر الملح مع بعض الناجين من الغرق ممن كانوا معه على السفينة عند الميل مائتين من مصب مجمع البحور .

يقتات ملبى على اعشاب الشاطىء .. يبلل ريقه بالندى .. يصوم عن الزاد لايام طويلة بلياليها ، وصار على حالته تلك سنين لاتعد .

يصبح ملبى طاهر الربان مستجاب الدعاء .. تزداد روحه صفاءا .. لايطلب ملبى شيئا لنفسه منذ وجد فى الرحاب ولم تقوى عيناه على النظر الى النور الساطع الذى عم ارجاء المكان  فذاب فيه ، وأغمض عينيه .

يغادر ملبى صومعته بشاطىء بحر الملح .. يواصل سيره ملتحفا بالسماء منتعلا رمال شمال الصحراء الكبرى خمسين ميلا ذهابا وعودة حتى ارتبطت المنطقة باسمه .

يقصد القاصى والدانى الزاهد ملبى من المريدين ليرشدهم الى ابواب الرجاء ، ويولى وجهه صوب السماء مناجيا :

:- هو .. هو .. هو .. هادى الحائرين .

:- هو.. هو .. هو.. جابر المنكسرين .

:- هو .. هو .. هو .. زاد المحتاجين .

: - هو .. هو .. هو .. قوة المستضعفين .

هو.. هو .. هو .. هو .. هو.

يردد المريدون خلف الزاهد كل مايقول .. تزداد ارواحهم صفاءا

لايغادرون شاطىء الزاهد الا من اذن له .


 قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


الاثنين، 11 يناير 2021

 حيتان بحر الملح المقلوبة


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات



حيتان بحر الملح المقلوبه


تلهو حيتان بحر الملح بالقرب من السطح .. تقفز فى الهواء ترصد صغار الصيادين .. تحدد اهدافها .. تتخير الممتلئين.. تلتقم وتعود الى صغارها فيسبحون حولهم فرحين .

تقمن نساء الصيادين مأتمهن على الفقيد الصغير .. تروح النساء عن المكلومة ، ويشجع الرجال الاب الحزين على التخفيف عن زوجته ليعوض الله عليه فيلتقى بها مساءا.

تصرخ رشديه بهنين بطول رمال شاطىء بحر الملح تقصد ملبى الزاهد لتشكو اليه  الحوت الذى اختطف وحيدهاعكلول ولد هندى سطيحه الصياد  ولم يلتهمه بعد من فرط حنينه الى امه ، وبعد ان الهبت دموعه البلعوم الضخم  فوضعه على صخرة المنتصف الكبيرة حتى يحين وقت التهامه .

يمكث الزاهد فى صومعته لايام متعبدا .. يشعر الصيادون بالامان الى جواره فالحيتان لاتقترب من صومعة الزاهد  وتكتفى بميل من حدود الشاطىء تتريض به وتنصب فخاخها للصغار ثم تقفل عائدة بصيدها الى الماء.

يزدحم شاطىء الزاهد بالحيتان الفارة من لهيب شمس الصحراء الصغرى فى اقصى الجنوب الى اقصى شمال الصحراء الكبرى فصيفها ربيعى ، وطوال رحلتها الصيفية عبر آلاف الاميال تتوقف كلما جاعت لتشبع من لحوم الاسماك الاصغر ولحوم الصيادين وصغارهم ثم تواصل الترحال الى الشمال.

تلتقط الحيتان انفاسها بطول الخمسين ميلا التى تطل عليها صومعة الشاهد قبل المصب بمائتى ميل ، ترتبط الخمسون ميلا باسم ملبى الزاهد لانه يقطعها جيئة وذهابا .. ينظر الى السماوات وماء البحار وذرات الرمال .. يتحدث اليها ، ويناجى ربه حتى تتشقق  قدماه .

يصطحب الزاهد رشديه بهنين الى المكان الذى اختطف منه ابنها ، و ابوه  هندى سطيحه الصياد من قبل صيف العام الماضى فى نفس المكان .. ينادى على الحوت فيطفو على السطح مرتديا زى الحملان مطأطىء الرأس .. يرد على اسئلة الزاهد ورشديه لاتسمع .

يختفى الحوت لثوانى  معدودة ويعود حاملا الصغير على ظهره .. تهرول اليه رشديه ، تحتضن صغيرها وتقبل يد الزاهد الذى يواصل حواره مع الحوت الكبير قاطعا عهدا على نفسه مع قومه ان لايعتدى على احد من ابناء شاطىء الزاهد ، ويسبحن مقلوبين على ظهورهم بطول الخمسين ميلا فيعود الزاهد الى الصومعة صائما عن الكلام مع البشر ثم يبدأ جولته بامتداد شاطئه يسبح مع ذرات الرمال والنباتات والطيور وحيوان البر والبحر .

     

    قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com



الأحد، 10 يناير 2021

الحبة الذهبية


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


الحبة الذهبية


يشتد بريق حبة ذهبية بين ذ رات رمال سهل الغول .. تخرج عيون السيارة فى تقاطع طرق السهل من محاجرها تلاحق الاشعة المنبعثة من الحبة .

يتشابك لعاب عشرات السيارة عند مغادرتهم ظهور الابل قاصدين الحبة الذهبية .

يقول احد السيارة : ان الغول الرابض بطول السهل وعرضه يأتى بالحبوب من حقول القمح البعيدة يتناول حفنة منها فتخفف من حدة نهمه فى اكل لحوم البشر فيكتفى بابتلاع انسى واحد أوأثنين فى بعض الاحيان فى الليلة الواحدة .

يقول الثانى : حين ينهض الغول من رقدته  تحت جنح الظلام تلامس قرونه الطويلة سماء الكون وتظل قدماه ملتصقة بالارض ، تبصر عيناه الحمراوان هيالكل الانسان  على بعد اميال كثيرة فيمد أظافره ينشبها فيمن اراد ويبتلع حتى يصمت جوعه غير ان بعض حبات القمح مفتتح وجبة افطاره ليلا تظل عالقة بين أنيابه .

يقول الثالث : يظل الغول يشرب بعد طعامه المعتقة لسنين طويله والتى يجىء بها من بلاد الكروم ، وتشرب معه حبات القمح المحشورة بين انيابه من الكرم  وريقه فتصبح ذهبية اللون .

يقول رابع السيارة : عندما تغمض عيون الغول يفتح فمه فتجىء طيور المردة تأكل الحبات العالقة بين انيابه فيتساقط بعضها بين ذرات الرمال ، ويرحل الظلام مصطحبا الغول وطيور المردة .

يتصارع عشرات السيارة حتى آخر جولة فتكون الحبة الذهبية من نصيب الفائز.

يبدأ الفائز فى استحلاب الحبة الذهبية فيصير غولا فى سهل الغيلان .. يشتد احمرار عينيه .. تلامس رأسه السماء وتلتصق قدماه بالارض .. يمتطى صهوة فحله .. يختصر طريق الالف ميل فى ساعات معدودة ..

يستيقظ الفائز من دواره قبل مجيىء ليل السهل فيجد نفسه ضئيلا ملقى بجوار كهف الغول .. ينتصب القامة يعدو ويعدو ويعدو تاركا فحله كى يحلو فى عيون غول السهول وينجو هو بنفسه .


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

   

الأربعاء، 6 يناير 2021

 رضا حمد الله شكر


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات



رضا حمد الله شكر


تتصدر رضا حمد الله شكر ابل الحمالين فى سوق السبت الكبير برحبة الخمسين .

يخلى الحمالون طريقا لابنة حمد الله شكر شيخ  مشايخ الحمالين بالصحراوات الثلاث اول من حمل البشر بالاجر على ظهور الابل بالصحراء الكبرى ، ومرسى اصول المهنة منذ اتقنها على أيدى مروضى الابل لركوب البشر على ظهورها بتل ريحيه المجاور اقصى جنوب الصحراء الصغرى.

ينقل حمد الله شكر خبراته الى كل صبيانه الذين عملوا معه بطول نصف قرن من الزمان ..يحملون البضائع والامتعة واحيانا البشر .

يقول حمد الله شكر لآخر صبيانه المقرب الى  قلبه راضى ولد رزق الله السنان  ورزيقه المغسله :

- اللى قبلنا قالوا ايه ؟

-  ايه؟

- شغلتنا نخدم الناس بمقابل ومن غير لمن لايملك .. اخدمه وسيرد لك الخدمه خدمتين فى المستقبل القريب او البعيد .. قف الى جانب الضعيف تجده فى الشدة .. قدم الخير للمجتاجين بلاحساب واحتسبه ليوم الحساب .

تعامل رئيفه الطيبى راضى ابنا لم تلده من شدة خجله وادبه فيروق فى عينى ابنتها رضا ويصبح النموذج المجسد لشباب ابيها حمد الله شكر ، تترقت لحظة دخول  راضى على ابيها يطلب يدها أومجىء رزيقه المغسلة امه تمهد للامر مع رئيفه الطيبى زوجة شيخ مشايخ الحمالين .

يجهز راضى خيمة عرسه وتخصص رزيقه المغسله مدخر عملها وعمل رزق الله السنان الثلاثين عاما الماضية لشراء فحل يختاره معلمه شيخ طائفة الحمالين ليحمل هودج رضا ، وقتئذ سيتقدم لطلب يدها من ابيها كما وعد رضا ويؤكد عليه صباح كل يوم ورضا تجهز ناقة ابيها للعمل وتودع محبوبها بنظرات حب تحيطه حتى صباح اليوم التالى.

يخطف الموت شيخ الحمالين فيغرق الحزن خيمته لتلحق به رئيفه الطيبى قبل الاربعين تاركة ابنتها رضا وحيدة لاسند لها فى الدنيا الا راضى رزق الله ولد رزيقه المغسله .

يجتمع الخمسة حمالين الكبار عوف صائغ ، عبد البر راجح، سمير عويجه ، صقر سيوف وفتوح القط  ليستبعدوا راضى من طريق رضا ليفوز احدهم بمشيخة الطائفة .

تودع رضا راضى فى الصباح الباكر وتترقب عودته بعد ان تجهز امه خيمة العرس .

يحمل راضى ناقة شيخه حمولة بقول للشيخ احمد ذهيبه من سوق السبت الى صوامعه بتل الريح ، وحين يتوسط راضى المسافة بين اسفل التل واعلاه يقبل عليه صبيان الخمسة حمالين الكبار يعترضون ناقة شيخه بفحولهم حتى تمكنوا من اسقاطه مع الناقة والحمولة اسفل تل الريح وغادروا بعد انهاء مهمتهم.

تنجو ناقة حمد الله شكر من الموت فتزحف الى خيمة صاحبها بلاراضى اوحمولة فتقيم رضا مأتما كبيرا وتعامل رزيقة كرئيفه امها فتنقلها الى خيمة حمد الله شكر حتى تشفى الناقة فتحل محل محبوبها راضى رزق الله وابيها حمد الله شكر فى العمل.

يقدم الحمالون الخمسة رضا بنت شيخهم على انفسهم فيجعلونها فى المقدمة حتى يستقر رأيها على احدهم فتضع العليق امام الناقة فى انتظار الفراغ من وضع الحمولة على ظهر الناقة .

 يداعب دحروج لالى صبى عوف صائغ ناقة حمد الله شكر وهى تتناول الطعام .. ترفع عينيها اليه لتجده احد الصبيان الخمسة الذين اسقطوها من اعلى تل الريح فتهب ثائرة تقلب حمولتها وتعقره فى الراس ليسقط فتدهسه بالاقدام  مع الاربعة الصبيان الآخرين الذين هبوا لنجدته و شيوخهم الخمسة .

لاتتعجب رضا من فعل ناقة حمد الله شكر وتحاول ان تهدأ من ثورتها لتعود الى طعامها ، وبعد نقل ثلاث حمولات تعود رضا الى امها رزيقة تزف اليها قصاص الناقة من قاتلى راضى فى سوق السبت امام حشود الحمالين  فتزغرد الام فرحا وتتبعها رضا ممطرة الناقة قبلها.


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

    

      

الثلاثاء، 5 يناير 2021

 طرح بحر الملح


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات



طرح بحر الملح


تلتهم رطوبة ماء بحر الملح أوتاد الخيام الخشبية فتوشك على السقوط فوق رؤوس الصيادين والغواصين وأسرهم .

تتداخل ازمنة نوات هذا العام فى عقول الشيوخ لضعف الذاكرة فلايعيرونها ادنى اهتمام .

تغرق رائحة اليود شواطىء بحر الملح تنذر بأمواجه الغاضبة المصاحبة لاولى نوات شتاء هذا العام .

تنطلق الرياح .. تصبح الامواج جبالا ..ينشب غصين ناجح يديه فى الشباك مع اخوته رجحان وزيدان وعمران وابوهم ناجح زند .. تلتصق اقدامهم بلحم سفينتهم الخشبية الصغيرة فلاتستطيع مقاومة الرياح .

يطفو الغواصون نجاة من دوامات قاع بحر الملح القاتلة  فتشدهم الى اسفل بعد ان اسكنوا ذرات الرمال فى قلوب القواقع والمحار بذورا لللآلى الغالية .

تسبق نوات هذا العام موعدها المنتظر فلاتترك لصيادى السطح والقاع قواربا للنجاة من غضب بحر الملح الهادر .

اصيب جميع الغواصين بدوار الدوامات فعشقهم القاع محتفظا بهم فى رحمه فهم ابناؤه.

  ينفث بحر الملح رمال قاعه فى الفضاء ، تسقط لتطمس معالم شواطئه .

تضع ريم مساعدى زوجة رجحان ناجح مولودها الاول وتطلق عليها   عواصف  فيدفن طرح بحر الملح جسد الام .. ترضع مليحه الرومى زوجة زيدان صغيرها عوض الله الذى يحبو وحيدا على وجه رمال طرح بحر الملح باحثا عن الدفىء والطعام فيصطدم جسده باابنة عمه المولودة منذ قليل.

تهدأ ثورة امواج بحر الملح ويستقر طرحه لتصفو السماء بعض الوقت .. تمر قبيلة من الغجر الرحل على شواطىء بحر الملح فيلتقطوا الصغيرين فرحين غير ان عمران ولد ناجح زين كان الوحيد الذى لفظه بحر الملح الى الشاطىء لتركيز جسده العالى الملوحة.. تمكن عمران من نفض الرمال عن جسده وتعرف على ابن اخيه عوض الله واصطحب المولودة  من ايدى الغجر وعاد لينصب خيمته فوق طرح بحر الملح.


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

  


 عنز زايناهم


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات



عنز زايناهم


تكتحل عينا زايناهم برموش الليل الطويل فلايكاد الرائى يبصر بياضهم من شدة سواد نن العين .

ورثت زايناهم جمالها الفتان عن امها زينه وابيها زيان الاكحل الغرابوى  القادمين من اقصى جنوب الصحراء الصغرى .

تتطابق عيون زايناهم وعيون عنزها مع عيون امها وابيها وزوجها زيون ديفيسه الغرابوى لأنهم يطيلون النظر الى الارض ولاتقوى عيونهم على النظر الى السماء الفضاء فتصفو مكتسبة زرقتها .

تبقى زايناهم على عنزتها هديه الام الولود مع اجيالها المتتالية من العنز الاكثر خصوبة وتبيع الجديان عدا اثنين .

تتوالى طلقات ولادة هديه فتصرخ لتوقظ زايناهم وبنات زيون الخمس تهرولن الى نجدة الام ميراث زيناهم من زينه الغرابوى امها وهديه ولود تلد من البطن الواحدة ست اوسبع عنزات .

تسبق زايناهم ابناءها مخافة ان يصيب ورث الخير أى مكروه.

تتأوه هديه من آلام الوضع للمرة الثالثة منذ جاءت صغيرة من خيمة زيان الغرابوى عقب وفاته فهو الوحيد الذى كان يعطف عليها بعد رحيل زوجته زينه الغرابوى .. يقدم لها طعام الافطار بعد صلاة الفجر عائدا بأوراق النبات الخضراء من سوق الرحبة الذى  يتوسط خيام الغرابوه ويطعمها فى المساء من نفس الورق اما الغداء فكان خبزا جافا اوحفن من البقوليات حتى يشتد عودها .

يذهب زيان بالعنزة الى عزيز الراعى ويتركها لليلة واحدة مع جدى العنز الطلوقة  فتحمل اول حمل لها فى حياتها ، وحين يرحل الشيخ زيان تكفل  زايناهم العنزة وتلقبها  هديه لتضع بعد شهور قلائل ست عنزات فى خيمة زيون الغرابوى .

يدق الطلق ابواب بطون ثلاث عنزات من الجيل الاول  يسبقن الام هديه فى الوضع فتسارع هند وهنود وهنادى الى مد يد العون يسحبن المواليد الثمانى عشرة عنزه .

تضع العنزة الام سبع عنزات ليصل اجمالى مواليد العنز الى خمس وعشرين عنزة.

ترقص هنيده  وهويده صغرى بنات زايناهم من شدة الفرح  لتنامى قطيع عنز هديه العنزة الام ويرحل زيون الغرابوى بداء الصدر من كثرة تدخينه للقص المعسل الساخن فتخيم على خيمتهم سحابة حزن مبطنة بفرحة تزايد القطيع .


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

 


     



الاثنين، 4 يناير 2021

 نخلة هنومه


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


نخلة هنومه


تزرع هنومه رزقين نخلة ليست كنخلات تل الفريجى  ..تعنى بمائها وطعامها المخلوط بروث الابل والماشية والاغنام يوما بعد يوم  فتشب قصيرة القامة مما يدفع صغار التل الى اعتلاء اكتاف بعضهم البعض ليصلون الى الثمار  عند اول طرح للتمر اخضر رامخ ويقطفونه.

تطلق هنومه رزقين كلبها الكبير فيقفز الصغار أكواما متفرقة تسابق اقدامهم الريح حتى لاينهش لحومهم ، ولايتركهم الابعد ان يدخلهم خيامهم فيرجع ظافرا بالنصر الى خيمة هنومه رزقين بجوار قصيرة القامة يتدلى لسانه فى انتظار الاشقياء الصغار  .

ينتصف النهار فتشكو هنومه الى زوجها فائق عريبه سرقة صغار التل لتمر نخلتها الذى لم ينضج بعد فلاتستقر اقدامه داخل خيمتهم حتى يلف على آباء الصغار واحدا واحدا فيعدونه بعدم عودة صغارهم الى هذا الفعل الشائن مرة اخرى .

يرجع فائق عريبه مزين التل الى خيمته يتناول طعام الغداء مع زوجته هنومه رزقين ليعود الى عمله ثانية.

ترحل شمس النهار فيعلو صراخ الصغار ينطلق من خيامهم حين يشتد ضرب الآباء لهم حتى لايسرقوا تمر نخلة هنومه رزقين ، ويسكت الصراخ بعد ان يقطع كل صغيرا وعدا باان لايعود الى فعل اليوم ثانية وينامون .

تشرق شمس صباح يوم جديد فيتجمع الصغار حول جبور ولد صفيفه الغازية أكبرهم سنا يقرر تسلق قصيرة القامة عقابا لشكوى  فائق عريبه الدائمة الى آبائهم وامهاتهم .

تصرخ هنومه رزقين ، وتطلق كلبها الكبير يلاحق الصغار فلايفلح فى الامساك بأى منهم ككل مرة.

يجلس فائق عريبه على طاولة الطعام لتأخذ هنومه فى شكواها من الصغار فيزف اليها رأى عراف التل الذى أشارعليه تغيير مكان اقامة خيمتهم من اعلى التل الى اسفله وسيرزقان بصغير يملأ عليهم الحياة بعد زواج دام اكثر من خمسة عشر عاما فتقتنع بعد جهد ، وينزلقان الى اسفل التل تاركين قصيرة القامة مصطحبين كلبهم الكبير .

تقلع نخلة هنومه رزقين عن الثمار ويذبل جريدها وسعفها فتبرز اشواك جريدها تيجان جان .

يصطف صغار التل امام قصيرة القامة علها تمنحهم بعض الرامخ ولو طلع يسكت جوع بطونهم فلاتستجيب.

اشتد حزن النحلة لفراق صاحبتها همومه رزقين فاقلعت عن امتصاص الزاد من قلب الرمال  ليقلع الصغار عن العودة اليها ويقرر رجال اعلى التل قطعها للاستفادة من اخشابها وجريدها وسعبها .


 قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

 


 

  

 نزل النوق


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


نزل النوق

يخصص سهيل رشدين عنيوى خمسين ميلا مربعا نزلا للنوق التى اشتراها مؤخرا كصفقة كبيرة من النوق اللبانى ثنائى السنام منذ قيل له ان هذا النوع من النوق يدر ثلاثة أضعاف من اللبن بالقياس لنوق الصحراء الكبرى المحدود القدرة ، ولعل مرد ذلك الى نقاء واتساع مراعى هذه النوق التى ولدت بها  .

يرعى رجال سهيل رشدين عشرين الف ناقة ذات سنامين  ويحل موسم التزاوج فيكتشف الرجال عدم وجود فحل بين العشرين الف ناقة.

يرسل سهيل رشدين الى أقصى الشرق وفدا يأتي بالفحول لكن البائع يؤكد عم وجودها ويقترح تخصيب العشرين الف ناقة من فحول الصحراء  الكبرى ، ولن  تخذله النوق فتحمل وتلد وتدر البانا ثلاثة اضعاف نوق السنم الواحد .

اشترى رشدين الف فحل من اسواق الصحراء الكبرى وأطلقهم ليخصب الفحل عشرين ناقة .

تنظر النوق بتأفف شديد الى فحول الصحراء فيجن جنونهم ويغرقوا فى بحور عيون ذوات السنامين فيوسعهن عضا فى الظهور.

يملأ خوار النوق سماء الصحراوات الثلاثة غير قابلة لهذا التزاوج حتى يسقطن من الاعياء الشديد الذى تسبب فيه الفحول .

يصرخ سهيل رشدين على ضياع كل مايملك بموت هذه النوق الناعمة اللعينة لكنه يعود الى رشده بدبيب النفس فيهن وعودتهن الى الحياة مرة اخرى .

يحبس سهيل الفحول فى فضاء يفصل بينه وبين النوق سور حديدى عالى لايسمح بمرور اى فحل الى نزل النوق .

تتجه النوق الى السور تتدللن فتشم الفحول روائحها المثرة .. يعلو خوارهم فيزيل السور الحديدى .. تستعذب النوق قسوة وعنف الفحول

تتآزر كل عشرين ناقة على فحل حتى يسقط متوسدا الرمال غير قادر على الحراك.

تحمل النوق وترعى حتى تحين لحظات الميلاد فتلدن ابلا بثلانة سنامات او بدون ، وتبدأ نساء القبائل فى حلب لبن النوق الغزير ثلاثى اضعاف لبن نوق الصحراء الكبرى .

يذبح سهيل رشدين الخمسمائة فحل الغير قادرين على التزاوج مرة اخرى ويبقى على البقية حتى يحين موعدهم المرتقب.


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

     

الأحد، 3 يناير 2021

 غنامى


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


غنامى


يلون غنامى حتوت بدريت نعاج تل زعيتره بالالوان القاتمة فى فصل الشتاء والالوان الفاتحة فى فصل الصيف ليزيد الاقبال عليها فى سوق التل .

يتوجه رجال القبيلة الى شيخهم الزعتراوى يشكون اليه عدم اقبال كباشهم على النعاج التى اشتروها بعد سرقة نعاجهم الليالى الماضية .

يشير الشيخ الزعترواى اليهم باصطحاب كباشهم الى سوق النحيرى فى الغد ليتخيروا ماشاءوا من نعاج والسوق ليس ببعيد      فهو على مرمى البصر من تلهم .

تشفق زينه على زوجها الزعتراوى فى سنه المتأخرة فتصرف الرجال وتشير اليه بحلول وقت النوم .

يلملم غنامى حتوت نعاج تل زعيتره التى تمكن من سرقتها ليلا يهش عليها حتى يصل الى خيمته حيث ينام حتوت بدريت اخطر لصوص النعاج فى الصحراء الكبرى فى الماضى القريب مع زوجته هنود كريشى بعدما قرر الشيخ الزعتراوى طرده من التل ، وحين لجأ الى تل نحيرى تم سرقة نعاج التل فطرده الشيخ نحيرى ليخيم مع زوجته بين التلين مع صغيرهما الذى ولدته هنود بين اغنام سيدها الزعيترى فأسماه غنامى .

انهى غنامى تلوين نعاج تل زعيتره وانتظر حتى تجف ليذهب بها صباح الغد الى سوق النحيرى .

تفلت الكباش من قبضات رجال الزعتراوى القوية منطلقة الى النعاج الملونة ، وتأخذ فى لعقها. 

 تتساقط ألوان غنامى ، وينكشف أمره بين رجال التلين فيهشمون عظامه كما هشمت عظام حتوت بدريت ، ويلقون به بين التلين بالقرب من خيمتهم على مشارف الحضر القريب .


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


السبت، 2 يناير 2021

 سراب سرب


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


سراب سرب


تتسع حدقات عيون خروبلى ضليمى ورجاله الخمسمائة لتحتضن سرب النوق البدن يتهادى على بعد أميال من تلال الخروبلى .

تعدو خيول الخروبلى خلف سرب النوق ، وكلما قطعوا ميلا بعدت البدن ميلا .

يراود الامل رجال الخروبلى .. سيروون ظمأهم من  لبن النوق مع صغارهم ونسائهم ، وسيلتهمون لحومها ، ويبنون من جلودها خيامهم التى لاتسمح لماء السماء المنهمر اختراقها كى ينعم الصغار والنساء بالدفىء.

يجرد رجال الخروبلى القوافل وعابرى السبيل من متعلقاتهم ، ويعودا الى الديار محملين بالغنائم فيبتهج الصغار والنساء اللاتى تأخذن فى اشعال نيراهن .  

تقطع الخيول الميل السادس  فتحتفظ النوق الممتلئة ببعدها مواصلة عدوها .

ينقضى الشهر الثالث بعد نفاذ الطعام والشراب من التلال العشرة التى اغتصبت من القبائل التى سكنتها لمئات السنين ليقيم بها خروبلى ورجاله الخمسمائة مع أسرهم .

أجمعت القبائل المغتصب تلالها على سد الدروب والسبل المؤدية الى التلال العشرة ، وتغيير خطوط سير القوافل المحملة بالبضائع الى دروب بديلة .

يمضى رجال القبائل بالبدن تتهادى فى الميل الحادى عشر ، ومازال ريق الخروبلى ورجاله يلهث خلف سراب السرب .

يخفف من سير البدن لتصبح حقيقة فى اعين الخروبلى ورجاله فى الميل السادس عشر فيواصلون السعى خلفها .

يبلغ الركب الميل العشرين فيفادى رجال القبائل الشباك التى نصبوها بسهول الصحراوات الخوالى .

يتحلق الالاف من رجال القبائل حول المنحدر الخالى .. يصبح الخروبلى ورجاله فى مرمى رجال القبائل .

تتزاحم السهام مستقرة فى قلب الخروبلى فينفرط عقد تشكيله العصابى .

يتمكن عشرة من رجال الخروبلى من الهرب ، وتعود القبائل الى تلالها العشرة تعيد اعمارها بعد ان قضى سراب سرب النوق الممتلئة على الخروبلى ورجاله .


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


 


الجمعة، 1 يناير 2021

 بشير ربيعه


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


بشير ربيعه


يظل بشير ربيعه يرقص وحيدا بعدما نبذه اهالى تل عواينى من اقصى جنوب الصحراء الصغرى لانه كان يجيد التسلل الى قلوب الخيام ليل نهار .

يسطو بشير ربيعه على مايتاح له ليلا ، ويقضى حاجات النساء اللاتى يغيب  عنهن أزواجهن نهارا .

تسوء السيرة الذاتية لبشير ربيعه ، وتمتلىء بأبشع الاوصاف فيقرر أهالى التل طرده فى وضح النهار مكبلا بالحبال  عاريا بسروال وقد لطخ بالرماد على ظهر حمار يواجه الطريق بظهره مطاطىء الرأس  تتوجه عيناه  الى الخلف .

يعرف حمار الطرد طريقه الى أسفل التل بعيدا ، ولايتوقف الا عند النقطة التى عوده عليها صاحبه عثمان لؤلؤ أسفل قمة الجبل الغربى حيث المنبوذين لاتعرف قلوبهم الرحمة.

سيفر بشير ربيعه هاربا من موت محقق اذا ماقابله احد قطاع الطريق منطلقا من مخبئه بالجبل الغربى .

يسقط حمار عثمان لؤلؤ بشير ربيعه فى رحم الصحراء ، ويعود الى التل سالما.

يستعيد بشير ربيعه وعيه الذى افتقده من شدة لطم اهالى التل على خديه وبصقهم على وجهه وضربه بالعصى والسياط بطول جسده وعرضه  وهو على ظهر الحمار خلف خلاف يدور فى دروب التل حتى غادرها.

يتمكن بشير ربيعه من قضم الحبال الموثق بها ويأخذ فى رقصة النجاة من الموت حتى يجد نفسه محاطا بقطاع طرق الجبل الغربى على ظهور خيولهم تلمع سيوفهم وينطلق الشرر من عيونهم الحمراء فيسقط على الارض مودعا حياة التسلل الى قلوب الخيام ليلا وقضاء حاجات النساء نهارا .

يرحل قطاع طرق الجبل الغربى تاركين جثة الراقص للنجاة للسباع والطيور الجارحة.


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com