ابناء الريح
55
ليمون هند سعاده
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
ليمون هند سعاده
يقطف الصغار الثمار من ليمون هند سعاده فتدمى الأشواك أيديهم ويطاردهم عوّاد شلبى خفير شجر الليمون بواحة هند سعاده حتى يبعدهم ويظل يلعن آبآءهم كى ترضى عنه الست هند سعاده صاحبة الواحة والتى ورثتها مع خمسمائة شجرة ليمون فلاتطرده كما فعلت مع عشرة خفراء قبله .
تنظر هند من باب خيمتها الى الفروع المتكسرة من شجرة الليمون بأسى وتأمر عواد بقطعها حتى لاتذكرها بأول مرة تعلقت فيها بفرع شجرة الليمون الطويلة وكانت فى سن الثانية عشر وأوسعها الخفراء ضربا لتخلفها عن الهرب مع أشقياء حى الغجر الصغار ، ولم يخلصها من أيديهم غير حفظى هديتى صاحب الواحة وشجر الليمون الذى قرر أن يتزوجها بعد عامين من تلك الحادثه فطار عقل عبده الغجرى الحداد والدها من الفرح وأوشك أن يجن مع امها سعاده المناديحى . .
كادت رياح الخماسين أن تقتلع شجر الليمون من جذوره فأحكمت هند اغلاق مداخل خيمتها فى وجه الرياح ليرحل حفظى هديتى فى هدوء وسكينة مودعا هند سعاده موصيا لها بتركته ووصية على أخواته الثلاث حياة ورشديه وتحيه القليلات الحيلة كما ورد فى وصيته .
عشقت الثلاث أخوات الصغيرة الجميلة التى لم تزل بنت بنوت فلم يقو حفظى على الدخول بها .. تقاوم شجرة الليمون الرياح فتتمايل يمينا ويسارا ، ولم تستطع تحيه أصغر أخوات حفظى أن تقاوم الفقر بعد اهمال هند سعاده لها ولاختيها فباعت آخر قطعة ذهبية كانت فى حوزتها ، ورحلت لتلحق بأختيها وأخيها .
قررت هند أن تحوّل خمس الواحة الى بحيرة صناعية تستمد مائها من الخمسة آبار ورثها من هديتى بعد وفاة أمها وأبيها فتحلقن حولها كل نساء الحى والاحياء المجاورة يعددن محاسنها فجاءت هند بعشرات الصغيرات من تل الغجر الذى ولدت به لتقدمهن لمضيفاتها اللاتى طرن من الفرح وانصرفن عن هند لتنال قسطا من الراحه .
تمصمص هند شفتيها وهى تنظر الى شجر الليمون الذى يتوسط مدخل الواحة فيسد طريق الداخلين لينعطفن يمينا أويسارا الى خيمة هند سعاده بواحة حفظى هديتى حيث تستقبل ضيوفها .. أخذت النساء صغيرات هند بنت البنوت الى خيمهن واحتفظت كل سيدة بواحدة وأقلعن عن الحضور الى هند التى ذبل جمالها وغطت التجاعيد وجهها .
تجزل هند العطاء للخفير عواد شلبى ليأتيها بصغلر بنات الغجر فلايفلح فتلهب ظهره بلعناتها التى لاتنقطع ليل نهار .. تتقطع آهات شجر الليمون القديمة ثم تصمت مع نجاح رياح الخماسين فى اقتلاعها فتنهمر دموع هند سعاده الغزيرة وتسقط بنت البنوت خلف باب خيمة حفظى هديتى كما سقطت اشجار الليمون التى عرفت بين ابناء الواحة بليمون هند سعاده.
.
قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
================================================================
54
كاذب الثريد
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
كاذب الثريد
تلملم سعيده الخباز بقايا الخبز الجاف الملقى على أرض سوق غجر كريره بعد خلوه من زحام كل سبت وتشترى بالدرهم ليمون وملح وفلفل حامى وقطعة من دهن الابل من اجمالى أجرها الخمسة دراهم مقابل عملها طوال اليوم من آذان الفجر وحتى غروب الشمس تحمل أقفاص الخضار والفاكهة على رأسها من على ظهور الابل الى خيام الجملة .
تعود سعيده وقد ازداد شحوب وجهها وجفت دماء أوردتها فترتمى فى أحضان الحرام القديم الغارق فى بحر رطوبة الرمال الى جوار جدار الخيمة .. تفرغ الخمسة بنات قفص بقايا الخبز الجاف والليمون والملح والفلفل وقطعة دهن الابل .. تسحب رئيفه بقايا الخبز الجاف لتنشره على الطبق الخوص فتستبعد كثير عفن الخبز وتبقى على الصالح ، تقسمه الى نصفين نصف للثريد الكاذب والنصف الآخر تدخره للايام الصعبة والتى لاتقوى فيها سعيده على النزول الى الاسواق .
تأخذ رايقه درهما من امها سعادات وتخرج مسرعة لشراء سنة من الخشخاش لثابت فتح الله ابيها حتى يفيق من نومه العميق ويبدأ عمله الليلى فى غرزة لملم بعدما أضاع كل ماورثه عن ابيه من تجارة رابحة وخيمة خضار كبيرة تتوسط السوق بسبب أدمانه للخشخاش وورق السعد الذى يشتريه كل ليلة وكله أمل فى أن يكسب الورقة الرابحة التى ستعيد كل ماضاع .
تحضر سيدة سكينا وتقطع الليمون الى النصف وتجهز توابل الثريد .. تزيد بديعه من اشعال نيران الموقد لتسخين الماء بالملح الذى يريح قدمى سعيده من شقاء يوم طويل .. تعود رايقه من الدروب المظلمة ممسكة بكل قوتها سنة الخشخاش وتوقظ ابيها بعد أن تضع سنة الخشخاش فى فمه فيستحلبها ويستيقظ ليخبر سعيده بما اتفق عليه من تشغيل رئيفه بنت الخمسة عشرة عاما ورايقه التى تصغرها بعام فى خيمة المعلم لملم ، وسيوالى تشغيل الثلاثة الاصغر حتى يفتح السعد لهم بابه ويستردوا خيمتهم التى رهنها مقابل ثلاثين دينارا ضاعوا فى سنن الخشخاش والورق الرابح .. لاتعقب سعيده على ماقاله ثابت فى يقظته المؤقتة ، وتضع قدميها فى الماء والملح .
تخلط رئيفه بقايا الخبز الجاف بالماء والملح والفلفل الحامى ودهن الابل وتوزع الستة أرغفة لتبدأ رحلة عشاءهم الليلية مع الثريد الكاذب وينامون فى انتظار المجهول الذى يعده ثابت لهم بعد كل يقظة مساء كل يوم .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
===============================================================
53
فاتونة تل الكرايمي
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
فاتونة تل الكرايمي
تسهر عيون ابناء تل الكرايمي للاستمتاع بصوت الاسطى فاتونه الغجريه مساء كل خميس من كل اسبوع ، وتنتظر بفارغ الصبر ظهور مريانه راقصة الفرقة التى اختارتها فاتونه بعناية من بين نساء التلال السبع .
يلّون نور الكلوبات جسد مريانه بالابيض فتخرج على الجالسين بوجه نصف قمرى يطل من أعلى المصطبة الواسعة التى تصطف عليها الفرقة .. تعلو دقات حاكم عبد السيد تحية لدخول مريانه الجميلة ، ويصفق كل الحضور بحرارة حتى يخفت صوت الايقاع لتواصل الاسطى الغناء .
تصف فاتونه حرارة عشق الولد للفتاة وقرارالاب القاسى بحرمان ابنه من شرب كؤوس الحب وتزويجه من بنت من بنات التل لتتوه الغجرية .. تتلوى مريانة الغجرية من شدة الالم وترقص على ايقاعات حاكم الذى تعهدها بتوصية من فاتونه وجاء بها من تل الفراوليه ليعينها على سد احتاجات ابنتها المصابة منذ زمن بمرض عقلى حار الاطباء فى علاجه .
ينزل شيخ تل الفراولية على رغبة فاتونه فى تشغيل زوج مريانه فى تل البجواى كما الحق مريانه بالعمل صباحا فى خيمة الشيخ الكبيره لتتفرغ الجميلة فى المساء للمعلمة ولياليها التى لاتتوقف ، وتوزعها بالتبادل بين التلال السبع.
يطلب ابناء تل الكرايمي من المعلمة اعادة الاغنية ليزيد استمتاعهم برقص الجميلة فيزداد علو ايقاع حاكم المنفرد متواصلا مع مريانه وتبدأ فاتونه فى الغناء للمرة الرابعة لأغنية واحدة حتى توشك الجميلة على السقوط .
أخذت مريانه قرار التوقف عن الرقص مع زوجها خلف المزايكى الذى اصبح الخفير الخاص للشيخ البجواى واصبحت مريانه مديرة اعمال الخيمة الكبيرة وعلت مكانتها حتى صارت كل أمور الخيمة بين ايديهما من تعيين للعاملين أوفصلهم من واحة التل التى يملكها الشيخ .
رأت فاتونه الحيرة فى عينى مريانه فرفعت يدها مشيرة بالاستمرار حتى لاينقلب عليهم ابناء تل الكرايمي وتفقد جمهورها الحبيب .. اسقطت فاتونه غطاء رأسها المصبوغ بالحناء والذى تحول الى الأحمر ليلون وجه مريانه بشدة الارهاق وكثرة العرق وتفجر الدماء بكل قوة من اوردة الوجه الجميل .
ستصارح مريانه فى هذه الليلة الاسطى فاتونه وتوقفها على القرار فلم تعد قادرة على العمل طوال اليوم صباحا فى الخيمة الكبيرة ومساءا مع الفرقة التى تنهى عملها بعد منتصف كل ليلة فلايتبقى وقت للنوم أورعاية الصغيرة ابنتها التى يتبادل معها الزوج فى تقديم العلاج لها .
رأى حاكم اعتصار الالم لوجه مريانه فزاد من ايقاعاته لتنهى الرقصة لكنها كانت اسرع فى السقوط وصارحت الاسطى بقرارها لتبدأ فاتونه رحلة البحث الطويل عن راقصة جديدة للفرقة .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
================================================================
52
شهريار الملك ينصب حاكمه
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
شهريار الملك ينصب حاكمه
أجمع شهريار الملك وحكماؤه وعلماؤه وعمال مملكته على تنصيب كبير رعيان وادى البراح حاكما للوادى والمسؤول عن ادارة شئون الرعية الصغيرة قبل الكبيرة فى القطاع الشرقى من الصحراء الكبرى ، وأصبح جليوطه الصقر بعد الاجماع حاكما بأمر شهريار الملك .. فتح الحاكم بأمر شهريار أبوابه ليل نهار لمقابلة أبنائه من افراد الرعية حتى يقف على المشاكل الكثيرة التى تعرض لهم من جراء تعرضهم للهواء الملوث فى حالة تعذر حصول أحدهم على انبوبته اليومية المضغوطة والنقية من الهواء .
باءت كل محاولات الحاكم فى تنقية الجو من التلوث بالفشل .. يدخل الرجل معمله طوال الليل الى أن توصل الى ابتكار ميكروب يلتهم الميكروب الذى يسيطر على أجواء مملكته والذى أرسله علماء الامبراطورية المجاورة حتى يتخلصوا من سكانها فتكون مزرعة كبيرة لخيولهم وماشيتهم التى لاتعد ولاتحصى ، ومقبرة لنفايات البكتريا التى يدأبون على تطويرها بشكل دائم .
أفلست كل محاولات علماء مملكة جليوطه الصقر وحاكمهم فى مجاراة التطور اللاهث الذى يتوصل االيه علماء الامبراطورية المجاورة فاستسلموا لقدرهم المحتوم والقادم لامحالة .
ازدحمت مائدة الامراء المستديرة بالوجوه الحزينة على ماستفقده من صلاحيات كبيرة وأمر ونهى ومنح وعطايا كان الامراء ينعمون بها على الفقراء من ابناء الرعية فيقابلون بالحمد والشكر والثناء الدائم الذى كان يبهج قلوبهم .
أعمل حكماء وفلاسفة مملكة جليوطه الصقر عقولهم وخرجوا على الحاكم بما توصلوا اليه من قرارات تنص على اقامة جدار عال بطول الحدود المشتركة بين المملكة والامبراطورية الممعنة فى صناعة الشرور حتى يطمئنوا على سلامة التربة لديهم ولاتتمكن الامبراطوريات المجاورة من دس اى مواد مسممة فى مصادر المياه بعد أن لوثوا السماء .. كما أوصى مجلس الحكماء والفلاسفة على صناعة غلافا جويا يكون بدايته الجدار العالى فى نقطة الالتقاء مع الخصوم وتكون نهايته عند عند نقطة الالتقاء مع الاصدقاء .. استبعد الحاكم الحلول المعقدة التى جاء بها الفلاسفة والحكماء لعدم توفر الامكانيات المادية للمملكة التى استنزفت معظم اقتصادها فى محاربة كل جديد ترسله امبراطورية الشرور من ميكروبات حديثة ، ومازال علماء المملكة غارقين فى معاملهم بحثا عن حلول أكثر ايجابية وأكثر سرعة .
تتوالى ورديات عمال مملكة جليوط الاربع بلاانقطاع حتى يتمكنوا من تسليم ابناء المملكة حصصهم من انابيب الهواء المضغوطة النقية حتى لايختنقوا مع وصول مستوى الهواء فى انابيبهم الى درجة الصفر .
ثمل عصمون القوادر رئيس وردية العمال الرابعة حتى خرج بفكرة فى تمام الثانية عشرة الاربعا مساءا قبل نهاية ورديته بربع الساعة وشرع فى تنفيذها قبل عرضها على رؤسائه الذين سيعرضونها بدورهم على الفلاسفة والحكماء حتى يصلوا الى الحاكم .. أكثر عصمون القوادر من شراب صديقته الصغيرة شنشات التى لم تتجاوز العشرين من عمرها حتى سقطت فأضرم فى جسدها النار وتمكن من خلع غطائه الواقى الذى يرتديه فى مساحة المائة متر مربع ، وأعاده ثانية لينطلق مهللا حاملا البشرى الى الحاكم نفسه بعد أن تيقن من النتيجة .
قرر الحاكم بعد التيقن من صلاحية القرار لدى مجلس الامراء والعلماء والحكماء والفلاسفة بحرق جثث الفتيات اللائى فى سن شنشات ، وتمكن الجميع من خلع الاغطية الواقية فعمت الفرحة المملكة التى أصيبت بعد فترة قصيرة من الزمن بعدم القدرة على الانجاب لحرقهم كل جثث النساء بعد البنات البنوت ، وأقلع الخصوم عن ارسال البكتريا الضارة بعد تعاونهم الوثيق مع عصمون القوادر رئيس عمال الوردية الرابعة الذى أصبح بعد ذلك حاكما لاقليم جليوط الصقر التابع لامبراطورية الشرور .. وهنا ادرك شهريار الصباح مظلما بعد اعدام حاكمه على القطاع الشرقى من الصحراء الكبرى جليوط الصقر .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
===============================================================
51
سقوط صخرة جبل لازور
بحثا عن كنوز الملك الحكيم
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
سقوط صخرة جبل لازور
بحثا عن كنوز الملك الحكيم
بدأت رحلة ميل الصخرة منذ عام مضى وقت ان شرع عميش زحلاوى الحفر اسفلها قاعدتها بالجبل بحثا عن كنوز الملك الحكيم .
تقول النبوءة : ان اسفل هذا المكان حيث استقرت الصخرة فوق جبل لازور منذ آلاف السنين من نحر الرياح توجد واحدة من من اعظم خزائن الملك الحكيم المليئة بالحلى والجواهر النفيسة ، ولن تفتح هذه الخزينة الا على دماء صغير يراق على بابها ، ويشترط أن يكون الصغير وحيدا لأمه التى لن تنجبب بعد لاقترابها من سن اليأس .
طال بحث عميش زحلاوى وصبيانه عن الصغير لدى كل الامهات فى المنطقة بأسرها والتى تتكون من ثلاثمائة تل متسع الدروب عن امهات فوق سن الاربعين والخامسة والاربعين ، وحين وجدوا وحيد أمه عقله ولد مهرة بنت ليالى الغجرية ارملة حندوس فكريه ابن عمها الغجرى بدأ صبيان عميش فى الحفر بعمق العشرين مترا وقطر الحمسة أمتار كى يتمكنوا من زحزحة الاحجار الضخمة متاريس خزانة الملك الحكيم المليئة بكنوز لاتعد ولاتحصى .
مر الشهر الاول من الحفر فمالت الصخرة سبعين درجة ليوقف عميش رجاله عن الحفر حتى لايسأل قانونيا عن مصرع سكان تل لملوم الملاصق لجبل لازور وبالتحديد اسفله اذا ماسقطت الصخرة .
راود الامل عميش فى امتلاك محتويات خزانة الملك الحكيم التى ستبعده الى الابد عن عمله كحانوتى شهير يقوم على تغسيل وتكفيين ودفن الموتى وبيع أعضائهم بعد ذلك .. فأرسل صبيانه فى الشهر الثالث ليواصلوا حفرهم ، وكان نتيجتة ميل الصخرة الى درجة الخمسين .
شكا سكان تل لملوم عميش الحفار الى شهليش شيخ مشايخ تلال جبل لازور الذى أمر رجاله بتنكيس عنق الصخرة وترميم المتصدع من قاعدتها المتصلة بجسم الجبل على نفقة السكان فصرفوا النظر عن الشكوى وتنازلوا عنها قى حافظة الشكاوى بخيمة شهليش شيخ مشايخ تلال جبل لازور .
انتظر عميش شهرا آخر حتى تهدأ الامور وواصل حفره فى الشهر الخامس لتصل درجة الميل الى الثلاثين فقرر سكان خيام تل لملوم البعد امتاراعن مرمى الصخرة اذا ماسقطت .
اقترب صبيان عميش زحلاوى من المكان المحد د فى النبوءة لتصل درجة ميل الصخرة الى العشرين فابتعد سكان الخيام امتارا اخرى ، وحدد عميش موعد انتهاء العملية مع نهاية هذا العام ، وفى منتصف ليلة رأس السنة وصل صبيان عميش الى واحدة من بوابات خزائن الملك الحكيم فملأوا الدنيا تهليلا لتسكتهم طلقات بارودة عميش حتى لاينفضح أمره ، وخرج من الجب ليأتى برجال قبيلته المقربين فيقتسم معهم كنز الحكيم النصف لهم والنصف له مع مسوق الكنز الى خارج حدود الصحراء الكبرى .
جاءت القنوات الفضائية ترصد واحدة من عجائب الدنيا صخرة تميل الى درجة العشرين ولاتسقط ، كما سجلوا لردود أفعال سكان خيام هذه المنطقة .
أدخل عميش زحلاوى افراد قبيلته بعد خطف الصغيرعقله من بين صبيان الغجر وهو يلعب ، وفقدت امه نظرها حزنا عليه ، وعقله سينفتح باب الكنز على دمه ، ومع دخول آخر الافراد أحدث الجبل دويا هائلا اثر سقوط الصخرة على آل عميش زحلاوى وخزانة الملك الحكيم العظيمة ونجاة عميش زحلاوى ليواصل بحثه الدائم عن كنوز الملك الحكيم .
قصة قصيرة ل/ محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
===========================================================================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق