ابناء الريح
45
خوص صابره
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
خوص صابره
تفتح صابره بنت صويبر الغجرية با ب خيمتها ليل نهار لاستقبال مشترى الخوص نهارا وراغبى المتعة ليلا .. تجلس صابره غير قادرة على الحركة بعد رحلة عمل شاق طويلة قاربت الستين عاما .. تفتح صابره عينيها وتغلقها بصعوبة .. توصى بناتها خيرا بخيمة العز التى شهدت أسعد أيام حياتها منذ رأت أول شعاع لنور الكون لحظة ولدتها المعلمة روح امها زوجة صويبر الحلبى .. تتناقلها صدور كل بنات الخيمة اللائى يستقبلن كل راغبى شراء مصنوعات الخوص نهار وطلاب المتعة من شباب ورجال تل غجر البريدعه حتى عبد الحى ييمه الرجيحى وصيف شيخ مشايخ تلال الصحراء الوسطى .
كبرت صابره بين أحضان الرجال الاغراب فعشقتهم وتعلقوا بها منذ اصبحت فتاة جميلة وورثت مهنة امها روح الغجرية بعد رحيلها .. تشرح صابره لبناتها كيف يتمكن من الايقاع بالفريسة وتعويدها عليهن بشكل دائم .
حارت نساء تلال الصحراء الوسطى فى أمر صابره التى تمكنت من اختطاف ازواجهن طوال ليال الشتاء الباردة والصيف القائظ ، فالرجال لايعودون الى خيامهم الافى صباح كل يوم .
قررت بسنت زوجة غندور رهيف خفير عبد الحى ييمه الرجيحى أن تتخلص من صابره وبناتها مرة واحدة فدعتهن الى الغناء فى ليلة ختان ابنها ليغنين للنساء داخل الخيمة ووضعت السم فى الاكل لكن ذكاء صابره انقذها فى اللحظات الاخيرة واكتشف الحيلة حين ألقت بقطعة من اللحم أمام قطة زوجة غندور رهيف فقتلت فى الحال ، ووقعت بنت عمران فى غرام صابره وصارت سميرتها تأتى اليها لتروح عنها بحلو الكلام ، وتتعلم منها ماتقدمه لغندور فى الليالى التى لايقوى فيها على الخروج الى خيمة صابره .
تشد صابره نفس المعسل من غابة الجوزه ، وتغيّر البنات المعسل والفحم المشتعل ، ويواصلن الاستماع الى وصايا المعلمة كى يحافظن على ميراثها من الضياع ويتوسعن فى شراء خيام التل البحرى .
تقرّب المعلمة صابره أحدث امرأة فى البيت صغيرة السن زوجة تومرجى وحدة الحضر الصحية التى تركت بنتها الوحيدة من الزوج السابق فى رعاية امها وابيها كى تصبح من ذوى الاملاك شأن كل بنات المعلمة ، وتدأب صابره على تقديمها لضيوفها المقربين لفرط فتنتها وروعة جمالها .
لم ترزق صابره بمولود بالرغم من زواجها لخمس مرات وعشقها الدائم لشباب التلال فقررت أن تتبنى دهيبه وبنتها نرجس وتكتب لهما كل أملاكها الكثيرة .. أصبحت المعلمة صابره هى الشغل الشاغل لدهبيه مما أثار حفيظة كل البنات وبدأن التمرد وانشققن لتكوّن كل واحدة منهن خيمة للعز خاص بها يرتاده كل عشاقها فى التل البحري .
أخذت صابره نفسا عميقا من الدخان ولم تستطع أن تخرجه ولفظت نفسا أخيرا وهى جالسة فأغمضت ذهبية عينيها وكفنتها لترث أموالا وعقارات كثيرة هى وابنتها لتواصل فتح باب خيمة صابره على مصراعيه نهار لبيع مصنوعات الخوص وليلا حفاظا على ذكرى المعلمة صابره .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
===================================================================
44
حفر راقوش شوشى
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
حفر راقوش شوشى
توصل الامير راقوش شوشى الى حل يخلصه من جموع الورّاقين المارقين .. أمر بحفر حفر عميقة فى قلب الدروب التى يقطنونها وتم تغطيتها بالجريد وعسب النخيل حتى اذا ماخرج الورّاق الى خيمته يسقط ولايستطيع الخروج حتى تأتى اليه النجدة من اى مكان اذا ماسمع صوته .
خرج سهيل الزريقات حاملا كومة الكتب التى سيعرضها فى سوق الورّاقين ، وخطا خطواته الواثقة كالمعتاد فهو يعشق الصحراء ويرتبط بها كثيرا ولايحب ان يجاوزها حتى يثبت القدم ليرفع الاخرى فيصل الى حافة حفر راقوش شوشى الاقرب للبئر وتنزلق قدم سهيل لتتهشم عظامه ويروح فى اغماءة طويلة تمتد من الصباح الباكر حتى آذان صلاة الظهر ، ولم يعر أحد من المارة اهتماما الى الساقط فى قلب الحفرة العميقة وهم قليل بعدما غادر معظم السكان الدرب الذى يسكن فيها سهيل الزريقات الى خيام أخرى بعيدة حتى لايصيبهم أذى راقوش الذى يتفنن رجاله فى أذى سهيل لتطاوله الدائم على اصحاب المقامات الرفيعة واعمال فكره فيما يكتب ، وهذا يغضب راقوش كثيرا لانه يخشى على عقول ابنائه من الرعية من فكر سهيل .
استيقظ سهيل من رقدته غير قادر على الحركة فأصدر عدة استغاثات بأعلى صوته الذى ضعف جدا حتى لم يكد يصل الى آذان أحد من المارة .. خرج عدنان ولد سهيل الزريقات ليلحق بوالده فيساعده فى السوق ... وقعت عينا عدنان على أوراق والده المتناثرة حول حافة الحفرة الكبيرة فأطال النظر ودقق ليجد المزيد ملقى بطول عمق الحفرة فأخذ يجمع ماتستطيع يداه الامساك به أمام الرياح التى تهب وتتوقف ثم تعود لتهب ثانية .. وصلت استغاثة سهيل الضعيفة متهالكة الى آذان ابنه فرد عليه عدنان ملبيا وطلب منه الانتظار قليلا حتى يأتى بالمساعدة .. جرى عدنان تجاه المنزل وأحضر امه واخوته الخمسة ومدّ حبلا سميكا طويلا ليمسك الخمسة أولاد والام بالطرف الاول ويلقى عدنان الى ابيه الطرف الثانى .. لم تقو يد سهيل على الامساك بالحبل فأسرع عدنان بالنزول الى الحفرة وحمل اباه على كتفه وأمسك بالحبل وبدأ التسلق حتى تمكن من الوصول الى حافة الحفرة ليأخذ اخوته بيده ويحملون اباهم ، وتوبخ زمرده العجواتى الغجرى الزوجة سهيل على اصراره على تعكير صفو مزاج ولى النعم الذى أوشك أن يأتى على نهايته فى حفره القاتلة .
قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
==============================================================
43
اطارات ياسر الخلعاتى
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
اطارات ياسر الخلعاتى
ترسم الاطارات دوائر لامتناهية بالروضة المخملية .. ينفخ ياسر الخلعاتى فى أبواق الاطارات ليشكل الهواء دوائر كثيرة قبل أن تشرق شمس يوم جديد كى تحلو الاطارات فى عيون قائدى سيارات الدفع الرباعى والتى تغزو الصحراوات الثلاث الكبرى والوسطى والصغرى للتريض وخلافه.
تبدو اطارات ياسر الخلعاتى من بعيد حبات عنب ملون بالاسود بعد أن حرقته أشعة الشمس .. تبدأ الاطارات فى التضخم مع اقتراب السيارات من مركز الخلعاتى الشهير .
يسمع السا ئقون صوت انفجار الاطارات فتهتز السيارات بقوة أسفل أقدامهن لتتوقف قبل أن تنقلب من أعالى التلال المجاورة .. تقهقه الخوازيق الى زرعها صغار عمال مركز الخلعاتى فى محيط دائرة قطرها خمسة آلاف متر تحيط بالمركز .
ينزل كل قائدى السيارات رافعين أيديهم استسلاما وشهادة على قدرة الخوازيق التى تستقر فى قلب الدوائر المنطلقة بسرعة لاتقل عن مائة كيلومترا فى الساعة فتشكل رعدا قادما من صف السيارات الطويل مما يؤدى الى صمم يصيب آذان كل السائقين الذين ينطلقون فى سباق محموم كى يلحق كل منهم اطاراته الاربعة البد يلة التى سيقوم بتركيبها عمال مركز ياسر الخلعاتى بعد أن يغالوا فى سعر الاطارات الخلع التى تتسم بالمتانة والجدة لخلعها من السيارات الجديدة المسروقة بطول الطرق الصحراوية الممتدة لألاف الكيلومترات ، وتعلق بين الازرق والاصفر على حجارة عالية أوتلتصق بالرمال الصفراء أحيانا .
يعلو صوت عزوز مغاور المنادى عبر دروب الصحراوات القديمة يعدد محاسن الاطارات الخلع التى لاتماثلها اطارات لانها لم تقطع الالف الاولى على الطرق الصحراوية السريعة ومازالت بروزها كما هى لم تنل الرمال منها مع ضراوته وخشونة وجهه وكثرة منحدراته التى تدمى الاطارات .
تشتد حرارة وجه قرص الشمس فيغلى الوقود داخل الخزانا ت المحكمة الاغلاق مما يؤدى الى انفجارها واندلاع ألسنة النيران من أجساد السيارات المتواصلة فتملأ سماء الطريق الطويل حتى تصافح اطارات ياسر الخلعاتى التى تتوهج فتبتلع ياسر والمنادى الذى مازال ينادى معددا محاسن الاطارات حتى يختفى صوته وتختفى الاطارات الخلع مخلفة رمادها الذى تذروه الريح فى كل الاتجاهات .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
==================================================================
42
آخر لقاء
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
آخر لقاء
نظرت سهام طليبه فى عينى حجاب عبد الله البندقى زميلها فى الدائرة ، وندمت على كل لحظة هجرت فيها حبها ، فلقد فرض عليها أبوها طلبه عبد المتعال الرايح الزواج من ابن عمها ديدو عمرين الرايح لأنه كان مستدينا لأخيه وحتى لايرد الدين طرح فكرة زواج البنت من ولد الدائن .
تربت سهام بعيدا عن مضارب الغجر وتعلمت فن الحب على يد ابن الجيران حجاب عبد الله البندقى الذى كان يسكن مع اسرته فى المنزل المواجه لمنزل طلبه عبد المتعال الرايح فى الحضر الموازى لتل غجر نعيمه بالصحراء الوسطى حيث خيام قبيلة الرايح.. كان حجاب يسبق سهام بثلاث سنوات دراسية فطلبت نظلة أم سهام من نظيرة أم حجاب أن يذاكر حجاب لابنتها الدروس الصعبة المراس .. توسمت نظلة الخير فى هذه العلاقة الصغيرة التى أخذت تنمو على مر الزمن حتى تخرّج حجاب وتم تعيينه فى دائرة التسليف ، وبعد ثلاث سنوات استطاع أن يعين محبوبته سهام فى نفس الدائرة ، وحين تم تعيينها قدمها طليبه عروسا لابن عمها ديدو ليكسر قلبها وتنجب البنت الأولى .
كتب حجاب طلب نقله الى ادارة الدائرة ، وكان آخر لقاء شهد النظرة الزائغة فى عينى حجاب والباكية فى عينى سهام التى افتقدته كثيرا لتنجب الولد الثانى ولم يستطع الولدان والبنت والزوج أن ينسوا سهام حبها الأول فلم تولد مشاعر حب بعد فقده أوحتى كره للزوج والولدين والبنت .
يتقافز قلب سهام فرحا مع كل زيارة لبيت والدها كى ترى حجاب ومع كل مرة تجد نافذته مغلقة ، وتخاف أن تسأل أمها فتتناسى نظلة هذه الحيرة التى تراها فى عينى ابنتها كلما جاءت حتى ترك حجاب وأمه نظيرة المنزل ليقيما فى منزلهما الجديد بالقرب من ادارة دائرة التسليف التى يعمل بها .. لم ينم جفن سهام طوال ليلة المرة الاخيرة التى زارت فيها بيت اسرتها ، وظلت تنظر الى السقف حتى الصباح فتوقع ديدو قربها من الجنون لانها لم تسمع كلمة واحدة مما قاله حتى سقطت فى نوم عميق ولم تذهب هذا اليوم الى عملها .. استيقظت سهام صباح اليوم التالى لتستعيد فى طريقها آخر لقاء فتغيّر من وجهتها وتحملها قدماها الى ادارة الدائرة .. وصلت سهام الى دائرة التسليف بعد موعد انصراف الموظفين وسألت كثيرا عن منزل حجاب حتى دقت الباب بعد ثلاث ساعات .. صدّت نظيره وابنها فعل سهام الطائش خوفا من عواقب الفرار وعار بنت الرايح الذى قد يأتى على نهاية حجاب .. غادرت سهام ولم تستطع العودة مخافة عقاب زوجها فعملت فى مصنع البان وأقامت فى غرفة وحيدة بالقرب من معشوقها حجاب .. طال فرار سهام من وجه الاسرة فأرسل ديدو ورقة الطلاق الى بيت عمه .. جاء أول اتصال لسهام بأمها فأخبرتها بانقضاء فترة العدة لتستعيد القدرة على دق باب حبيبها حجاب ويستعيدا آخر لقاء فيمسح دموعها وتستقر عيناه الزائغتان ويودعان معا لقاءهما الاخير .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
===============================================================
41
آبار تل حنين
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
آبار تل حنين
جفت آبار الماء فى تل حنين بين الصحراء الصغرى والصحراء الوسطى والتى لاتتبع اداريا لأى منهما ولايصلها بالحضر الارحلات الابل الدائمة من والى اقرب الحواضر التى تبعد عنها حوالى ثلاثمائة كيلومترا .
تأخذ الابل سبعة أيام كاملة للوصول الى تل حنين حاملة قرب ماء الشرب ، وقد انطلقت منذ اثنتى عشر يوما فيتبقى يومان على وصولها .. خشى الكبار على صغارهم من نفاذ الماء فاكتفوا برشفات صغيرة طوال الايام الماضية حتى لايهلك الصغار من العطش .
حوّل جزّان ابوزويله ابله المائة الى نقل الماء من الحواضر الى تل حنين ، وترك نقل البضائع لصغار الحمالين ، وبدأ فى فرض شروطه التى تنص على ان يدفع كل فرد من ابناء التل ثلث دخله مقابل حصته من الماء .
قبل ابناء التل الشرط وخصصوا بقية انصبة الدخل لدومه الفرهكلى تاجر الحبوب كى يأخذوا من صوامعه مايحتاجون لتطحنه النساء بالرحى فى خيامهن ثم يقدمنه حافا بدون غموس أوتأتين بالملح من عبده المالح بقال التل فى بعض الاحيان ، وقد اغلق سعد عنوّج بائع الكيروسين خيمة كيروسينه بعدما أقلع سكان القرية عن الشراء واكتفوا بوقود اخشاب الشجر والنخيل الذى ينبت شيطانى فى التل ، كما رحل نعيم ابوفروة الزبال بعد الاستغناء عن خدماته لعدم وجود البقايا التى كان يدأب على فرزها واعادة تصنيعها لبيعها بالسعر الارخص ، ولم يجد ابناء تل حنين بقية من الدخل ليخصصوه لشراء بعض القماش الذى يستر العورات ، ورحل يوسف النمر حلاق التل حاملا دوائه بعدما انتشرت الاوبئة .
اغلق الكتّاب الوحيد ابوابه واقلع الآباء عن تعليم ابناءهم القراءة والكتابة ولزم اهل التل بيوتهم فتوقف الحمالون عن العمل .. جاء اليوم الثالث عشر من رحيل ابل ابو زويله وقد نفد مالدى اهل التل من الماء وبلغ العطش نهايته فأوشك الصغار على الهلاك .
تجمع اهل التل حول خيمة جزان ابوزويله الذى مازال لديه مائة قربة من الماء فى مخزنه .. زاد رجاء اهل التل بعدما لم يتبق شىء من الدخل ليعطوه له بعد الثلث الاول الذى اخذه من قبل ليأتيهم بالماء من الحواضر فى رحلة الابل الاخيرة والتى تبقى يوم على عودتها .
بدأ جزان يساومهم على الخيام فلم يلق قبولا .. قال : عليكم بانتظار الابل وستأتى بعد الغد .
- لكن الصغار سيموتون .
- وماذنبى انا ؟
- الماء لديك .
- انا دافع فيه دم قلبى .
ثار اهل التل على جزان واقتحموا مخزن الماء وحمل كل واحد منهم قربته فسقط جزان ميتا حزنا على ثروته وورث اهل التل ماترك جزان الوحيد الذى لم يكن له وارث لأنه مقطوع من شجرة كما يقول اهل التل ، وعادت الابل المائة لتوزع عليهم وتنقذهم من الموت والمرض وضياع الخيام التى تؤيهم.
قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق