السبت، 30 مارس 2024

 ابناء الريح


142

علموش



من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات



علموش


بنى علموش الصغير حظيرة كبيرة للتربية والتسمين متحسسا خطى ابيه عبده علموش الكبير الذى افنى حياته فى تربية وتسمين الابل والمواشى للغير حتى تمكن من فتح حظيرة صغيرة بجوار خيمتهم فى الخلاء المجاور لتل الطين والذى وضع عليه يده بعد امه نهيره زندو الغجريه ، وبدأ بتسمين عجل صغير استطاع ان يبيعه فى نهاية الموسم ليشترى عجلا وعجلة لبانى لم يبلغا بعد سن الفطام .

اهتمت فهيمه الركباتى ام علموش الصغير بالمواشى الصغيرة وشاركوا وليدها الصغير فى لبن الام حتى توثقت الصلة بينهم وصار الثلاثة اخوة فعزّ على فهيمه أن تفرط فى العجل والعجلة ، ورأى عبده علموش الكبير نار الفراق تطل من عينى ابنه الصغير حين عقد العزم على بيع الماشية فى السوق فأطفأها بقرار ان يستمر العجل كطلوقة يطلقه عبده على اناث ابقار ابناء تل الطين ممن يرغب فى الحمل من عجل علموش القوى الشهير فى الناحية كلها .

ذاعت شهرة بقرة علموش الولود التى تهبه عجلا أو عجلة كل عام فزاد اقبال ابناء التلال على علموش لشرائها  .. زاد انتفاخ بطن بقرة علموش فى حملها الخامس الذى تزامن مع سن علموش الصغير ، ولفت الانتفاخ غير العادى كل عيون ابناء التل والتلال المجاوره وحار فى تشخيص الحالة كل بيطارى الوحدات المتناثرة فى المناطق القريبة والبعيدة ..

بدأت بقرة علموش رحلة آلامها الطويلة  للوضع حتى حانت لحظات الخلاص ، ومازالت فهيمة الركباتى تهدهدها وتمسح عرقها الغزير فى الليل الشديد البرودة بعد أن غطتها بحرامها الكبير فى أول الليل لتحميها من البرد القارس .. وضع عبده علموش يده وطمأن زوجته وابنه بقرب لحظة الميلاد فمازال أمامها اربعة قراريط بحجم الاربعة أصابع بدون ابهام يد عبده ، ويطل عليهم المولود الجديد .

هدأ علموش وذهبت فهيمة الى خيمة  حناو المولد فى أطراف التل  لتأتى به قبل أن تفاجئهم البقرة .. غلب النوم عبده فنام .. جلس علموش الصغير الى جانب بقرته .. لم تطق البقرة الانتظار فأسقطت وليدها على يدى علموش فطار الصغير فرحا وسقط أسفل العجل الوليد ، ومازالت البقرة تصرخ من شدة الآلام فاستيقظ عبده علموش مهرولا لتهدئتها فوجد  ابنه اسفل العجل الوليد ورأس ثانية تطل من بطن البقرة فأزاح العجل الصغير عن ابنه باليد اليمنى وساعد البقرة باليسرى فى انتزاع العجل الثانى حتى تمكن من اخراجه وحمد الله على سلامة البقرة والرزق الوفير الذى دق بابهم ، وانطلق مع ابنه ليبشرا فهيمة الركايبى التى تصل فى نفس الوقت مصطحبة حناو المولد ، ومازالت البقرة تصرخ فيدخل الاربعة ليستقبلوا الرأس الثالثة المطلة من بطن البقرة .. يشمر حناو عن زراعيه الخبيرتين اللذين يريحان البقرة فى دقائق معدودة ، وتمسح الام عرق ابنتها وتطمئنها مع استغراب حناو على استمرار البقرة فى الصراخ من شدة الالم بعد انتهائها من ولادة الثالث ، وتطل الرأس الرابعة من بطن الولود فيطير الخبر فى سماء التلال بعد أن وضعت البقرة العجل الخامس فتزاحمت وفود كل الاقطار المجاورة حول البقرة الولود يصورونها ، وتصارع أصحاب الحظائر فى اقتناء ابناء البقرة الولود .. لم يحتمل عبده علموش الفرحة الكبيرة فسكت قلبه عن الدق ليرث علموش الصغير وامه المنطقة الخالية والحظيرة الصغيرة التى اتسعت لتشمل العشرة فدادين المجاورة بعد ارتفاع ثمن البقرات الصغيرات وطلب ابناء التلال  الدائم على عجل علموش الطلوقة القوى الشهير .

اصبح علموش أكبر تاجرابل و ماشية فى الصحراء الصغرى  بأسرها ولم يزل فى العشرين من عمره ، وأصبحت حظيرته مائتى فدان خصص عشرة منها لعجله الطلوقة وبقرته الولود ، ومازالت فهيمه هانم الركايبى تشرف بنفسها على أكلهما وشربهما وترويحهما ، ويلازمهما علموش الصغير ويكثر من مداعبتهمتا صباح مساء .


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


==============================================================

143

على يعوض الله


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات



على يعوض الله



جلس على يعوض الله النقاش الى جوار زوجته زيبه الحمداوى فى غرفة الاستقبال التى تتسع لأكثر من مائتين من النساء ومرافقيهم ، ومازال مصرا على أن يكون على سفر كى يحقق حلم عمره كما حققه ابناء عمومته وجاءوا بالاموال الطائلة والبضائع الغزيرة التى لاتعد ولاتحصى بعد ان هاجروا فى ارض الله القريبة والبعيدة البعيدة .

مرّت الساعة الاولى ولم يبد على يعوض الله تأزما أوضيقا من شدة زحام الاجساد المتلاصقة حتى يبدو متكاملا كرجل أمام عينى زوجته وفى عيون الحاضرين ، ومازال طبيب الحضر  مصرا على منح زوجته فرصة جديدة للمرة العاشرة لتنشيط القدرة على الحمل ، ولم يطلب منه فى مرة من المرات العشر اجراء اى من الفحوصات التى تؤكد فحولته من عدمه .

تواصل زيبه الحمداوى حديثها مع جاراتها من النساء اللاتى أوشكن أن يضعن حملهن لعلو بطونهن ووصولها الى المنتهى .. تئن الجارة الاولى وتتوجع من شدة الالم فهذه هى المرة السادسة - كما تقول - ولم يبق على قيد الحياة من الصغار سوى أربع بنات ومازال زوجها يحلم بالولد الذى سيشد من أزره ويسند ظهره حين يعمل معه فى خيمة  الحدادة التى يملكها بتل النور .

يفتح على يعوض الله  عينيه على الحلم ثم يغلقهما على صغيره الذى سيقف الى جواره على عربة الخضروات اليد التى ورثها عن ابيه يعوض الله كانى الخضرى وترك النقاشة ليواصل مسيرة ابيه فى بيع وشراء الخضر فى السوق الكبير كما يحلم الحداد .

التصق لقب سفر بعل يعوض الله  منذ خمس سنوات وأطلقه عليه زملاؤه من النقاشين لحلم على الدائم بالسفر ، ويواصل يعوض الله الاطباق على حلم الجارة الاولى لزوجته فى غرفة الاستقبال بأن يرزقه بأبناء كثيرين حتى ولوكانوا اناثا فكله نعمة من الله وسيحمده عليهن .

علا صوت شخير يعوض الله فحاولت زيبه الحمداوى زوجته أن توقظه حتى لايشمئز الحاضرون فكف يعوض الله عن الشخير وواصل نومه ممسكا بتلابيب حلمه .. قرر على يعوض الله بيع العربة اليد التى يملكها بعدما قرر الطبيب فشل محاولات علاج عقم زيبه فى داخل البلاد .. اخذ يعوض الله ثمن العربة واقترض الفين من عمته نظيرة مقابل تنازله عن ورث ابيه فى بيت جده  الغجرى على اطراف الحضر والذى تقيم فيه نظيره عمته ، وطرق باب مكتب السفريات المجاور لعيادة طبيب الحضر  الذى تتعالج لديه زيبه الحمداوى فى ميدان الامل .

أقنع يعوض الله زوجته وسلم المبلغ المطلوب للمكتب وارتحل عشر سنوات ليرسل القليل لاعاشة زيبه الحمداوى ، ويدخر فى كيس الغربة كل ماتبقى ويعد زوجته فى كل خطاب بقرب امكانية علاجها خارج البلاد حتى يرزقه الله منها الولد الصالح  أوالبنت ، وكله خير ونعمة من الله كما يؤكد يعوض الله دائما .

تآمر الغرباء على كيس يعوض الله الممتلىء بالخمسين الف دينار  ادخار العشر سنوات بدون عطلة ليوم واحد  .. وضع الغرباء قرصا من المنوم فى كوب شاى يعوض الله فى ثلث الليل الاخير قبل أن يغادروا بلاد الغربة عائدين الى بلادهم ، وقاوم يعوض الله النوم كثيرا لكنه لم يفلح فنام ليتمكن الغرباء من فك كيسه وقسموه على خمستهم لينال كل منهم عشرة آلاف وغادروا مستقلين الطائرة قبل طلوع الفجر .

لملم يعوض الله ثمن تذكرة العودة وسقط بين يدى زيبه مغشيا عليه فأوقظه من الكابوس صوت الممرضة الممتلئة الحاد جدا ينادى على رقم زوجته الخمسين فى الفحص فاصطحبها الى داخل حجرة الفحص ليبشره الطبيب بحمل زوجته فيبقى يعوض الله على عربة اليد ميراث ابيه حتى لايصبح على يعوض الله على سفر .


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

==============================================================

144

غزال البرارى


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


غزال البرارى


ينطلق سرب الغزلان يملأ برارى الصحراء الكبرى يبحث عن عين ماء صافية .. تشتد حرارة يونيو العنيدة فتشع أجساد الغزلان نارا بطول جبال الرخ التى لاتطاولها جبال .. تخرج الغزلان ألسنتها من شدة العطش .. ترتعش أجسادها لترقص رقصة الموت على الرمال الحمراء الدامية .. يتلون جسد الغزلان بلون لحمها شديد الاحمرار حتى لاتتمكن الذئاب السمراء من رؤيتها وافتراسها .

يقرر الغزال الكبير قائد السرب العجوز أن يطفىء نيران الأجساد المشتعلة فى قلب بحر رمال  الدم عسى ان تلامس اجسادهم ذرات ماء مدفونة فى بحر الرمال الحمراء .. يتبعه السرب مستسلما فتغطى  الرمال  كل الأجساد .. تنتشر البقع البيضاء الصغيرة  برؤوس السرب التى تتنفس بصعوبة بالغة .

لايطيق جسد الغزالة الصغيرة درجات حرارة رمال بحر الدم العالية والتى تلتهم الأجساد فتخرج مسرعة الى البرارى  .. تبحث عن ظل يقيها ضراوة شمس يونيه المميته .. تبعد الغزالة الصغيرة عن السرب كثيرا .

يعلو عواء الذئاب السمراء التى تسكن فى الغابة الملاصقة لرمال بحر الدم .. يسكن الرعب قلب قائد سرب الغزلان العجوز وقلوب أفراده فتختفى النقط البيضاء العائمة على وجه الرمال .. تجمد الغزالة الصغيرة مكانها .. لم تتمكن هرمونات تغيير لون جلدها من الأصفر الى الاحمر بلون رمال  بحر الدم .. لم تستطع الغزالة الوحيدة أن تقدم قدما أوتؤخر أخرى .

زحف اللون الأسمر على سطح الرمال ، وشكل أفواها ضخمة جائعة تبحث عن فرائسها .. ازداد احمرار عيون الذئاب السمراء التى ملأ عواؤها سماء رمال بحر الدم .

تقدّم كبير الذئاب الى النقطة الصفراء البعيدة ، وزاد اقترابه حتى سقطت الغزالة الصغيرة مغشيا عليها ، ومازال جسدها يرتعش حتى وصل اليها الذئب الكبير .

بدأ وعى الغزالة يعود غير أنها مازالت تغمض عينيها وكتمت أنفاسها ولم يتركها سرب الذئاب السمراء .. غرس الذئب الكبير أظافره فى لحم الغزال ، وسن قواطعه وبرزت أنيابه الطويلة وأخذ فى التهام الفريسة .

تجمع الذئاب حول قائدهم وانتظروا حتى يفرغ من طعامه الى أن شبع ، ثم جاء دورهم ليتلاشى لحم الغزالة الصفراء الصغيرة ويلتصق خيط رفيع من دمها الجاف ليذكر الذئاب بحلاوة لحم غزال الشاطىء 


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


=============================================================

145


المشاورجيه


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات



المشاورجيه


أقبل خمسة من شباب الغجر على الحى القديم فلم يتقبلهم السكان فى أول الأمر .. لجأ الأخوة الى شيخ الحى  يبحثون عن لقمة العيش ويشكون اليه سوء معاملة أهل الحى ، ومجيئهم من الأطراف البعيدة هربا من الجفاف الذى اجتاح المناطق التى كانوا يقطنون بها  .. رقّ قلب شيخ الحى  الى حال الغجر الشباب  وكلّفهم بأعمال العتالة فى خيمة  الشيخ رابح العطار ، وكان الضامن لهم استنادا الى أوراق الهوية التى يحملها كل أخ من الأخوة الخمسة .

فرش كل شقيق خده مداسا لأهل الحى  يسيروا عليه ويتهادوا ، وأسرع كل منهم يحمل عن السكان مايأتون به من الخارج من طعام أوشراب وملبس واحتياجات معيشية أخرى بدون مقابل فى أول الأمر ثم بمقابل زهيد بعد ذلك حتى تركوا الاقامة فى الفضاء خلف خيمة الشيخ رابح الى خيمة قديمة يملكها شيخ الحى ضمن خيامه الكثيرة ، والتصق بهم لقب المشاورجيه ليكتفوا بعملهم الجديد .

يدق أهل الحى باب خيمة الأشقاء الخمسة ليخرج اليهم أحدهم فتصطحبه احدى نساء الحى ليحمل عنها امتعتها فى رحلة العودة من السوق أوينهى لها أوراقا هامة تتعلق بالميلاد أو الوفاة أوتحقيق الهوية بالحضر القريب .

علا نجم الأشقاء الخمسة بعد رحيل رضوان فرج شيخ حى المناخلى فتزوج ريحان الغجرى أكبر الأشقاء الخمسة بأرملة الشيخ وعفا أشقائه الأربعة من دفع ايجار خيمة الشيخ المتهالكة .

برع صفوان الغجرى فى تصدير أجمل فتيات الحى الى مكاتب مخدمين الحضر للعمل كشغالات فى منازل الاعيان ، كما تميز ربعه وحميده ونونو فى استجلاب وترويج المخدرات بين كبار وصغار حى المناخلى والاحياء  المجاورة .

تمكن الاشقاء الخمسة من شراء نصف خيام الحى بعد سنتين من تاريخ الدخول ليلا الى الحى  سرا حتى لايتم الاشتباه فيهم لغرابة الوجوه .. امتلك الغجر  الخمسة بعد ستة أشهر أخرى بقية خيام الحى  ليتحول كل سكان حى المناخلى الى العمل كمشاورجيه فى خيام الأشقاء الخمسة للعطارة والحدادة وطحن الحبوب والبن ، وتم خلع تسعة عشر من أجمل زوجات الحى  ليدخل بهم صفوان وربعه وحميده ونونو ، وصار على ذمة الأخوة الخمسة عشرون زوجة ومن البنين والبنات مائه ثم تم استبدال عشر زوجات بعشر أخريات حتى اجتمع المطلقات الخمسون واتفقن على تقطيع المطلقين الخمسة الى اجزاء صغيره وتذويبهم بالبطاس فى الآنية الفخار الكبيرة  لتطوى  بذلك الصفحة الاخيرة من تاريخ الأشقاء الخمسة الغجر  المعروفين  بالمشاورجيه .


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


================================================================

146

مدشة اسكنسن



من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات



مدشة اسكنسن


ترتجف النساء ، ويعود الصغار الى أرحام امهاتهم خوفا من خطف احد هم لتقديمه قربانا لجنيات مدشة اسكنسن الجديده  حتى تتمكن من الدوران لطحن الحبوب 

كان اسكنسن يحترف التجارة فى العطارة  وعند كسادها تاجر فى الدخان ولما خسر قرر الاتحاد مع اخوته من ابناء الحضر  لانشاء مدشات للحبوب  فى واحات الصحراوات الثلاث الكبرى والوسطى والصغرى  وقد وقع اختيارهم على تل التيه القديم ليريح نسائه من السير خمسة كيلومترات سيرا على الاقدام  يحملن فوق رؤوسهن الحبوب ليطحنه فى اقرب مدشه .

خافت الجدة على من القشيرى الذى يرى فى الظلام بعدما كلفه اسكنسن بايجاد الصغير وحيد ابويه حسبما قالت العرافه لتلتهمه المدشة فتبدأ فى الدوران ، وللقشيرى مكافأة مالية كبيره وسيتحمل اسكنسن مصاريف عملياته الجراحيه فى العينين ليكون قادرا على الرؤيه فى النهار كما يرى بالليل ففرح القشيرى كثيرا وراح يعسعس فى الليالى حتى يعثر على ضالته.

تلتقط آذان جدتى فى الظلمة حفيف ورق الشجر بجوار الخيمة  فتغلق جوانبها حتى لاتسول لى نفسى الخروج فيخطفنى القشيرى ويتم افتتاح المدشة  بعد اسبوع من

التهامها الجسد..

يغادر القشيرى الى مناطق اخرى يختفى فيها القمروالنجوم  يواصل بحثه   .

استقر القشيرى على اطراف قبلى الواحة  بعد أن وجد بغيته وحيد ابويه بجوار المقابر  ابن عابد وعابده اولاد الغجر فلقد رزقا صغيرهما عبيد الغجرى  بعد صبر دام عشرين عاما لفت فيها عابده على كل المشايخ الذين تمكنوا من فك كل الاعمال السفليه والعلويه حتى قابلها رجل صالح تمكن من فك آخر الاعمال السحريه  فحملت بعده ورزقت بعد تسعة اشهر بعبيد الحيله  الذى اختطفه القشيرى ومات من السكتة خوفا من منظر القشيرى المخيف ، ومازال ابواه يبحثان عنه فى كل مكان حتى بعد ان افتتح اسكنسن مدشته  الجديده ، واصيب عابدوعابده  بلوثة لفقدان وحيدهما.. يكرران دائما فى الدروب : الله جاب .. الله اخد .. الله عليه العوض. 

 الله جاب الله أخذ..الله عليه العوض.  

.  

 قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه

  

========================================================


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق