ابناء الريح
163
رحيل الشتاء
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
رحيل الشتاء
عزّ على الشتاء أن يرحل دون أن يلقى بتحيات الوداع الى أبناء عبيد الأسمر أبو الرجال الغجرى جنوب تل رجيله ..جاء الشتاء هذا العام على غير عادته محملا بالجليد المهاجر من بلاد الشمال البعيد فاحتمى ابناء غجر العبيديه بالمخابىء القديمه التى صنعها أجدادهم مكانا للاختباء من الوحوش الضوارى حتى غطتها الرمال ، وأقام الابناء والاحفاد من الاجيال الاولى خيامهم الجديده فوقها ، ولم تتركهم الرطوبة حين يفروا الى المخابىء القديمة جدا والغير معروف تاريخ انشائها الذى لم يدونه أحد فلم يهتم واحد من المؤرخين القدامى بالوقائع والأحداث التى شهدتها هذه المنطقة قديما من انتصارات لعبيد الأسمر أبو الرجال الغجرى على خصمه العنيد عبادى حنين أبو البنات حتى تم التوفيق بينهم وتصاهرا فزّوج عبيد ابنائه من بنات عبادى ، ونسى التاريخ اسم أبو البنات وحمل الأحفاد لقب ابوالرجال عبيد الأسمر القادم من جنوب الصحراء الصغرى بعد أن أحرقت اشعة الشمس بشرته ، وكان فى صحبته ابن عمه الشقيق عبادى حنين الذى تزوج بنجيبه الحمايمى وانجبت له ثلاث بنات ، كما انجبت له زوجاته الأربعة بعد ذلك عشر بنات أخريات وفرقت النساء بين عبادى وعبيد الأسمر حتى اشتد الخصام بينهما
قدّم عبادى بعد الصلح بناته زوجاتا لابناء عبيد ، ومرت السنون لتتوحد العائلتان فتصبح واحدة تحمل لقب ابو الرجال وصارت أصل التل الذى جاءه الغرباء كثيرا ثم استقروا بأهلهم فى مساكنهم الجديده التى بنوها من الحجارة والطوب المحروق فى الجهة الشمالية من تل العبيديه وبنوا الأسوار التى تفصل بين الشمال والجنوب خوفا من الأشقياء من اولاد عبيد الأسمر ابوالرجال الذين اشتهروا بقطع الطريق فى هذه المنطقة وتجريدهم للمارة مما يملكون
بدأ السور يتضاءل وأشرك الغرباء ابناء العبيديه فى تجارتهم فتحولوا عن قطع الطرق وتزوجوا من بنات الغرباء، وبنوا مساكنهم الجديده فى الجهة الشرقية أما الجهة الغربية فمازالت ممتلئة بالمقابر المطلة على الصحراء الكبرى منذ دفن عبيد ابوالرجال الأسمر وابن عمه عبادى وقد بنوها بالأحجار لتقاوم مياه السيول الدائمة التدفق طوال فصل الشتاء كل عام.. تتماسك بيوت العبيدية المبنية بالطوب اللبن فيهدم السيل نصفها ليقضى ابناء العبيدية شهرا كاملا كل سنة فى اعادة البناء منذ تخليهم عن الخيام منازل آبائهم ، غير أن السيول فى هذا العام كانت قاسية عنيده ، ومع رحيل فصل الشتاء بدأت بحور السماء تفتح سدودها وتسوى مائتين من بيوت العبيديه الطينية بالأرض فيفر كبار السن والصغار الى الجهة الشرقية المبنية بالطوب المحروق والحجارة حتى يحمل الشتاء آخر حقائبه ويرحل.
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
================================================
164
نخلة عيدو الجايب
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
نخلة عيدو الجايب
يتساقط جريد نخلة عيدو الجايب الغجرى جريدة جريدة..
ترحل مع كل جريدة جدة قديمه من جدات درب عيدو بتل غجر المعمرات ، ويولد صغير.
.يضم درب عيدو عشرين خيمة ،عشرة على كل جانب ،وتسد الدرب من ناحية تل الريح خيمة عيدو الجايب اول غجرى اقام خيمة فى الدرب بعد ان خرجت مساحة الكوم المجاور للتل من حيز الزراعة الى كردون مبانى الحضر طبقا لما قرره المشترون من عوايده الردين صاحب العشرة فدادين ارض الكوم. .
زرع عيدو الجايب نخلته امام الخيمة ليستظل بظلها مع سكان الدرب وعابرى السبيل وابنائه من اربع زوجات الاولى بهيه بنت عباس الخازن ولدت له بنتين فتزوج من حليمه بنت عبيد الفران لتلد له بنتين اخرتين ليتزوج من الثالثه بداره بنت عويس الكلاف التى انجبت له بنتا فلم يمهلها انجاب الثانية وتزوج الرابعة آملا فى ان يرزق الولد الذى سيحمل اسم عائلة الجايب الذى سينقرض بانقراضه اذا لم يأتى الولد.
تنجب له مرزوقه بنت النجار الولد الاول فيقيم الافراح والليالى الملاح لمدة ثلاثين يوما متتاليه ، ويبدأ فى رعاية تخلته التى اهملها لمدة خمسة اعوام بعمر اول بناته هنيه بنت بهيه بنت عباس الخازن .
تعلق وحيد بنخلة ابيه ينموا ن معا يرويها فتطعمه الرطب اخضر واحمر حتى رزق عيدو الجايب بالولد الثانى فأسماه عبد الرازق من مرزوقه التى انجبت له من الاولاد خمسة عبد الصبور وعبد البر وعبد الشكور بعد وحيد وعبد الرازق .
يطول جريد نخلة عيدو الجايب حتى يغطى الخيمة ويشبع الصغار من اكل التمر الاخضر و الاحمر غير انه فى ربيع هذا العام لم تزهر النخلة وتساقط جريدها جريدة جريدة ومع سقوط كل جريدة كانت ترحل جدة قديمه من الجدات المعمرات فى درب عيدو الجايب فانقبض قلب عيدو حتى تعلق عبد الشكور اصغر ابناء عيدو بجريدة ثقيلة واخذ فى المرجحة يقهقه وابوه ينهره حتى سقطت الجريدة الثقيلة بالصغير على رأس عيدو الذى لفظ انفاسه الاخيرة بعد ان حمل اسم العائلة خمسة من الذكور وخمسة من الاناث .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
===============================================
165
طعم التبغ
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
طعم التبغ
ينظم صبيان المعلمه لوكا لل الغجرى صفوف الصغار طويلا طويلا لتبدأ من اول درب نصير روح شيخ الغجر وتنتهى اسفل الربوة الكبرى بالصحراء الوسطى بطول عشرة كيلومترات .
يخرج الصغار السنتهم الطويلة يلعقون مايخرج من مداخن اللف والميكنة محلى ومستورد بمصانخ الخان بحضر ريشه الملاصق لتل غجر روح .
تتجاوز السنة الصغارمذاق كل صنف من الاصناف حتى تصل الى عشقهم المصطفين من اجله دخان مخلوط بعسل محروق يتم بيعه فى لفافات شهيرة .
ينصرف الصغار متخمين بوجبة الافطار التى عادة ماتبدأ فى تمام السادسة صباحا حتى الثامنة .
يعود الصغار الى نوبة طعامهم التى تبدأ من الواحدة حتى الثالثة قبيل عصر كل يوم مع نوبتجية الظهيرة.
تخرج عيون الصغار متعلقة بمداخن المصانع الضخمة ينتظرون انطلاق أول سحابة كثيفة من السحب التى يطلقها المصنع فى مداخنه طوال ساعات عمله التى يحفظها الصغار عن ظهر قلب .
يتباطىء العمال فى اطلاق شرارة البداية .. تدلى ألسنة الصغار .. تطول الالسنة لتلتصق الالاف بالمداخن فى انتظار وجبة الغداء .
تنطلق اول سحابة فتتقافز عيون الصغار فرحا .. تتسابق الالسنة فى اللعق حتى تتوقف الماكينات عن العمل فتتسمر اقدام الصغار فى اماكنهم حتى صباح اليوم التالى ليواصلوا لعقهم فتصحبهم ذات الرئة كما تصحب كل سكان المناطق المحيطة حتى دخولهم منتهى طريق الحياة.
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
====================================
166
ولد على بنات
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
ولد على بنات
تدلل سلوى فيض الله وحيدها هيثم الشبشيبى الولد على اربعة بنات ..يتخرج هيثم فى جامعة حضر ريان .. توظفه سلوى فيض الله فى وظيفة هامة بواسطة اخوتها المحتلين مراكز مرموقة .. تزوجه ابنة اختها روضة لينجب منها نعمه فتستقيم حياته .
تقتطع الام أجزاءا من رواتب بناتها الاربعة وجزءا كبيرا من معاشها الكبير ومعاش المرحوم زوجها وتقدمه مع أول كل شهر لابنها حتى يبعد عن طريق التهريب الذى شرع فيه مع ابناء غجر تل رئيفه جنوب حضر ريان .
تتصدى حسنه الهاربة من وجه فقر اهلها فى تل رئيفه لهيثم فى قلب الحضر الكبير وهو فى طريق العودة الى منزله فيزيد اعجابه بها مع اول قرص يتناوله من يدها تعبيرا عن اعجابها به ، ومع القرص الثانى يزداد اعجابه فتشترط الحلال كى يحيا معها ويستأجر لها شقة قانون جديد ويكتب عقدا يوقع عليه شاهدان فتصبح عرفا زوجته الثانية ..يأتى لها باحتياجاتها المعيشية وتزيد حسنه لهيثم جرعات المخدر فى شاى كل صباح فيدمنها .
يتعلل هيثم لزوجته الاولى وامه واخواته الاربعة بعمله الدائم وردية ليل بعد انقطاعه عن العمل اكثر من واحد وعشرين يوم متصل لينفصل ، ويقرر ان لايعود ثانية الى العمل مكتفيا بنصيبه من معاش امه والمرحوم ابيه واخواته البنات ، وخصص يوما فى الاسبوع لزيارة روضه زوجته الاولى ونعمه ابنته .
تضع حسنه مولودها الاول و الثانى ذكرين فيقرر هيثم اعلان زواجه بها والنزول على رغبة حسنه فى تطليقه لروضه .
تكتشف سلوى فيض الله حقيقة فصل ابنها من المصلحة وزواجه بالغجرية واقدامه على طلاق ابنة اختها فتقرر الرحيل عقب توقف قلبها عن الدق تاركة هيثم بلا معاشها ومعاش ابيه فيلحق بها بعد شهر بالتمام والكمل اثر شمة ثقيلة من الهيروين سطرته له حسنه بيديها.
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
==============================================
177
خمريه
من شارع الجمهوريه اول فيصل
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
خمريه
ينهمر لعاب رجال قبائل الغجر كلما رأو خمريه الهلف الدلاله اجمل امرأة بين نساء غجر تل بنى تيسوف .
تضىء خمرية كل خيمة تدخلها فى مضارب تل بنى تيسوف .. تعرض حريرا هنديا فاقع لونه يأتيها به زوجها لؤلى الحرايرى من ترحاله الدائم بقافلة الحرايرية التى لاتنقطع رحلاتها جنوبا وشمالا واقصى الشرق حتى يلبى احتياجات ابناء الصحراء الكبرى والوسطى والصغرى، ويترك خمريه وحيدة لشهور طويله تتنقل كل نهار بين خيم الصحراوات الثلاث ، وفى الليالى القمرية يؤنس وحدتها شيخ من شيوخ قبائل الغجر ليتخير اجمل مالديها من حرير يقدمه لها هدايا اعرابا عن شكره نهاية كل ليله ، وتتخير هى هداياهم لزوجاتهم حتى لايساور الشك اذهانهن من فرط جمال خمرية التى تشبه امها زبده التى غادرت قوافل الاحياء منذ سنين لتصبح ذكرى.
جاءت زبده ام خمرية من بلاد الجليد البعيدة ، واستقرت بخيمتها الشهيره وسط خيام تل غجر بنى تيسوف بواحة الصحراء الكبرى لتعمل دلاله.
كانت بشرة زبده وقت مجيئها الى واحة الصحراء الكبرى ناصعة البياض كحليب النوق الطازج غير ان شمس الصحراء المتوحشة نالت منها فاكتسبت لونا خمريا ، وحين وضعت مولودتها الوحيده اطلقت عيها اسم خمريه وورثت الصغيره لون امها شديد البياض والذى تحول بفعل اشعة الشمس الى الخمرى .
ساور الشك عقول نساء الحى فاجمعوا على الكيد لخمرية التى تصادق ازواجهن لستة واربعين اسبوعا .. تشعل نيران التبغ المعسل مع اقداح القهوة بتحويجة خمريه التى لاتدانيها تحويجه فى الصحراوات الثلاث فيدمن الشيوخ ليالى خمريه ، وتستقبل زوجها لؤلى الحرايرى ستة اسابيع وقت راحته بين كل رحلة واخرى لتكتمل عدة اسابيع السنه.
تجتمع نساء شيوخ قبائل الغجر بعيد اللبينى غلام خمريه الذى يقوم على خدمة الشيوخ فى ليالى خمريه فخمريه لم تنجب من لؤى الخرايرى الغجرى ابن خالتها طوال الخمسةعشرة عاما الماضيه ، ويمنحنه صررا من الدنانير ليضع خلطة زيوتهم الكافوريه فى اقداح قهوة خمريه فيلزم شيوخ الغجر خيامهم الى جوار زوجاتهم غير قادرين على الحراك.
يغادر عيد اللبينى خيمة سيدته خمريه بعدما اصابتها البرودة الى خيمة سيدة جديدة يشعر فى قلبها بالدفىء الذى افتقدته خمريه الهلف دلالة الصحراوات الثلاث طوال اسابيع السنة تامة.
قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
========================