الأحد، 8 ديسمبر 2019

آل السوس

يتجمع مئات الالاف من المترددين على مجمع آل السوس لتلقى المعونات النقديه اوالعينيه.. يدعون لجابر السوس بدوام الصحة والعافيه والخير الوفير له ولاهله الغر الكرام الميامين كما يقول قدامى سائليهم ، ويقول الحاقدون : ان جابر السوس ترقى من مزارع اجير لدى الاعيان الى كبيرهم، ويروون روايات ثراءه السريع .
تقول رواية: ان جابر وهو يفلح الستة قراريط التى كان يستأجرها من عليان الرحيمى وجد كنزا من الذهب الخالص فباعه واشترى مائتى فدان وكانت اول زراعة له القمح وبعد حصاده خزنه فى الصوامع فتمكن  منه السوس ، ومع ذلك باعه للمشترين والمطاحن وعرف منذ ذلك الوقت بجابر السوس، ونسى اهالى المنطقة اسم ابيه الحقيقى وشجرة نسبه المتواضع.
زاد الخير لدى جابر فأغدق بالعطاءعلى سائليه حتى عرف بالصالح الكريم.
تقول الرواية الثانية لبعض الحاقدين : ان جابر زرع الخشخاش فى الستة قراريط ومع اول قطفة للأفيون ملأ صفائح الماء بجنيهات الذهب وبدأ يشترى من ورثة الاعيان الارض المختلف عليها بتراب الفلوس .
 ، وهناك رواية ثالثة تقول : ان جابر باع بعض اعضاء جسده الداخليه حتى تمكن من سداد ديونه والصرف على اهله ، وكانت قيمة اعضائه الداخليه غالية الثمن مما مكنه من شراء اول خمسة فدادين وواصل بعدها الشراء حتى صارت المائه .. استقر رأيه بعد ذلك على بناء  مجمع خيرى للمساكين يضم مستوصفا يتسع لالف سرير مكنته من استخراج الاعضاء من داخل الاجساد واغلاقها بالليزر  ، وقد مكنه ذلك  من فتح بنك للكلى ووبنك للقلب وبنك للعيون  وبنك للكبد، ويسجل كل بنك من البنوك قرابة الملياركل شهر فيخصص للغلابة نصف مليار من اجمالى العشرة مليارات ليزداد اقبال السائلين على مجمع آل السوس ,
علا نجم جابر السوس فى أوساط الاعيان حتى انتخبوه نقيبا لهم فعمم لديهم انشاء المجمعات الخيريه كى يذوب الحاقدين الذين زادوا فى الايام الاخيره .
صاهر جابر السوس الكثير من الاعيان فتزوج اربع زوجات تنتمين الى اكبر اربع عائلات فى البرارى وزوج كل ابن من ابنائه الخمسة لاربعة من اجمل فتيات الاعيان  فأمسك بزمام الاربعة والعشرين قبيله ليصبح زعيمهم .
وشى الحاقدون بين جاد ولد عليان الرحيمى وبين جابر السوس واقنعوه بان جابر اشترى ارضهم بتراب الفلوس واصبح اكبر الاعيان من خير ارضهم فاستشاط غضب جاد ، وقرر ان يستعيد ارض آبائه واجداده من بين ايدى جابر السوس واولاده فقوبل بالرفض  وقرر الانتقام منه وأعانه على ذلك زهير الحلاق الذى جلب له كل مطاريد الجبل الشرقى  كى يشفى غليله هو الآخر من ضياع فدادين ابيه الخمسة والتى اشتراها جابر برخص التراب لرعب حمص الحلاق ابوزهير من بطش جابر السوس وبعدها فارق الحياة .
قبض المطاريد اجرهم من زهير وجاد فاشعلوا النيران فى منازل جابر وزرعته ومجمع خيره ، ولم يتمكن واحد من اصهاره على التصدى  للمطاريد وطويت بذلك آخر صفحة لجابر السوس ومجمعه الخيرى وآله ونسبه حتى سائليه لسنين طويله . 


 قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@gmail.com

===========================================================
الاسطى بليه الفلنكاح
وقف عامر ولد عبد البر حنين وسط ميدان عروس البحور باكيا تتدفق  دموعه انهارابعد ان فقد كل اسرته فى حادث القطار الشهير بالحرق والانقلاب على رأسه ولم ينجو منه سوى خمسة صغار كان عامر من بينهم ولم يزل فى الخامسة من عمره.
رقت قلوب اهل العجيمى فأحاطت الصغير بالعطف والاحسان بالمأكل والمشرب والملبس والمبيت غلى رصيف الكيلو الحادى والعشرين الطويل ملتحفا الفضاء والرطوبة .
مرت ايام كثيره على عامر، لم يقو على عدها حتى رزقه الله بأم حمو التى ودعت ابنها حمو منذ سنين ليعمل على مركب عطيه الصعيدى  ولم ترجع المركب منذ رحيلها منذ عشر سنوات .
فرحت ام حمو بالرزق الذى ارسله لها الله فاحتضنته اسفل سقف عشتها فيوما ما سيكون سندا لها فى الكبر بعد ان تبنته وشهد بذلك كل اهل المنطقه .
اشتد عود الصغير فعرض على امه ام حمو ان يعمل صبيا لدى جارهم عبده عامريه الميكانيكى .. استحسنت الام الفكرة فلااحد يضمن الموت من الحياة ولن تبقى له ام حمو طيلة عمره فقررت المرور على عبده عامريه الميكانيكى وعهدت اليه بالصغير عامر وأوصته كثيرا على المقطوع من شجرة والحيلة الذى خرجت به من الدنيا بعد ابنها حمو فأجابها  عبده على طلبها .
تعلم عامر اصول المهنة على يد عبده عامريه وعرف فى البداية ببليه الصغير حتى اصبح واحدا من الاسطوات الذين يعملون فى الورشة  وصار لديه صبى صغير اطلق عليه بليه لكن عامر  قرر ان يحتفظ بلقب بليه تيمنا به فلم يفارقه ابدا واضيف له الفلنكاح لأنه قادم من الفلاحين المجاورين للكيلو الحادى والعشرين او كما قيل .
عشق الاسطى بليه الفلنكاح التجريب فى تركيب قطع الغيار فبرع فيها وعرف بذلك لدى اهل العجيمى والمصطافين القاد مين الى الشاطىء من كل مكان فى القطر حتى ذاع صيته وملأت شهرته الآفاق .
فرحت ام حمو كثيرا بابنها الذى لم يعد صغيرا وسعت بكل قواها ان تخطب له عروسه تستحقه لتفرح هى بأولاده فأعز من الولد ولد الولد .
رأت ام حمو رغبة الاستئثار بالزوج فى عيون كل من قابلته من الفتيات اللاتى رغبت فى خطبتهن لابنها بليه الفلنكاح  فلم تستقر على واحدة بعينها حتى تاريخه وواصلت بحثها عن العروسة التى سترضى بالاقامة معها اسفل سقف بيتها الصغير الذى تكفل ببنائه ابنها بليه الفلنكاح بعد ان كان عشة صغيره .. لن تفقد ام حمو ابنها الثانى كما فقدت حمو الذى لم يعد مع مركب عطيه الصعيدى .
سمعت ام حمو عن ابنة عبده عامريه التى حجبتها هنيه زوجة عبده عن العيون بعد ان اعتزلت المدرسة الابتدائيه فى الثامنة من عمرها فعقدت العزم على زيارة هنيه التى رحبت بخطبة ام حمو لابنتها هديه لعامر ابنها فعامر رباه عبده عامريه زوجها تربية الاب لابنه الذى لم يرزقه ، وامهلتها هنية فترة لعرض الامر على عبده عامريه فأذا ماوافق فستحدد ميعادا لخطبة عامر وهديه.
انتظر عامر قرار الموافقه فى احر من الجمر بعد ان طار لبه لوصف امه للجميلة هديه ، وبعد ايام زفت هنيه خبر الموافقه الى ام حمو لتملأ المنطقة بزغاريدها التى لم تنقطع صباح مساء  لتعلم كل الاهالى بخطبة ابنها عامر لهديه بنت عبده عامريه اجمل فتيات الشاطىء والتى ستقيم معها اسفل سقف بيتها الصغير مع ابنها بليه الفلنكاح على طريق الكيلو الحادى والعشرين .
طار عقل عامر من الفرح فركب لى طلمبة  مياه غير مطابقه للموديل لتسد فوهة المياه المنطلق من الرادياتير الى الموتور مما ادى الى قفش الموتور وحرقه فكنت اول ضحايا فرحة الاسطى بليه الفلنكاح .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


============================================================
ام مجيدو
يطول بى السهر حتى آذان فجر كل يوم .. اقطع المسافات ذهابا وايابا احفظ الالفية : كلامنا لفظ مفيد كاستقم ، واسم وفعل ثم حرف الكلم ، والمقرر من الشعرلزهير والعبسى وعمرو ابن كلثوم وغيرهم حتى ينال التعب منى فاستلقى على سريرى بعدما اطفىء المصباح تاركا النافذة تصنع تيارا هوائيا مع الباب يهدىء من غليان جسدى لانفعالى بالاشعار.
يتسرب الى مسامعى آهات امرأة تئن وتئن .. تعودت ان اسمع هذه الآهات للمرأة قبيل فجر الخميس الاول من كل شهر ، ربما يبلغ بها الالم مداه فى هذا التوقيت بعد شهر عمل شاق فى شقق وفيلل المدينة الجديده لتقوى على اعالة اربع بنات وولد بعد زواج عيد الحرنفش زوجها من اخرى جاء بها من الريف كما جاء بها منذ خمسة عشرة عاما ، والقاها فى قلب المدينة الكبيرة تعمل فى الشقق كطاهية ومنظفة .
لم يختلف الامر كثيرا مع رقية الزوجة الجديدة الى جانب عمله كبواب للعمارة التى اسكن بها ..رقية فى غرفة البدروم ، وام مجيدو فى الغرفة التى على السطح بجوار ام حامد التى تعيش وحيدة بعد زواج ابنها الاكبر حامد وبنتها تهانى ليأتى ابنها الثالث ناجى فى اجازاته من عمله فى المناطق النائية اول خميس من كل شهر يقضى مع امه الخميس والجمعة ويعود الى عمله البعيد صباح السبت فيقضى شهر عمله ويعود ليلتقط انفاسه ويرم عظامه كما تقول امه: من اكلاتها التى تساعدها فيها دائما ام مجيدو حتى يستعيد ناجى قوته وقدرته العمل .. تكفلت ام حامد بأبنائها الثلاثة بعد رحيل حميد الرايق الموظف الاميرى ، وكان معاشه قادرا على تلبية مصاريف ابنائه فلم يعوزها حيا اوميتا .
يأخذ عيد الحرنفش يوميا جزءا من دخل زهيرة الالفطاوى ام مجيدو ، وجزءا من دخل زوجته الجديدة رقيه حتى يتمكن من تغطية احتياجاته اليومية من المعسل والافيون .
أواصل حفظ الاشعار المقررة على من المذهبات المعلقة ، واعود الى ابن مالك احفظ منظومته : بالجر والتنوين والندا وال ومسند للاسم تمييز حصل.
بتا فعلت واتت ويا اقبلى .. ونون اقبلن فعل ينجلى .. سواهما الحرف كهل ولم وفى .. فعل مضارع يلى لم كيشم .
أشم رائحة عطر فواح ، ومازالت المرأة تئن من الالم الذى يعتصر جسدها فعملها طوال اليوم كشغالة فى المنازل شاق للغاية .
أطفىء المصباح ثانية .. أعترض الهواء المنطلق من الباب الى النافذة ، وألقى بجسدى على النافذة فى قلب ظلام الليل فلايتبين احد من الجيران مكانى حتى ام مجيدو المواجه منزلها لنافذتى من خلف منزلنا .. تخرج ام مجيدو من غرفة ام حامد متجردة من الثياب بعد ان تطمئن عيونها على ظلام  الليل الذى لف بيوت الجيران واختفت انوار المصابيح فيلحق بها ناجى ابن ام حامد ينظم انفاسه المتلاحقة وتكمل ام مجيدو الكلام توجهه الى حامد بان لا يخاف فالكل نيام .
لاأقوى على حبس سعالى الذى يخرج رغم أنفى .. ينظر الاثنان الى أعلى حيث مكان السعال فأنا اعلوهما بدور كاشف فلاتخجل ام مجيدو وتعد ناجى باللقاء فى الشهر القادم ليسقط الرجل من الخجل فيسرع داخلا الى غرفة امه ، وتعود ام مجيدو الى غرفتها غير عابئة بوجودى .
أعود الى داخل غرفتى أواصل حفظ الاشعار المقرر على امتحانها شفاهة فى الغد.
 
 قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@gmail.com

==================================================================
أولاد حمدون زيدان
يلتف أولاد حمدون زيدان حول جثمان ابيهم حداد نجع الطمانيه فى لحظات الوداع الاخيره .
بلغ حمدون زيدان  من العمر مائة عام ، وكان الحداد الوحيد فى النجع وفى الجهة القبلية تامة ، وورث المهنة لأولاده العشرة واحفاده الخمسين وزوجاته الاربع بعد ان عمل على توسعة للورشة اكثر من عشرة أمثال حتى استقرت على اربعة وعشرين قيراطا لتنتظم الاربعة وخمسين عاملا والريس حمدون زيدان  الذى تعود بعد بلوغه السبعين الجلوس على مقعده الحديدى المثبت بجدار مدخل الورشه، والمفروش بأريكة ومسند ناعمين حنى يريحان حمدون زيدان  فى جلسته التى تبدأ مع آذان الفجر حتى غروب الشمس
 يتناول خلالهاافطاره وغدائه وشايه ودخانه القص المعسل 
يتبادل الخدمة على طلبات حمدون زيدان  نساء ابنائه ونساء احفاده بالتعاون مع الاربع زوجات .
كانت عطيات الحداده تتابع عمل الاولاد وابنائهم وتوبخهم على قلة النيران فى كور من الاكوار أو عدم اتزان النفخ الذى لايقوى على تشكيل الحديد بسهولة ويسر .
تزوج حمدون زيدان  عطيات بنت روايح المزين وعلمها الحداده فبرعت فيها معه ليذيع صيتهما وتتخطى شهرتهما حدود نجع الطمانيه الى النجوع والكفور المجاوره حتى غطت الجهة القبلية بأكملها فازداد الطلب عليهما ، ورزقا ثلاثة اولاد ، وعندئذ قرر حمدون ولد زيدان الجمال توسعة ورشته وشراء القيراط بعد القيراط .
كانت عطيات تصغر حمدون  بعشرين عاما فكان كثير التدليل لها حتى شغلها العمل فى الحداده ورعاية أولادها الثلاثه فقرر الحداد الكبير الزواج من ثانية وكانت رئيفه بنت كعيب البناء التى ولدت له من الذكور ثلاثه، وتعلمت الحداده كعطيات وحين انشغلت عن الحداد الكبير الذى كان يتفنن فى تدليلها قرر ان يتزوج الثالثه ... فالحداد بنيانه قوى جدا .. كان يرفع الجوال المائة كيلو بيديه بينما يعجز الشباب من ابنائه وابناء نجع الطمانيه عن هذا الفعل .
انجبت له كراويه بنت سيف العربجى ثلاثة من الذكور ايضا ليشغلونها عن الحداد الكبير وشاركت الزوجات الاولى والثانيه العمل فى الحداده فقرر الحداد الكبير ان يختتم حياته الزوجيه بزواجه من بشرى بنت عبد التواب الحفار التى اكتفت بمولودها الوحيد عويس وتعلمت الحداده لكنها لم تنصرف عن الحداد الكبير فعمرت ولم يفكر فى الزواج بعدها .. كانت بشرى  خبيرة فى التعامل مع الرجال .. تزوجت قبل الحداد الكبير مرتين  ورحل الاول والثانى فترملت  ولم ترزق بطفل فى اى من الزواجين السابقين .
انجذب الحداد الكبير الى بشرى لفرط جمالها ، وكانت تصغره بعشرين عاما .. كانت فى الثلاثين والحداد فى الخمسين ، وبعد خمس سنوات من زواجه الاخير اصيب الحداد بالمزمن من الامراض فكف عن تدليل زوجاته وعند بلوغه  السبعين  قلت حركته فلازم الجلوس على كرسيه عند مدخل الورشه حتى رحل عند بلوغه المائة.. التفت حول جثمانه العائله وشيعته الى مثواه الاخير لتترمل زوجاته الاربع .
 قصة قصيرة بقلم
 محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

===============================================================
بانجو شارع سعد
عاد المستقبلون لزعيم الامة سعد باشا الى منازلهم سيرا على الاقدام من شارع قصر العينى حيث منزل الباشا زعيم الامة الى منازلهم  بعدما تغنوا بالبلح الزغلول كثيرا و حتى نزل المستعمر عن اصراره لنفى الوفد ، وأعاد الوفد الى امته سالما .
اختفى البلح الزغلول من شارع سعد ، وزرع عسكر المستعمر أشجار البانجو بطول جانبى شارع سعد الطويل ووالمتد من قبلى البلد حتى الشارع المؤدى الى  الجامعة كما لم يترك عسكر المستعمر شارعا أو حارة من الحوارى المجاورة لشارع سعد يمينا أويسارا الا وزرعوا الكثير بها من اشجار البانجو .
اخضرت اشجار البانجو الصغيرة فأراح اللون عيون كل الفلاحين كما راق لعيون الماشية من ابل وخيل وبغال وبقر وجموس وحميرواقبلوا عليه بنهم حتى لم يقبلوا بعد ذلك  على عود برسيم واحد أوحفنة فول أوذره ، أو حتى قالب سكر ماكينة للخيل المحب له .
أدمنت الماشية نبات البانجو الاخضر وتراخت أوصالها فأصبحت غير قادرة على العمل .
تنظر الماشية الى أصحابها  .. ترجوها وجبات كثيرة من النبات الاخضر الجميل .. لايفطن الفلاحون الى طلب الماشية .. يزداد طلب الماشية  .. تخور البقار والجاموس ، ويعلو خوارها حتى يصم آذان الفلاحين .
يزداد صهيل الخيول والبغال ولاتقوى الحمير على اصدار نهيقها .. تغادر المواشى المنازل متجهة بكل ماأوتيت من قوة الى الشارع والشوارع والحارات المجاورة حيث أشجار النبات منزرعة على الجوانب  ، وتظل تأكل وتأكل حتى تشبع فتنام الى جوار النبات لتجده عند اليقظة فلاتجوع ثانية .
سعى كل فلاح يطلب ماشيته النائمة بطول الشوارع والحارات فلم تجبه وظلت على حالتها من حيث الاسترخاء وعدم القدرة على الحركة .أقلع ذكور الخيل والابل والبقر والجاموس والحمير عن مطارحة اناثها الغرام بفقدانهم القدرة على ذلك .
لم تحمل الاناث أجنتها ، وزاد التهامها للنبات الاخضر الجميل كذكورها حتى أدمنته هى الاخرى .
مر الشهر والشهران على هذه الحال حتى تحولت الماشية الى أشباح ، وتساقطت الواحدة تلو الاخرى .
أصدرت السلطات المسؤولة قرارا بعدم زراعة النبات الاخضر الجميل الذى أدى الى اختفاء كل مواشى الفلاحين ، لكن عسكر الاحتلال الخبثاء منحوا التقاوى لكبار قطاع الطرق وفتوات المناطق ممن يعاونوهم وأوصوهم بزراعته فى الخفاء بعيدا عن العيون حتى يجف ليمنحوه لرجالهم حتى تكون لهم السيطرة ، واختفت كل اشجار الاخض الجميل من شارع سعد والشوارع والحارات المجاورة يمينا أويسارا وعاد الغناء للبلح الزغلول بتولى حزب الوفد الحكم فى ظل الاستعمار الاجنبى .
 قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@gmail.com
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

========================================================================
بنات ليل
تنطلق ام عابس فى الثلث الاول من كل ليله صوب الغرز المنتشره فى كل الازقة والحارات والشوارع المحيطه .. تجلس لتسامر المخمورين بمقابل زهيد .
يعجب الباشا أداء ام عابس فيقرر ترقيتها من جليسه الى موزع للصنف الذى ورث تجارته عن ابيه وجده وجد جده .. تطير ام عابس فرحا من قرار الباشا الدائم الرعاية لها ولابنائها وقريبا ستنال رضاه فى ليلة ما لم يحددها الباشا بعد ،وسيزيد لها الباشا الاجر المقابل .
رأى الباشا ام عابس وهى تمسح سلم منزلهم الكبير منذ عشر سنوات  فطار عقله من تناسق قوامها وقرر ضمها الى جيش نسائه العاملات  فى غرزه الكثيره والمنتشره فى كل مكان، فانفتح باب السعد لام عابس  الصغير وروحيه التى تكبره بقليل ،وجعل الباشا زوجها مخيمر يدمن الصنف حتى زهد فى زوجته ورمى عليها يمين الطلاق للمرة الثالثه فاصبحت المرأة حرة الا من أوامر الباشا الذى حاز اللقب بعد ابيه وجده لحماية نساء غرزهم من أى غاصب حتى فتوات الجبل الغربى  ، ولااحد من المخمورين يمكنه التجاوز للحدود التى يرسمها لهم الباشا فى التعامل مع نساء غرزه .
برعت صوفيه فى عملها الجديد واستحدثت اشكالا جديده فى التوزيع مما ادى الى طفرة فى نسبة التوزيع فقربها الباشا الى قلبه أكثر .
كانت صوفيه تلصق فرش الحشيش اسفل ابطها الايمن ، وبجواره فرش آخر ، ثم تلصق الفرش الثالث اسفل ابطها الايسر وبجواره الفرش الرابع ، اما الخامس والسادس فيستقرا اسفل صدرها ، وتقضى الليلة متنقلة بين الغرز تعطى الحصص لأصحابها ، وقد حار رجال نقاط الامن المنتشرة للمكافحة من ضبطها متلبسه لدرجه انها دخلت مرة نقطة الصيريفى الذى لايشق له غبار فى القبض على المتعاطين والتجار وهى تحمل بين صدرها فرشى حشيش  وأخرجها الباشا ضامنا بعد ان اعتذر للزبون التى ادمت وجهه ولم ينتبه الصيرفى الى كمية الصنف التى تحمله ، وفى نفس الليله قرر الباشا ان يقرب صوفيا اليه اكثر فاشترطت عليه ان يكون حلالا، وكان فكتب لها الوثيقة العرفيه حتى لاتعرف زوجته سوسو خبر زواجه فيفقد بذلك اهم مصدر من مصادر تمويله للصنف اذا ماعرف ابوها البرنس احد الكبار الذين يجلبون الصنف الى المنطقة بما حدث لابنته .
تطلق صوفيا البخور بكثافة مع كل حضور للباشا فيستمتع الرجل بالطقس ، ثم دأبت بعد ذلك على خلط البخور بزيت الصنف حتى أدمنه الباشا فبدأت صوفيا فى اولى خطوات السيطرة على مملكة غرز الليل التابعه للباشا
خارت قوى الرجل  بعد شهور قليله  فاحتلت مكانه وحولت زواجها الى شرعى وطلقت منه سوسو بنت البرنس وفى حوزتها ثلاثة من اولاد الباشا .
اصبحت صوفيه بعد ذلك ملكة ليل غرز الباشا ، ولم تتغير حتى اشعار آخر
 .

 قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@gmail.com

=================================================================
ثريا بنزينه
تطلق ثريا بنزينه مائة من اطفال الشوارع تتراوح اعمارهم بين العاشرة والثانية عشر حين  تخلو الشوارع من المارة .. يدخل كل شارع اربعة من الصغار  يقف اولهم على ناصية الشارع ، ويظل الثانى على الناصية الاخرى ليؤمنا عمل الاثنين الآخرين .
يمسك الثالث سلسلة من المفاتيح .. يقف الى جوارخزان وقود السيارة .. يبدأ فى ادارة المفاتيح فى كالون خزان الوقود كى يتمكن من فتحه.. يضع الرابع فوهة الخرطوم الذى يمسك به فى قلب الخزان والطرف الآخر فى فمه ويبدأ فى شد هواء الخرطوم الى صدره حتى يصل البنزين فيضع فوهة الخرطوم فى قلب جركن بلاستيكى كبير، ويبصق مابقى فى فمه من بنزين ، وينتظر الاربعة امتلاء الجركن حتى آخره .
يعود الصغار الى عشة ثريا العجل الشهيره بثريا بنزينه.. تفرغ المعلمة فى الجولة الاولى خمسة وعشرين جركن فى البراميل الكبيره.
يدمن الصغار شم البنزين بعد شفطه ونقله الى حضن المعلمه التى تغدق عليهم بنعم الطعام وقطع الحلوى ليكون دافعا على مواصلة الطلعات التى لاتتوقف الا مع بداية حركة سكان الشوارع وآذان الفجر.
يتبادل الصغار الادوار فى الطلعة الثانية فيترك الناظرجية أماكنهم الى الآخرين .. يفتح أحدهما خزان الوقود ويبدأ الآخر فى سحب البنزين بفمه .
يستيقظ الشيخ حسن ركبه امام مسجد العارف بالله عبد الرحمن رفاعه من نومه فى النصف الاول من الليل ليسعى الى ارتداء ملابسه ويغادر متجها الى المسجد فيلحظ خيالات الصغار التى تختفى عن أنظاره فيتابعها من بعيد ويتجاهلها مرة ثانية .. يطرق أبواب المسجد حتى يفتح له  عامل المسجد فرج الله عود باب المسجد الكبير متسائلا عن سر مجىء الشيخ فى هذا الوقت من الليل .. يخبره الشيخ بسيطرة الارق على ليله فلم ينظر الى ساعة جيبه وهرع الى صلاة الليل فى المسجد ، وأخبره عن هذه الخيالات التى تظهر وتختفى فى لمح البصر فأطال فرج الله عود النظر الى مصدر الخيالات .. لم يرى شيئا .. أعاد ذلك الى قصر نظر الشيخ ليلا ، ودخل الاثنان وتركا الباب مفتوحا... سمع العامل حركة خفيفة فى الشارع فأطفأ أضواء المسجد الخافتة  .. انتظر قليلا .. تسحب على أطراف أصابعه ليجد الخيالات قد تجسدت فى أربعة صغار اثنان على الناصيتين والآخران بجوار خزان وقود السيارة ، ورأى عملية التفريغ كاملة .
أسرع العامل الى الشيخ وأخبره بما رأى فلاحقا الصغار وتمكنا من الامساك بالاثنين المسؤلين عن سحب البنزين بينما تمكن الاآخران من الفرار ليخبران ثريا العجل الشهيرة  بثريا بنزيه بماكان فجهزت صغارها الثمانية والتسعين  مع خطة لانقاذ الصغيرين من بين  يدى الشيخ وعامل المسجد حتى لايتم تسليمهما الى الشرطة فتفقد الصغيرين اللذين قد يأتيان على نهاية شركتها التى جاهدت كثيرا فى  بنائها والتى استغرقت عشر سنوات منذ بدأت بأول اربعة من صغار الجيران حتى بلغ عددهم المائة صغير.
ارتدت ثريا شعر جدتها المعمرة ووجهها فبلغ سنها السبعين وتوكأت على عصاها مستندة على صغيرين من الناحية الاخرى وظلت تلطم وجهها أما م الشيخ والعامل لفقدان ابنى بنتها التوأم والتى رحلت بعد ان وضعتهما لزوج راح فى الوباء منذ اثنى عشر عاما وهى التى تعولهما وقد أغواهما الصغار على فعل المنكرات فرق قلب الشيخ والعامل لحالها  وسلماها الصغيرين بعد ان تعهدت بان لاتتركهما ثانية لاصحاب السوء ،وغادرت ثريا العجل مع صغارها وهم مسرورين .   
قصه قصيره ل :
محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@gmail.com
===========================================================================



خيمة شعر سلامه

تتأوه سلامه بنت عنيزه من شدة آلام الوضع
. تهدهدها خديجه الخبازه لتهون من شدة الطلق على الصغيرة البكريه فهى الوحيده لأمها .
كانت بنت عنيزه حلم خديجه الخبازه فى ان تجنى من شعرها الغزير خيمة شعر لايتسرب من خلال خيوطها ماء المطر الغزير والعزيز فى الصحراء الواسعة ، وتقيهم حر شمسها الفتيه .
تتعالى مأمآت سلامه لتنبىء بقدوم أول ابنائها ، ويتوالى سقوطهم واحدا بعد الآخر .
ترحل العنزه سلامه وهى تلد ابنائها الخمسه ثلاث اناث وذكرين فتحرم ابنائها وبنات خديجه من لبن السرسوب الذى يبعث داخلهم القوة .
ومازال حلم خديجه الخبازه فى ان تصنع من شعر ابناء سلامه بنت عنيزه مستمرا.
ستتسع الخيمة لبناتها الست لوزه ونجفه وثريا وشاهنده ونحمده ومحلاهم .
بلغت الحيره مداها بخديجه الخبازه زوجة عامر الراعى ولد رقيه بنت الغرابوه الذين استقروا بأطراف الكفر القديم ، وخديخه ابنة خالته فزوجته امه لها كى يكون زيتهم فى دقيقهم .
ومن الثابت تاريخيا حسب عرف الغرابوه أن الآباء يرحلون مبكرا من كثرة تدخين الدخان المغموس بالعسل فلذلك ينسب الغرابوه ابنائهم الى امهاتهم ، ولايذكر عن الاباء شيئا لقلة تأثيرهم فى حياة ابنائهم فالامهات تلدن وتعملن وتعول الابناء والازواج والاجداد والجدات ، ويجلس الازواج عادة فى انتظار عودة نسائهم من الرعى او بيع لبن الماعز فى المناطق المجاوره .
لن ترزق خديجه الخبازه بدرهم واحد من بيعها للبن العنزه سلامه التى خلت بها وببناتها الست وبعنزها الخمس .
أطلقت خديجه بناتها الست ليبجثن عن مرضعات الغرابوه اللائى سيتبرعن لارضاع العنز ، وجلست تندب حظها فى رحيل العنزة الام ورحيل زوجها عامر الراعى منذ خمسة شهور مضت ، وتعدد فتطرب نساء الغرابوه لحلاوة صوتها الذى ورثته عن امها التى كانت معددة الغرابوه لسنين طويله حتى لفها النسيان ولم تنساها نساء الغرابوه واللى خلف مايموت زى مابيقول الغرابوه .
وافقت  خمس مرضعات على استضافة ابناء سلامه مقابل تعديد خديجه وهى تخبز لنساء الغرابوه مجانا حتى ينمو الصغار ويكثر شعرهم وتتمكن خديجه من قصه وغزله ليصبح خيمة بديلة عن خيمة الهلاهيل المصنوعه من بقايا الملابس القديمه التى كانت تأتى بها خديجه من صناديق زبالة العمار .
ومازال حلم خيمة شعر ابناء العنزه سلامه يراود ذهن خديجه حتى تاريخه .

 قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@gmail.com

===============================================================================
سمير سبارس
ينحنى سمير مبارزه كل دقيقه ليجمع أعقاب السجائر المتناثرة عبر شوارع الخيريه الطويله حتى يمتلىء كيسه الكبير خلف  ظهره فيفرغه فى أجولته المفتوحه أسفل كوبرى الرياح الشرقى .
يتناوب العمل مع سمير فى الوردية الواحده خمسون صغيرا .. ينتقيهم سمير بعناية فائقة حتى يحقق نتائج عاليه فى جمع السبارس ، وعادة مايكون صغاره من مدمنى تدخين السبارس والكولا والبنزين والمجارى حتى يمكنه السيطره عليهم فى منطقته المحظور دخولها الا للعاملين فيها .
يصرخ سيد النيوى ساعد المعلم سمير سبارس فى صغاره العشرين يحثهم على الاسراع فى جمع أعقاب السجائر حتى امتلاء أكياسهم وتفريغها فى الاجولة المخصصة لهم أسفل الكوبرى حتى يحصلوا على يومياتهم بالاضافة الى مكافأة جهود غير عادية وعمل فى غير أوقات العمل الرسمية ، والتى تبدأ عادة من السادسة صباحا حتى السادسة مساءا للوردية ولراغبى التطبيق تبدأ الوردية الثانية من السادسة مساءا حتى السادسة صباحا ، يتخلل الوردية ساعة للطعام وساعة للتريض وتدخين السبارس اوشم البنزين والكولا اوالمجارى فيصير اجمالى عدد ساعات الوردية الصافى عشر ساعات .
ينهر زين رافع صبيانه العشرين عن الاسترخاء بعد التريض وتدخين السجائر اليدوى الملفوفة من خليط  من مختلف انواع اعقاب السجائر السبارس او الشم بأنواعه المختلفة ثم ينطلق العشرون أمام زين ليحققوا المرتبة الثانية فى جمع السبارس بعد مجموعة سيد النيوى التى تتصدر الخمسة مجاميع بلامنازع ويوميا .
يتبقى من الصغار العشرة فى المجموعة الثالثة ، وعادة مايكونوا من ضعاف البنيان تسيطر عليهم مجمل الامراض المتوطنة والمتعارف عليها فى المناطق العشوائية .
يسير العشرة وراء ملاحظهم طاهر رشايده ، ولايحققوا عادة الاربع المحصول فى الوردية المواحدة فيوبخهم سمير مبارزه الشهير بسمير سبارس وينتقص من أجورهم الى النصف مع خفض جرعات شم الكولا والبنزين والمجارلى كى يستقيم حالبهم .
تنتهى الوردية الاولى لتبدأ الثانية فى تمام السادسة مساءا .. يتسلم مجموعة العشرين الاولى عاطف زقله ومجموعة العشرين الثانية راسم فتيحه أما العشرة أنفار المتبقية فيكونوا من نصيب شادوفه حصاوى .
ينطلق الجميع يقلبون جنبات الارض والشوارع بحثا عن أعقاب السجائر ليتم تفريغها فى الأجولة الخصصة لها أسفل الكوبرى ليتم تفريغ الدخان وجمعه لارساله الى مصنع سمبر مبارزه للف السجائر والمعسل  يوميا ويتم وضع ماركات غير واضحة المعالم ويتم بيعه بأقل من نصف سعر السوق فيكون الاقبال عليه عاليا ويدمنه الكثير من المخنين ولايرضون عنه بديلا .
تمكن عبده سبارس بعد عشرين عاما من اللف اليدوى استحداث الات مصنعه واستيراد نخبة من ذائقى التبغ العالميين ، واصبح سبارس واحدا من أكبر أصحاب التبغ فى المناطق الوسيعة حتى تاريخه .
 
قصة قصيره ل : محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@gmail.com

================================================================================
شجرة عيدو الجايب
تتساقط فروع شجرة عيدو الجايب فرعا فرعا
 ..ترحل مع كل فرع جدة قديمه من جدات الحارة المعمرات ، ويولد صغير .
تضم حارة  عيدو عشرين منزلا ،عشرة على كل جانب ،ويسد الحارة من ناحية كفر الريح  دار عيدو الجايب اول ساكن بنى دارا فى الحارة بعد ان خرجت مساحة الكوم المجاور للكفر من حيز الزراعة الى كردون المبانى طبقا لما قرره المشترون من عوايده الردين صاحب العشرة فدادين ارض الكوم .
زرع عيدو الجايب شجرة توت امام داره ليستظل بظلها مع سكان الحارة وعابرى السبيل  وابنائه  من اربع زوجات ..الاولى بهيه بنت عباس الخازن ولدت له بنتين فتزوج من حليمه بنت عبيد الفران لتلد له بنتين اخرتين ليتزوج من الثالثه بداره بنت عويس الكلاف التى انجبت له بنتا فلم يمهلها انجاب الثانية وتزوج الرابعة آملا فى ان يرزق الولد الذى سيحمل اسم عائلة الجايب الذى سينقرض بانقراضه اذا لم يأتى الولد.
تنجب له مرزوقه بنت النجار الولد الاول فيقيم الافراح والليالى الملاح لمدة ثلاثين يوما متتاليه ، ويبدأ فى رعاية شجرته بعدما اهملها لمدة خمسة اعوام بعمر اول بناته هنيه بنت  بهيه بنت عباس الخازن .
تعلق وحيد بشجرة ابيه ينموا ن معا يرويها فتطعمه التوت اخضر واحمر  حتى رزق عيدو الجايب بالولد الثانى فأسماه عبد الرازق  من مرزوقه  التى انجبت له من الاولاد خمسة عبد الصبور وعبد البر وعبد الشكور بعد وحيد وعبد الرازق .
طالت فروع شجرة عيدو الجايب حتى غطت الدار وشبع الصغار من اكل التوت الاخضر و الاحمر غير انه فى ربيع هذا العام لم تزهر التوته وتساقطت فروعها فرعا فرعا ومع سقوط كل فرع كانت ترحل جدة قديمه من الجدات المعمرات فى حارة عيدو الجايب فانقبض قلب عيدو  حتى تعلق عبد الشكور اصغر ابناء عيدو بفرع ثقيل واخذ  فى المرجحة يقهقه وابوه ينهره حتى سقط الفرع الثقيل بالصغير على رأس عيدو الذى لفظ انفاسه الاخيرة بعد ان حمل اسم العائلة خمسة من الذكور وخمسة من الاناث .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق