الثلاثاء، 17 ديسمبر 2019

فئران بيضاء
يمضغ صابر عوضين الريس لحم الارنب بشهية لم يعهدها من قبل ، ويبلع ملوخيته بالملعقة الكبيرة التى طلبها من صاحب مطعم المحطة الشهير.
سيسلم صابر عوضين الريس نفسه الى منطقة تجنيد الجنوب فى تمام التاسعة صباحا عقب تخرجه فى الجامعة الام .. أقام صابر مع ابيه  عوضين الريس بمنطقة المجرى منذ ثلاثين عاما بجوار المدابغ لتزوج الاب  من عروسه من غرب مديرية الجنوب لضيق ذات اليد ، وعدم عثوره على عمل الافى عيد الاضحى حيث تكثر جلود الاضاحى ليدبغها ويبيعها فى اسواق البنادر لتجار الاحذية والحقائب ، وحين تخرج الابن فى الجامعة اتجه الى منطقة التجنيد التابع لها مكان الميلاد .
يمتلىء مطعم المحطة الشهير بالوافدين من كل اقاليم القطر للتجنيد حسب مكان الميلاد  يتناولون الملوخية بالارانب والاسماك المشوية والمقليه .
مازال صابر عوضين الريس يواصل اكله حتى يقترب ميعاد قدوم سيارات التجنيد التى ستقل الشباب ممن حان موعد تجنيدهم الى المنطقطة .
يتجه صابر الى المقهى المجاور .. يطلب شايا .. يطيل النظر الى غرب المديريه حيث مسقط رأس ابيه وامه رسميه المممشش مزين القرية الغربيه والتى لم يرها صابر مرة واحدة طوال الاثنين والعشرين عاما منذ ولادته غير انه حفظ معالمها هن ظهر قلب من كلام ابيه وامه واقاربه حين يأتون اليهم فى المدابغ بجوار مجرى العيون فى غرفتهم افى الشقة الشرك مع اسر اخرى .
سيتوقف صابر عن مساعدة ابيه فى مصروف البيت ليتكفل عوضين الريس بالزوجة والابناء الخمسة طوال سنة تجنيد صابر ، وسيخلفه فى المساعدة اخوه عيد حين ينهى دراسته الاعداديه هذا العام.
..................................................................................................................................................................................................................... اقرأ المزيد

  قصة قصيره ل : محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق