الاثنين، 16 ديسمبر 2019

زازا كولا
يلتف أكثر من مائة صغير حول عزاز كرشه الشهير بزازا كولا ليتمكن كل منهم من سحب نفس بقدر مادفع من مال حتى لايعضب زازا كولا فيوسعه ضربا مبرحا ، وكل من ضرب قبل ذلك من زازا  يسحب النفس بحساب متحسسا جسده الذى مازال محتفظا بآثار ضرب زازا فلايزيد وينقص كما يؤكد على ذلك دائما زازا ، ويمضى كل صغير الى الركن المخصص له فى الخرابة القديمه  ليحل محله امام زازا وافد جديد بعد مروره على مساعدى زازا اللذين يحفظانه قواعد شم الكولا حتى لايقع تحت يدى زازا الذى لايرحم ، وقد أوتى زازا سعة فى الجسم توازى اربعة من الاجساد المتوسطه ، ويداه وقدماه خلقت لتلطم وتركل كل من تسول له نفسه ان يخطىء فى التعامل مع الزجاجه التى بين يديه ، وقد عرف زازا كولا فى اوساط التل بملك الشم .
اتخذ زازال أسفل الكوبرى الطويل فى قلب مدينة الزحام مقرا له ، واتسعت مملكته على مدى العشرين عاما بعد ان قرر الانفصال عن المعلم كيكو المتخصص فى استيراد وتوزيع الكوكايين ، ونظرا لارتفاع سعر الصنف بحث زازا عن بديل للاوساط المتدنية من راغبى شد الانفاس .. فطحن لهم الاقراص يقدمها للطبقة الاولى والبنزين والكولا للطبقة الثانية وبالوعات المجارى للطبقة السفلى ، ونصب ابنه سبيرو على المسحوق وابنه سبيرتو على السوائل وابنه الاصغر فلافيلو على البالوعات ، ويشرف زازا على ابنائه الثلاثة ورجاله الكثين المنتشرين بين الناظرجية لتأمين المداخل والمخارج ، وحمالين اجساد الزبائن الساقطة بين يدى زازا ، والبلطجية المستخدمين فى تأديب المغيرين من مواقع اخرى ، ومن يتلكأ فى الدفع من تجار التجزئة اوالزبائن الدائمين ليل نهار .
يدير زازا كولا عينيه باتساع المكان الظاهر منه والباطن ليشمله بالرعاية ، وعندما يقرر تصويب وضع من أوضاع الاركان فى المقر  يترك مابين يديه لصبى من صبيانه ، ويهتز جسده الشديد البدانة  متجها نحو الهدف ليهتز المكان بأسره ، ويتوقع كل ابن من ابنائه اوصبى من صبيانه لطمة قوية اوركلة أقوى من سيد الناس زازا كولا.
تهتز الارض أسفل جسد زازا كولا الهائج ..يبتلع الخوف سبيرو تسرع ريهانة الجديان امهم لتتصدر المشهد .. تستعطف زوجها فى الصفح عن اى من ابنائها الثلاثة اذا كان الخطأ من احدهم أو تهدىء من غليان جسد زوجها الغاضب اذا ماكان الخطأ من صبى من صبيانه أورجل من رجاله ، وعموما لن ينجو المخطىء من العقاب الذى سيحدده زازا بنفسه .
يرفع زازا يده فى الهواء ويصفع هريدى حسين اليد اليمنى وكبير الرجالة .. تدمع عيون الاخير ويتدارك خطأه فيتركه زازا ويمضى ، وقبل ان يستقر فى مكانه المخصص له تضاء المنظقة بأسرها بأضواء كاشفة .. يعقبها اطلاق نيران رجال زازا لتواجه بنيران من كل الجهات المحيطة ولايعلم زازا مصدرها حتى الان غير انه يسرع وزوجته وابنائه وصبيانه ورجاله الى المخابىء السرية السراديب التى  تصل الى الجبل الغربى ولم يخطىء زبائنه مكانه متربعا على قمة الجبل بقوة حاسة الشم لديهم. 


قصة قصيره ل : محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق