من شارع الجمهوريه متفرع من اول فيصل 1
الآبار القاتله
توصل الامير قراقوش الى حل يخلصه من
جموع الورّاقين المارقين .. أمر بحفر آبار فى منتصف الشوارع التى يقطنونها وتم
تغطيتها بورق الشجر حتى اذا ماخرج الورّاق الى دكانه يسقط ولايستطيع الخروج حتى
تأتى اليه النجدة من اى مكا اذا ماسمع صوته
.
خرج سهيل الزريقات حاملا كومة الكتب
التى سيعرضها فى سوق الورّاقين ، وخطا خطواته الواثقة كالمعتاد فهو يعشق الارض
ويرتبط بها كثيرا ولايحب ان يجاوزها حتى يثبت القدم ليرفع الاخرى فيصل الى حافة
بئر قراقوش العميقة وتنزلق قدم سهيل لتتهشم عظامه ويروح فى اغماءة طويلة امتد ت من
الصباح الباكر حتى آذان صلاة الظهر ، ولم يعر أحد من المارة اهتماما الى الساقط فى
قلب البئر العميقة وهم قليل بعدما غادر معظم السكان الحارة التى يسكن فيها سهيل
الزريقات الى منازل أخرى بعيدة حتى لايصيبهم أذى قراقوش الذى يتفنن رجاله فى أذى
سهيل لتطاوله الدائم على اصحاب المقامات الرفيعة واعمال فكره فيما يكتب ، وهذا
يغضب قراقوش كثيرا لانه يخشى على عقول ابنائه من الرعية من فكر سهيل .
استيقظ سهيل من رقدته غير قادر على
الحركة فأصدر عدة استغاثات بأعلى صوته الذى ضعف جدا حتى لم يكد يصل الى آذان أحد
من المارة .. خرج عدنان ابن سهيل الزريقات
ليلحق بوالده فيساعده فى السوق ... وقعت
عينا عدنان على أوراق والده المتناثرة حول حافة الحفرة الكبيرة فأطال النظر ودقق
ليجد المزيد ملقى بطول عمق البئر فأخذ يجمع ماتستطيع يداه الامساك به أمام الرياح
التى تهب وتتوقف ثم تعود لتهب ثانية .. وصلت استغاثة سهيل ضعيفة متهالكة الى آذان
ابنه فرد عليه عدنان ملبيا وطلب منه الانتظار قليلا حتى يأتى بالمساعدة .. جرى
عدنان تجاه المنزل وأحضر امه واخوته الخمسة ومدّ حبل الساقية السميك الطويل ليمسك
الخمسة أولاد والام بالطرف الاول ويلقى عدنان الى ابيه الطرف الثانى .. لم تقو يد
سهيل على الامساك بالحبل فأسرع عدنان بالنزول الى البئر وحمل اباه على كتفه وأمسك
بالحبل وبدأ التسلق حتى تمكن من الوصول الى حافة البئر ليأخذ اخوته بيده ويحملون
اباهم ، وتوبخ زمرده الزوجة سهيل على اصراره على تعكير صفو مزاج ولى النعم الذى
أوشك أن يأتى على نهايته فى آباره القاتلة .
قصه قصيره بقلم
محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين بالتفزليون.. مدير عام والتانى غرق
على وش
وكيل وزاره وابقى قابلنى
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق