من ش الجمهوريه متفرع من اول فيصل خلف مدرسة الشهيد
وحوى ياوحوى
تتعالى أصوات الفوانيس الكهربائية تغنى " وحوى ياوحوى
" ليهلل الصغار خلفها ويرددون : أيوحا .. شفت السلطان أبوعمه جنان .. أيوحه
.. ودا غيره مافيش زى الدراويش يطلع مايجيش .. أيوحه .
يكرر الصغار جملا موقعة على أنغام الموسيقى المسجلة فى قلب
الفوانيس الصغيرة أمام محل عجام بشارع الحرية .. ينهر لبلب صبى الدكان الصغار حتى
يتيح الفرصة لرواد المحل فى شراء المزيد من الفوانيس .. تتعالى أصوات الصغار
يثأرون من لبلب ، ويغنون له أغنيته اليومية : لبلب .. لبلب قبل مايقلب كان شغال
عندنا خدام .
يشتاط غضب لبلب الرجل الصغير فيجرى وراءهم بالعصا ويلهب ظهورهم
حتى يسقط من بينهم أصغرهم جابر عبد الله شقير والذى لم يتجاوز السادسة لتشق زجاجة
مكسورة زراعه اليمنى وتنطلق نافورة الدماء .
يسرع لبلب الى الصغير فيخاف .. يحمل لبلب جابر بين يديه الى
المحل ويغسل له الجرح ليوقف سريان الدماء ويلصق قطنة مبللة بالكحول الاحمر الذى
يجهز على نيرانه قهوة المعلم حمدان أبونقايه وينظف به الفوانيس أحيانا .
يخاف لبلب من عبد الله شقير العجلاتى والد جابر وأحد الاشقياء
الذين يقطعون الطرقات ليلا حين يشربون الكحول الاحمر فيثملون ولايدرون مايفعلون ..
ومن المؤكد أن نهاية لبلب ستكون على يد عبد الله شقير .. هذا ماأكده شهود العيان
والمعلم حمدان أبونقايه صاحب محل الفوانيس .
استرضى لبلب جابر الصغير بكل الطرق كى يكف عن البكاء .. جاءه
بقطعة من الحلوى فلم تفلح .. جاءه بزجاجة مياه غازيه ، ولم يوفق ايضا .. أخذ لبلب
فانوسا صغيرا من الفوانيس الكهربائية الشقية سب المصيبة وأداره ليبدأ الغناء ويهدأ
بكاء الصغير حتى عقد لبلب العزم على منحه
هذا الفانوس ، وطلب من المعلم حمدان أبونقايه أن يقتطع ثمنه من أجر لبلب ليأمن شر
عبد الله شقير .
سكت الصغير عن البكاء وأمسك بفانوسه السحرى وراح يكرر وراءه ،
ومعه كل الصغار الذين عادوا اليه فرحين : وحوى ياوحوى .. أيوحه .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين بالتفزليون ..مدير عام والتانى غرق
على وش وكيل وزاره وابقى قابلنى