(268)
=====
شيخ خيرولد يمانى يسر
===========
يتجرد خير ولد يمانى يسرالطحان من ملابسه عائدا الى رحم الحياة كما ولدته امه هربا من حرارة بؤونه القاتلة فى نهاية سبعينيات القرن الماضى.
يلصق ولد يمانى ظهره بالتربة المشبعة بماء الترعة قبل ان تتحول الى درب من دروب الصحراء الوسطى، وينظر الى الفضاء المكفهر خلف التلال.
تتسرب نسائم الترعة تدغدع جسد خير النحيل مع رحيل شمس اليوم القائظ فيرتدى سرواله فى هذه البقعة التى لايقربها انس ولاجان ليبدأ سؤال المحسنين تحت جنح الظلام.
يروى ولد يمانى يسر قصة طاحونة ابيه التى ابتلعتها الرمال مع الاب والام والاخوة وتمكن هو من النجاة اثناء اصطياده لبعض الاسماك من اليم القديم فيرق قلب المحسن ويزيد من عطائه.
يطلق خير العنان لشعر رأسه ووجهه وجسده فيعرف بين ابناء الجهة بشيخ خير البركه غير قادر على الكلام مكتفيا باشارته لغة فى سؤال المحسنين.
يعود ولد يمانى يسر الشهير بشيخ خير الى مقر اقامته محملا بعطايا المحسنين لايغادره حتى تنفذ مؤونته فيشعر بلسع هواء الليل الاخيرليرتدى جلبابه الخفيف أعلى السروال لكنه لايقوى على الحركة فى سنه المتأخرة فيواصل اقامته لتنقطع اخباره عن أقرب تلال منه حتى تفوح رائحة الموت دالة على رحيل خير ولد يمانى يسر المدفون بنفس البقعة.
قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق