(236)
=====
قبو الطواجنى
========
ابناء الريح
=======
الجفاف وسنينه
==========
من أمام مدرسة الشهيد ش الجمهوريه اول فيصل
المسدود بالمدرسة من ناحية ومحطة مجارى كفر طهرمس من الناحية الاخرى
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
======
(236)
=====
قبو الطواجنى
========
ابناء الريح
=======
الجفاف وسنينه
==========
ترفع الجده هانم متيعه كبيرة نساء تلال الطواجن العشرة يدها فى الخلاء وتسقطها بعروق جافة على خد حفيدها منيلص لينطرح ملتصقا برمال التل متأوها من شدة اللطم.
تفض نساء الحى اشتباك الجدة مع حفيدها الصغير مخيب املها فى ان يتعلم بناء القبو الذى تطهوفيه طواجن التلال العشر والشريط الملاصق لها بطول أربعين ميلا من الحواضر والتى تطلب منها تسوية طواجنها المعمرة بلحوم الابل اوالمواشى والاغنام اوالطواجن الخاليه من اللحوم والمعروفة لديهم بالنى فى نى.
تتساقط دموع الجدة متيعه تمسح الدما ء المتفجرة من اوردة خد حفيدها منيلص فيستعيد خطوات بناء قبو تسوية الطواجن الذى اورثته له الجده ، ومازال الصغير يحتضن الرمال ناظرا الى الصف الاول من الحجارة فى الدائرة الاولى مكتملة ثم يشرع فى وضع حجارة الصف الثانى من الحجارة فى الدائرة الثانية الاعلى تتخللها فتحة الوقود .
تأخذن نساء الحى الجدة وتجلسنها اسفل كومة النخيل القصير ، وتحملن منيلص الى البئر ترطبن بمائه سخونة خد الحفيد الذى يواصل البحث عن خطأ بناء القبو الذى أوقعه أسفل عقاب الجدة الغاضبة.. ينظر منيلص الى القبو المتهدم مراجعا خطوات البناء فبعد الدائرة الثانية من الحجارة جاء ببلاطة التسويه التى تتسع لعشرين طاجنا فى المرة الواحدة ثم دائرة الصف الثالث من الحجارة الذى يعتلى بلاطة التسويه غير مكتملة الدائرة و التى اشتهرت بخلط عجينتها الجده هنيه متيعه ،وترك مكانا لدخول الطواجن .. يبنى الحفيد بقية دوائرصفوف الحجارة التى تضيق كلما ارتفعت وفى الصف الخامس يفتح فتحة فى الجانب الايمن من القبو باتساع كف جدته المنبسطة لخروج الهواء الساخن.
تتحسر الجدة على ضياع ثمن عشرين طاجن معمرة باللحوم وتسويتها ستدفع ثمنها عمل ثلاثة شهور تسوية لاصحابها بدون مقابل حتى سداد دين أصحابها .. تهدئن نساء الحى من روع الجدة ويطلق الحفيد نظرة استعطاف لقلب الجدة كى ترق لحاله
مراجعا خطوات البناء باحثا عن الخطأ فلقد اكمل رص حجارة الدوائر حتى ترك دائرة اعلى القبوالعاشرة خالية باتساع قبضة يد جدته وبها يكتمل البناء ، واشعل الوقود وبعد فترة التسخين وضع الطواجن العشرين التى اعدتها الجده غير انه حين بلغ به العطش منتهاه رأى العنز الصغير يرتوى من ثدى العنزة الام فأسرع يشاركهم اللبن مما أثار غضب الصغار والام فتقافزن حول القبو وأسقطنه على مافيه من الطواجن وتاهت معالم الطواجن المتكسرة فى قلب كومة الحجارة.
يلين قلب الجدة حنوا بالحفيد فتأخذ حفنا من الحجارة المطحونه فى الجوال الخاص بها وتسقطها بين يدى الصغير فتتحول الى عجينه بعد ان تتشرب الماء المتساقط من على خد الصغير فيدرك منيلص نسيانه للمونة اللا صقة بين كل صف وآخر من حجارة دوائر القبو فيستقيم بظهره يقبل يدى جدته معاهدها على ان لاينسى حرفا واحدا مماعلمته بناءا وتسوية حتى اصبح أشهر بناءا للأقبية وتسوية الطواجن فى التلال بأكملها واشتهر بمنيلص الطواجنى.
قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق