(240)
=====
بطه تسرق عنزه
=========
ابناء الريح
=======
الجفاف وسنينه
==========
من أمام مدرسة الشهيد ش الجمهوريه اول فيصل
المسدود بالمدرسة من ناحية ومحطة مجارى كفر طهرمس من الناحية الاخرى
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
======
(240)
=====
بطه تسرق عنزه
=========
ابناء الريح
=======
الجفاف وسنينه
==========
تداعب بطه بنت تفيده هجير عينى عنزة عبيدات سعاده بعود من العشب فى جوف جفاف تل العدم بشرق الصحراء الكبرى . فتدور عينا العنزة تتابع عدو بطه تحمل شقيقتها وزه الرضيعة فى دوائر تضيق حتى يلامس جسد بطه شفاه العنزة فتدس العشب فى فمها لتسد الجوع وتسير خلفها خطوة خطوة.
تختفى العنزة عن أنظار عبيدات بنت سعاده وبناتها السبعة جميعه ،خميسه ، ربيعه ،تليته ،تانيه ، حديده وسبيته اللاتى يقلبن دروب تل العدم مع ازواجهن وأحفاد بنت عبيدات العشرين بحثا عن عنزتهم الوحيدة التى تدر اللبن الصافى بين تلال جفاف الاعوام العجفاء.
تضع بطه حلمة العنزة فى فم الرضيعة فلاتكف وزه عن الرضاع حتى الشبع مستظلة ببطن العنزة أسفل ظل نخلة تل العدم التى تعتلى ربوة الصامت بقمة التل ، وتغمض عينيها فى حضن شقيقتها ذات العشر سنين التى كلت قدماها بحثا عن مرضعات التل فلم تجد لبنا يصدورهن اوصدور العنز والنوق.
ترى بطه فى منامها تفيده هجير امها مسروره ترسم ضحكاتها الرنانه على وجهها الاسمر المضىء فرحة بحنان الكبرى على الصغرى التى تركتها فى شهرها الخامس لتلحق زوجها رجيبه الزغناوى نجار التل فى رحم القبر تاركة صغيرتيها يواجهن الجفاف دون سند.
تتكالب أيدى بنات عبيدات بنت سعاده على بطة يوسعنها ضربا فتستيقظ من لقاء امها العابر ترجو عفو السرقه فيضيع رجاؤها بين تلاطم الايدى على الجسد البالى فتسقط صريعه مع شقيقتها منفتحة العينين تودع سماء تل العدم ،وتستعيد بنات عبيدات عنزتهن الغالية..
قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق