(237)
======
مداعبات صغيرة
===========
ابناء الريح
=======
الجفاف وسنينه
==========
من أمام مدرسة الشهيد ش الجمهوريه اول فيصل
المسدود بالمدرسة من ناحية ومحطة مجارى كفر طهرمس من الناحية الاخرى
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
======
(237)
======
مداعبات صغيرة
===========
ابناء الريح
=======
الجفاف وسنينه
==========
يتزاحم المارة حول الصغيرة التى تصرخ وتحاول الفرار من السيدة الممسكة بيدها .. يتساءل الزحام عن سر بكاء الصغيرة فى أول الأمر فلم تجب السيدة وشددت قبضتها حتى لاتفلت الصغيرة من يدها .
تقطع الصغيرة بيدها خصلات شعرها تعبيرا عن رفضها للقبضة التى تمسك بيدها اليمنى ومازالت تصرخ وتصرخ ليزيد الزحام المتحلق حول الصغيرة والسيدة الممسكة بيدها .
يكرر الزحام السؤال عن سر خوف الصغيرة فتواصل السيدة صمتها وتمسح آثار الدماء التى تركتها أظافر الصغيرة على الوجه العجوز ، وتواصل الصغيرة البكاء بحرقه .
يرقّ قلب شابة تحمل دفتر محاضراتها فى طريق العودة من الجامعة وهى فى صحبة صديقها فتدفع الصديق الى الصغيرة ليحملها مع بقاء يدها اليمنى فى يد السيدة اليسرى ويحتضنها برفق فتتوقف الصغيرة عن البكاء ليتهم الصديق السيدة العجوز بخطفها .
تنفى السيدة خطف الصغيرة فهى جارة أمها كما تقول وتخشى عليها من الضياع أو أن تلتقطها احدى عصابات خطف الأطفال التى تقطعهم لتبيعهم عضوا عضوا لذلك لن تترك يدها وجذبتها من حضن الصديق الشاب .
لم يقتنع الزحام بما قالت العجوز فتطوع الواقفون بابلاغ الشرطة عن طريق هواتفهم المحمولة ، والسيدة تنفى التهمة .. علا صوت الصغيرة ثانية يستغيث بحضن صديق الفتاة الجامعية الذى أسرع الى تلبية نداء الصغيرة لتشعر بدفىء غريب تصمت بعده عن البكاء ، وتظل السيدة العجوز ممسكة بيد الصغيرة وتقول : لقد دخلت أمها البنك الاكليرى لتصرف معاش زوجها المشلول وأوصتها برعايتها وعدم ترك يدها ، وهى على العهد باقية حتى لاتضيع الصغيرة .
تجىء عشر سيارات شرطة تلبية لنداء عشرة هواتف محموله من نفس الزحام الملتف حول الصغيرة والعجوز والام التى بداخل البنك ، ويتم التحقيق فى الواقعة ويمسكوا بالعجوز والصغيرة المخطوفة كما أكد كل الواقفين فقالت العجوز للصغيرة : خلاص أنا حاجيبلك طبق الكشرى اللى عايزاه .. ابتسمت الصغيرة ثم ضحكت مع خروج أمها من باب البنك لتحتضنها ، وتذهب العجوز لتشترى الطبق الذى وعدت به ، وينفض المتزاحمون بعد مداعبة الصغيرة وعودتها الى حضن أمها الدافىء ونفى تهمة الخطف عن الجارة العجوز .
قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق