(32)
حيتان بحر الملح المقلوبة
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
حيتان بحر الملح المقلوبه
تلهو حيتان بحر الملح بالقرب من السطح .. تقفز فى الهواء ترصد صغار الصيادين .. تحدد اهدافها .. تتخير الممتلئين.. تلتقم وتعود الى صغارها فيسبحون حولهم فرحين .
تقمن نساء الصيادين مأتمهن على الفقيد الصغير .. تروح النساء عن المكلومة ، ويشجع الرجال الاب الحزين على التخفيف عن زوجته ليعوض الله عليه فيلتقى بها مساءا.
تصرخ رشديه بهنين بطول رمال شاطىء بحر الملح تقصد ملبى الزاهد لتشكو اليه الحوت الذى اختطف وحيدهاعكلول ولد هندى سطيحه الصياد ولم يلتهمه بعد من فرط حنينه الى امه ، وبعد ان الهبت دموعه البلعوم الضخم وضعه على صخرة المنتصف الكبيرة حتى يحين وقت التهامه .
يمكث الزاهد فى صومعته لايام متعبدا .. يشعر الصيادون بالامان الى جواره فالحيتان لاتقترب من المنطقة المحيطة بصومعة الزاهد وتكتفى بميل من حدود الشاطىء تتريض به وتنصب فخاخها للصغار ثم تقفل عائدة بصيدها الى الماء.
يزدحم شاطىء الزاهد بالحيتان الفارة من لهيب شمس الصحراء الصغرى فى اقصى الجنوب الى اقصى شمال الصحراء الكبرى فصيفها ربيعى ، وطوال رحلتها الصيفية عبر آلاف الاميال تتوقف كلما جاعت لتشبع من لحوم الاسماك الاصغر ولحوم الصيادين وصغارهم ثم تواصل الترحال الى الشمال.
تلتقط الحيتان انفاسها بطول الخمسين ميلا التى تطل عليها صومعة الشاهد قبل المصب بمائتى ميل ، ترتبط الخمسون ميلا باسم ملبى الزاهد لانه يقطعها جيئة وذهابا .. ينظر الى السماوات وماء البحار وذرات الرمال .. يتحدث اليها ، ويناجى ربه حتى تتشقق قدماه .
يصطحب الزاهد رشديه بهنين الى المكان الذى اختطف منه ابنها ، و ابوه هندى سطيحه الصياد من قبل صيف العام الماضى فى نفس المكان .. ينادى على الحوت فيطفو على السطح مرتديا زى الحملان مطأطىء الرأس .. يرد على اسئلة الزاهد ورشديه لاتسمع .
يختفى الحوت لثوانى معدودة ويعود حاملا الصغير على ظهره .. تهرول اليه رشديه ، تحتضن صغيرها وتقبل يد الزاهد الذى يواصل حواره مع الحوت الكبير قاطعا عهدا على نفسه مع قومه ان لايعتدى على احد من ابناء شاطىء الزاهد ، ويسبحوا مقلوبين على ظهورهم بطول الخمسين ميلا فيعود الزاهد الى الصومعة صائما عن الكلام مع البشر ثم يبدأ جولته بامتداد شاطئه يسبح مع ذرات الرمال والنباتات والطيور وحيوان البر والبحر .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
==================================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق