(8)
عنز زايناهم
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
عنز زايناهم
تكتحل عينا زايناهم برموش الليل الطويل فلايكاد الرائى يبصر بياضهم من شدة سواد نن العين .
ورثت زايناهم جمالها الفتان عن امها زينه وابيها زيان الاكحل الغجريين القادمين من اقصى جنوب الصحراء الصغرى .
تتطابق عيون زايناهم وعيون عنزها مع عيون امها وابيها وزوجها زيون ديفيسه الغجرى لأنهم يطيلون النظر الى الارض ولاتقوى عيونهم على النظر الى السماء الفضاء فتصفو مكتسبة زرقتها .
تبقى زايناهم على عنزتها هديه الام الولود مع اجيالها المتتالية من العنز الاكثر خصوبة وتبيع الجديان عدا اثنين .
تتوالى طلقات ولادة هديه فتصرخ لتوقظ زايناهم وبنات زيون الخمس تهرولن الى نجدة الام ميراث زيناهم من زينه الغجرية امها وهديه ولود تلد من البطن الواحدة ست اوسبع عنزات .
تسبق زايناهم ابناءها مخافة ان يصيب ورث الخير أى مكروه.
تتأوه هديه من آلام الوضع للمرة الثالثة منذ جاءت صغيرة من خيمة زيان الغجرى عقب وفاته فهو الوحيد الذى كان يعطف عليها بعد رحيل زوجته زينه الغجريه .. يقدم لها طعام الافطار بعد صلاة الفجر عائدا بأوراق النبات الخضراء من سوق الرحبة الذى يتوسط خيام الغجر ويطعمها فى المساء من نفس الورق اما الغداء فكان خبزا جافا اوحفن من البقوليات حتى يشتد عودها .
يذهب زيان بالعنزة الى عزيز الراعى ويتركها لليلة واحدة مع جدى العنز الطلوقة فتحمل اول حمل لها فى حياتها ، وحين يرحل الشيخ زيان تكفل زايناهم العنزة وتلقبها هديه لتضع بعد شهور قلائل ست عنزات فى خيمة زيون الغجرى .
يدق الطلق ابواب بطون ثلاث عنزات من الجيل الاول يسبقن الام هديه فى الوضع فتسارع هند وهنود وهنادى الى مد يد العون يسحبن المواليد الثمانى عشرة عنزه .
تضع العنزة الام سبع عنزات ليصل اجمالى مواليد العنز الى خمس وعشرين عنزة.
ترقص هنيده وهويده صغرى بنات زيناهم من شدة الفرح لتنامى قطيع عنز هديه العنزة الام ويرحل زيون الغجرى بداء الصدر من كثرة تدخينه للقص المعسل الساخن فتخيم على خيمتهم سحابة حزن مبطنة بفرحة تزايد القطيع .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
===================================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق