(40)
وعد سعدى
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
وعد سعدى
تغلق سعدى الرايق باب خيمتها فى الرحبة الكبرى التى تتوسط تلال غجر رويقى العشرة بالصحراء الصغرى حين يحين وقت وعد المشترى لقطعة من صحراء التقسيم خلف التل الاكبر للواحة الغربية.
ينزل الرجل من فوق ظهر بغلته لتريه سعدى قطعة الصحراء المطروحة للبيع وعندما لاتعجبه كونها خارج نطاق المناطق السكنية تتقاضى أجر المعاينة وسيطا ويغادر المشترى المكان لتنتظر هى وعدا تاليا لمشتر آخر لاتعجبه فيدفع نسبة المعاينة لسعدى ، وفى نهاية اليوم تنادى على زغلول حلبى خفير المقابر المجاورة لينزع يافطة التقسيم التى كتب عليها فضاء للبيع وتمنحه مقابل خدمة كل يوم .. يشد زغلول حلبى بغلة سعدى من المقبرة المجاورة للمقبرة التى يسكنها لتقلها حيث تشاء .
تعود سعدى الى خيمة معيشتها حيث ابنها القعيد الذى جاوز العشرين بقليل تطعمه وتتركه ينام .. تنطلق ثانية الى خيمة الوسطاء وردية ليل.. تبدأ فى استقبال مشترى الخيل التى اعلن عنها المنادى بين التلال العشرة والتلال المجاورة كما ارادت سعدى ويؤكد المنادى فيها أن جلالة ملك الشمال والجنوب كان يركب هذه الخيول وكان يتنقل بها فى مواكبه الرسمية عبر ربوع واديه الخصيب .
تمتلىء الخيمة عن آخرها ، وخلفها وأمامها ويمينها وشمالها بمحبى الخيول الاصيلة التى كان يركبها جلالة الملك وقد دهن رجالها الخيول بالزيت لتلمع اجسادها فى ضوء المشاعل .
جاءت سعدى بالحصان الاول تمتطيه حسناء بنات الغجر جميله بعروف ليبدأ المزاد على الحصان اولا والحسناء ثانيا.
تتكدس صرر الدنانير فى صندوق خيمة سعدى الوسيطة .
لاتكتفى سعدى بما حققته من أرباح خيالية فى ثلثى اليوم لكنها تنادى على قرفص صايغ زوج اختها المكلف بحراستها وسط ظلام الليل من قطاع الطريق ليحضر بغلتها وتنتظر آخر وعد لاخر زبون فى هذه الليلة لتريه أكثر من خيمة خالية للسكنى .
يأتى الرجل فتصحبه تحت جناح الظلام يتبعها قرفص صايغ حاملا الخنجر والبارودة .
يفتح قرفص باب الخيمة الاولى فلاتعجب المستأجر .. تعرض سمره الثانية والثالثة والرابعة فيبدى تأ ففه .. ينتصف ليل الصحراء ليتوقف الرجل عند الخيمة الخامسة التى لاقت استغراب الثلاثة مع فتح الباب لوجود نور خافت ، وسعدى عادة ماتطمئن الى خلو الخيام من زوج اختها لتأتى بالزبون تلو الزبون فيقيم لفترة محدودة هى فترة غياب أصحاب الخيمة فى الحواضر القريبة .
يتحسس قرفص صايغ خطاه داخل الخيمة يتبعه الاثنان ليقابل ثلاثتهم فوهة بارودة مصوبة نحوهم .. تضاء المشاعل قادمة من الخيام المجاورة تنير الطريق للشيخ زيدون زبيدى شيخ مشايخ قبائل الزبيديه الذى يأمر بحبس سعدى الرايق وزوج اختها قرفص صايغ وزغلول حارس المقابر ثلاثتهم من ابناء الغجر موجها اليهم كل جرائم النصب التى اشتركوا فيها بعد ان ابلغ اهل التلال عنهم وأطلق سراح آخر ضحايا وعود سعدى.
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
================================================================
(39)
لجان فوز دحلاب
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
لجان فوز دحلاب
تتفرع لجان فوز دحلاب عقود الكثيرة وتتشعب لتستوعب مئات الآلاف من العاملين فيها من أسفل قاعدة الشكل الهرمى حتى قمته ، وتتجمع مقاليد الأمور فى أيدى عشرين وكيل أول للجان ، يأتى على رأسهم وكيل أول لجنة الهواء ووكيل أول لجنة الماء
وتنتهى مقاليد الامور الى فوز دحلاب عقود ليقرر مايراه صوابا .
تشكلت أمس الأول لجنة خاصة جدا بتوزيع أنابيب الهواء فى المنطقة التى فرّ منها الهواء هاربا الى البقعة المجاورة بسبب الزحام الشديد وزيادة الكثافة السكانية التى بلغت الذروة فتقاتل البشر على ماتبقى من كميات محدودة للهواء لم تتمكن من الفرار
خرج وكيل أول لجنة الهواء مساء أمس يخطب فى الجماهير وسط الرحبة الفسيحه ووقع اختياره على عشرة آلاف فرد من الجمهور وأعطى لهم اشارة الدخول للعمل فى مصنع تصنيع أنابيب الهواء ، وانطلقت الشرارة ليتم انتاج مئات الملايين من الأنابيب ، كما افتتح معاليه مائة مصنع لملىء الأنابيب ، وتشكلت لجنة لتوصيلها الى سكان الثلاث صحراوات بدلا من التجمعات التى ستؤدى الى كارثة
تدلت ألسنة المحتشدين حتى لامست الرمال أسقل اقدامهم تعانقها من شدة العطش فخرج وكيل أول لجنة المياه ودفع برجاله الى ازاحة أغطية آبار الماء المالحة التى تم تحليتها مؤخرا بعد جفاف بطون الصحراوات والآبار المختفية اسفل تلال الرمال حتى العشرين بئر التى يملكها فوز دحلاب عقود .. تدافع الصغار والكبار على عيون الآبار المحلاة ليأخذ كل منهم من مسؤول البئر جرعة ماء مخلى من الملح ، ومازالت الألسن بطول الأجساد ملتصقة بحصى الرمال من شدة العطش
أغلقت لجان الطعام أبوابها بعدما سلمت آخر ما فى مخازنها من خبز للصفوف الممتدة أمامها بطول الصحراوات وعرضها ، وأضربت حدائق الواحات عن الانبات لعدم تماسك تربتها بسبب اصابتها بهزّات الصيف الماضى المدمرة التى أدت الى خلخلة نسيجها وصعود الطبقات الصخرية الى السطح واختفاء الطبقات الرخوة التى تكسو آخر طبقة رملية .. أطبقت الأيدى على ماتبقى من بقايا خبز واتجهوا الى لجنة الكساء التى أوصدت أبوابها بعد أن خلت من النسيج فتوقفت الالات
قرر وكيل أول لجنة الميلاد تجريم الحمل وأصدر قانونا بحبس الحوامل للتخلص من الأجنة قبل أن تتكوّن ، وتوسعت لجنة الوفيات فى انشاء المقابر الجديدة كى تستوعب الزوار الجدد لانتشار الوباء الذى حل بالصحراوات مع اختفاء لجنة الصحة وسائر اللجان التى أخذت فى التلاشى التدريجى مع الكل، ومازال فوز دحلاب عقده يراقب الموقف من بعيد مع لجانه المختلفة .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
===============================================================
(38)
فريحه بومة تهانئ
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
فريحه بومة تهانى
تمكنت تهانئ بنت رموح حرايبى الغجرى نباش قبور واحة الصحراء الوسطى من تدريب بومة وليدة احتضنتها منذ الفقس وتحطيم جدار البيض اثناء غياب امها التى خرجت مع ذكر بوم غريب عن الواحة ولم تعد حتى يومنا هذا.
تملأ تهانى فمها بالطعام والشراب وتدخل كهف البومة الام الملاصق لقبر حنينه شيخ مشايخ واحة الروميته وتفتح منقار الصغيرة لترسل من فمها وجبة الافطار والغداء والعشاء الى ان تمكنت الصغيرة من تحريك الجناحين تأهبا للطيران .
تطلق تهانى على بومتها اسم فريحه لاشاعتها جو من البهجة حولها اثناء اطعامها وتعلمها للطيران ثم التدريب على اصطياد كل ماهو غالى من التلال والحواضر المجاورة ليلا .
يترك رموح حرايبى ابنته تهانى بالايام والليالى سعيا وراء قبور الواحة والحواضر ينبشها ليجرد الموتى من أكفانهم ويبيعها فى الاسواق القديمة.
تطلق تهانى بومتها ليلا قاصدة التلال وعمار الحواضر لاصطياد الارانب والدجاج والمولود حديثا من ابناء الماعز والنعاج بدلا من فئران الصحراء الصفراء التى لاتأكلها تهانى فتكافئها بتسوية البعض من الصيد حتى ادمنت فريحه طعم الناضج والمشوى وأقلعت عن الدماء واللحوم الحية أو الميته جيفة.
عادت فريحه من رحلة صيدها الاخير بجثة مسن شارف على السبعين فخف وزنه فى فمها ووسدته وجه قبر حنينه شيخ مشايخ قبائل الروميته، وحين اقتربت تهانى من الجسد النحيل اطلقت صرخات هزت أركان القبور .
شاركت فريحه صديقتها الحزن فعلا نعيقها وظلت تلطم بجناحيها الى ان سقطت من الاعياء وأخذت تنبش قبر حنينه ، وجاء دور تهانى التى اخذت فى توسيع الحفرة التى ستدفن بها رموح حرايبى ابيها نباش القبور الى جوار حنينه شيخ مشايخ قبائل الروميته بعد ان تركها وحيدة فى رعاية فريحه بومة تهانى .
قصه قصيره
ل: محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
===================================
(37)
رزق البغل
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
رزق البغل
يشتد صراخ شلبيه الغجريه من شدة آلام الوضغ .. يذرع شلبى الغجرى ابن ام حنيفه رحبة خلف الخيمة جيئة وذهابا .. يزيد من اشعال نيران الحطب أسفل قدر الماء .
تمسح أم نونو القابلة عرق شلبيه المتدفق .. يواصل شلبى اشعال النيران ليغلى الماء كما قالت القابلة ، وشلبى وحيد أمه المسنة التى لاتقوى على مد يد العون لأم نونو وشلبيه .
رحل والدا شلبيه فى بطن سبع البرارى الذى التهمهما منذ عشر سنوات ، وتركا شلبيه وحيدة بين أبناء الغجر الرحل حتى رزقها الله بزوجها شلبى ابن ام حنيفه الذى تربى معها صغيرا يوما بيوم ، وقيل : انها رضعت عليه ، وحين أفافت أم حنيفه ذات مرة نفت قصة رضاعة شلبيه منها رغم التصاق زبيده وزيد والدا شلبيه بأم حنيفه وزجها خلف الله فى خيام الغجر الرحل ، وقررت بعدها زواج ابنها من بنت الغاليين ، وراحت فى غيبوبتها الدائمة.
تهرول ام نونو لتحمل قدر الماء المغلى وتعود بين قدمى شلبيه تكرر : خدى نفسك .. احذقى .. وبعد معاناة طويلة تسنقبل القابلة الوليد .. تقطع حبله بسكينتها الحامية .. تخرج من باب الخيمة الخلفى تزف البشرى الى شلبى وليده الممتلىء ليسميه .. يصمت شلبى من شدةالفرحة .. يقرر تسمية ابنه ب... رزق البغل .
يركب شلبى الحمال بغله قاصدا باب رزق ربه .. لايكتفى رزق بلبن امه فترضعه كل نساء الغجر ، ولايشبع يشرب لبن النوق والنعاج والماعز ، ولايشبع .
تفيق االجدة وترى شره حفيدها فتوصى بلبن حمارتها كى يصمت جوعه ويكتسب عناد ابناء الغجر فيكون صعب المراس والمنال
.. تحلب ام نونو حمار الجده ام حنيفه ، وترضع رزق البغل فيرتوى ، ويكتفى الصغير بلبن حمارة الجدة حتى يجيىء موعد فطامه بعد عامين .
قصة قصيرة
ل : محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
============================================================
(36)
ربا الحساسنه
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
ربا الحساسنه
اوصى حسان ولد ويه الغجريه وحسانه بنت زينه المعمران قبائلهم باعتلاء الربوات هذا الشتاء الجليدى .
يحتمى الحساسنة بالربا المتفرقة بالشريط الغربى الضيق من الصحراء الكبرى مخافة السباع المهاجرة هذا الشتاء شديد القسوة .
تنتشر السباع لبؤات ، أسود ، جراء ،ضباع .. ذئاب .. ثعالب .. ثعابين وعقارب أسفل ربوات الحساسنة بالسهول المحيطة بها والخالية من الانس .
أغار الحساسنة نهاية الصيف الماضى على قبائل طيبونه قتلوا رجالهم ، وعادوا محملين بالغنائم تاركين نساء وصغار طيبونة يبتهلون لصب البلاء على الحساسنة وأبواب السماء مفتوحة فاستجيب لهم ، ومع قدوم الشتاء احتمى نساء واطفال طيبونه بكهوف جبل الخير .
أوشك طعام الحساسنة ان ينفذ ، وكثرت السباع أسفل الربوات ..
تجيىء النمور القادرة على تسلق الحجارة المؤدية الى أعلى الربوات فيأمر حسان ولد ويه الغازيه المعمر رماة السهام بالاصطفاف على حدود الربوات .
لم يفلح نمر فى الوصول الى هدفه ليفتك بأحد الحساسنة يجره الى اسفل غذاءا لفصيلته .
نفذ طعام الحساسنة ، وأغلقت السباع كل الدروب المؤدية الى الربا ولم يبق أمامهم سوى اصطياد السباع ليلا لتكون لهم طعاما طوال النهار .
نجحت النمور فى تفادى سهام الرماة وغنمت بثلاثة نساء ورجل وعشرة اطفال وجروهم الى الاسفل فاشتبكت السباع على الطعام وتقدم الاقوى فأكل وشبع ليترك البقية للاضعف فالاضعف .
دارت رحى المعركة بين الحساسنة والسباع لتنتهى بنهاية الحساسنة والسباع عدا بعض النمور التى تمكنت من العودة الى ديارها مع قدوم الربيع .
خلت الربوات من ساكنيها ، واطمأنت السهول فنزلت نساء وأطفال طيبونه من كهوف جبل الخير ، وأقاموا خيامهم على ربا الحساسنة أكلة السباع .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
====================================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق