الأربعاء، 5 يونيو 2024

 (10)

عين بحيره


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


عين بحيره


تمتلىء عين بحيره بنت صبور طحيمر الغجرى طحان سهل البراقع  بالصغار منتصف نهار كل يوم شديد الحرارة .

تبترد اجساد الصغار بماء العين البارد صيفا والدافىء شتاءا.

يتردد بين ربوع السهل ان عين ماء بحيره التى آلت اليها من ابيها صبور الذى ورثها عن طحيمر ابيه تستقى ماءها من بئر أسفل خيمة الطحان حفره مع الجان الذى كان يسخرهم لاعماله ، ولم يتحرروا الابعد موته فثقبوا جدار البئر ليتسرب مائه بعيدا عن الخيمة صانعا هذه العين العذبة ، والتى اصبحت مقصد الصغار مع كل ظهيرة وينصرفون عنها قبيل مغيب الشمس.

 تخلع بحيره العصابة عن عينى فحلها القوى عشتير والذى نعته صبور طحيمر ابوها باسم ابن ملك الجان الذين كان يسخرهم طحيمر لخدمته .

يحرك عشتير جفونه بسرعة كى يزيل آثار ظلام العصابة عن عينيه طوال اليوم من ظهور النور الى اختفائه لايام كثيرة حتى نسى طعمه  يلف حول محور المطحنة ليطحن الحبوب والبن لنساء سهل البراقع.

 تجفف بحيره عرق الفحل و تقدم له وجبة العشاء بملح الطعام الكثير حتى يشتد عطشه لماء عين بحيره.

ترسل بحيره عيناها خارج الخيمة كى تتأكد من خلو العين من صغار السهل الاشقياء الذين يجردونها من ثيابها بعيونهم عند نزولها الما ء مع عشتير الفحل .

 تجر بحيره عشتير الى الماء  .. تنيخه على الحافة .. ترفع الركاب عن ظهره فينفض عرقه الغزير عن جسده بارتعاشة جلده فتفر جموع الذباب التى تحلقت حوله لتشرب من عرقه.

تزحزح بحيره اللجام بعيدا عن فم عشتير الذى يحرك فكيه ليلقى بمخزون الطام الذى يمضغه الى الداخل ويتأهب للارتواء من ما عين بحيره .. يمد عشتير الرقبه .. يغمس فمه فى العين .. يعب الماء يطفىء ملوحة الطعام فى جوفه وهو بارك.

يقول كبار سن السهل وكما تجمع الروايات : ان عشتير ابن ملك الجان الذى كان يسخره الجد طحيمر مع بعض قومه من الجان وبعد ان اصبحوا احرارا بموت طحيمر عز عليه سنوات الذل التى قضاها فى خدمة طحيمر فأراد ان ينتقم من نسله حين عشق حفيدته بحيره وارسل عشقه من خلال الفحل القوى الذى يقوم على خدمتهم والذى اسماه صبور ولد طحيمر عشتير على اسمه  امعانا فى ذله ، ويزداد عشق الفحل عشتير لبحيره يوما بعد يوم.     

تكشف  بحيرة عن ساقيها فتلمع عيون الصغار المختبئة خلف النخيل المحيط بعين الماء  فى قلب الليل الذى حل محل غروب الشمس منذ قليل ..تنزل بحيره قدميها فى عذب الماء .. ينهض عشتير يتبعها الى قلب العين يغطيها بجسده من عيون اولاد الغجر الزرقاء بعدما ادرك اماكن اختبائهم  فهو يغار عليها من نسيم الهواء العليل .

 تخلص بحيره جسد الفحل من الرمال العالقة بجسده فيتضاءل اسف يديها الناعمتين .. يتسلل صغار السهل الى رحم عين بحيره فتثور ثائرة عشتير ابن ملك الجان الذى يركب الفحل فيوسعهم عشتير الفحل دهسا بالاقدام  ليقضى كل خف على احد الصغار فى قاع العين .

اسفرت معركة رحم عين بحيرة بين عشتير وصغار السهل الاشقياء عن وفاة ثلاثين صغيرا التصقوا بالقاع وستطفو اجسادهم بعد ثلاثة ايام ليتسلم جثثهم الاهل من فوق وجه عين بحيره .


 قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

 ===================================


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق