السبت، 24 يوليو 2021

 عوالم الغجر 

(24)


الطيب .. ابوالطيب

الخيل والليل والبيداء تعرفنى

ابو الطيب


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


الطيب .. ابوالطيب

الخيل والليل والبيداء تعرفنى

ابو الطيب

يرحل ابو الطيب قسوم شحيته  الغجرى فى سكينة  بعد بلوغ المائة تاركا ابنه الطيب فى احضان خيمة وعنزة وأشعار السابقين فقسوم الاب كان اشهر راوية للشعر فى التلال السبعة .

يعتلى الطيب قسوم ربوة تل غجر الديباوية بالصحراء الكبرى متسللا الى روح ابى الطيب منشدا :

الخيل والليل والبيداء تعرفنى .. والسيف والرمح والقرطاس والقلم

تتعالى صيحات الاستحسان من المتحلقين حوله بالرحبة الكبرى من ابناء الديباويه : ايه .. ايه .. ايه..

فيزيدهم الطيب :

انا الذى نظر الاعمى الى شعرى .. واسمعت كلماتى من به صمم

يخترق صفوف الزحام الديبى الكبير شيخ مشايخ الديباويه يتطاير الشرر  من عينيه وسط رجاله المحيطين به من كل ناحية ، وحين يراه الطيب يركع على ركبتيه منشدا:

يااعدل الناس الا فى معاملتى .. فيك الخصام وانت الخصم والحكم 

ولم يتمكن ابو الطيب من الشفاعة للطيب عند الديبى الكبير بعدما افصح عن عشقه وذوبان قلبه بين يدى منية الروح حسناء  السبع تلال وبثها اشعار جميل وكثير وابن الملوح حتى غطاهما الليل كثيرا فأخبرته بسر الديبى زوج امها الذى كان فى الاصل رقيقا ، ولم يعتق حتى تاريخه ، لكنه بعد ان تمكن من قتل ابيها ضرغام هرايده شيخ مشايخ الهرايده بالاتفاق مع زليخله زوجة القتيل ام منية الروح تزوجت عبدها فاصبح شيخ مشايخ الديباويه وسيد القوم .

نظر سيد القوم الى الراكع امامه مستعطفا وقال :

الم تقل منذ قليل : الخيل والليل والبيداء تعرفنى ؟

- بلى .. قتلتنى ياابن الامه .

فاستل الديبى سيفه وفصل الرقبة عن الجسد مغلقا صفحات اشهر رواة الشعر بالتلال السبعه على الاطلاق بعد رحيل ابيه ابو الطيب قسوم شحيته .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

       


===================================


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق