الأحد، 18 يوليو 2021

 


عوالم الغجر


152

قرنا ثور


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات



قرنا ثور



كأسا قرنى ثور فتيحه الباهونى الغجرى يرويان ظمأ اناث الجاموس..هذا ماأسره الكثير من اصحاب مليلى عوض الحايس الذين يتمنون الحمل لأناثهم من ثورفتيحه القوى

فالثور كان مفرطا فى العضلات المفتولة والعظام العريضة ، وقدوصل طول قرنه الواحد الى المتر والنصف بالتواءاته فسجل القرنان ثلاثة امتار طولا ، وكان رقما قياسيا جديدا اضيف الى الموسوعة العالمية ، وتصدر قرنا ثور فتيحه عناوين صدور الصحف العالمية الكبرى بعد مجىء مندوبيها للتصوير تمهيدا للقاءات المحطات الفضائية التى تكالبت كاميراتها على تصوير هذا الرقم الذى سجله ثور فتيحه فى تل غجر  العواينه جنوب الصحراء الوسطى  مما أدى الى ارتفاع سعر الثور فى التل والتلال المحيطة

حتى اقلع فتيحه الباهونى عن اطلاق ثوره كطلوقة على   اناث الجاموس فى تل غجر العواينه لضآلة عائده ، ووصل ثمن الطلقة لثور فتيحه فى التلال المجاورة  الى ثمن   اغلى انثى  طمعا فى أجنة تشبه ثور فتيحه الذى اذا هاج حطم الاربعة جدران المحيطة به حتى ولو كانت خرسانيه .

كرر اصحاب اناث جاموس تل العواينه على مسامع مليلى عوض الحايس جساس بهايم الكفر:

ان الجن الذى يسكن ثور فتيحه مستقر فى قرنيه الكبيرين  ولو تمكن مليلى من انتزاع هذين القرنين لملك الدنيا ومن عليها ، وحين يضع هذين القرنين ستدين له ممالك الانس والجن  وحيينئذ سيستقر فى قصره الكبير ، ويجعل قرنى الثور كئوسا لأنها كما اسر له اصحاب اناث الجاموس كئوسا لاتفرغ كلما شرب منها ، وأعطوه قرعة البوظة العشرين حتى لم يكد يرى امامه فحمل سكينته الحامية الطويله وراح يترنح عازما على انتزاع قرنى ثور فتيحه الباهونى ووصل الى زريبة فتيحه ومر زاحفا  ليقترب من رقبة العجل الذى ذاب اسفل يدى مليلى عوض الخبيره فأسرع بزرع السكينة فى منتصف الرقبة الطويلة فبلغ هياج الثور مداه وحطم جدرانه الاربعة المصنوعة من جذوع النخل الطويل  ، واستقر بجسده الثقيل الفاقد للحياة    على قلب مليلى الذى لفظ انفاسه الاخيرة مع دخول اهالى الخيمة والخيام المجاورة ليتبينوا سبب هياج الثور. .

اسرع فتيحة الى اتمام مابدأه مليلى انقاذا للحم العجل الذى سيبيعه لكل اناث كفر العواينه الذين بادلوه نظرات الفرحة مقابل نظرة حزنه ولم تقبل احداهن على شراء رطل واحد من اللحم وواروا مليلى عوض الحايس التراب مع حلمه فى ان يملك الممالك بقرنى ثور فتيحه الباهونى الجاموسى .



 قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@gmail.com

             =============================================


عوالم الغجر



153

قرص جله



من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


قرص جله


     تجمع جدتى نائله روث البهائم بعد أن تفتح لهم باب الزريبه الملاصق لباب الخيمة ليتريضوا فى الرحبه الملاصقة لحقل الجد مسعود صباح كل يوم غرب السكه .

تعبىء الجده كل كوم صغير فى المقطف الخوص وتحمله الى الخارج .. تخلط الروث بالتبن والثرى ثم تقطعهم اقراصا يبلغ عددهم خمسة وتسعين خوفا من الحسسد وعيون اولاد الغجر الزرقاء .. تتركهم امام الخيمة  حتى تقضى شمس الشتاء الحانية  على مائهم ، وتبدأ فى تقديم وجبات الافطار للدواجن والاوز والبط والحمام وتقدم افطار الحمار امام الزريبه فالعجل والجاموسه  والناقة وصغيرها والخروف والنعجه وصغارها والجدى والماعز وصغارها ثم تغادر لمتابعة الانفار الذين يقلبون الارض تمهيدا لرمى البذور .. تجهز الجده الحمار فامتطى صهوته وتزودنى بالنقود التى تكفى لشراء الشاى والسكر والمعسل للأنفار ولم اكن قد جاوزت الخامسة من عمرى فلم التحق بمدرسة بعد ، وكنت افضل العيش مع جدتى فى الحقل بعد رحيل جدى وانشغال خالى بعمله الجديد الذى يرتحل من اجله طوال ايام الاسبوع الى الحواضر القؤيبة والبعيدة  ، وكان خالى يعشق الترحال كما الشأن مع والدى فلم يتبق لجدتى غيرى أساعدها طوال كل يوم .. توقظنى مع آذان الفجر .. تحلب  الناقة فالجاموسه ..تسقينى حليبا طازجا  من لبن الناقة كى يشتد عودى كما تقول  فلبن النوق أشد ، واكمل افطارى بالبيض والجبن والزبد لانطلق اسابق الريح على صهوة حمارى الى الحضر .. آتى بكل احتياجات جدتى .

انتصف النهار فلمحت عينا جدتى الثاقبة غياب قرص جله   وحين رأت جارتنا  ام عويس حايس الحيره على وجه جدتى اخبرتها بأن ابن الناعورى الصغير قد اخذ قرص الجله ودخل به الى امه فأمرتنى جدتى بحمل تسعة اقراص من الجله الى بيت الناعورى لتوقد فرنها البلدى فتسوى الخبز للغير .

اسرعت بهيه زوجة الناعورى الغجرى الى جدتى تأسف على مافعله ابنها الصغير عديم الادراك حامد ووعدتها ان لايعود الى فعلته ثانية فحملتها جدتى جبنا وبيضا ولبنا لصغارها فأكثرت بهيه لها الدعاء بعد ان قبلت يدها وغادرت .

هدأ بال جدتى بعد ان اعادت عدد اقراص الجله الى العدد خمسه و ثمانين خوفا من حسد عيون اولاد الغجر الزرقاء وبهيه واحدة منهن .


   قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@gmail.com

===============================


عوالم الغجر


154

عرب بودره


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات



عرب بودره


يسقط عرب السيد مالح من طوله على الارض ممددا بطول المترين طوله وعرض النصف متر نتيجة الشمة الاولى فى حياته للنقى دون خلط .

يبلغ عرب عامه العشرين بعد شهور قليله ، وقد أدمن الهيروين بعد الشمة الاولى التى طرحته ارضا ، وحين أفاق عاد الى حياته الطبيعيه يقطع الطريق على المارة  مع الاشقياء من زملائه .. يجردونهم مما يملكون ليتمكن عرب من شد سطر اوسطرين اثر اضطرابه الشديد وتخبطه بطول الدرب وعرضه ، وتحطيم مايعرض له من اجسام صلبه اولينه حتى ولو كانت اجساد زملائه الاشقياء .

يسارع الجميع الى خيمة  المعلم ريعو الغول مسؤول النقى فى المنطقة .. يعطونه حصة عرب السيد مالح من  ايراد الليلة فيعطيهم الشمة ليفردوها له فى سطور .. يبدأ عرب فى استنشاقها ليسقط على الارض بعد انتهائه من السطر الاخير.

زاد انحناء جسد عرب الطويل .. يتكور مع كل سقطه ليشغل حيز المتر وقليل على الارض فى عرض يتضاءل دائما حتى لم يقو فى المرة الاخيرة على القيام ، وترك مكان قيادة التشكيل العصابى لزميل عمره شقفه الروش  الذى تحمل مسؤليته لمدة عام  حتى اصاب  الضجر كل افراد التشكيل من عرب الذى لافائده منه  ترجى فطرحوا على شقفه تسليمه الى اى مصحة من مصحات الحواطر المتناثرة يعالج فيها فاقتنع  ، وافلح الاطباء فى علاجه وخرج مقلعا عن النقى ، وامعانا فى اذلاله قتل ريعو الغول الذى عرض عليه الشمة الاولى فكانت بداية ادمانه.

حل عرب  السيد مالح مكان ريعو الغول فى خيمته  بعدما تزوج من نرجس ارملة  ريعووصار ابا  لولديها الصغيرين ووارثا لصبيانه الكثيرين  من موزعى النقى .

ملأت شهرة عرب بودره آفاق مناطق التوزيع حتى صار زعيمها بعد سلسلة قصيره من الكبار المسؤلين عن الصنف فى الصحراوات   .. اتسعت تجارة عرب فى الصنف فضم اليه شقفه الروش وكل تشكبله العصابى من قطاع الطرق القدامى  واصبح عرب السيد مالح الرجل الثانى فى المنطقة بأسرها  بعد قتله لثلاثة من كبار الموزعين وزواجه باراملهم ليصبح ابا لكل ابنائهم .

اشتد ظهر عرب وزال انحناؤه ليبلغ طوله المترين بعرض النصف متر  .. حول عرب بودره كل زبائنه القدامى من المقطوع عليهم الطرق الى زبائن النقى ليزيد من مساحات توزيعه  ، وينجب من الاطفال خمسة عشر ينتظر ان يرثوا تجارته الآخذة فى الازدياد .   


  قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@gmail.com

========================================


عوالم الغجر


155

عبده توسيفان



من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات



عبده توسيفان


يملأ عبده الرايق جوانب المنطقة سعالا ديكيا غريبا ... يلف ويدور على كل تجار التوسيفان القطاعى والجمله حتى يرق قلب المعلم زورى فيمنحه جرعة من زجاجة القطاعى التى بجانبه مقابل الدراهم الذى بجيبه الايمن فتخف حدة السعال .

يخرج عبده الدرهم  الثانى من الجيب الايسر ويعطيه للمعلم فيصب له ملىء غطاء زجاجة التوسيفان .. يفرغه فى جوفه عن آخره ليشعر الرايق بعودة الريق الى مجراه الطبيعى فيأخذ فى ابتلاعه ليستقيم السعال وينخفض الصوت ومازال السعال مستمرا .

يخرج عبده الدرهم  الثالث- من اجمالى الخمسة دراهم  أجر يومه- من الجيب الخلفى يمينا ويتناول الجرعه الثالثه فيتقطع السعال ليكون فى طريقه الى الصمت .

يتناول الجرعة الرابعة مع اخراج الدرهم الرابع من جيبه الخلفى يسارا ويجلس يلتقط انفاسه .. يخرج سيجارة .. يشعلها .. يزداد احتقان وجهه ، ويعلو ايقاع السعال وصوته حتى ينهى السيجارة فيخرج الدرهم  الخامس ليعطيها المعلم زورى  الجرعة الخامسة والاخيرة فيختفى السعال وينتظم النفس ويصبح طبيعيا فيغادر عبده الرايق المعروف لدى اهل تل غجر ربيحه بعبده توسيفان لادمانه المشروب المخلوط بمخدر يضيفه المعلم زورى وغيره من معلمين الصنف فى المنطقة .

يعود عبده معافى الى زوجته سعديه الجساس يوقظها .. يتناول العشاء .. يقضى ليلته حتى يسقط من الاعياء فيعاوده السعال الشديد الى ان يغالبه النوم .

يستيقظ عبده توسيفان مع شروق الشمس يحمل الفأس والمقطف .. يستأجره أصحاب حدائق  النخيل والفواكه .. يفلح الارض حتى غروب الشمس مقبل الخمسة دراهم التى سيلقيها بين يدى المعلم زورى عند حلول الليل .

يعزق عبده توسيفان الارض كاتما سعاله الشديد حتى لايستبعده صاحب الحديقة من بين الانفار الذين يعملون فى ارضه .

يتعذر على عبده توسيفان كتم انفاسه لمدة كبيرة فيتعلل بفك حصره فى الخلاء لأكثر من مرة لشكواه الدائم من بوادر السكر فيصرح له المالك .. يعدو عبده الى العين  يعب من مائها لجفاف حلقه من الريق ، ويظل يسعل حتى يهدأ صدره وينتظم نفسه ليعاود العمل حتى الظهيرة موعد الغذاء .

يفك عبده ربطة الغذاء الذى تعده له يوميا زوجته سعديه الجساس ، وعادة مايكون خبز جاف وملح وفحل بصل كى يشتد عوده ويعاود العمل فى الارض حتى مغرب الشمس فيتناول الخمسة دراهم  اجر يومه ليسابق الريح الى خيمته بنزل غجر ربيحه جدته القديمه  يلقى الفأس والمقطف .. يرتدى جلبابه النظيف الذى تغسله سعديه كل صباح ليجف قبل غروب الشمس  .. يقصد المعلم زورى  مخلفا بناته الاربع وزوجته التى تعمل طوال اليوم فى خيام كبار القوم  كى توفرلهن الطعام والشراب.

 تتساقط الخمسة دراهم من جيوب عبده توسيفان وهو يوزعها على جيوبه ليرده زورو بدون غطاء واحد فيظل عبده يسعل بشدة حتى ينخلع صدره لافظا أنفاسه الاخيرة.


 قصة قصيره ل : محمود حسن فرغلى

عضو اتحاد الكتاب

عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@gmail.com 

=======================================


عوالم الغجر


156

طواحين الهواء


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


طواحين الهواء

تلف أحجار الطواحين المستديرة المتحركة فوق الثابتة وتدور لتحوّل حبوب الشعير  والقمح الذهبية اللون الى الأبيض الذى تلفظه فتحات المنتصف فى مقاطف نساء الغجر .. يواصل الهواء ادارة المراوح الضخمة التى تدير السيور الممسكة بأيدى الأحجار الضخمة المتحركة فوق الثابتة فيتم الطحن 

يملأ العمال القواديس بحبوب القمح والذرة الشامى والعويجة والشعير من أعلى الفوهات الصاج الواسعة التى تضيق كلما نزلت العينان الى أسفل حتى يقل المتسرب من الحبوب فتتمكن الأحجار من طحنه ، وتغادر الغجريات  الى الخيام  لتعجن الدقيق وتأتى غيرهن بالحبوب الجديدة كى تأخذ دورها فى المطاحن السبعة 

تتوقف المروحة الأولى التى تدير أكبر المطاحن السبعة فى البر الشرقى بالصحراء الكبرى  ، ولايتمكن الهواء مع قوة اندفاعه فى موسم الخماسين أن يدير المروحة القديمة .. صعد عمال صيانة الى المروحة وأفرغوا عشرة من صفائح الزيت فى جوف المروحة لتكتسب التروس سيولة فى الدوران لنقل الحركة الى الأسفل .. نزل العمال وظلوا ينظرون الى أعلى حيث المروحة العنيدة التى أصرت على عدم الحركة للوهن والتعب الذى أصابها من اللف والدوران عشرات السنين .. لم تقو المروحة على الحركة فقد تمكن الصدأ من احداث جرح غائر فى العمود الذى تلف حوله المروحة 

أغلقت الطاحونة الأولى أبوابها فى وجه الغجريات  اللاتى انصرفن الى الطواحين الستة المتبقية غير أن المروحة الثانية فقدت ثلاثة من ريشها الطويلة ، ولم يتبق سوى اثنتين عجزتا عن تدوير أحجار الطاحونة الثانية لتلحق بأختها الأولى .. عزّ على اربعة أخريات أن يتركن الأثنتين وحيدتين فانضممن اليهن واغلقت أبوابهن 

قرر صاحب الطواحين أن يحمّل خسارته فى توقف الستة طواحين على أجر طحن الحبوب للغجريات القادمات من كل الأنحاء واللاتى فوجئن بالأجر الجديد فضربن على صدورهن وشهقن مما أدى الى شفط كل الهواء المحيط بالمروحة السابعة التى توقفت ليتوقف معها قلب صاحبها القادم من بلاد الشمال البعيد .

 

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق