الأحد، 18 يوليو 2021

 عوالم الغجر


171

خشخاش


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات



خشخاش


يزرع سليمه ولد حنيط شيخ غجر الخلالى ألف ميل من الخشخاش بفضاء الصحراء الكبرى الشرقى الذى لايجرؤ انسى ولاجنى من الاقتراب منه فهى منطقة محاطة برمال غواصة بدوامات لايدرى سبل النجاة منها دخولا وخروجا  الا غجر خلالى فأصبحت ملكهم بتقادم الاجيال.

  يزيد المزارعون من نوبات السقيا للخشخاش ، ويحيطونه بدفىء انفاسهم .

 ينتظر الغجر بفارغ الصبر موسم جنى  الثمار ، ومع بداية التشريط  يجهز موفق حميده وزوجته اصلاح مغامر لختان بناتهم الاربع،وبعد الحصاد والتكييس سيقيمان ليلة للخير يقصدها كل رجال ونساء  الغجر لينالهم نصيب من ذبيحة موفق ، وفى الصباح سيختن المزين وتتلقى اصلاح مغامر الدراهم نقوط ختان الاربع بنات فيمتلىئ كيسها ادخارا لتجيزهن قبل دخول اربعة من ابناء الغجر عليهن وسيحسن موفق حميده اختيارهم لبناته.

سيشترى فتيحه حدايه لوازم مدرسة الحضر التى سيلتحق بها ابنه عارف كما اوصته هديه الرخ زوجته بنت الغجر قائلة : العلام يفرق ويشوف عالم غير عالم الغجر المقفول علينا وينتشلنا ياابوعارف .

يلازم الحلم فتيحه حدايه وهو يكيس ويضع فى الاجولة التى ستحملها الابل الى نقاطها المحددة عبر دروب الصحراوات الثلاث الكبرى والوسطى والصغرى.

سيصحب عقور زليخى وهنيده الملزق الخمسة تكاتك دفع رباعى بسواقيها من حضر غنيمه الى فضاء الغجر ليعلموا اولادهم قيادة التكاتك ذات الدفع الرباعى التى تزيد عن براعة الابل عدوا فى الرمال فالتكتك الواحد يساوى عشرين من اقوى فحول سليمه ولد حنط شيخ مشايخ غجر الخلالى وستزيد التكاتك من دخولهم مع العمل فى مزارع سليمه.

سيواصل خميس جميعه تردده على اشهر العطارين بالصحراوات الثلاث ليرزق بالخلف من بنينه الروايحى ابنة خالته وزوجته منذ ثلاثين عاما ، وقد اغلق صومعة غلاله على خمسمائة الف دينار حصيلة عمله مع زوجته فى مزرعة سليمة لأربعين عاما مضت .

تنطلق الابل عبر دروب الصحراوات  وواحات الجوار .. تحفظ كل ناقة وكل فحل نقطة توزيعها فى الصحراوات التى ادمن ابناؤها صغارا وكبارا وشيوخا طعم خشخاش سليمه ولد رزيه الغجريه.

يلازم فطر غريب  قادم من المجهول قلوب اكياس الخشخاش فيصيبها بالعفن .. يعيد تجار الجملة والقطاعى بالصحراوات الثلاث بضاعة سليمه الى ظهور ابله بعد المعاينة.. تخيم سحابات الحزن على وجوه الجمالين فى طريق العودة الى سيدهم بغير درهم .

يقلع خميس جميعه عن تردده على العطارين هذا الموسم ويطبق عينيه على حلم الميلاد مصطحبا زوجته الى المثوى الاخير فتؤول الخمسمائة الف دينار الى سليمه ولد رزيه الغجريه.

سيصرف عقور زليخى  وهنيده الملزق النظر عن تكاتك الدفع الرباعى هذا العام .

يهرول عارف الى احضان فتيحه حدايه وهديه الرخ مؤجلا الدخول الى مدرسة حضر غنيمه العام القادم.

سيأتى المزين صباح مثل هذا اليوم من العام التالى ليختن بنات اصلاح مغامر وموفق حميدة.

يأمر سليمه ولد رزيه الغجرية باعدام التسعمائة الف طن حمولة هذا العام ، وتقليب التربة بعد التأكد من خلوها من الفطريات الفتاكة التى قد تأتى على نهاية مملكته .


قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق