الأحد، 18 يوليو 2021

 


عوالم الغجر

162

سيسو  سبارس



من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات



سيسو  سبارس


ينحنى سيسو مبارزه الغجرى كل دقيقه ليجمع أعقاب السجائر المتناثرة عبر شوارع حضر الخيريه الطويله حتى يمتلىء كيسه الكبير خلف  ظهره فيفرغه فى أجولته المفتوحه أسفل كوبرى الرياح الشرقى .

يتناوب العمل مع سيسو فى الوردية الواحده خمسون صغيرا من اولاد غجر تل الريدو بالصحراء الكبرى.. ينتقيهم سمير بعناية فائقة حتى يحقق نتائج عاليه فى جمع السبارس ، وعادة مايكون صغاره من مدمنى تدخين السبارس والكولا والبنزين والمجارى حتى يمكنه السيطره عليهم فى منطقته المحظور دخولها الا للعاملين فيها .

يصرخ سيد النيوى ساعد المعلم سيسو سبارس فى صغاره العشرين يحثهم على الاسراع فى جمع أعقاب السجائر حتى امتلاء أكياسهم وتفريغها فى الاجولة المخصصة لهم أسفل الكوبرى حتى يحصلوا على يومياتهم بالاضافة الى مكافأة جهود غير عادية وعمل فى غير أوقات العمل الرسمية ، والتى تبدأ عادة من السادسة صباحا حتى السادسة مساءا للوردية ولراغبى التطبيق تبدأ الوردية الثانية من السادسة مساءا حتى السادسة صباحا ، يتخلل الوردية ساعة للطعام وساعة للتريض وتدخين السبارس اوشم البنزين والكولا اوالمجارى فيصير اجمالى عدد ساعات الوردية الصافى عشر ساعات .

ينهر زين رافع صبيانه العشرين عن الاسترخاء بعد التريض وتدخين السجائر اليدوى الملفوفة من خليط  من مختلف انواع اعقاب السجائر السبارس او الشم بأنواعه المختلفة ثم ينطلق العشرون أمام زين ليحققوا المرتبة الثانية فى جمع السبارس بعد مجموعة سيد النيوى التى تتصدر الخمسة مجاميع بلامنازع ويوميا .

يتبقى من الصغار العشرة فى المجموعة الثالثة ، وعادة مايكونوا من ضعاف البنيان تسيطر عليهم مجمل الامراض المتوطنة والمتعارف عليها فى المناطق العشوائية فى الحواضر والبوادى.

يسير العشرة وراء ملاحظهم طاهر رشايده ، ولايحققوا عادة الاربع المحصول فى الوردية الواحدة فيوبخهم سيسو مبارزه الشهير بسيسو سبارس وينتقص من أجورهم الى النصف مع خفض جرعات شم الكولا والبنزين والمجارلى كى يستقيم حالهم .

تنتهى الوردية الاولى لتبدأ الثانية فى تمام السادسة مساءا .. يتسلم مجموعة العشرين الاولى عاطف زقله ومجموعة العشرين الثانية راسم فتيحه أما العشرة أنفار المتبقية فيكونوا من نصيب شادوفه حصاوى .

ينطلق الجميع يقلبون جنبات الارض والشوارع بحثا عن أعقاب السجائر ليتم تفريغها فى الأجولة الخصصة لها أسفل الكوبرى ليتم تفريغ الدخان وجمعه لارساله الى مصنع سيسو مبارزه للف السجائر والمعسل  يوميا ويتم وضع ماركات غير واضحة المعالم ويتم بيعه بأقل من نصف سعر السوق فيكون الاقبال عليه عاليا ويدمنه الكثير من المخنين ولايرضون عنه بديلا .

تمكن سيسو سبارس بعد عشرين عاما من اللف اليدوى استحداث الات مصنعه واستيراد نخبة من ذائقى التبغ العالميين ، واصبح سبارس واحدا من أكبر أصحاب التبغ فى المناطق الوسيعة حتى تاريخه .

  

قصة قصيره ل : محمود حسن فرغلى

عضو اتحاد الكتاب

عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@gmail.com


==============================================


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق