الاثنين، 4 ديسمبر 2017


61 من شارع ابوشلبى
اول فيصل يولاق الدكرور

عودة المعلمة ويّه
استعادت المعلمه ويه الغازيه ذاكرتها بعد فقدان استمر خمسة عشر عاما تاهت خلالها فى الارض الفضاء .. لاتعرف من هى ومن اى بلد جاءت حتى نامت ذات ليلة وأفاقت لتتعجب من نومتها أسفل شجرة التوت القديمة .
جاء فقدان ذاكرة ويّه الغازيه نتيجة حرق دارها بعد انقلاب شيخ البلد فتوح ابورزق عليها لاجتذابها ابنائه الثلاثة رزق وعبود ونور بأمر من فضل اللول عمدة قرية بنى لمو كى يفقد شيخ البلد عزوته فى الثلاث زيجات التى أقدم عليها حين زوّج رزق من بنت شيخ الخفر عزوز قراده وزوّج عبود من ابنة عباس افندى رئيس فرع الشونة الرئيسى ،  واختار لنور ابنة عبد القادر بيك الخواشتى كبير اقطاعى المديرية بأكملها ، وكان الثلاثة رجال قد حذّروا فتوح ابورزق من تمادى ابنائه فى الاكثار من التردد على دار ويّه حتى لايغرقوا فى بحار الافيون والحشيش والكوكايين التى تفرغها ويه الغازيه لكل روادها من الصغار والكبار ، ولم تفلح محاولات شيخ البلد فى اقناع ابنائه الثلاثة فأدمن الاولاد المخدرات واستعاد الآباء الكبار بناتهم.
أحرق رجال شيخ البلد دار ويه كى يعود اولاده اشباحا ، ولم يجد معهم علاج .. هجر الرواد الدار الدار المحترقة بعدما فقدت أجمل فتياتها .. حملقت ويه الغازيه كثيرا فى السنة النيران التى جاوزت الجبل العالى ليذهب عقلها وتفقد ذاكرتها ، وتسير مجنونة فى شوارع بنى لمو وشوارع القرى المجاورة حتى حملتها قدماها الى الحدود البعيدة بعد اربعة عشر عاما من اللف والدوران .
رأى رجال قبيلة غوازى عويرة الوشم على ظهر يد ويه وتعرفوا على قبيلتها غوازى النوايره التى تقطن فى الشرق من أقصى الشمال فالتقطوها من الضياع وتماسكت لتتماثل للشفاء بعد رؤية المكان الذى يشبه مكان ميلادها ، وفجأة استيقظت ويه الغازيه أسفل شجرة التوت القديمة على الحدود وتعرفت على نفسها وساعدها رجال القبيلة على العودة الى بنى لمو فى صحبة خمسة من أجمل فتيات غوازى عويره ونزلوا ضيوفا على دار فضل اللول العمدة حتى يفرغ من اعادة بناء الدار التى شهدت أجمل لياليه فى صحبة ويه الغازيه .
كان شباب ويه قد توقف عند الاربعين ولم يتجاوزها بيوم واحد فأسقطت من ذاكرتها الخمسة عشر عاما المنسية ، وعادت بكل فتنتها وقوتها مع بناتها الخمس لتحيى ليالى بنى لمو المليئة بالدخان وعنفوان الافيون .
وضعت ويه بناتها الخمسة فى طريق فتوح وابنائه الثلاثة فلم يقو العجوز على مقاومة جمال الصبايا الفتان ، وسقط الاربعة فى بحر المعلمة ويه ، وعاد الزمام الى يد فضل اللول الذى لم يطمئن الامع بيع آخر قيراط طين من الخمسمائة فدان التى ورثها فتوح عن ابيه وجده فى الافيون ليتم فصل فتوح من المشيخة بعد عودة ويه الغازيه سالمة الى ارضها .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق