الاثنين، 4 ديسمبر 2017


56 من شارع ابوشلبى
اول فيصل يولاق الدكرور


سيول الجبل الغربى
ظللت سحابة سوداء كثيفة الكون فأظلمت سماء الجبل الغربى فى منتصف النهار .. ازداد عواء الذئاب ونباح الكلاب ومواء القطط ايذانا بحدوث كارثة هوجاء .. لزم أهل الجبل الغربى منازلهم وسلموا امرهم انتظارا لما سيحدث من كوارث . تفتت السحابة الى اجزاء صغيرة ودخلت سباقا للسرعة وتزاحمت لتحتل كل واحدة منهن المرتبة الاولى .
رعدت السماء فارتجف الصغار فى احضان امهاتهم .. خطف البرق البصر واشعل النيران فى اكوام الحطب والبوص المتراكمة أعلى أسطح منازل الفلاحين ..وصلت رائحة النيران الى الانوف فأسرع الفلاحون الى الطلمبات يحملون الماء ليخمدوا مااشتعل من نيران لكنهم وجدوا الآبار خالية .. أسرعوا الى الترعة يحملون دلائهم ليعبوا منها ماشاءوا ليطفئوا شواشى المنازل ، وكانت السماء رحيمة بابنائها فأرسلت ماءها الغزير ليطفىء المشتعل من الاسطح ، وبعدها التقطت الكارثة انفاسها ليستكين الفلاحون ويلزموا منازلهم فى حذر وترقب ...تعاود الذئاب عواءها والكلاب نباحها والقطط مواءها فينتظر الفلاحون تواصل وقوع حلقات جديدة من مسلسل الكارثه .
تهرول قطع السحب السوداء ويصارع بعضها البعض ليسقط الضعيف مشكلا سيلا قويا مندفعا الى الاسفل فتعانق كل الاسقف الطينيه وتمتزج بالجدران فتعتصر من بداخلها وتجرفهم سيول بحر السماء المتفقة بقوة الى المجرى المائى القديم المتعطش الى الدماء بعدما حرموه من مضاجعة العذارى منذ اقاموا السدود لتحد من طوفانه الذى يحمل الموت بين جنباته .
فرح العجوز الخالع اسنانه فسيضاجع عذاراه ، وظل يقهقه ويقهقه حتى سقط على ظهره من شدة الضحك .. ردد الرعد ضحكات العجوز فأسرع ماتبقى من الرجال يحملون الصغار ليحتموا بالجبل الغربى الذى نال منه السيل وأزال وجهه الاصفر .
تولول النساء ويصرخ الصغار ، ويحمل الشباب ماخف وزنه وغلى ثمنه .. يسرع الجميع الى الكهوف الحصينة لتقيهم غضب سيول الجبل الغربى التى تابعها كل ابناء الكون من خلال الاقمار الصناعية وهم فى غرفهم المحصنة الدافئة يمصمصون الشفاه على مااصاب الصغار والشيوخ حين تصارعت سحب سيول الجبل الغربى .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق