52 من شارع ابوشلبى
اول فيصل يولاق الدكرور
رغيف سحله
يقطع مهران عباس زغلول الشلرع جيئة وذهابا تسع مرات طوال اليوم ثلاث فى الصباح وثلاث فى الظهيرة وثلاث فى المساء عسى أن يمنحه أحد قرشا يمكنه من شراء رغيف من الخبز يسد جوعه ، فلايتوقف أحد المارة أوينظر اليه .. تنطلق السيارات مسرعة .. يستعطف مهران رجل التقاطع أن يوقف الاشارة على اللون الاحمر لدقائق اضافية حتى يرق قلب أحد اصحاب أوقائدى السيارات ليده الممتدة طوال اليوم ولم تجد طريقها الى جيبه ليدس قرشا واحدا .. لايلبى رجل التقاطع رجاء مهران .. يعرض مهران على رجل التقاطع أن يمنحه دعوة بطول العمر والرزق الوفير والترقى اذا مااستجاب لطلبه أوينقلب عليه فيدعو عليه فيوقف الرجل الاشارة .
ينتقل مهران بين السيارات فيشيح البعض بالوجه ويغلق البعض الآخر زجاج النوافذ حتى تعطلت سيارة فى منتصف الطريق فنزل السائق ليدفعها الى جوار الرصيف فلم يستطع وساعده مهران عباس زغلول فشكره السائق وطلب مهران منه القرش فأخرجه متضررا .. انطلق مهران الى الفرن ليشترى الرغيف فوجده مزدحما عن آخره .
تسلل مهران ليتقدم طابور الخمسة بعيدا عن العشرين والثلاثين حتى المائة .. علا صوت مهران يطلب من الرجل الرغيف ليمنحه القرش حتى غطى صوته على أصوات الآخرين فنهره الرجل ولم يصمت مهران حتى أعطاه الرجل الرغيف الوحيد المتبقى من الطاولة المباعة وكان رغيفا سحلة أسودا بلون الليل لم تنضج عجينته من القلب وقل فى وزنه عن نصف الرغيف المعتمد رسميا .
رجا مهران البائع أن يغيّر الرغيف فأقسم الرجل أن لايغيّره .. رثت المرأة لحال مهران وطلبت من الرجل تغيير الرغيف من الخبز الذى ستأخذه فلن يضيرها واحد يضاف الى تسعة سحلة من بين عشرين رغيفا ستأخذها .
يخرج رجل واقف الى جوار المرأة قرشا ويعطيه للبائع حتى يمنح مهران رغيفا آخر مطابقا للمواصفات فيسب البائع ويلعن آباء مهران عباس وزغلول الذين جاءوا به ليفتحوا عليه ابواب جهنم المغلقة والتى تقف أمامه خامدة ثلاث مرات يوميا على امتداد اربعين عاما هى اربعة اخماس عمره الذى قضاه فى هذا المكان ، ويقسم ثانية أن لولم يغادر مهران الفرن ويذهب الى حال سبيله فسيخرج ويؤكله الرغيف ملونا بتراب الارض بالقوة .
لم يجد التهديد فى تحريك قدم مهران فخرج الرجل مندفعا ليأخذ الرغيف من يد مهران ويتربه بأرض الشارع ويضعه فى فم مهران بالقوة ليبر بقسمه ، ويصمت الزحام أمام قوة الرجل وجبروته وسنده بما لايقل عن عشرين عاملا لايعرفون الرحمة ينتظرون الاشارة فى الداخل .. لايجد مهران ريقا يبلع به الرغيف والتراب فتتوقف انفاسه ويسقط لتجىء سيارة تكريم الانسان الخيرية فتحمله الى مدافن الصدقة ليدفن وفى فمه التراب معجونا برغيف سحله .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق