الأحد، 3 ديسمبر 2017

من شارع ابوشلبى اول فيصل بنات فكيهه تتلون وجوه بنات فكيهه بالأسمر والأشقر والقمحاوى فتحظى فكيهة بمكانة مرموقة وسط ابناء مهنتها حتى حازت على لقب بيك من القصر العالى .. وصل عدد بنات فكيهة الى المائة فتاة قادمة من مختلف الأنحاء مما دفع فكيهه الى تأجير ثلاثة منازل أخرى بجانب البيتين اللذين ورثتهما عن امها المعلمه لولا حتى تتمكن من تسكين كل عشرين فتاة فى منزل . اكتسبن بنات فكيهه من المعلمه صفات تميزهن عن سائر فتيات الشارع فالمعلمه تعطى الكثير لابناء السبيل وتخصص جزءا كبيرا من دخل الخمسة بيوت لمئات الفقراء الذين يمرون عليها ليلا لتحسن اليهم ، ويدعون لها بالستر والرزق الوفير وبعد أولاد الحرام عنها . تقتطع كل بنت من بنات فكيهه مليمات لتمنحها حسنة كى تكسب بها دعاءا يحميها من اولاد الحرام الكثيرين فى المنطقة والمناطق المجاورة .. أعادت فكيهه صياغة تسكين بناتها فى الخمسة بيوت فوضعت الشقراوات فى منزل والسمراوات فى الثانى والقمحاويات فى الثالث ، وملونى العيون فى الرابع أما الخامس فقد ضم البدينات حتى يسهل عليها تجهيز الطلب حين يأتى البكوات والهوانم فى طلب شغالة أوطباخة أومربية أومديرة منزل . سارت فكيهه سيرة أمها فى نظافة بناتها فكن ذوات سمعة طيبة .. زيّن منّو الأشوح للمعلم زقله الكفتجى فتوة الشارع أمر الاستفادة والثراء السريع الذى سيجنيه المعلم من وراء المائة فتاة اذا ماصار المسؤول عنهن بدلا من المعلمة فكيهه .. راقت الفكرة لزقله وجاء بالمعلمه زوزو من كلوت بيك لتتخير مايصلح منهن للعمل لديها .. وقع اختيار المعلمه زوزو على المائة كلهن ووعدت زقلة بحماية فتوات كلوت بيك اذا ماتعرض له أهالى الحى وحاولوا مساعدة بنات فكيهه . جاء زقله بالعربات الكارو وصعد فى صحبة رجاله الى المنازل الخمسة لينزل بالفتيات بالقوة .. علا صراخ الفتيات وغطى المنطقة .. تجمع أهالى الحى والفقراء وابناء السبيل من محبى المعلمة فكيهه ليساعدونها فى رد فتوة الحى زقله وفتوات كلوت بيك فقابلتهم السيوف والسنج والشوم ليتراجعوا ويعودوا من حيث جاءوا وغلّقوا الأبواب . حمل رجال زقله البنات على العربات الكارو وانطلقوا الى كلوت بيك ، ومازالت المعلمه فكيهه بنت البنوت التى لم تتزوج بعد وهى فى سن الستين تبكى بناتها اللتى لم تلدهن وفقدتهن الى الأبد . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتّاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى باتحاد الاذاعة والتليفزيون من شارع ابوشلبى اول فيصل برام بساريا تنظف الجدة سيدة بنت شحبيط سمك البساريا الصغير جدا فيلتف حولها بنات بنتها حياة التى طفشت مع عشيقها فؤاد أيوب أبوكامل وتركت زوجها حسنين أبو أحمد مع بناتها الخمسة لترعاهم الجدة سيده . تلقى تحية بنت حياة الكبرى بماء تنظيف البساريا الى جانب الجدار الملاصق لباب الدار فتسرى رائحة ماء الترعة المحمل بالبساريا الى أنوف الجيران الذين يتطلعون الى البنت التى اختفت سريعا مع دخولها الى قلب الدار . تحاول الجدة سيدة أن تنتهى من تجهيز برام البساريا فى وقت قياسى لتلحق سخونة الفرن التى دارت طوال اليوم تخبز للجيران مقابل ملاليم أوبعض من العيش الشمسى الذى لايحلو التهامه الاببرام البساريا المحبب لدى بنات بنتها الخمسه . تغسل تهانى بنت حسنين البرام وتضعه بين يدى الجدة ، وتقطع رئيسة فحلين البصل المخلوط بالملح والفلفل وتقلبهم مع قطعة صغيرة من الزبد فوق الكانون حتى يستوى لتعصر عليه نعمه رطلين الطماطم الكسر بعد أن تستبعد المعطوب ، وتعيده الى مكانه ليغلى مرة أومرتين ثم تجىء به الى الجدة التى تبدأ فى وضع البساريا بطول السنتيمتر ، وأحيانا الأثنين أوالثلاثة حتى يقترب من حافة البرام ، وتحمله مع فوقية صغر ى بنات بنتها الى سطح بلاط الفرن ، وتغلق الفوهتين الصغرى والكبرى كى تنضج البساريا . يحتمى البنات الصغار بجسد الجدة الى جوار دفىء الفرن فى انتظار عودة حسنين أبوأحمد والدهم فتحكى الجدة حكايتها مع جدهم الذى لم يعوزها فى يوم من الايام الى شىء، ودعت لخمستهن بالستر وأن يرزقهم المولى عزّ وجل باولاد الحلال الذين يصونوهم ، وتبعد الجدة عن ذكر أى شىء يتصل بابنتها التى جلبت لها العار بعد هربها مع فؤاد أيوب أبوكامل . يدخل حسنين ليأخذ مكانه فى الدائرة ويعطى للجدة قرطاس الشاى والسكر ويطير رأسه طربا من رائحة البرام والاستمتاع بحكايات الجده التى تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وعين فتحيه بنت عوض الله شويح الحسّاده زوجة أيوب أبوكامل شيخ الخفر وأم اللى مايتسمى فؤاد . تتسع فتحتا أنف فتحيه مع وصول تيار الهواء البارد يحمل رائحة برام البساريا فتحملق عيناها لتنظر الى موضع ماء غسيل البساريا الذى لم يجف بعد أمام الدار . تتأهب تحيه وتهانى لاستخراج البرام ، وتمد تحيه يدها بالبشكور الحديد فتلتقط طرف البرام بحرص شديد وتخرجه من الفتحة وتساعدها أختها تهانى فى حمله ، وفى منتصف الطريق يسقط البرام لتسرع الثلاث بنات الأصغر رئيسه ونعيمه وفوقيه الى اغتراف البساريا من على سطح الأرض وتنقلنه الى برام آخر سليم ، ويأكلنه ثم يشربن الشاى بالرغم من عين فتحيه بنت عوض الله شويح التى حسدت برام البساريا . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتّاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى باتحاد الاذاعة والتليفزيون 42 من شارع ابوشلبى اول فيصل ببغاء هندى يردد الببغاء الهندى كل ماتنطق السيدتان الصغيرة والكبيرة .. تقول شوشه بدرين التمايمى للببغاء : أحبك .. يكرر الببغاء وراءها فتشعر بالرضا وتحتضنه بقوة . تنظر أمينه السليمى السيدة الكبيرة الى المرآة التى تعكس صورة الببغاء وتقول : لم تر العين أجمل منك .. يردد الببغاء الهندى وراءها لتتدلل السيدة الكبيرة وتكافىء الببغاء بقبلة من خلال المرآة وكومة من الفول السودانى الذى يعشقه . زهدت السيدتان الصغيرة والكبيرة فيما يكرره الببغاء فقررتا أن تقتسماه عمليا بذبحه وأكله .. نصف نصف .. الفم ، الأنف ، الريش والأقدام وهن فى قمة نشوتهن . فكرت شوشه بدرين التمايمى السيدة الصغيرة كثيرا فى هذا القرار قبل أن تقدم عليه ورأت دموعا غزيره فى عينىّ معشوقها الببغاء الذى كسر حاجز وحدتها وسلّى أمها أمينه السليمى كثيرا بعد رحيل زوجها الغالى بدرين التمايمى ، واستعادت أول لقاء لهما مع الببغاء فى سوق المدينة التجارى حين توقفت أمامه طويلا ، وقالت : - ماأجمل فمه ياأماه . - لكنه هندى نحيف ياابنتى . - هذا سيبخس ثمنه . - لديك حق . - أنظرى ياأماه ماأجمل شعره .. ريشه . - عيونه حالكة السواد مخيفة ياابنتى. - ماأجمل طوله ياأماه سنقتسمه النصف لك والنصف لى . - كيف ياابنتى ؟ - سأحدثه مباشرة وتحدثينه فى نفس الوقت من خلال مرآة تعكس صورته وسيستمتع ثلاثتنا . رأى البائع شغف السيدتين الصغيرة والكبيرة المتشحتين بالسواد من خلال العيون اللامعة فرفع سعر الببغاء ليصل الى العشرين بدلا من عشره ، وعدد مزاياه فلقد جاء طائرا من الهند حتى الواحة الكبيرة ولم يتوقف لحظة خلال طيرانه آلاف الكيلومترات وحرص البائع على شرائه لقوته من شيخ الصيادين الذى اصطاده بشبكته العتيقه وغالى فى سعره .. حاولت أمينه السليمى صرف نظر ابنتها شوشه عن الببغاء لغلو ثمنه فقالت : - ياابنتى انه لايفهم لغتنا . - سندربه ياأماه وسيفهم بعد قليل . نزلت أمينه على رغبة ابنتها ودفعت العشرين للبائع واصطحبا الببغاء الى المنزل ليعيش معهن فى سعادة بالغة حتى نهاية السنة الثالثة . بدأت أمينه السليمى فى التهام النصف الخاص بها وتبعتها شوشه بدرين بعدما رأت الوحش يطل من عينىّ أمها غير أن صراخ الببغاء العالى وصل الى آذان الشرطة فجاءت مسرعة تدق باب السيدتين الصغيرة والكبيرة لترى دماء الببغاء تتساقط من فم وعلى صدر السيدتين ، ولم تتمكن الشرطة من انقاذ الببغاء الهندى فتم القبض على شوشه بدرين التمايمى البنت ، وأمينه السليمى الأم بتهمة القتل ومخالفة القانون الذى يحرم أكل الطيور النادره كالببغاء الهندى . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتّاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى باتحاد الاذاعة والتليفزيون 41 من شارع ابوشلبى اول فيصل بانيو بالبطاس يشترى العاشق البطاس والاقراص لتكون اعرابا عن خالص الحب والمودة كما طلبت المعشوقة .. يتسلل العاشق ليلا خلسة حتى لايراه أحد بعد خروج الزوج الى المصنع للعمل فى ورديته المسائية كل يوم ومنذ خمسة عشر عاما ، وبعد أن ينام ابنا المحبوبة ايمن ومى . يستعيد تامر ابراهيم الكرايمى شريط ذكرياته فى هذا المنزل بعد أن تزوج والده من فريده الرومى الجارة التى تسكن فى الشقة المقابلة عقب اعلان طلاقها من لطفى مشهور الزوج الاول الذى لم يستدل على وجوده حيا أوميتا حتى الآن .. طرد ابراهيم الكرايمى زوجته وابنه الذى لم يتعد العاشرة خارج شقته التمليك الذى دفع فيها ثمن القيراطين الطين اللذين ورثهما عن امه فى الريف ليصبح واحدا من اتحاد ملاك هذه العمارة ، وحتى الآن ايضا لم يتم العثور على ابراهيم الكرايمى حيا أوميتا منذ عشر سنوات مضت لتتزوج فريده من لؤى النوّاتى الذى يصغرها بعشر سنوات وكان يسكن فى الدور الذى يليها . رأت سيده عزوّنى صديقها الصغير تامر وهى فى طريقها الى السوق لتبدأ العلاقة وتتوثق فتصارحه برغبتها الشديده فى الارتباط به والزواج منه كى تنجب منه اولادا ذوى عيون ملونة بالازرق لون عينى تامر حبيبها وشعر ملون بالاصفر كشعره الناعم . كانت سيده صديقة مقربة من فريده وكانت تأتمنها على كل اسرارها ، وقد افضت اليها ذات مرة بقصتها مع ابراهيم الكرايمى ولطفى مشهور من قبله وكيف تمكنت من الخلاص منهما ، وستساعد صديقتها سيده فى الخلاص من زوجها شريف اللوزى اذا أرادت الزواج من صديقها تامر . حاول تامر أن يوقع بين الصديقتين المقربتين فأخبر حبيبته سيده بما كان من امر فريده حين رأته على السلم ووقعت فى غرامه وعرضت عليه نفسها فثارت ثورة سيده وأوقفت تامر على كل اسرار فريده وكيفية تخلصها من زوجيها السابقين واقدامها على الخلاص من الزوج الثالث اذا أقامت علاقتها الجديده مع تامر وسيجىء دوره فى المستقبل القريب لكن سيده لن تتيح لها مثل هذه الفرصة مع حبيب عمرها الذى تعشقه والذى ستموت وراءه اذا نجحت المرأة فى خطفه منها . سأل تامر سيده عن طريقة تخلص فريده من أزواجها السابقين ليتسنى لهما الخلاص من شريف اللوزى زوج سيده ، وسيورطان فريده معهما حتى لاتشى بهما الى السلطات .. وعدت سيده حبيبها بالحصول على الطريقة من فريده بعد أن توبخها على طمعها فى تامر ، وانتظر الحبيب بفارغ الشوق . استطاع تامر أن يستخرج اذنا من النيابة بالتسجيل لسيده عن طريقة قتل فريده لازواجها السابقين وشروع سيده فى قتل زوجها الحالى شريف اللوزى .. قالت سيده لتامر : ان فريده تملأ البانيو بالماء ثم تذيب البطاس بوفرة فى البانيو ، وتضع قرص المنوم فى شاى الزوج حتى ينام فتغرقه فى البانيو ليتحلل الجسد وتحار الاجهزة فى العثور على الازواج احياءا أوامواتا . تم القبض على فريده الرومى ، وتم احالة أوراقها الى فضيلة قاضى القضاه ، غير انه قد تم تعديل الحكم الى السجن مدى الحياة فى مرحلة الاستئناف ، وحوكمت سيده عزونى بتهمة الشروع فى قتل زوجها والتستر على مجرم لتصحب صديقتها المقربة لمدة ثلاث سنوات فى سجن النساء . عادت حسنيه رزق البناموتى وابنها تامر ابراهيم الكرايمى الى شقتهم التى طردوا منها بعد خمسة عشر عاما وبعد أن اثبتوا وفاة ابراهيم الكرايمى مقتولا بيد زوجته الثانية فريده الرومى فى البانيو بالبطاس . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتّاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى باتحاد الاذاعة والتليفزيون العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه


من شارع ابوشلبى
اول فيصل
بنات فكيهه
تتلون وجوه بنات فكيهه بالأسمر والأشقر والقمحاوى فتحظى فكيهة بمكانة مرموقة وسط ابناء مهنتها حتى حازت على لقب بيك من القصر العالى .. وصل عدد بنات فكيهة الى المائة فتاة قادمة من مختلف الأنحاء مما دفع فكيهه الى تأجير ثلاثة منازل أخرى بجانب البيتين اللذين ورثتهما عن امها المعلمه لولا حتى تتمكن من تسكين كل عشرين فتاة فى منزل .
اكتسبن بنات فكيهه من المعلمه صفات تميزهن عن سائر فتيات الشارع فالمعلمه تعطى الكثير لابناء السبيل وتخصص جزءا كبيرا من دخل الخمسة بيوت لمئات الفقراء الذين يمرون عليها ليلا لتحسن اليهم ، ويدعون لها بالستر والرزق الوفير وبعد أولاد الحرام عنها .
تقتطع كل بنت من بنات فكيهه مليمات لتمنحها حسنة كى تكسب بها دعاءا يحميها من اولاد الحرام الكثيرين فى المنطقة والمناطق المجاورة .. أعادت فكيهه صياغة تسكين بناتها فى الخمسة بيوت فوضعت الشقراوات فى منزل والسمراوات فى الثانى والقمحاويات فى الثالث ، وملونى العيون فى الرابع أما الخامس فقد ضم البدينات حتى يسهل عليها تجهيز الطلب حين يأتى البكوات والهوانم فى طلب شغالة أوطباخة أومربية أومديرة منزل .
سارت فكيهه سيرة أمها فى نظافة بناتها فكن ذوات سمعة طيبة .. زيّن منّو الأشوح للمعلم زقله الكفتجى فتوة الشارع أمر الاستفادة والثراء السريع الذى سيجنيه المعلم من وراء المائة فتاة اذا ماصار المسؤول عنهن بدلا من المعلمة فكيهه .. راقت الفكرة لزقله وجاء بالمعلمه زوزو من كلوت بيك لتتخير مايصلح منهن للعمل لديها .. وقع اختيار المعلمه زوزو على المائة كلهن ووعدت زقلة بحماية فتوات كلوت بيك اذا ماتعرض له أهالى الحى وحاولوا مساعدة بنات فكيهه .
جاء زقله بالعربات الكارو وصعد فى صحبة رجاله الى المنازل الخمسة لينزل بالفتيات بالقوة .. علا صراخ الفتيات وغطى المنطقة .. تجمع أهالى الحى والفقراء وابناء السبيل من محبى المعلمة فكيهه ليساعدونها فى رد فتوة الحى زقله وفتوات كلوت بيك فقابلتهم السيوف والسنج والشوم ليتراجعوا ويعودوا من حيث جاءوا وغلّقوا الأبواب .
حمل رجال زقله البنات على العربات الكارو وانطلقوا الى كلوت بيك ، ومازالت المعلمه فكيهه بنت البنوت التى لم تتزوج بعد وهى فى سن الستين تبكى بناتها اللتى لم تلدهن وفقدتهن الى الأبد .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
من شارع ابوشلبى
اول فيصل
برام بساريا
تنظف الجدة سيدة بنت شحبيط سمك البساريا الصغير جدا فيلتف حولها بنات بنتها حياة التى طفشت مع عشيقها فؤاد أيوب أبوكامل وتركت زوجها حسنين أبو أحمد مع بناتها الخمسة لترعاهم الجدة سيده .
تلقى تحية بنت حياة الكبرى بماء تنظيف البساريا الى جانب الجدار الملاصق لباب الدار فتسرى رائحة ماء الترعة المحمل بالبساريا الى أنوف الجيران الذين يتطلعون الى البنت التى اختفت سريعا مع دخولها الى قلب الدار .
تحاول الجدة سيدة أن تنتهى من تجهيز برام البساريا فى وقت قياسى لتلحق سخونة الفرن التى دارت طوال اليوم تخبز للجيران مقابل ملاليم أوبعض من العيش الشمسى الذى لايحلو التهامه الاببرام البساريا المحبب لدى بنات بنتها الخمسه .
تغسل تهانى بنت حسنين البرام وتضعه بين يدى الجدة ، وتقطع رئيسة فحلين البصل المخلوط بالملح والفلفل وتقلبهم مع قطعة صغيرة من الزبد فوق الكانون حتى يستوى لتعصر عليه نعمه رطلين الطماطم الكسر بعد أن تستبعد المعطوب ، وتعيده الى مكانه ليغلى مرة أومرتين ثم تجىء به الى الجدة التى تبدأ فى وضع البساريا بطول السنتيمتر ، وأحيانا الأثنين أوالثلاثة حتى يقترب من حافة البرام ، وتحمله مع فوقية صغر ى بنات بنتها الى سطح بلاط الفرن ، وتغلق الفوهتين الصغرى والكبرى كى تنضج البساريا .
يحتمى البنات الصغار بجسد الجدة الى جوار دفىء الفرن فى انتظار عودة حسنين أبوأحمد والدهم فتحكى الجدة حكايتها مع جدهم الذى لم يعوزها فى يوم من الايام  الى شىء، ودعت لخمستهن بالستر وأن يرزقهم المولى عزّ وجل باولاد الحلال الذين يصونوهم ، وتبعد الجدة عن ذكر أى شىء يتصل بابنتها التى جلبت لها العار بعد هربها مع فؤاد أيوب أبوكامل .
يدخل حسنين ليأخذ مكانه فى الدائرة ويعطى للجدة قرطاس الشاى والسكر ويطير رأسه طربا من رائحة البرام والاستمتاع بحكايات الجده التى تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وعين فتحيه بنت عوض الله شويح الحسّاده زوجة أيوب أبوكامل شيخ الخفر وأم اللى مايتسمى فؤاد .
تتسع فتحتا أنف فتحيه مع وصول تيار الهواء البارد يحمل رائحة برام البساريا فتحملق عيناها لتنظر الى موضع ماء غسيل البساريا الذى لم يجف بعد أمام الدار .
تتأهب تحيه وتهانى لاستخراج البرام ، وتمد تحيه يدها بالبشكور الحديد فتلتقط طرف البرام بحرص شديد وتخرجه من الفتحة وتساعدها أختها تهانى فى حمله ، وفى منتصف الطريق يسقط البرام لتسرع الثلاث بنات الأصغر رئيسه ونعيمه وفوقيه الى اغتراف البساريا من على سطح الأرض وتنقلنه الى برام آخر سليم ، ويأكلنه ثم يشربن الشاى بالرغم من عين فتحيه بنت عوض الله شويح التى حسدت برام البساريا .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
42 من شارع ابوشلبى
اول فيصل
ببغاء هندى
يردد الببغاء الهندى كل ماتنطق السيدتان الصغيرة والكبيرة .. تقول شوشه بدرين التمايمى للببغاء : أحبك .. يكرر الببغاء وراءها فتشعر بالرضا وتحتضنه بقوة .
تنظر أمينه السليمى السيدة الكبيرة الى المرآة التى تعكس صورة الببغاء وتقول : لم تر العين أجمل منك .. يردد الببغاء الهندى وراءها لتتدلل السيدة الكبيرة وتكافىء الببغاء بقبلة من خلال المرآة وكومة من الفول السودانى الذى يعشقه .
زهدت السيدتان الصغيرة والكبيرة فيما يكرره الببغاء فقررتا أن تقتسماه عمليا بذبحه وأكله .. نصف نصف .. الفم ، الأنف ، الريش والأقدام وهن فى قمة نشوتهن .
فكرت شوشه بدرين التمايمى السيدة الصغيرة كثيرا فى هذا القرار قبل أن تقدم عليه ورأت دموعا غزيره فى عينىّ معشوقها الببغاء الذى كسر حاجز وحدتها وسلّى أمها أمينه السليمى كثيرا بعد رحيل زوجها الغالى بدرين التمايمى ، واستعادت أول لقاء لهما مع الببغاء فى سوق المدينة التجارى حين توقفت أمامه طويلا ، وقالت :
- ماأجمل فمه ياأماه .
- لكنه هندى نحيف ياابنتى .
- هذا سيبخس ثمنه .
- لديك حق .
- أنظرى ياأماه ماأجمل شعره ..  ريشه .
- عيونه حالكة السواد مخيفة ياابنتى.
- ماأجمل طوله ياأماه سنقتسمه النصف لك والنصف لى .
- كيف ياابنتى ؟
- سأحدثه مباشرة وتحدثينه فى نفس الوقت من خلال مرآة تعكس صورته وسيستمتع ثلاثتنا .
رأى البائع شغف السيدتين الصغيرة والكبيرة المتشحتين بالسواد من خلال العيون اللامعة فرفع سعر الببغاء ليصل الى العشرين بدلا من عشره ، وعدد مزاياه فلقد جاء طائرا من الهند حتى الواحة الكبيرة ولم يتوقف لحظة خلال طيرانه آلاف الكيلومترات وحرص البائع على شرائه لقوته من شيخ الصيادين الذى اصطاده بشبكته العتيقه وغالى فى سعره .. حاولت أمينه السليمى صرف نظر ابنتها شوشه عن الببغاء لغلو ثمنه فقالت :
- ياابنتى انه لايفهم لغتنا .
- سندربه ياأماه وسيفهم بعد قليل .
نزلت أمينه على رغبة ابنتها ودفعت العشرين للبائع واصطحبا الببغاء الى المنزل ليعيش معهن فى سعادة بالغة حتى نهاية السنة الثالثة .
بدأت أمينه السليمى فى التهام النصف الخاص بها وتبعتها شوشه بدرين بعدما رأت الوحش يطل من عينىّ أمها غير أن صراخ الببغاء العالى وصل الى آذان الشرطة فجاءت مسرعة تدق باب السيدتين الصغيرة والكبيرة لترى دماء الببغاء تتساقط من فم وعلى صدر السيدتين ، ولم تتمكن الشرطة من انقاذ الببغاء الهندى فتم القبض على شوشه بدرين التمايمى البنت ، وأمينه السليمى الأم بتهمة القتل ومخالفة القانون الذى يحرم أكل الطيور النادره كالببغاء الهندى .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
41 من  شارع ابوشلبى
اول فيصل
بانيو بالبطاس
يشترى العاشق البطاس والاقراص لتكون اعرابا عن خالص الحب والمودة كما طلبت المعشوقة .. يتسلل العاشق ليلا خلسة حتى لايراه أحد بعد خروج الزوج الى المصنع للعمل فى ورديته المسائية كل يوم ومنذ خمسة عشر عاما ، وبعد أن ينام ابنا المحبوبة ايمن ومى .
يستعيد تامر ابراهيم الكرايمى شريط ذكرياته فى هذا المنزل بعد أن تزوج والده من فريده الرومى الجارة التى تسكن فى الشقة المقابلة عقب اعلان طلاقها من لطفى مشهور الزوج الاول الذى لم يستدل على وجوده حيا أوميتا حتى الآن .. طرد ابراهيم الكرايمى زوجته وابنه الذى لم يتعد العاشرة خارج شقته التمليك الذى دفع فيها ثمن القيراطين الطين اللذين ورثهما عن امه فى الريف ليصبح واحدا من اتحاد ملاك هذه العمارة ، وحتى الآن ايضا لم يتم العثور على ابراهيم الكرايمى حيا أوميتا منذ عشر سنوات مضت لتتزوج فريده من لؤى النوّاتى الذى يصغرها بعشر سنوات وكان يسكن فى الدور الذى يليها .
رأت سيده عزوّنى صديقها الصغير تامر وهى فى طريقها الى السوق لتبدأ العلاقة وتتوثق فتصارحه برغبتها الشديده فى الارتباط به والزواج منه كى تنجب منه اولادا ذوى عيون ملونة بالازرق لون عينى تامر حبيبها وشعر ملون بالاصفر كشعره الناعم .
كانت سيده صديقة مقربة من فريده وكانت تأتمنها على كل اسرارها ، وقد افضت اليها ذات مرة بقصتها مع ابراهيم الكرايمى ولطفى مشهور من قبله وكيف تمكنت من الخلاص منهما ، وستساعد صديقتها سيده فى الخلاص من زوجها شريف اللوزى اذا أرادت الزواج من صديقها تامر .
حاول تامر أن يوقع بين الصديقتين المقربتين فأخبر حبيبته سيده بما كان من امر فريده حين رأته على السلم ووقعت فى غرامه وعرضت عليه نفسها فثارت ثورة سيده وأوقفت تامر على كل اسرار فريده  وكيفية تخلصها من زوجيها السابقين واقدامها على الخلاص من الزوج الثالث اذا أقامت علاقتها الجديده مع تامر وسيجىء دوره فى المستقبل القريب  لكن سيده لن تتيح لها مثل هذه الفرصة مع حبيب عمرها الذى تعشقه والذى ستموت وراءه اذا نجحت المرأة فى خطفه منها .
سأل تامر سيده عن طريقة تخلص فريده من أزواجها السابقين ليتسنى لهما الخلاص من شريف اللوزى زوج سيده ، وسيورطان فريده معهما حتى لاتشى بهما الى السلطات .. وعدت سيده حبيبها بالحصول على الطريقة من فريده بعد أن توبخها على طمعها فى تامر ، وانتظر الحبيب بفارغ الشوق .
استطاع تامر أن يستخرج اذنا من النيابة بالتسجيل لسيده عن طريقة قتل فريده لازواجها السابقين وشروع سيده فى قتل زوجها الحالى شريف اللوزى .. قالت سيده لتامر : ان فريده تملأ البانيو بالماء ثم تذيب البطاس بوفرة فى البانيو ، وتضع قرص المنوم فى شاى الزوج حتى ينام فتغرقه فى البانيو ليتحلل الجسد وتحار الاجهزة فى العثور على الازواج احياءا أوامواتا .
تم القبض على فريده الرومى ، وتم احالة أوراقها الى فضيلة قاضى القضاه ، غير انه قد تم تعديل الحكم الى السجن مدى الحياة فى مرحلة الاستئناف ، وحوكمت سيده عزونى بتهمة الشروع فى قتل زوجها والتستر على مجرم لتصحب صديقتها المقربة لمدة ثلاث سنوات فى سجن النساء .
عادت حسنيه رزق البناموتى وابنها تامر ابراهيم الكرايمى الى شقتهم التى طردوا منها بعد خمسة عشر عاما وبعد أن اثبتوا وفاة ابراهيم الكرايمى مقتولا بيد زوجته الثانية فريده الرومى فى البانيو بالبطاس .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق