40 من شارع ابوشلبى
اول فيصل
بولاق الدكرور
=====
أيراد نصف الفرق
تتابع عيون صاحبة المحل سرعة دوران ماكينة العد وتثبت على يدى فتاة الماكينه حتى لاتتمكن من اختلاس ولو قرشا واحدا ..يتزاحم الرجال حول الفتاه ليسددون فواتير شراء البضاعه من أجل عيون صاحبة العقار العسليه التى تفقد الكثيرين توازنهم مما يجعلهم يتركون بقايا الفواتير للصغيرة فتاة الماكينه
تصرف الجميلة صاحبة العقار العيون عن الماكينه لتهدهد العيون المتزاحمه حولها فتشع دفئا يسرى فى أوصال الواقفين .. مازالت ماكينة العد تعمل وعيون الصغيره فى منتصف رأسها لتزيد بقايا الفواتير لتخرج بالنسبة المقررة لها .. تصرف الجميلة صاحبة المحل العيون عن الماكينه لتهدهد العيون المتزاحمه حولها وتشع دفئا كثيرا حولها يرضى كل الواقفين .
مازالت ماكينة العد تعمل وعيون الصغيره يقظه لتزيد من بقايا الفواتير وتخرج بالنسبة المقرره لها من المتبقى بعد حصر البضاعة المباعه والنقد المسجل على الماكينه .. تسرى الحركة غير عاديه من الرشيقات التى تدأب سيدة المحل على اختيارهن بعنايه عقب نشر اعلان التوظيف فى الجرائد والمجلات الأكثر انتشارا حتى تريح عيون الرواد بالجمال الهادىء والابتسامة المشعه وهذا ماتؤكد عليه دائما صاحبة العقار فى أول لقاء مع الفتيات لاختبارهن قبل التوظيف وبعد ذلك .
تروح الفتيات وتجىء حاملة الملابس من المخازن الى الارفف ثم الى ايدى الزبائن فالتكييس والتسليم وأخيرا التوديع على باب المحل بابتسامات رقيقه ودعوة الى المزيد من التردد عليهن لجودة البضاعة التى تأتى بها صاحبة المحل من مختلف مصانع الملابس المتفرقة بالأقاليم .
تسترق عاملة الماكينة النظر كى تتأكد من انشغال صاحبة المحل العسلية اللون وعيون الفتيات الأخريات .. تلملم الصغيره ورقا نقديا كبيرا وتتنحنح لتخرج منديلا لتبصق وتتجه الى الحائط خلفها موهمة المشترين والعاملين بتعديل ملابسها وفى لمح البصر تتمكن الصغيرة من وضع الورق النقدى بين الفستان والجلد فلايتيقن أحد من نية السرقة لدى الصغيرة المقربة جدا من صاحبة المحل .. ستتمكن الصغيرة التى أكتفت بالثانوية العامه ولم تكمل دراستها الجامعيه من توفير نفقات علاج مرض والدها المزمن ومصاريف سبعة من الاخوة وثلاث من الأخوات والام المرهقة دائما من عملها كعاملة بمدرسة ابتدائيه .. تسقط الجميلة صاحبة المحل من الاعياء على أقرب مقعد فهى تجمع بين عملها الحكومى ونوبة عملها الليلى فى المحل بالتبادل مع أختها كى تؤمن مستقبل ولديها .
.
يبدأ جرد الخزينة وتتماسك الصغيرة عاملة الماكينة حتى لاتسقط العائلة بين مخالب الحاجة .. تتبين صاحبة العقار ضياع الفين من اجمالى الخمسة آلاف بواقى الفواتير فتقرر خصم الألفين من بقشيش العشرين فتاة وتوزيع الثلاثة المتبقية لتخرج كل واحدة بمائة وخمسين مقابل عمل اليوم الذى يبدأ من الثامنة صباحا وحتى الثانية بعد منتصف الليل وتوعدت الجميله بالحرمان من المزيد اذا ماتكرر ضياع ولو جنيه من الايراد أوحتى البقشيش.
عادت الصغيرة لترسم البسمة على وجوه العائلة وقررت ان لاتعود الى فعلتها مرة أخرى حتى لاتفقد وظيفتها وستكتفى بما تحصل من بقشيش .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق