ش الجمهوريه .. اول فيصل
بولاق الدكرور
................... الشوارع 39
قرص جله
تجمع جدتى نائله روث البهائم بعد أن تفتح لهم باب الزريبه الملاصق لباب الدارليتريضوا فى ارض الرحبه صباح كل يوم فى قلب حقل جدى مسعود سيد موسى غرب السكه .
تعبىء الجده كل كوم صغير فى المقطف الخوص وتحمله الى الخارج .. تخلط الروث بالتبن والتراب ثم تقطعهم اقراصا يبلغ عددهم خمسة وتسعين خوفا من الحسسد وعيون اولاد الحلب الزرقاء .. تتركهم امام الدار حتى تقضى شمس الشتاء الحانية على مائهم ، وتبدأ فى تقديم وجبات الافطار للدواجن والاوز والبط والحمام أعلى سطح الدار ثم تهبط بافطار الحمار امام الزريبه فالعجل والجاموسه والخروف والنعجه وصغارها والجدى والماعز وصغارها ثم تغادر لمتابعة الانفار الذين يقلبون الارض تمهيدا لرمى البذور .. تجهز الجده الحمار فامتطى صهوته وتزودنى بالنقود التى تكفى لشراء الشاى والسكر والمعسل للأنفار ولم اكن قد جاوزت الخامسة من عمرى فلم التحق بمدرسة بعد ، وكنت افضل العيش مع جدتى فى الغيط بعد رحيل جدى وانشغال خالى بعمله الجديد الذى يرتحل من اجله طوال ايام الاسبوع الى المحروسه ، وكان خالى يعشق الترحال كما الشأن مع والدى فلم يتبق لجدتى غيرى أساعدها طوال كل يوم .. توقظنى مع آذان الفجر .. تحلب الجاموسه ..تسقينى حليبا طازجا كى يشتد عودى كما تقول ، واكمل افطارى بالبيض والجبن والزبد لانطلق اسابق الريح على صهوة حمارى الى البندر .. آتى بكل احتياجات جدتى .
انتصف النهار فلمحت عينا جدتى الثاقبة غياب قرص جله وحين رأت جارتنا ام عويس حايس الحيره على وجه جدتى اخبرتها بأن ابن الناعورى الصغير قد اخذ قرص الجله ودخل به الى امه فأمرتنى جدتى بحمل تسعة اقراص من الجله الى بيت الناعورى لتوقد فرنها البلدى لتسوى الخبز للغير .
اسرعت بهيه زوجة الناعورى الى جدتى تأسف على ماغعله ابنها الصغير عديم الادراك حامد ووعدتها ان لايعود الى فعله ثانية فحملتها جدتى جبنا وبيضا ولبنا لصغارها فأكثرت بهيه لها الدعاء بعد ان قبلت يدها وغادرت .
هدأ بال جدتى بعد ان اعادت عدد اقراص الجله العدد خمسه و.. ثمانين خوفا من حسد عيون اولاد الحلب الزرقاء وبهيه واحدة منهن .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه
بولاق الدكرور
................... الشوارع 39
قرص جله
تجمع جدتى نائله روث البهائم بعد أن تفتح لهم باب الزريبه الملاصق لباب الدارليتريضوا فى ارض الرحبه صباح كل يوم فى قلب حقل جدى مسعود سيد موسى غرب السكه .
تعبىء الجده كل كوم صغير فى المقطف الخوص وتحمله الى الخارج .. تخلط الروث بالتبن والتراب ثم تقطعهم اقراصا يبلغ عددهم خمسة وتسعين خوفا من الحسسد وعيون اولاد الحلب الزرقاء .. تتركهم امام الدار حتى تقضى شمس الشتاء الحانية على مائهم ، وتبدأ فى تقديم وجبات الافطار للدواجن والاوز والبط والحمام أعلى سطح الدار ثم تهبط بافطار الحمار امام الزريبه فالعجل والجاموسه والخروف والنعجه وصغارها والجدى والماعز وصغارها ثم تغادر لمتابعة الانفار الذين يقلبون الارض تمهيدا لرمى البذور .. تجهز الجده الحمار فامتطى صهوته وتزودنى بالنقود التى تكفى لشراء الشاى والسكر والمعسل للأنفار ولم اكن قد جاوزت الخامسة من عمرى فلم التحق بمدرسة بعد ، وكنت افضل العيش مع جدتى فى الغيط بعد رحيل جدى وانشغال خالى بعمله الجديد الذى يرتحل من اجله طوال ايام الاسبوع الى المحروسه ، وكان خالى يعشق الترحال كما الشأن مع والدى فلم يتبق لجدتى غيرى أساعدها طوال كل يوم .. توقظنى مع آذان الفجر .. تحلب الجاموسه ..تسقينى حليبا طازجا كى يشتد عودى كما تقول ، واكمل افطارى بالبيض والجبن والزبد لانطلق اسابق الريح على صهوة حمارى الى البندر .. آتى بكل احتياجات جدتى .
انتصف النهار فلمحت عينا جدتى الثاقبة غياب قرص جله وحين رأت جارتنا ام عويس حايس الحيره على وجه جدتى اخبرتها بأن ابن الناعورى الصغير قد اخذ قرص الجله ودخل به الى امه فأمرتنى جدتى بحمل تسعة اقراص من الجله الى بيت الناعورى لتوقد فرنها البلدى لتسوى الخبز للغير .
اسرعت بهيه زوجة الناعورى الى جدتى تأسف على ماغعله ابنها الصغير عديم الادراك حامد ووعدتها ان لايعود الى فعله ثانية فحملتها جدتى جبنا وبيضا ولبنا لصغارها فأكثرت بهيه لها الدعاء بعد ان قبلت يدها وغادرت .
هدأ بال جدتى بعد ان اعادت عدد اقراص الجله العدد خمسه و.. ثمانين خوفا من حسد عيون اولاد الحلب الزرقاء وبهيه واحدة منهن .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق