65 من شارع ابوشلبى
اول فيصل يولاق الدكرور
ليلة الحضره
يأتى مساء الخميس من كل أسبوع فينطلق البخور من حاصل بيت عليوه الحاج أحمد الزمزمى ايذانا بقدوم سيدنا الخضر ليقيم حضرته الأسبوعية فى ليلة الجمعه .
تغمض الجده هنومه بعد أن تتأكد من تغطية اولادها شحاته ومحمد وهاشم وزاخره ولايشاورها العقل فى أن تبرح مكانها لتتجه ناحية الحاصل الذى تقام فيه الحضره وتترك الجد عليوه يقوم الى صلاة الليل .
يعلو صوت الحضرة فى آذان الصغار النائمين لتكرر ألسنتهم لفظ الجلالة وسائر الأسماء الحسنى .. تقول الجده هنومه : ان سيدنا الخضر اختار بيت عليوه من بين بيوت الأشراف لأن عليوه الحاج احمد قلبه أبيض ولايكره أحدا ، ولما يدخل الخضر بيت تحل فيه البركه .
يغطى دخان بخور الحضرة كل أركان المنزل فلايستطيع واحد من أهل البيت رؤية سيدنا الخضر صاحب الكرامات وتنغلق العيون بمرور الخضر ويزيد مابالحاصل ماينقص .
يضع الجد عليوه فى الحاصل خمس جرار من الفخار القنائى مملوءة بالجبن القديم ، وخمس للعسل الأسود كى يكرم ضيوف السلطان الفرغل الذين يأتون اليه يوميا من كل المدن والقرى القريبة والبعيدة لزيارة الضريح فلاتكاد أطباق العسل الأسود والجبن القديم تفرغ حتى تمتلىء فى اليوم الواحد عشر مرات وتزيد يوم الخميس مع قدوم ليلة الحضرة .
تؤكد الجدة هنومه على الصغار ضرورة أن يلقوا السلام اذا ماجاءت سيرة سيدنا الخضر الذى فضل بيتهم على كل بيوت أولاد الأشراف فيلقى الصغار السلام على صاحب العز والاقبال كما يقول الجد عليوه الحاج أحمد حين يعدد كرامات سيدنا الخضر الذى يسير على الماء ويطير فى الهواء ليساعد الضعيف ويقف الى جانب المظلوم ويكره الظالم فهو بحق قطب الرجال فى كل الزمان .
يحلم الصغير محمد أكبر ابناء عليوه بأن يعينه سيدنا الخضر على أولاد الحلب الأشقياء الذين يضربونه كلما ذهب مع اصدقائه ليلعب قبلى البلد ، كما يحلم شحاته بأن يأتى له سيدنا الخضر بحمار شديد بدلا من الحمار الذى نفق من كثرة أحمال عليوه عليه حين يأتى بأجولة القمح والفول والذره التقاوى من القرى المجاورة ليبدرها فى أرضه فلايقوى الحمار على حمل الصغير ليأتى بالمعسل القص لوالده من يوسف الدخاخنى ، أما هاشم فيخاف أن يحلم بسيدنا الخضر ويضع وجهه فى حضن أمه كلما رأى اللون الأخضر الذى يدل على مجىء سيدنا الخضر ، ولم تزل زاخره فى سن الفطام غير قادرة عل الحلم .
ومع رحيل جدى عليوه الحاج أحمد لم تقو جدتى هنومه على استخراج العسل والجبن القديم من الجرار العشرة فانقطع ضيوف الدار ولم يتبقى فى الحاصل سوى البخور الذى ينطلق مساء كل خميس ليحمى بيت عليوه الحاج أحمد من كل مكروه وشر مع مجىء سيدنا الخضر ليقيم حضرته فى ليلة الجمعه .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه