ربع ريال فضه مخروم
من شارع الجمهوريه المسدود بمدرسة الشهيد من ناحية والمطل من الناحية الاخرى على محطة رفع مجارى ارض اللوا وكفر طهرمس اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
ربع ريال فضه مخروم
تضع الجده هنيه فى يدى ربع ريال فضه مخروم لشراء اللحمه البتلو من الحاج عبد العاطى عطيه جزار بندر رميلى .
تقتطع الجده هنيه قطعة من قماش بردعة حصاوى وتمرر المقدمه فى الثقب وتخبىء فى قلبها الربع ريال الفضى ، وتضعه فى سيالة جلبابى الكبيرة مخافة السقوط فربع ريال فضه يساوى رطلى لحمه بتلو ونصف الرطل فى ايام كان اكبر موظفى البندر لايتقاضى أكثر من ثلاثة جنيهات فقط لاغير.
ينطلق حصاوى الى البندر .. يحملنى على ظهره .. تطمئن يدى على ربع الريال الفضة فيعاواد حصاوى انطلاقته.
يقطع الطريق على الحصاوى قطيع من اناث الحمير فى طريقه الى سوق البندر للبيع .. يهيج الحصاوى فيعلو نهيقه يملأ سماء المدق الموصل بين حقل جدتى هنيه والطريق الى البندر.
يبدى حصاوى تبرمه بحمولة ظهره فيواصل نهيقه ويأخذ فى رفس الهواء بكل قوته فيسقطنى ارضا ، ومازالت اناث الحمير تنظر اليه بعيون وسيعه.
يلحق حصاوى قطيع الاناث .. يوسعهن شما واعتلاءا للظهور غير عابىء بعصى أصحابهن التى ألهبت ظهره.
يعود الحصاوى الى مطأطىء الرأس لما فعله جراء السقوط ، ومازلت مطروحا على الارض ألملم جسدى النحيل وأمسح الدماء المتدفقة من وجهى ورأسى وظهرى.
تتحسس يدى السيالة الكبيرة فلاتجد ربع الريال فضة الموثوق بقطعة القماش التى بدأت تطفو على سطح المصرف وانا لااجيد السباحة فى المصارف.
يعود الحصاوى وانا على ظهره بلا لحمة الاسبوع .. توبخنى الجده على ضياع ربع الريال الفضة المخروم وتكتفى بتقديم الخضار من الحقل بدون الزفر حتى لااترك حبل الحصاوى فينساق خلف ملذاته ويضيع ربع ريال فضة مخروم آخر فى مطلع الاسبوع القادم.
قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق