شيخ خيرولد يمانى يسر
من شارع الجمهوريه المسدود بمدرسة الشهيد من ناحية والمطل من الناحية الاخرى على محطة رفع مجارى ارض اللوا وكفر طهرمس اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
شيخ خيرولد يمانى يسر
يتجرد خيرى ولد يمانى يسرالطحان من ملابسه عائدا الى رحم الحياة كما ولدته امه هربا من حرارة بؤونه القاتلة فى نهاية سبعينيات القرن الماضى.
يلصق ولد يمانى ظهره بالتربة المشبعة بماء الترعة قبل ان تتحول الى شارع فيصل ، وينظر الى الفضاء المكفهر خلف اسوار المدرسة الصناعية بالجيزه.
تتسرب نسائم الترعة تدغدع جسد خيرى النحيل مع رحيل شمس اليوم القائظ فيرتدى سرواله فى هذه البقعة التى لايقربها انس ولاجان ليبدأ سؤال المحسنين تحت جنح الظلام.
يروى ولد يمانى يسر قصة طاحونة ابيه التى ابتلعتها الرمال مع الاب والام والاخوة وتمكن هو من النجاة اثناء اصطياده لبعض الاسماك من النهر القديم فيرق قلب المحسن ويزيد من عطائه.
يطلق خيرى العنان لشعر رأسه ووجهه وجسده فيعرف بين ابناء الجهة بشيخ خيرى البركه غير قادر على الكلام مكتفيا باشارته لغة فى سؤال المحسنين.
يعود ولد يمانى يسر الشهير بشيخ خيرى الى مقر اقامته خلف اسوار المدرسة الصناعية محملا بعطايا المحسنين لايغادرها حتى تنفذ مؤونته فيشعر بلسع هواء الليل الاخيرليرتدى جلبابه الخفيف أعلى السروال لكنه لايقوى على الحركة فى سنه المتأخرة فيواصل اقامته لتنقطع اخباره عن أقرب دور ريفية منه حتى تفوح رائحة الموت دالة على رحيل خيرى ولد يمانى يسر المدفون بنفس البقعة.
قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق