59
واه يازياد عزوز
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
واه يازياد عزوز
يمتزج عزوز ابو زياد بوحل الرمال فى الليالى كريمة المطر ، وأخذ ينادى بكل ماأوتى من قوة : واه يازياد عزوز .
استيقظ كل سكان تل غجر زيتاوى ، ووبخه الشيخ فتيحى امام زاوية التل
لم يعر عزوز ابو زياد احدا اى اهتمام ، ومازال ملتصقا بالرمال الموحلة ينادى : واه يازياد عزوز حتى استيقظ ابنه فى العاشرة من عمره ليخرج مع امه زهره بنت ام سيوفى ويحتضنا الرجل الغارق فى بحر رمال الدرب بحنان بالغ، وتساءلت زهره كل المتحلقين حولهم عما الم بزوجها فلم يجبها احد .
مازال عزوز ينادى : واه يازياد عزوز ، وزياد بجواره لايشعر به ولابزوجته ولابسكان الدرب من الرجال الذين اسرعو لاستكشاف سر الحالة التى وصل اليها عزوز.
التصق الصغير بجسد ابيه مذعورا فتبين عزوز بعضا من ملامح ابنه فأردف :
- واه يازياد عزوز
-ايه يابوى
-ابكى على ابوك ياواد
- انا بابكى اهه يابوى
تنطلق دموع الصغير فتزيد من بلله وبلل ابيه .
واصل عزوز نداءه على ابنه وفارق جسده ليرتمى ثانية فى قلب رمال الدرب الموحلة وأخذ يحرك يديه وقدميه سابحا بكل قوة مكررا :
- الوداع يادربنا .. الوداع يازياد عزوز
- الوداع ياابوى
- خلى بالك من امك ياواد
- انا مخلى اهه
- خلى بالك من اخواتك البنات
- انا مخلى اهه
- الخيمه رتقها
- هارتقها ياابوى
- اوعاك تنسى علف الفحل
- موش حاانسى ياابوى
- حط غنم الحى فى عينيك
- حاضر ياابوى
تتابع زهره بنت ام سيوفى زيدان ردود افعال المتحلقين حولها وحول زوجها وابنها وبناتها الخمسة فلاترى الا الاسى والاشفاق على الحال الذى وصل اليه عزوز ابوزياد مشاويرجى تل غجر زيتاوى وراعى اغنامهم وماشيتهم وابلهم لأكثر منذ عشرين عاما مضت بعد ان القى نظرة وداعه لامه هنادى شقيره قابلة التل التى تركته وحيدا فى الخلاء بدون سند .
اشفق الشيخ فتيحى امام الزاوية على عزوز ابن الخمسة عشر عاما وسعى الى تزويجه من زهراه البنت الوحيدة للحدادة عيوشه المعروفه فى التل بأم سيوفى زيدان ، ولازم عزوز الشيخ فى كل صلاة حتى عرف بالتقوى فتوسط له الشيخ لدى مشايخ قبائل التل لرعى اغنامهم ومواشيهم وابلهم.
احتال شقير عفراوى اشهر قطاع طرق تلال الصحراء الوسطى على عزوز فأطلق قطيعا من خيوله لتختلط بخيول شيوخ القبائل التى يرعاها عزوز مماأدى الى عدم تحديد الخيول الغريبة فهدأ شقير من روعه ووطمأنه بقدرته على التمييز بين خيوله وخيول الغير ، وسيستعيد خيوله ويمضى الى قلاعه الحصينة خلف سلسلة التلال الغير آهلة بالخيام .
سرت السكينة فى اوصال عزوز ولم يرد قطعة الخشخاش التى منحها له شقير عفراوى وأصر شقير عل ان يقتسمها نصفين النصف الاول امامه والنصف الآخر حين يقابل زوجته ليلا ، وكان ماأراد عفراوى ليسقط عزوز امامه مغشيا عليه من ابتلاع النصف الاول ، وحين أفاق لم يجد الخيل والاغنام والابل فابتلع النصف الثان مماادى الى حالته الراهنة .. هذا ماقاله الشيخ فتيحى امام زاوية التل لزهره بنت ام سيوفى ، ومازال عزوز ابوزياد يسبح فى الرمال الموحلة حتى فارق الحياة على جملته مناديا ابنه الوحيد وآه يازياد عزوز .
قصه قصيره
ل : محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
=================================================================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق