الأربعاء، 16 مارس 2022

 عوالم الغجر


91

انبوبة غزل البنات


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


أنبوبة غزل البنات


يدير عنتر ولد فرحانه شليب يد ماكينة غزل البنات ويغنى : غزل البنات سكر نبات قربوا يااولاد وقولولى هات .. يتجمع صغار الحى حول الماكينة ليذوب فى أفواههم الغزل فيقولوا هات .

تضع جليله كبرى بنات عنتر غزل البنات فى الأكياس الصغيرة وتربطها بالخيط الرفيع وتلقى بها فى الصندوق لتلتقطها يد جميله بنت عنتر الثانية وتعطى كل صغير كيسه فيعلو صوت حمديه بنت حنفى الخولى أم البنات بصوتها الأضخم تردد : غزل البنات سكر نبات قربوا بااولاد وقولولى هات .. يقول الصغار هات .

تعطى فردوس بنت حمديه الثالثة أنفاسا قويه بالكباس النحاسى لوابور الجاز المشتعل أسفل ماكينة الغزل ليديرها عنتر فتلبى طلبات الصغار .

تسأل فريال البنت الرابعة لعنتر عن مصير أنبوبة غاز البوتاجاز الصغيرة الحجم  المسروقة والتى ستريحهم من دخان وابور الجاز المشتعل أمام مدخل الخيمة التى يسكنونها . .

يجيب عنتر بحسره : مافيش فايده .. كان عنتر يقتطع جزءا صغيرا  من دخل الأسرة كل شهر لتدخل به حمديه الجمعيه مع أم سيد الدلاله ونساء الحى لتقبضها فى آخر شهر من الجمعية . .

ظل عنتر يدفع سهم الجمعية طوال خمس وثمانين شهرا متصله بامتداد سبعة أعوام وشهر ليتمكن من شراء انبوبة  غاز البوتاجاز صغيرة الحجم  التى ستريحهن من السعال الذى يسببه لهم عادم الكيروسين الذى يطلقه الوابور بغزاره .

عاش عنتر ولد فرحانه شليب وزوجته حمديه وبناته الخمس عاما من السعادة المتصلة ليقطعها ذكى ذهنى سليمان الغجرى  لص الأنابيب فى ليلة ممطرة حين أسرعت الأسرة الى نقل ماكينة الغزل الى الخيمة  ، وحين خرج عنتر ليأتى بالأنبوبة كان ذكى أسرع منه فى حملها .

حررت الأسرة محضرا للسرقة  بالمخفر وضرب فهيمه صغرى بنات عنتر حين منعت ذكى من حمل الأنبوبه .. ترك ذكى خيمة  أسرته بالحى وهرب الى تل الضراغمه لدى خاله عطا الرومانى حداد التل .. تم القبض على ذهنى سليمان والد ذكى وأخلى سبيله فى المخفر ، وعلا صوت ذكى يردد: غزل البنات سكر نبات قربوا يااولاد وقولولى هات .. يقول الصغار فى التل :  هات .

يبدأ عنتر ولد فرحانه شليب فى اقتطاع أول جزء من الدخل  فى أول شهر لتشترك حمديه بنت حنفى الخولى فى الجمعية التى ستجمعها أم سيد الدلاله ونساء الحى لتقبضها النمرة الأخيرة بعد ثمانى سنوات وشهر لتتمكن الأسرة من شراء انبوبة غزل بنات جديده

 .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق