الأربعاء، 16 مارس 2022

 عوالم الغجر


81

الاسطى بليه الفلنكاح



من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات




الاسطى بليه الفلنكاح


وقف عامر ولد عبد البر فى مجمع الطرق المؤدية الى كل دروب الصحراء  الصغرى باكيا تتدفق  دموعه انهارا بعد ان فقد كل اسرته فى الحريق الذى نشب فى القافلة الغريبة حين حطت تلتقط انفاسها من عناء السفر الدائم لهم فهم غجر نايره الرحل ، وحين زادت نايره الجده كبيرة القافلة من نيران موقدها لتسوية طعام الصغار لشدة بكائهم امتدت ألسنتها الى ركاب الابل  لتلتهم كل افراد القبيلة ولم ينجو منه سوى خمسة صغار كان عامر من بينهم ولم يزل فى الخامسة من عمره.

رقت قلوب اهل درب  تل نحيره  فأحاطت الصغير بالعطف والاحسان بالمأكل والمشرب والملبس والمبيت فى خيمة الغرباء ملتحفا الفضاء .

مرت ايام كثيره على عامر، لم يقو على عدها حتى رزقه الله بأم حمو التى ودعت ابنها حمو منذ سنين ليعمل على سفينة  عطيه لمو ببحر الملح  ولم ترجع السفينة  بعد رحيلها منذ عشر سنوات .

فرحت ام حمو بالرزق الذى ارسله لها الله فاحتضنته داخل خيمتها فيوما ما سيكون سندا لها فى الكبر بعد ان تبنته وشهد بذلك كل اهل الحى  .

اشتد عود الصغير فعرض على امه ام حمو ان يعمل صبيا لدى جارهم عبده عمرين   الحداد .. استحسنت الام الفكرة فلااحد يضمن الموت من الحياة ولن تبقى له ام حمو طيلة عمره فقررت المرور على عبده عمرين وعهدت اليه بالصغير عامر وأوصته كثيرا على المقطوع من شجرة والحيلة الذى خرجت به من الدنيا بعد ابنها حمو فأجابها  عبده الى  طلبها .

تعلم عامر اصول المهنة على يد عبده عمرين  وعرف فى البداية ببليه الصغير حتى اصبح واحدا من الاسطوات الذين يعملون فى الورشة  وصار لديه صبى صغير اطلق عليه بليه لكن عامر  قرر ان يحتفظ بلقب بليه تيمنا به فلم يفارقه ابدا واضيف له الفلنكاح لأنه قادم من الفلاحين المجاورين  للصحراء الصغرى او كما قيل فى بعض الروايات بعدما نسى هو نفسه كواحد من ابناء غجر نايره الرحل  .

عشق الاسطى بليه الفلنكاح التجريب فى الحدادة وصهر الحديد وعرف بذلك لدى اهل تلال الصحراء الصغرى   والعابرين السبيل بها من الشمال الى الجنوب والعكس  حتى ذاع صيته وملأت شهرته الآفاق .

فرحت ام حمو كثيرا بابنها الذى لم يعد صغيرا وسعت بكل قواها ان تخطب له عروسه تستحقه لتفرح هى بأولاده فأعز من الولد ولد الولد .

رأت ام حمو رغبة الاستئثار بالزوج فى عيون كل من قابلت من الفتيات اللاتى رغبت فى خطبتهن لابنها بليه الفلنكاح  فلم تستقر على واحدة بعينها حتى تاريخه وواصلت بحثها عن العروسة التى سترضى بالاقامة معها اسفل سقف خيمتها مع ابنها  الذى تكفل بتجديدها  بليه الفلنكاح بعد ان كانت ممزقة الجوانب والسقف .. لن تفقد ام حمو ابنها الثانى كما فقدت حمو الذى ضاع مع مركب عطيه لمو .

سمعت ام حمو عن ابنة عبده عمرين  التى حجبتها هنيه زوجة عبده عن العيون بعد ان اعتزلت الخروج من الخيمة فى الثامنة من عمرها فعقدت العزم على زيارة هنيه التى رحبت بخطبة ام حمو لابنتها هديه لعامر ابنها فعامر رباه عبده عمرين  زوجها تربية الاب لابنه الذى لم يرزقه ، وامهلتها هنية فترة لعرض الامر على عبده عمرين  فأذا ماوافق فستحدد ميعادا لخطبة عامر وهديه.

انتظر عامر قرار الموافقه فى احر من الجمر بعد ان طار لبه لوصف امه للجميلة هديه ، وبعد ايام زفت هنيه خبر الموافقه الى ام حمو لتملأ الحى  بزغاريدها التى لم تنقطع صباح مساء  لتعلم كل الاهالى بخطبة ابنها عامر لهديه بنت عبده عمرين  اجمل فتيات الصحراء الصغرى   والتى ستقيم معها اسفل سقف خيمتها مع ابنها بليه الفلنكاح .

طار عقل عامر من الفرح فركب لى طلمبة  مياه غير مطابقه للمواصفات  لتسد فوهة المياه المنطلق من البئر الى الموتور مما ادى الى قفش الموتور وحرقه فكنت اول ضحايا فرحة الاسطى بليه الفلنكاح .


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

==============================


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق