عوالم الغجر
(38)
فريحه بومة تهانئ
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
فريحه بومة تهانى
تمكنت تهانئ بنت رموح حرايبى الغجرى نباش قبور واحة الصحراء الوسطى من تدريب بومة وليدة احتضنتها منذ الفقس وتحطيم جدار البيض اثناء غياب امها التى خرجت مع ذكر بوم غريب عن الواحة ولم تعد حتى يومنا هذا.
تملأ تهانى فمها بالطعام والشراب وتدخل كهف البومة الام الملاصق لقبر حنينه شيخ مشايخ واحة الروميته وتفتح منقار الصغيرة لترسل من فمها وجبة الافطار والغداء والعشاء الى ان تمكنت الصغيرة من تحريك الجناحين تأهبا للطيران .
تطلق تهانى على بومتها اسم فريحه لاشاعتها جو من البهجة حولها اثناء اطعامها وتعلمها للطيران ثم التدريب على اصطياد كل ماهو غالى من التلال والحواضر المجاورة ليلا .
يترك رموح حرايبى ابنته تهانى بالايام والليالى سعيا وراء قبور الواحة والحواضر ينبشها ليجرد الموتى من أكفانهم ويبيعها فى الاسواق القديمة.
تطلق تهانى بومتها ليلا قاصدة التلال وعمار الحواضر لاصطياد الارانب والدجاج والمولود حديثا من ابناء الماعز والنعاج بدلا من فئران الصحراء الصفراء التى لاتأكلها تهانى فتكافئها بتسوية البعض من الصيد حتى ادمنت فريحه طعم الناضج والمشوى وأقلعت عن الدماء واللحوم الحية أو الميته جيفة.
عادت فريحه من رحلة صيدها الاخير بجثة مسن شارف على السبعين فخف وزنه فى فمها ووسدته وجه قبر حنينه شيخ مشايخ قبائل الروميته، وحين اقتربت تهانى من الجسد النحيل اطلقت صرخات هزت أركان القبور .
شاركت فريحه صديقتها الحزن فعلا نعيقها وظلت تلطم بجناحيها الى ان سقطت من الاعياء وأخذت تنبش قبر حنينه ، وجاء دور تهانى التى اخذت فى توسيع الحفرة التى ستدفن بها رموح حرايبى ابيها نباش القبور الى جوار حنينه شيخ مشايخ قبائل الروميته بعد ان تركها وحيدة فى رعاية فريحه بومة تهانى .
قصه قصيره
ل: محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
===================================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق