عوالم الغجر
202
ضى
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
ضى
ضى .. ضى..ضى..ضى..ضى.. تصرخن الخمس صغيرات عندما يلمع ضوء السماء البعيد ويختفى فتهرولن محتميات بقلب الخيمة .
تواصل نواره رخيمى البويز آهات طلق ولادتها السادسة ، ولاتتوقف .
تجلس رئيفه الزويبى ام بليحه الزوامى زوج نواره وابو بناتها فى انتظار المولود الذى ستستقبله بلطم الخدود اذا ماكان بنتا ، وبالزغاريد التى ستملأ ارجاء تل غجر راعويه ابتهاجا بقدوم الذكر على خمس بنات ، ومازالت نواره تواصل آهاتها فيلمع ضوء السماء البعيد ويختفى ليبدأ صراخ نواره ايذانا باقتراب ساعة الوضع .
ستزوج رئيفه ابنها بليحة للمرة السادسة اذا جاء المولود بنتا ، وستلد له الزوجة السادسة بنتا كسابقاتها الخمس .
تدخل هبيبه الرقايعى ام نواره الخيمة فتسارع الى احضانها عنزه وعنيزه وعنوزه وعطية الله وعريبه حفيداتها فتهب كل منهن اصبعا من العسلية ،وتنظر الى وجه رئيفه قائلة : البنت رزقها كتير .. يزداد اصفرار لون وجه رئيفه لتبرق السماء وتتشاحن السحب الكثيفهمصدرة رعدها يهز قلب واطراف الصحراوات الثلاث فتسد صغيرات تل غجر راعويه آذانهن مخافة الصمم ويحتمين بلحوم جداتهن .
يطل المولود برأسه فتطيل ام بليحة النظر الى مابين فخذيه .
يتوقف سيل ماء السماء المنهمر .. تختفى السحب.. ومازال ضوء السماء البعيد يأتى ليختفى فتكرر الصغيرات : ضى .. ضى ، ويزداد التصاقهن بالجدة لأم.
تتأكد بنت الزويبى من ذكورة حفيدها على البنات الخمس الشقيقات والخمسة من الاب فتطلق زغاريدها العالية تصل الى آخر التل ،وتطلق هبيبه الرقايعى اسم ضى الذى ارتبط بلمعان ضوء السماء طوال ليل ميلاده ، وأقلعت رئيفة الزويبى عن تزويج ابنها من بنت بنوت من بنات الغجر اوارملة ولود.
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
=================================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق