الاثنين، 29 نوفمبر 2021

 عوالم الغجر 

(22)

آذان نعمه بنت زيد البو


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


آذان نعمه بنت زيد البو


تتسع أذنا نعمه  بنت زيد البّو بطول وعرض الدروب  لتلتقط كل صغيرة وكبيرة فى تل غجر البراويّه والتلال المجاورة  فتنقلها الى شيخ قبيلة غجر الضراغمه  ضرغام الحنش لتقوى قبضته على أهالى التلال  بما فيهم الشيخ عمران حافظ شيخ  تل اولاد الحليبى  الذى احبه الاهالى كثيرا لقربه الدائم منهم واحسانه اليهم مع زوجته رسميه الشيخ .

كانت عنديّه العتّه زوجة ضرغام الحنش تكره رسميه التى ذاع صيتها مع زوجها فى تل اولاد الحليبى والتلال المجاوره وتمنت كثيرا أن تحل محلها ويضم  ضرغام تل اولاد الحليبى  الى حوزته.

بذل ضرغام قصارى جهده لتحقيق حلم عنديه فاسترضى خفراء الشيخ عمران  واجزل لهم العطاء من عائد أتاواته على الاهالى دون علم الشيخ عمران لكن الخفراء كانوا اكثر ميلا الى الشيخ الصالح .

وقع اختيار عنديه العته على نعمه بنت زيد البو  الدلالة البيضاء بلون القطن الثلجى المحببة الى كل اهالى التلال  نساءا ورجالا فسويه تدخل كل الخيام  لتعرض بضاعتها التى تأتى بها من الحواضر على الاهالى لتبيعها بالتقسيط ، فزادت عنديه من بضاعة نعمه  لتضمن استدانة كل اهل التلال  لها حين تعلن أن سويه تعمل من خلالها بأموال الشيخ ضرغام الحنش وأموال عنديه اللذين يعشقان الخير لاهل التلال  ، ويقدمان كل مايملكان من مال فى سبيل سعادتهم ، وأصبحت نعنه  منذ ذلك الحين آذان  ضرغام التى تنقل اليه دبّة النملة فى التلال .

تخيرت نعمه عشرين من اجمل فتيات الغجر نزولا على رغبة ضرغام ليساعدنها فى توزيع البضاعة حتى يلاحقن على اهالى التلال ، وكن حاملات للمرض الملعون الذى يصيب الرجال بعد النوم معهن بالعقم  وتأكدت نعمه  من ذلك بعدما اخبرها يوسف السميعنى زوجها بانتشار المرض فى تل اولاد  الحليبى كما قال له طبيب وحدة الحضر  التى يعمل بها يوسف تومرجيا فقررت نعمه  ابعاد ابناءها وزوجها الى اهلها فى الخضر  .

راقت فكرة السيطرة بالمرض لضرغام فأمر نعمه  بادخال بعض فتياتها الجميلات الى بيوت الشيخ  عمران والشيخ دهب ابورابح وسائر المشايخ. 

 لزم مشايخ التلال فراش المرض بعد ايام قليلة ، وخلت التلال لضرغام الحنش  .

أمسك ضرغام ورقة مالية كبيرة ليكافىء نعمه  التى مهدت له كل الطرق الى السيطرة على التلال كلها وكانت قادرة على استدراج الصغير قبل الكبير للحصول منهم على ماتريد  لتنقله الى ضرغام .

مدّ ضرغام يده اليمنى بالورقة المالية الكبيرة جدا وهو يستند بيده اليسرى على زناد بارودته  التى أطلقت رصاصة طائشة استقرت بجوار أذن نعمه  فأدمتها وأفقدتها السمع وأصيبت بالصمم .. ألقى ضرغام بالورقة بين ايديها واستبدلها بعشرين اذن من آذان بنات الغجر الجميلة لتظل آذان  ضرغام طويلة طويلة تسمع كل صغيرة أوكبيرة تحدث فى التلال بدون آذان  نعمه  بنت حسان البو أذنه القديمه .


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


===================================


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق