عوالم الغجر
203
ثورة الركائب
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
ثورة الركائب
يشترى ميمون نوادرى الحمير والبغال والابل الركائب من حمالى غجر التل بأثمان عالية القيمة تغرى البائعين فيلزمون خيامهم حتى تنفذ دنانيرهم ليبحثوا عن مهن جديدة أو يعملوا بالأجر لدى ميمون نوادرى على ركائبهم القديمة كما وعدهم المشترى اذا ماضاق بهم الحال ، وهاهو يضيق .
يشيح ميمون نوادرى بوجهه عن الحمالين القدامى ولم يوفى بوعده ، وحبس ركائب تل غجر رهيفى أقصى جنوب الصحراء الصغرى ليرفع من ثمن ركوب دوابه الغاليه من درهم الى خمسة دراهم فى النقلة الواحدة والتى لاتتجاوز الألف قدم واقل .
تترهل اجساد الحمير والبغال والابل من فرط راحتها والغذاء الوفير .
تحن ظهور الركائب الى مقاعد الغجريات الناعمة ، والرجال الخشنة أحيانا ، ويحرمون من قطع السكر مكافأة نهاية يوم العمل من أيدى حمالى تل غجر رهيفى كما عودوهم فيتسرب الى دواخلهم الملل والسأم ، ولايدرى ميمون نوادرى مالسبب.
يأتى ميمون بالبيطار فيفحص الركائب التى أخذت فى اعتزال الطعام الوفير مكتفية بشربات من الماء صباحا ومساءا ليحار البيطار فى سبب العلة ، وبأخذ اجره وينصرف .
يغادرالحمالون القدامى تل الغجر بحثا عن عمل بعدما باءت كل محاولات الاستجداء ووساطة كبار التل لدى ميمون نوادرى الغجرى القادم من اقصى شمال الصحراء الكبرى حيث الحد الفاصل بين البادية والحضر بتل غجر النوادريه ، والذى قرر فى داخله امتلاك تل غجر رهيفى الذى طرد امه وهيبه بنت حملان الغجرى حمال التل الذى مات حزنا على فراق ابنته التى حملت من شيخ القبيلة غصين نويفه وهو ثمل فى طريقه الى خيمة زوجته الثالثة هياف فاتى ابنة جساس بهائم تل غجر رهيفى وأقوى نسائه المعروفات والسريات فقررت طرد وهيبه بنت حملان أجمل بنات الغجر فى التل الى أقصى شمال الصحراء الكبرى حتى لاتحو فى عينيه فيتخذها زوجة أوخليله وأنكر غصين فعلته.
توشك جلود الركائب ان تلتصق بالعظم من استمرارهم فى الاضراب عن الطعام لأيام طويلة ولم يفلح بيطرى من البياطرة العشر فى تشخيص سبب العلة .
تورمت أقدام هياف فاتى سيدة جماعة الغجر بالتل عقب رحيل سيدهم غصين نويفه منذ شهر مضى ، وزاد تورمها من كثرة السير مترجلة بدون ركوبة من الركائب التى حبسها ميمون النوادرى فى حضائره .
أجزلت هياف العطاء الى رجال ميمون دون علمه لتعلم ان ميمون ليس ابن قوره النوادرى سيد جماعة غجر تل النوادريه كما أشاع وانما هو ابن زوجها سفاحا والذى انكره فبل ان يتكون جنينا فى بطن امه وهيبه بنت حملان التى طردتها من سنين مضت ، وجاء ليرد لها كرامتها بعد ان أوقفته على حقيقة نسبه ، وأن قوره سيد قومه ليس والده انما والده غصين ، واكملت له القصة لتفارق الحياة العام الماضى ، وقد سمع القصة كاملة رجال ميمون وهم يسترقون السمع خلف خيمة وهيبه سيدة نساء غجر تل النوادرى وزوجة سيهم وام ابنه ميمون .
جاءت هياف بحمالى ركائب التل القدامى وقدمت لكل منهم كيسا من الدراهم وكيسا من السكر ، وأمرتهم بالاقتراب من حظائر ميمون ، وماان تشممت الركائب رائحة قطع السكر حتى سرت الدماء فى اوصالها ، وعندما رأت اصحابها القدامى انطلقت اليهم عدوا لتدهس بأقدامها ميمون نوادرى وحلم رد اعباره وكرامة امه الغالية فتطوى آخر صفحة من صفحات حياته أسفل اقدام الركائب فى ثورتها للحصول على قطع السكر التى أدمنتها يوميا على ايدى الحمالين القدامى أصحابهم .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
=================================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق